logo

logo

logo

logo

logo

دار السلام

دار سلام

Dar es-Salaam - Dar es-Salaam

دار السلام

 

 
 
 

تقع دار السلام Dar es Salaam عند منتصف ساحل جمهورية تنزانيا الاتحادية على المحيط الهندي، حيث يتميز السهل الساحلي عند موقع المدينة باتساعه وانخفاض سطحه وارتفاع رطوبته. قامت المدينة على فروع مغمورة للأنهار، حيث تنمو غابات المنغروف حول المستنقعات الساحلية خاصةً، والسهل الساحلي هنا شديد الرطوبة في الفصل المطير الذي يمتد مابين شهري تشرين الأول وأيار.

تتمتع دار السلام بمناخ معتدل طوال أيام السنة، فمتوسط درجة الحرارة السنوي فيها 26 درجة مئوية، وأقصى درجة حرارة سُجلت في شهر شباط كانت بحدود 27.5 درجة مئوية، وأدنى درجة حرارة سُجلت في شهر آب بلغت 23.5 درجة مئوية. يصل متوسط كمية الأمطار السنوية فيها إلى 1050مم، إذ يصل المطر ذروته في شهر نيسان، وأقل الشهور مطراً هو شهر كانون الثاني.

تتمتع المدينة بحماية اليابس من الجهة الشمالية والشمالية الغربية، وهي عاصمة البلاد وميناؤها الرئيسي، كما أنها أكبر مدينة في تنزانيا، تتركز فيها الوظائف الاقتصادية والإدارية والسياسية. تتصل المدينة مع باقي مدن الدولة بشبكة من خطوط السكك الحديدية، تصلها بمدن الشمال والغرب، ففي الشمال هناك مدينتا تانجا وموشي، وفي الغرب توجد كل من مدينتي دودومة وطابورة التي يتفرع منها خط حديدي يصل إلى مدينة مونزا الشمالية، ثم إلى مدينة كيجوما في أقصى وسط غربي تنزانيا، هذا إضافة إلى شبكة من طرق السيارات التي تربطها مع سائر أنحاء البلاد الأخرى.

 

 

دار السلام

 

يعد ميناء دار السلام نافذة تنزانيا على العالم، حيث تصدر منه المنتجات الزراعية التي تؤلف 85% من صادرات تنزانيا والتي من أهمها البن والقطن، اللذين يعدان المحصولين النقديين الرئيسين في البلاد، إضافة إلى الشاي والفول السوداني واللحوم والجلود التي تنقل من دودومة لتصنع في دار السلام. وفي العاصمة جامعة تنزانيا الوطنية، كما يوجد فيها مصفاة نفط وحيدة تكفي حاجة البلاد. كما تعد دار السلام مركز جذب واستقطاب للسكان، يبدو ذلك جلياً من تسارع نمو أعداد السكان فيها، ففي عام 1950 لم يكن عدد سكانها يتجاوز 100 ألف نسمة، ارتفع هذا العدد إلى 1.7 مليون نسمة عام 1990، ووصل إلى 3.1 مليون نسمة عام 2000، لتصبح دار السلام من مجمعات المدن الكبرى في شرقي القارة الإفريقية.

إن سكان دار السلام كانوا خليطاً من العرب المسلمين الذين جاؤوا المنطقة للتجارة، فمنحوها الحضارة والعمران، ومن السكان الزنوج الأفارقة الذين كانوا يسكنون الداخل. ويذكر المؤرخون أن وفوداً أرسلها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان إلى ساحل شرقي إفريقيا، فأنشأت نحو خمسين مدينة، ويظهر أنها كانت بعوثاً للاستقرار وجلب الذهب والعاج، وكما يبدو أن مدينة دار السلام كانت إحدى هذه المدن التي بنتها تلك الوفود، إذ إن اسمها «دار السلام» ينم عن كونها مدينة إسلامية.

بقيت دار السلام تحت السيطرة البرتغالية حتى عام 1730، حيث طردهم منها سكان البلاد الأصليون، وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر، اشتد الصراع بين القوى الاستعمارية لبسط نفوذها على المدن الاستراتيجية في شرقي إفريقيا، وكان من نتائج هذا الصراع أن بسطت ألمانيا سيطرتها على السواحل الشرقية لتانغانيكا، وأسست مستعمرة سمتها مستعمرة شرقي إفريقيا الألمانية عام 1890، وفي حينها بسطت بريطانيا سيطرتها على زنجبار المجاورة وأعلنتها مستعمرة بريطانيا. وبعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، وُضعت المنطقة التي كانت خاضعة لألمانيا تحت وصاية عصبة الأمم التي انتدبت بريطانيا لإدارتها، وبذلك اكتسحت بريطانيا كامل أراضي تنزانيا، وبقيت كذلك حتى 29/12/1961، حين تحولت تانغانيكا إلى دولة مستقلة، وبعد عامين منحت بريطانيا زنجبار استقلالها. وبعد عام من ذلك تقريباً، أعلن اتحاد زنجبار مع تانغانيكا وتأسست جمهورية تنزانيا، حينما أعلن اسمها في 29/10/1964.

تعد مدينة دار السلام حالياً، مركز الصناعات الرئيسة في تنزانيا، كصناعة تعليب اللحوم ودبغ الجلود والصناعات النسيجية التي تتوافر مادتها الأولية في تنزانيا «مقاطعة فكتوريا».

إن اهتمام الأوربيين بمدن الساحل الشرقي لإفريقيا، ومنها دار السلام، أدى إلى الاعتناء بهذه المدينة، سواء من حيث توفير المياه النقية لسكانها وإمدادها بالكهرباء والغاز وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية، أو من حيث مؤشرات التنمية الاقتصادية والعمرانية، وعلى الرغم من أن هذه الأمور تتم على حساب الأقاليم الريفية والمدن الصغيرة الأخرى، فإن بعض المصادر تشير إلى أن نسبة الأسر الفقيرة في دار السلام قد وصلت إلى 23% من مجموع الأسر عام 1993، ونصيب الفرد من المساحة في هذه المدينة لا يتعدى 5م2، وأن 22% فقط من الأسر في هذه المدينة تصل المياه إلى مساكنها، وأن 6% فقط من الأسر تستفيد من الصرف الصحي، و37% من الأسر تصلها الكهرباء. إضافة إلى المؤشرات التي تنم على سوء الأحوال المعيشية في هذه المدينة نتيجة لتوسعها وامتدادها.

محمد صافيتا 

مراجع للاستزادة:

ـ ساطع محلي، إفريقية جنوب الصحراء (دمشق 1979).

ـ شاكر مصطفى، المدن في الإسلام حتى العصر العثماني (دار طلاس، دمشق 1997).

ـ فتحي محمد أبو عيانة، الجغرافية الإقليمية (بيروت 1985).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 107
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1083
الكل : 40487535
اليوم : 17350

الاستثمار الزراعي

الاستثمار الزراعي   الاستثمار الزراعي agricultural exploitation هو دمج عوامل الإنتاج المتوافرة في الزراعة (الأرض والعمل ورأس المال..) وتشغيلها بقصد إنتاج مواد زراعية لسدّ حاجات المستهلكين وللحصول على أفضل النتائج الممكنة. وتختلف هذه النتائج باختلاف النظام الاقتصادي السائد، ففي نظام الإنتاج الرأسمالي يجب أن يحقق الاستثمار الزراعي أفضل عائد اقتصادي ممكن؛ أي أكبر كمية كبيرة من الربح. أما في الإنتاج الاشتراكي فيجب أن يحقق الاستثمار الزراعي أفضل عائد اقتصادي واجتماعي في آن واحد. ويتم الاستثمار الزراعي في مشروعات زراعية تختلف عن المشروعات الصناعية من نواحي الشكل والتنظيم وسير العمل، غير أن مفهوم الاستثمار الزراعي يطابق في بعض الأحيان مفهوم الاستثمار الصناعي، فقد اتجه الكثير من الاستثمارات الزراعية نحو التركيز في الإنتاج الذي أصبح يتم وفق أسس صناعية (صناعة الدواجن، المجمعات الزراعية الصناعية وغيرها).
المزيد »