logo

logo

logo

logo

logo

الخط الحديدي الحجازي

خط حديدي حجازي

Al-Hijaz railway - Chemin de fer du Hejaz

الخط الحديدي الحجازي

 

 

محطة الخط الحديدي الحجازي في دمشق

 

الخط الحديدي الحجازي وسيلة هامة من وسائل النقل والمواصلات، أُنشئ الخط بتشجيع من ألمانية في أيلول عام 1900، في عهد السلطان عبد الحميد، لأسباب دينية وعسكرية وسياسية. لقي المشروع ترحاباً عظيماً وتأييداً في مختلف البلدان. يمر هذا الخط عبر سورية ولبنان فالأردن ثم السعودية.

افتتح السلطان عبد الحميد العمل في هذا الخط بالتبرع، وتبعه ملوك ورؤساء الدول الإسلامية. ففي سورية بدأ العمل في إنشاء الخط عام 1900 من نقطتين هما دمشق ودرعا، وأُنجز القسم البالغ طوله 123كم في أول أيلول 1903، ثم امتد أكثر ضمن الأراضي السورية فبلغ طوله 185كم من سرغايا إلى دمشق ودرعا (الحدود الأردنية - المفرق)، وكان يدار هذا الخط من قبل شركة فرنسية تدعى شركة شام حماة وتمديداتها (ش.ح.ت). وفي الأردن أُنجز الخط درعا - عمان بطول 227كم، وفي أواخر 1906 أُنجز القسم معان - المدورة بطول 114كم، وفي عام 1907 دخل القسم معان - تبوك بالاستثمار، وفي أيلول 1907، أُنجز الخط تبوك - مدائن صالح، وبلغ مجموع القسم المنفذ 1000كم، وأخيراً في الأول من أيلول 1908 وصل الخط إلى المدينة المنورة، بطول إجمالي قدره 1310كم.

ولهذا الخط أهمية اقتصادية تتمثل في إعمار المناطق الواقعة شرق نهر الأردن، وتطوير الزراعة، وتنشيط اقتصاد الجزيرة العربية، وتسيير أمور التجارة بين بلاد الشام والحجاز بحيث تزيد المبادلات بينهما بشكل أوسع، وأهمية اجتماعية تتمثل بتطوير الجماعات وتحضر القبائل المقيمة على طريق الحج، وأهمية استراتيجية تتمثل بربط إقليم بلاد الشام، وإقليم شبه الجزيرة العربية بالسلطة العثمانية مباشرة، وتأكيد سلطة الخليفة بالجنوب، وخاصة في الحجاز واليمن، وقطع دابر اللصوص والسيطرة على حركات القبائل المتمردة التي كانت منتشرة في تلك المناطق، ونقل الجيوش ومعداتها في الصحارى القاحلة بسرعة كبيرة.

تعرض مشروع إقامة الخط لمعارضة من القبائل، لأن إنشاءه قطع عنها الهبات التي كانت تأتيها مقابل عدم مهاجمتها للقوافل. وأدت المعارضة إلى توقيف المشروع وعدم وصوله إلى مكة. وقد بقي كذلك حتى دخلت الحرب العالمية الأولى فتوقف المشروع نهائياً عن الإكمال، وكان في تلك المدة مرتبطاً بوزارة الأوقاف. وبعد قيام الحرب العالمية الأولى، وُضع الخط تحت إشراف إدارة عسكرية، وبعد انتهائها عاد إلى أيدي السلطات المدنية.

وفي عام 1920، عَيَّن الأمير فيصل المدير العام وبعض كبار الموظفين، ثم قُسِّم الوطن العربي، ودخلت إليه قوات الاستعمار الأوربي، فقسمت الخط على الدول المار فيها، وأشرفت سلطات الاحتلال الفرنسية في سورية على استثمار القسم السوري حتى مطلع عام 1924، ولكن الخسائر كانت متلاحقة فقررت السلطات تكليف شركة (ش.ح.ت) استثماره إضافة لخطوطها تخفيضاً للنفقات، على أن تفتح له محاسبة منفصلة.

ولابد من الإشارة إلى أن الأقسام الواقعة في الأراضي السعودية، وخاصة بين معان والمدينة المنورة، خُرِّبت في أحداث الحرب العالمية الأولى، في حين بقيت الأقسام الأردنية سليمة. جرت محاولات لإصلاح الخط في المدة الواقعة مابين الحربين العالميتين، لكنها لم تعط ثمارها. وبعد الحرب العالمية الثانية تداعت الدول الثلاث: سورية - الأردن - السعودية، إلى إصلاحه مجدداً، واتفقت أخيراً على أعمال الإصلاح، على أن تتحمل نفقاته فيما بينها بالتساوي، وقد بدأت الأعمال فعلاً عام 1964، ثم عادت فتوقفت عام 1970.

وجرت محاولات لإصلاح الخط الحديدي الحجازي بين سورية والأردن والسعودية ضمن ما يسمى أعضاء DGMO للربط التكاملي بشبكات الخطوط الحديدية للبلدان: تركية - سورية - العراق - إيران - الأردن - مصر - السعودية، لكن حتى اليوم ظلت شبكاتها معزولة وتقتصر على الشبكة الداخلية، وتهتم باقتصاديات أقطارها، ونادراً ما يُشاهد خط متكامل لكامل أبعاد الدول الأعضاء. ويرى بعض المراقبين أن عدم إكمال الخط واسترجاع دوره يعود إلى أسباب سياسية خفية، فاستعادة الخط الحديدي الحجازي قد تكون تمرداً على التجزئة العربية، وهو ما لا تحبذه قوى إقليمية ودولية معينة.

محمد رفعت المقداد

 

التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 835
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 556
الكل : 31714093
اليوم : 68675

بلاسـا (بالنت-)

بَلاسا (بالِنْت ـ) (1551ـ1594م)   بالِنْت بَلاسا Bálint Balassâ  شاعر هنغاري، ولد في بلدة زوليوم Zólyom  في شمالي هنغارية من أسرة بروتستنتية أرستقراطية. كانت حياته محفوفة بالمخاطر في محاربة الأتراك العثمانيين ولاختلافه مع بعض أفراد أسرته الذين حاولوا حرمانه من ميراثه، وقتل في حصار إيسترغوم Esztergom. تلقّى بَلاسا علومه الأدبية على يد الكاتب الشاعر والمصلح الداعية اللّوثري بيتر بورنميزه  Peter Bornemisza ، واكتسب منه معرفته بفن الأدب الإتباعي.
المزيد »