logo

logo

logo

logo

logo

الحماميات

حماميات

Columbidae - Columbidés

الحمَاميات

 

الحماميات Columbidae فصيلة من الطيور تنتمي إلى رتبة حماميات الشكل Columbiform، فيها نحو 285 نوعاً من الحمام واليمام، يطلق اسم الحمام على الأنواع الكبيرة واليمام على الأنواع الصغيرة. وهي طيور جميلة مألوفة، سريعة الطيران، عضلاتها الصدرية قوية تساعدها على الطيران. منقارها محدب، تغطى نهايته بغشاء جلدي يسمى «اللحيمة» cire. ذيله يؤمن له الطيران السريع. غذاؤه الحبوب، وبعض أنواعه تأكل الثمار، والبعض الآخر يتغذى بالحشرات واللافقاريات الصغيرة. يشرب الحمام الماء بطريقة تختلف عن الطيور الأخرى, فهو لا يرفع رأسه للأعلى مع كل رشفة، كما تفعل معظم الطيور، بل يدفع منقاره في الماء حيث يرتشفه كما لو كان يستخدم ماصة.

حياة الحمام وطباعه

يفضل الحمام المناطق الدافئة الاستوائية، ويبتعد عن المناطق القطبية الباردة، لهذا فهو قليل في كندا واسكندنافيا وغيرها من المناطق الجليدية. وقد تكيف الحمام مع بيئته الخاصة فهو يبدي كثيراً من التبدلات اللونية في رياشه منسجماً مع ألوان الطبيعة، ويزهو برياشه العُرْسِيَّة في فترة النشاط الجنسي.

يبني الحمام أعشاشه فوق الشجر، وهناك نوع واحد هو يمام الصخر يبني أعشاشه على المنحدرات الصخرية أو فوق نتوءات المباني وأعتابها، ويبني بعضُها أعشاشَه فوق الأرض، أو يستخدم أعشاش الطيور الأخرى.

يصدر الحمام أصواتاً عذبة تعرف بالهديل، وعن طريقها يتم التفاهم فيما بينها، وخاصة في مرحلة التكاثر.

يتمتع الحمام، سواء كان أليفاً أو برياً، بعادات اجتماعية معينة. فهو يتحرك جماعياً، ويتقاتل قليلاً في فصل التكاثر. ويبدأ النهار عادة بهديل جماعي، ثم ينطلق للتفتيش عن الغذاء والشراب، ثم يعود إلى مجثمه الذي انطلق منه ليمضي فترة الحر، وينطلق ثانية بعد الظهر طلباً للغذاء والشراب، ليعود لمرقده يقضي الليل بطوله. وهذا ما جعله أسير المكان، كما في الحمام الزاجل الذي يعود إلى المكان الذي نُقِلَ منه.

يتكاثر الحمام في الربيع والصيف. وهو أحـادي الزيجـة monogamous إذ تلازم الأنثى ذكراً واحداً طيلة حياتها تقريباً. وهذا ما يلفت النظر بين الحيوانات التي تعيش عادة في مجموعات. يبدأ الذكر غَزَلُه بالتصويت عالياً متبختراً أمام الأنثى. وهو يُصْدِرُ في أثناء الغزل أصواتاً كالقرقرة تبدو وكأنها فقاعات صادرة من حوصلته. وفي مرحلة تالية يبدي الذكر حركاتٍ تبدو وكأنه ينحني للأنثى، ويصدر أصواتاً كأنه يكلمها. وفي أثناء ذلك تحني الأنثى رأسها وتوجه منقارها نحو الأسفل تجاوباً مع الحركات المماثلة من الذكر. ويهدأ القرينان بعد ذلك قليلاً، يقوم أحد القرينين في أثنائها، ويكون عادة الذكـر وأحياناً الأنثى، بإمرار منقاره بلطف على ريش رأس القرين. وفي هذه الأثناء يُخْرج الذكر بعض «الحليب» من حوصلته الذي تبتلعه الأنثى، ويعتقد أنه يحتوي على بعض الهرمونات التي تحرض غددها التناسلية ويجعلها قادرة على التجاوب.

تستمر هذه الحركات عدة أيام يتبعها تحضير العش، الذي يقوم الذكر بدور فاعل فيه، فينتقي المكان على شجرة أو ثغرة في الصخر، ويجمع بعض الأغصان والمواد الأخرى التي تقوم الأنثى بترتيبها فيه.

تضع الأنثى عادة بيضتين في كل مرة، تكون بيضاء موشّحة باللون الأزرق، يتناوب الذكر والأنثى في حضنهما، الأمر الذي يبدأ عادة بعد وضع البيضة الثانية. ويستمر الحضن سبعة عشر يوماً تقريباً. ويفصل بين ظهور الفرخين عادة  يوم أو يومان. وتكون الصغار الناقفة عارية إلا من بعض الخيوط الريشية والزغب، عمياء لا تستطيع الحراك، لكن سرعان ما تفتح عيونها لتتغذى بـ «حليب» الأم الذي تفرزه حوصلتها، ثم بالبذور والثمار الطرية. ويحافظ الأبوان على الصغيرين دافئين طيلة عشرة أيام تقريباً، ينمو فيها الريش. ويصبح الصغيران قادرين على الانطلاق بعد شهر تقريباً، ومع ذلك فإنهما يبقيان في العش تحت رعاية الأبوين لفترة أطول من ذلك.

ينطبق الوصف السابق على الحمام الأهلي، كما ينطبق على كل أنواع الحمام واليمام، مع اختلافات بسيطة تتعلق ببعض التفاصيل مثل فترة الحضن وغير ذلك.

أنواع الحمام

ثمة مجموعتان رئيستان من الحمام، هما الحمام البري والحمام الأليف. ويقوم الإنسان عادة بتربية الحمام الأليف.

الحمام البري: ويوجد منه ما يقارب 300 نوع، إلا أن الأنواع المعروفة منه محدودة، من أهمها:

 

الشكل (1) الحمام المطوق

الشكل (2) ترغل الغابة

ـ الورشان Columba palumbus الذي يسمى أيضاً حمام الغابة لأنه يعيش في الغابات والحدائق. وهو أكبر الأنواع الأوربية، ريشه رمادي، وعلى صدره بقع حمر براقة، وهناك بقع بيض على الجناحين، وعلى جانبـي العنـق ياقة سوداء محفوفة بالريش الأبيض تشكل حوله حلقة، لذلك يسمى أيضاً الحمام المطوّق (الشكل-1)، وهو منتشر في أوربة يهاجر منها شتاء نحو شمال إفريقية ليمضي الشتاء فيها، كما يكثر في وسط آسيا وغربها.

ـ اليمام Columba aenas، وهو حمام بري  يعيش على الأشجار، صغير الحجم ويميل إلى اللون الأزرق أكثر من حمام الغابات وبدون بقع على الرقبة والصدر.

ـ الحمام الطوراني Columba livia، ويسمى أيضاً يمام الصخر لأنه يبني أعشاشه على الصخور أو في المناطق الجبلية، كما يسمى أيضاً حمام باريس أو المدن، حيث يوجد بكثرة ويقوم الإنسان بتغذيته. وهو يكثر في مصر وبلاد الشام وفي أوربة ووسط آسيا وغربها وفي الهند. يشبه اليمام من حيث الحجم، لكن لونه أزرق داكن ولون ريش رقبته أخضر لامع بنفسجي، وعلى كل جناح شريطان أسودان، ومؤخرته بيضاء عليها رياش سوداء اللون. وهو أصل السلالات الأهلية.

ـ ترغل الغابة Streptopelia turtur، ويسمى في مصر القُمْرِيَّة (الشكل-2). وهو يعيش في الأرياف، منتشراً في جنوب أوربة وغرب آسيا وشمال إفريقيا. وهو أصغر أنواع الحمام الأوربي، وأصغر رأساً وأطول رقبة منه. منقاره مستقيم ويميل ريشه نحو اللون البني الأحمر، وعلى جانبي العنق ثلاث أو أربع أشرطة سوداء على أرضية بيضاء. تغادر أوربا شتاء نحو إفريقية لتعود في السنة اللاحقة. يذكر منها الترغل التركي الذي اكتشف في فرنسة، وترغل البراري الذي يُحْفَظُ في أقفاص وأصله إفريقي، ويوجد في منطقة البحر المتوسط.

الحمام الأليف

الحمام الأليف متعدد العروق، ويعتقد العلماء أنها استمدت أصولها كلها من الحمام الطوراني (يمام الصخر البري). وعني الإنسان بتربية الحمام منذ آلاف السنين لأغراض مختلفة ،كالغذاء وحمل الرسائل والسباقات والترفيه والاستعراض.

أقربها إلى الأصل الحمام الروماني، وهو أكبر أنواع الحمام الأليف، ويعرف بحلقته الحمراء حول العين.

الشكل (3) الحمام مروحي الذيل

أما الحمام المتدحرج فهو خليط من عدة سلالات، تشترك كلها بميزة قدرتها على الالتفاف للخلف بحركات بهلوانية فجائية ملفتة للنظر في أثناء الطيران أو على الأرض.

ويمتاز الحمام اليعقوبي باتجاه رياش رأسه وعنقه نحو الأمام بشكل القلنسوة.

يلفت النظر الحمام مروحي الذيل (الشكل-3) بذيله الكبير المؤلف من عدد من الرياش الذي يصل إلى 42 ريشة يستطيع فردها بشكل المروحة، مائلاً رأسَه نحو الخلف بحيث يلامس مروحته الذيلية، وهو يتميز ببلعومه الكبير جداً، خصوصاً لدى الذكر، الذي ينفخه بالهواء على نحو يختفي معه الرأس، فيتنقل متمايلاً مزهواً بمنظره جارّاً وراءه ذيله. وهناك أيضاً الحمام الهزاز.

الحمام الزاجل

انحدر الحمام الزاجل من الحمام البري. يستطيع الطيران بسرعة تراوح بين 45-90 كم/سا. ويمتاز بقدرته على العودة إلى مكـان انطلاقـه دون خطأ، لذلك استخدم في الأيام الغابرة وسيلة لنقل الرسائل السرية. والحمام المدرّب جيداً يستطيع العودة إلى مكان انطلاقه الذي يبعد مئات الكيلومترات، حتى في الليالي المظلمة. ويحكى أن حماماً زاجلاً عاد إلى موطنه الأصلي الذي يبعد نحو 450 كيلومتراً. وهو يستطيع الطيران مسافات طويلة تصل إلى 1000 كم من دون توقف للشرب أو الأكل.

ولا يعرف الكثير عن آلية توجه الحمام. ولاشك أن النظر لا يمكن الاعتماد عليه في ذلك لأن الحيوان يطير بسهولة نحو هدفه في الليالي المظلمة، ويقال إنه يتمتع بحس مغنطيسي يوجهه مستعيناً بالمغنطيسية الأرضية. وقد تقوم القنوات نصف الهلالية في الأذن بدور أساسي في توجيه الحيوان. وقد بينت التجارب أن الطائر لا يفقد حس التوجه في أثناء العواصف المغنطيسية، كما أنه لا يتأثر بموجات الراديو. ويعتقد اليوم، بناء على نتائج تجريبية، أن توجه الحيوان يعتمد على قدرة الحيوان الغريزية على ربط ارتفاع الشمس بحركتها. وهناك بعض المعطيات التي تشير إلى إمكانية وجود آلية ملاحةِ تتعلق، في الليل، بالنجوم والقمر.

للحمام الزاجل شهرة خاصة عند العرب والمسلمين، فقد استخدم أول مرة في الموصل في العراق لنقل الرسائل، ثم في مصر في عهد العباسيين والفاطميين. وقد نظمت لذلك خطوط خاصة بين عدد من عواصم البلدان العربية والإسلامية ومدنها لنقل الرسائل المستعجلة، أهمها ما بين مصر والشام في عهد نور الدين محمود (1146م) حيث أُعِدَّ لها محطات ذات أبراج كل 21كم. وهناك خطوط فرعية، منها خط القاهرة دمشق عن طريق غزة والقدس وبعلبك.

وقد استخدمه قدماء المصريين والفرس في نقل الرسائل منذ 3000 سنة، وفي اليونان كان الحمام الزاجل ينقل أخبار الألعاب الأولمبية، واستخدمه الرومان لنقل الأخبار العسكرية، والفرنسيون لنقل أخبار الحرب الفرنسية البروسية، وقام الألمان بتدريب الصقور للإمساك بها، واستخدمه الأمريكان في الحرب العالمية الأولى والثانية وفي الحرب الكورية.

هجرتها

تنتشر الحماميات في الكثير من أصقاع الأرض، لكن بعض أنواعها تمارس هجرات طويلة بغية الحصول على الدفء، مثل طيور ترغل الغابة التي تهاجر شتاء من أوربا لتقضي الشتاء في إفريقية وتحديداً في الصحراء الجنوبية، ويذكر كذلك الورشان  الاسكندنافي الذي يهاجر شتاء إلى فرنسة وإسبانية وأمريكة.

بالمقابل هناك بعض الحمام لا يقطع في هجرته سوى مسافات قصيرة.

الحمام والإنسان

يصطاد الإنسان الحمام للغذاء أو الرياضة، وفي البحوث العلمية يستخدمه أنموذجاً لدراسة سلوك الطيور. وهو يكثر في معظم الساحات الكبيرة في المدن، حيث تتجمع في أسراب بأعداد كبيرة يستمتع الزوار والأطفال بإطعامها. لكن مخلفاتها، بسبب غزارتها، قد تسبب إزعاجاً كبيراً للسكان، فتكلفهم مبالغ طائلة لتنظيفها، وقد تسبب تآكل الحجر بسبب حمض البول المركّز فيها، إضافة لنقلها بعض الأمراض.

بشير الزالق 

مراجع للاستزادة:

 

- J.Drost, La vie des oiseaux.Tome II, Vol.13 (Ed. Rencontre, Lausanne 1971).


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 517
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1081
الكل : 40490196
اليوم : 20011

الطالوي (درويش محمد-)

الطالوي (درويش محمد ـ) (950 ـ 1014هـ/1543ـ 1606م)   أبو المعالي درويش محمد، أو محمد درويش بن أحمد، أو ابن محمد الطالوي، نسبة إلى جده لأمه علي بن طالو الأرتقي الدمشقي التركي الأصل. قدم والده مع جيش السلطان سليم عند دخوله دمشق، ومنح إقطاعاً فيها، ثم هرب منها عندما عجز عن تسديد المال المترتب على إقطاعه.
المزيد »