logo

logo

logo

logo

logo

حورس

حورس

Horus - Horus

حورس

 

 

تمثال الملك خفرع

يحميه حورس بصورة صقر

يعد الإله حورس Horus من أقدم الآلهة التي عُبدت في مصر القديمة، وقد جسد المصري القديم الإله حورس بالصقر. يعتقد الباحثون بأن الموطن الأصلي للإله حورس هو المنطقة العربية الواقعة إلى الشرق من مصر عامة ومنطقة شبه الجزيرة العربية خاصة، وقد جاء إلى مصر في عصر ما قبل الأسرات مع مهاجرين أطلق عليهم الباحثون اسم «شمسو حور» أي عُبَّاد حورس أو أتباع حورس. وعرف الباحثون موطنهم وموطن إلههم الأصلي من دليلين اثنين، الأول يتضمن الآثار التي عثروا عليها عند نهاية الطريق الممتد من ميناء القصير على البحر الأحمر إلى مدينة «قفط» على نهر النيل، وتتكون هذه الآثار من الأختام الأسطوانية والفخار ورسوم السفن، يضاف إلى ما سبق أسلوب البناء، وكل هذه الآثار متأثرة تأثراً واضحاً بالحضارة الرافدية القديمة.

وبناء على ما سبق، استنتج علماء الآثار أن موطن المهاجرين كان في الجزيرة العربية، وقد هاجروا منها، ودخلوا مصر، ربما عن طريق وادي الحمامات في نهاية عصر جرزه (نحو 3400ق.م)، وقد أكد هذا الاستنتاج التأثير اللغوي العربي الكبير في اللغة المصرية القديمة. أما الدليل الثاني فهو تطابق تسمية الصقر في اللغة المصرية القديمة مع تسميته في اللغة العربية، فقد جاء في كتاب الدميري «حياة الحيوان» عن الحر، حيث قال الدميري نقلاً عن ابن سيده ما يأتي: «الحر ... الصقر والبازي»، وقال ابن سيده «الحر طائر أنمر أصقح قصير الذنب عظيم المنكبين والرأس، وقيل أنه يضرب إلى الخضرة وهو يصيد»، وكل هذه الأوصاف تنطبق على الإله حورس المعروف في الآثار المصرية.

لقد عُبد حورس المجسد بالصقر على أنه إله السماء، وتمثل إحدى عينيه الشمس وتمثل العين الأخرى القمر، ويلمس طرفا جناحيه آخر حدود الأرض. وقد حكم الملك المصري القديم مصر ممثلاً للإله حورس على الأرض، أي الملك حورس الحي.

أما صلة حورس بالملوك، فهي وثيقة وعظيمة، تأسست منذ عصر الأسرة الأولى، حيث أقام ملوك المصريين من الأسرتين الأولى والثانية نصباً من الحجر على شكل مستطيل، ووضع كل ملك من الأسرتين المذكورتين النصب أمام مدخل مصطبته، وقد أطلق علماء الآثار على هذا النصب اسم «اللوحة الجنزية»، نقش على وجه اللوحة الأملس السرخ (واجهة القصر الملكية - العربية: الصرح)، ونقش فوق الصرح اسم الملك، ثم أُحيط السرخ واسم الملك بمستطيل يمثل السور الذي يحيط بالقصر، ونقشت صورة الصقر (حورس) في أعلى اللوحة الجنزية، وقد رمز بهذا إلى حماية الإله حورس التي يسبغها على القصر وعلى ساكنه الملك، وقد أطلق الباحثون على اسم الملك في هذه اللوحة تسمية الاسم الحوري (الحوروسي) للملك.

وللدلالة على الصلة الوثيقة بين الإله حورس والصقر، نشير إلى أن المصري القديم نقش صورة الإله حورس خلف رأس الملك، ليشير إلى حماية الإله للملك، وإلى الصلة الوثيقة بينهما، وخير مثال على هذا تمثال الملك خفرع من الأسرة الرابعة. وللدلالة على الصلة الوثيقة أيضاً بين الإله والملك، يشار إلى دخول اسم الإله حورس في الألقاب الملكية منذ عصر الأسرة الرابعة.

ولابد من الإشارة إلى الأسطورة التي ارتبطت بالإله حورس والإله ست، وقد اختلفت رواياتها حسب الزمان والمكان، ولكنها حملت المعاني نفسها، التي من أشهرها الصراع على الحكم بين الشمال والجنوب، أو تجدد الحياة والدورة الزراعية في مصر القديمة. ومن الجدير بالذكر، أن أبطال الصراع كانوا من الملوك المؤلهين (أوزير، إيزيس، حورس، ست).

وأخيراً لابد من الإشارة إلى المظاهر المتعددة للإله حورس التي من أهمها «حورختي» و«حور» و«حور الطفل» Harpocrates و«حورنخن» HrNhncy وحورس الادفوي أي المنسوب إلى مدينة ادفو = حور بحدتي وحور سما تاوي أي حور موحد الأرضين.

محمود عبد الحميد 

مراجع للاستزادة:

 

ـ محمود عبد الحميد أحمد، الهجرات العربية القديمة من شبه الجزيرة العربية وبلاد الرافدين والشام إلى مصر (دار طلاس، دمشق).

ـ الموسوعة المصرية، تاريخ مصر وآثارها، ج1، المجلد الأول.

- A.Gardiner, Egyptian Grammar (London).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : دين
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 658
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 502
الكل : 31645829
اليوم : 411

داغرمن (سـتيغ-)

داغرمن (ستيغ -) (1923-1954)   ستيغ داغرمن Stig Dagerman  هو الاسم الذي اتخذه في السنة الأخيرة من دراسته الثانوية كاتب القصة القصيرة والروائي والمسرحي السويدي ستيغ أندرسُن Stig Andersson، وهو من أبرز ممثلي حركة «جيل الأربعينات» fyrtiotalisterna ذات التوجهات الوجودية[ر] في السويد. ولد في بلدة إلفكارلِبي Älvkarleby وتوفي في إنِبِبري Enebyberg بالقرب من ستوكهولم. نشأ داغرمن في الريف لدى جدته وجده لأبيه الذي كان مزارعاً صغيراً، بعد أن تخلت عنه أمه بعد ولادته مباشرة. وكان في الثامنة من عمره حين انتقل إلى ستوكهولم للعيش مع والده الاشتراكي، وواكب أحداث عصره وعايش حياة الطبقة العاملة وكفاحها من أجل حياة كريمة.
المزيد »