درسدن
درسدن
Dresden - Dresde
درسدن
![]() |
تعد درسدن Dresden من المدن الشهيرة في جمهورية ألمانيا، وهي عاصمة ولاية سكسونية الحرة Sachsen التي تصل مساحتها إلى 18.4 ألف كم2 تقريباً وعدد سكانها 4.6 مليون نسمة (إحصاء عام 1994).
ومدينة درسدن من المدن الألمانية القديمة، إذ نالت اسم مدينة منذ سنة 1216م، كما توصف بأنها لؤلؤة فن الباروك، ذلك الفن المعماري الراقي الذي عرفته أوربا في القرن السابع عشر وظل سائداً حتى القرن الثامن عشر. كانت درسدن منذ عام 1485 حتى عام 1918 مقراً للحكام الذين كانوا يسيطرون على مناطق واسعة من أوربا، حيث كانت مناطق نفوذهم تدعى بالألب الفلورنسية Elbflorenz، كما كانت مقراً لملوك سكسونية الذين أنجزوا قانون حماية مملكة الراين عام 1849، وفي عام 1918 صدر قانون قيام جمهورية ساكسن. وفي 13 و14 شباط من عام 1945، دمرت المدينة بالقصف الجوي من طائرات بريطانية وأمريكية، حيث خربت أجزاء كبيرة من أحياء المدينة العريقة. وفي عام 1952 أصبحت المدينة إحدى محافظات جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقاً، ومنذ ذلك التاريخ بدئ بإعادة إعمار المدينة والأجزاء المدمرة من أحيائها، وبعد أن توحدت جمهورية ألمانيا الديمقراطية مع جمهورية ألمانيا الاتحادية في عام 1990، أصبحت مدينة درسدن عاصمة ولاية سكسونية الحرة التي تكونت من جديد بعد توحيد ألمانيا، وفي عقد التسعينات من القرن العشرين تطورت المدينة بسرعة لتصبح واحدة من أهم مراكز الصناعات الدقيقة في ألمانيا الموحدة.
![]() |
بلغ عدد سكان مدينة درسدن بحسب إحصاءات عام 1998 نحو 459 ألف نسمة، وبالقرب من درسدن تقع ضاحية مايسن، وفي هذه الضاحية أُقيمت مصانع الخزف الألماني الشهير منذ عام 1710، والتي مازالت تعمل حتى اليوم، والألمان يدعونه بالذهب الأبيض وله شهرة عالمية، إضافة لذلك هناك ضواحي المدينة في جبال إرتزغيبرغ Erzgebirge التي تشتهر بأعمال الحفر والحرق على الخشب وحياكة قطع الزينة، وحديثاً وفي ضواحي درسدن أعيد إنشاء مصنع سيارات فولكسفاغن طراز بولو.
توجد في مدينة درسدن، إضافة للصناعات الثقيلة، كصناعة السيارات وعربات السكك الحديدية والصناعات المعدنية، أنواع الصناعات الخفيفة، كصناعة الألبسة والصناعات الغذائية التي تمد بها سكانها ومحيطها معاً، وفيها أيضاً صناعة مدافئ الفحم الحجري التي تمد بها المنازل في المدينة، إضافة لصناعة القصدير الشهيرة في درسدن.
عدا عن الصناعات الموجودة في المدينة، فإن محيطها يعد زراعياً تقوم فيه زراعة القمح والخضار والشوندر السكري وزراعة أشجار الفاكهة، وخاصة أشجار التفاح والكرز والكروم التي تمد ثمارها صناعة الخمور في المدينة، كما تقوم تربية الحيوانات في المناطق المجاورة لها، حيث تستخدم بكثرة حتى اليوم في المناطق الجبلية.
وتعد درسدن من المدن التي يقصدها السياح من خارج ألمانيا وداخلها لقضاء أوقات الراحة في متنزهاتها ومنتجعاتها الجبلية، منطقة الجبال الوسطى Mittelgebirge في سلسلة جبال الإرتز، ذات المناظر الخلابة المطلة على نهر الإلب، إضافة لكونها مدينة الصناعات المختلفة، فإنها تعد أيضاً مدينة البحث العلمي والثقافة حيث توجد فيها مراكز التأهيل المهني والصناعي، وهي مركز الصناعات الإلكترونية والأدوات الكهربائية والكيميائية والصيدلانية وللصناعات الخفيفة المتعددة. وتعد مدينة درسدن عقدة مواصلات مائية وبرية وجوية هامة، لامتدادها على جانبي نهر الإلب الذي يصلح للملاحة لمسافات طويلة، وهي من المدن التي تؤمها قطارات من الدول المجاورة من جهة الشرق لألمانيا، إضافة لمطارها الذي يعد من المطارات العالمية في منطقة الإلب.
تحوي مدينة درسدن مدارس عليا وجامعات ومعاهد ومسارح ومتاحف، ومن أشهر جامعاتها جامعة درسدن التقنية Technische Universitat Dresden التي تعد أشهر جامعة تقنية في جمهورية ألمانيا، وللموسيقى في المدينة نصيب كبير، حيث توجد فيها دار «سيمبر» التي تعد أحدث وأجمل دور الأوبرا الألمانية معمارياً، إذ بُنيت على الطراز المعماري لعصر النهضة الإيطالي المتأخر، وإضافة لدار الأوبرا هذه هناك المتاحف ومعارض الفن بمختلف أشكاله، إذ يعد متحف قصر «سفينكر» واحداً من أشهر المتاحف العالمية، إذ يحوي لوحات فنية رسمها كبار فناني عصر النهضة الأوربية، وحول لوحاته تنسج الحكايات لما فيها من فن الإبداع الذي قل نظيره، هذا إضافة لمكتباتها وما تضمه من نفائس الكتب والمخطوطات الألمانية والعالمية.
تتمتع مدينة درسدن بمساحات خضراء واسعة قلّ مثيلها في باقي المدن الألمانية، وهي متنفس لسكان المدينة في العطل والأعياد إذ تقام فيها مختلف مباهج الزينة خاصة أيام عيد الميلاد. وهناك حديقة كبرى في محيط المدينة تضم أنواعاً متعددة من الحيوانات الأليفة والبرية من شتى بقاع العالم، يقصدها المتنزهون لقضاء أوقات مسلية بمشاهدة الحيوانات والطيور والأسماك والزواحف الموجودة في مختلف أرجاء المعمورة، وقد هيأت لها البيئات المناسبة والمشابهة لبيئاتها الطبيعية الحقيقية. يشاهد الزائر لمدينة درسدن عدداً من الكاتدرائيات والكنائس ذات الطرز المعمارية المختلفة، ولعل من أشهرها كاتدرائية هوفكيرشا وكاتدرائية كنيسة الصليب وكاتدرائيات عصر النهضة المتأخر، كما يوجد في المدينة معارض دائمة للرسوم وقصر للثقافة بُني على أحدث الطرز. ولعل من أبرز معالم درسدن الحالية برج التلفاز الحديث الذي يرتفع إلى 252م.
محمد صافيتا
مراجع للاستزادة: |
ـ تسايت إم بيلد، أضواء على جمهورية ألمانيا الديمقراطية (برلين 1982).
ـ محمد توفيق سماق، العالم أواخر القرن العشرين (دمشق 1998)..
التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 236
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- الأستاذ طارق علوش في ذمة الله
- إعلان
- الدكتور فيصل العباس في ذمة الله
- صدر المجلد السابع من موسوعة العلوم التقانات
- صور من الجناح الخاص بالموسوعة العربية في معرض الكتاب
- نشرت صحيفة الثورة بعددها الصادر بتاريخ 2/2/2016 مايلي
- التقت الثورة الدكتور محمود حمود رئيس موسوعة الآثار في سورية ومدير آثار ريف دمشق لتقلب معه صفحات عدة حول موسوعة الآثار السورية. فكان اللقاء التالي:
- دور النشر والمكتبات المعتمدة لتوزيع الموسوعة العربية
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 14427801
اليوم : 4444
المدرسة المتعددة التقنيات
المدرسة المتعددة التقنيات يطلق على المدرسة متعددة التقنيات polytechnic school أسماء متعددة، منها المدرسة الشاملة comprehensive school في النظام الرأسمالي، والبوليتكنيك polytechnic في النظام الاشتراكي، وجميع هذه المدارس تسعى إلى الربط بين الأسس النظرية للعلوم في عصر الصناعة وتطبيقاتها التقنية في الأعمال اليدوية. وقد دعت إلى هذا النمط من التعليم مؤتمرات اليونسكو والتربية في السبعينات والثمانينات لتحسين الحياة في الحاضر والمستقبل، ومواكبة تطور التقنيات والمهن في المدارس العامة والحرفية والمهنية، وكذلك لمواكبة التغيرات السريعة في عصر المعلومات في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين. وقد تحول الاهتمام بالتعليم المتعدد التقنيات في عصر المعلوماتية إلى التقنيات الإلكترونية. المزيد »المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون