logo

logo

logo

logo

logo

خليفة (آل-)

خليفه (ال)

Al khalifah - Al khalifah

خليفة (آل ـ)

 

آل خليفة أسرة عربية، ينتمي إليها حكام دولة البحرين اليوم.ينتسب آل خليفة إلى العتوب، والعتوب: حلف يضم بطوناً وأفخاذاً تنتمي لعدة قبائل عربية، هاجرت من مرابعها في الهدار في نجد، واستقرت على ضفاف الخليج العربي. وأقدم من أوضح ذلك هو الشيخ عثمان بن سند المتوفى عام 1224هـ/1826م، حين تكلم عن الكويت فقال: سكنها بنو عتبة ولهم في عنزة بن أسد نسبة. والذي يظهر أنهم متباينو النسب، لم تجمعهم في شجرة أم وأب، ولكن تقاربوا فنسب بعضهم لبعض، أما أقدم من ذكر العتوب في البحرين فهو مخطوط «لؤلؤتي البحرين وقرتي العينين» ليوسف بن أحمد الدرازي المتوفى سنة 1186هـ/1772م، إذ أورد ذكر وقعة حدثت في البحرين، كان العتوب طرفاً فيها، وذلك في حوادث سنة 1112هـ/1700م، وقد أرخ هذه الوقعة بكلمة (شتتوها). كما أن وثيقة عثمانية مؤرخة في 21 رجب 1113هـ/كانون الأول 1701م، كتبها والي البصرة وأسهب في ذكر العتوب الذين كانوا في البحرين، وذكر عددهم نحو ألفي بيت ولهم سفن، عليها رجال مسلحون، ثم استقروا في القرين (الكويت)، ومنهم آل خليفة وآل صباح والجلاهمة وأسر عربية موالية.

أما آل خليفة فنسبة إلى جدهم الأكبر «الشيخ خليفة بن محمد»، وهو أول من هاجر من نجد وسكن الكويت، كما هاجر معه بعض البطون والأفخاذ لقبائل أخرى ضمتهم العتبية. ومن آثاره المسجد الذي بناه في الكويت، المعروف بمسجد آل خليفة. وقد خلفه بعد وفاته (1120هـ/1708م) ابنه الشيخ محمد بن خليفة، وهو الذي عاش ردحاً من الزمن في الكويت ثم انتقل إلى موضع «الزبارة» عام 1762م، وبنى فيها قلعة، وكان يملك سفناً كثيرة ويتمتع باحترام قبيلته، وتزوج من آل صباح فرزق بابنه خليفة وتوفي عام 1772م.

 
 
 

 
 
 

أما الشيخ خليفة بن محمد ثالث شيوخ آل خليفة، فكان ورعاً تقياً أديباً وشاعراً، تقدمت البلاد في عهده تجارياً وثقافياً، نتيجة لهجرة العلماء إلى الزبارة من البلاد المجاورة، وقد توفى في أثناء تأديته فريضة الحج، فخلفه أخوه الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة، الذي تمكن من دحر هجوم الشيخ نصر آل مذكور، المتولي على بوشهر والبحرين، وأسر بعض أتباعه وعائلته الذين أكرمهم وأعادهم إلى عزيمه، ثم تقدم الشيخ أحمد إلى البحرين فحررها عام 1197هـ/1783م، ولقب بالفاتح، وتوفي عام 1795م، وخلفه ابنه الشيخ سلمان، وكان حازماً عادلاً أحبته الرعية ودانت له القبائل وتعرضت المنطقة لأخطار أجنبية ومحلية، ووقّع مع بقية شيوخ الخليج معاهدة سلام مع الإنكليز عام 1820م، وخلفه أخوه الشيخ عبد الله بن أحمد، وكان عهده عهد أطماع الدول الأجنبية، وساءت الأحوال، ثم تسلم الحكم حفيد أخيه الشيخ محمد بن خليفة، الذي أبعده الإنكليز إلى الهند عام 1868م وخلفه أخوه الشيخ علي بن خليفة، الذي قتل في معركة الرفاع عام 1869م، وخلفه ابنه الشيخ عيسى بن علي، وهو من أشهر حكام آل خليفة تربى على أيدي مشاهير علماء عصره. وقد أُسست أول مدرسة في البحرين في عهده عام 1919م، وتطورت المؤسسات الإدارية والقضائية، وتوفي عام 1932، فخلفه ابنه الشيخ حمد بن عيسى، الذي عرف بذكائه وحكمته وعلمه، وفي عهده اكتشف النفط وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ البحرين. وخلفه بعد وفاته عام 1942 الشيخ سلمان بن حمد، الذي ازدهرت البلاد في عهده على مدى عشرين سنة، فبنى المدارس وطور الاقتصاد والإدارة والمشروعات العمرانية والبلدية، توفي عام 1961م، وخلفه ابنه الشيخ عيسى بن سلمان الذي خلد اسمه في التاريخ مع الذين عمروا بلادهم وأشاعوا فيها الأمن والأمان والتقدم الحضاري، فكان صانعاً لتاريخ البحرين الحديث،ولد في حزيران عام 1933، وتلقى تعليمه على أيدي علماء عصره ومجالس جده وأبيه، فنشأ نشأة عربية إسلامية، إضافة إلى إجادته الإنكليزية لدراسته في بريطانيا،وقد تطورت البلاد على يديه في شتى المجالات الاقتصادية والإدارية والاجتماعية والثقافية والسياسية. ومن أهم الأحداث في عهده إعلان استقلال البحرين في 14 آب 1971، وانضمامها إلى جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة. وصدر مرسوم بتسمية دولة البحرين وأمير البحرين، وَوضْعِ دستور حديث ومتطور يكفل المبادئ الديمقراطية، وانعقاد أول مؤتمر قمة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وفي عهده تم إنشاء جسر الملك فهد الذي يربط البحرين بالمملكة العربية السعودية في 26/11/1986. وكان حريصاً على استقلال بلاده وتوثيق الصلات مع البلدان العربية، والتأكيد على القضية الفلسطينية. وقد توفي في آذار عام 1999، فخلفه ابنه وولي عهده الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، المولود في كانون الثاني 1950، والذي تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في البحرين، وأتم دراسته في كمبردج ثم في الكلية الحربية قبل أن يعود إلى البحرين ويتبوأ منصب القائد العام لقوة دفاعها عام 1968، وقد صدر في عهده ميثاق العمل الوطني ودستور البلاد 2002، الذي حوّل البحرين إلى مملكة عربية إسلامية مستقلة ذات حكم ملكي وراثي دستوري، كما تم في عهده تسوية النزاع الحدودي مع قطر2001، وهو يمارس صلاحياته الدستورية بوصفه ملك البحرين، وإلى جانبه رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة الذي تولى كثيراً من المناصب الوزارية والإدارية المهمة منذ عام 1957، وكان له أثر مهم في بناء القاعدة الاقتصادية البحرينية.

وهناك أخيراً ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة (المولود عام 1969)، الذي تلقى علومه الجامعية في الولايات المتحدة وبريطانيا، وهو يشغل حالياً منصب القائد العام لقوة دفاع البحرين، ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة.

علي عبد الرحمن أبا حسني 

مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن سند، سبائك العسجد (بومباي 1897).

ـ علي أبا حسين، مسيرة الخير والعطاء (البحرين 1993).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 892
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 556
الكل : 31211622
اليوم : 36779

تقي الدين محمد بن معروف

تقي الدين محمد بن معروف (نحو 932 ـ 993هـ/1525 ـ 1585م)   تقي الدين محمد بن معروف بن أحمد، عالم فلكي، وراصد رياضي ومهندس ميكانيكي، اشتهر أوائل الحكم العثماني. ورد اسمه كاملاً ومدوناً بخط يده على مخطوط له عنوانه «الطرق السنية في الآلات الروحانية». يرجع في نسبه إلى الأمير ناصر الدين منكويرس، ابن الأمير ناصح الدين خمارتكين. أشارت معظم المراجع إلى أنه من مواليد مدينة دمشق، ثم انتقلت أسرته إلى مصر، حيث استقرت فيها. نشأ تقي الدين في بيت علم ودين، فقد كان والده قاضياً في مصر. ودرس هو علوم عصره، وأصبح قاضياً مثل أبيه. تحدث عن نفسه في أحد مؤلفاته، وهو «سدرة منتهى الأفكار في ملكوت الفلك الدوار» فقال: «ولما كنت ممن ولد ونشأ في البقاع المقدسة، وطالعت الأصلين «المجسطي»، و«كتاب إقليدس في الأصول» أكمل مطالعة، ففتحت مغلقات حصونها، بعد الممانعة والمدافعة. ورأيت ما في الأزياج المتداولة (الجداول الفلكية) [ر] من الخلل الواضح، والزلل الفاضح، تعلق البال والخلد بتجديد تحرير الرصد». وهذا يدل على أن تقي الدين قد اطّلع على الكتب العربية التي وردت فيها الأرصاد والحسابات الفلكية والأزياج فسعى لإصلاحها. واستخرج زيجاً وجيزاً مستعيناً بأبحاث أَلُغ بك، كما ذكر في كتابه «الدر النظيم في تسهيل التقويم». ويبدو من أقوال تقي الدين، التي وردت في كتابه «الطرق السنية في الآلات الروحانية» أنه زار اصطنبول، مع أخيه عام 953هـ/1546م. وربما كان ذلك بحكم وظيفته، أو رغبة في طلب العلم.  وفي تلك المدينة قام بمشاركة أخيه بتصميم آلة لتدوير سيخ اللحم على النار، فيدور من نفسه من غير حركة الحيوان. عمل تقي الدين في خدمة الوالي علي باشا، الذي كان يحكم مصر من قبل السلطان سليمان القانوني، بدءاً من عام 956هـ/1549م. فأهداه كتابين من مؤلفاته وهما «الطرق السنية في الآلات الروحانية»، و«الكواكب الدرية في البنكامات الدورية». وجاء في كتاب «كشف الظنون» أنه في عام 975هـ/1568م ألف تقي الدين كتاب «ريحانة الروح في رسم الساعات على مستوى السطوح» في قرية من قرى نابلس. ثم شرحها العلاّمة عمر بن محمد الفارسكوري شرحاً بسيطاً بإشارة من المصنف، وسماها «نفح الفيوح بشرح ريحانة الروح»، وفرغ منها في ربيع الأول 980هـ، ولها ترجمة إلى اللغة التركية موجودة نسخة منها في المكتبة الظاهرية بدمشق. رحل تقي الدين بعد ذلك إلى اصطنبول، حيث تقرّب من الخواجه سعد الدين، معلّم السلطان، وصار من خواصه الملازمين. ونظراً لبراعة تقي الدين في العلوم الفلكية دعمه الخواجه سعد الدين ليكون رئيساً للمنجمين في أواخر حكم السلطان سليمان، وكان ذلك عام 979هـ/1571م. كان تقي الدين يرغب في إنشاء مرصد في اصطنبول، على غرار مرصد مراغة، الذي أنشأه أَلُغ بك، لذلك قدّم تقريراً للسلطان، عن طريق الصدر الأعظم محمد باشا، ووساطة الخواجه سعد الدين، وشرح في تقريره أن الجداول الفلكية الموجودة صارت غير قادرة على إعطاء معلومات صحيحة، لذلك صارت الحاجة ملحة لعمل جداول فلكية تستند إلى أرصاد جديدة. استجاب السلطان لطلب تقي الدين، وبدأ بإنشاء المرصد أوائل عام 983هـ/1575م، وانتهى بناؤه وتجهيزه بالأجهزة والأدوات بعد ذلك بعامين. وحدث في ذلك الوقت ظهور مذنب في سماء اصطنبول، ولما شاهده تقي الدين في مرصده تقدم بالتهنئة للسلطان، متنبأ له بالنصر على الفرس، الذين كانوا في حرب مع الدولة العثمانية. وقد تحقق ذلك النصر، لكنه لم يكن مجرداً من الخسائر الفادحة. كما أن وباء الطاعون انتشر انتشاراً واسعاً في ذلك الوقت. فانتهز الفرصة قاضي زاده شيخ الإسلام هو وجماعته المنافسون للصدر الأعظم وللخواجه سعد الدين، وشنوا حملة معادية لإنشاء المرصد، ونجحوا بإقناع السلطان بهدمه، فتم لهم ذلك في عام 1580م. كان السلطان مراد قد كافأ تقي الدين، عقب إنشائه المرصد، فمنحه راتب القضاة، كما منحه قطائع درت عليه دخلاً كبيراً. إلا أن هدم المرصد كان له تأثير سيء في نفس تقي الدين، وقد توفي بعد ذلك بخمس سنوات، ودفن في مدينة اصطنبول. كان تقي الدين، كما يقول عن نفسه، في كتابه «الكواكب الدرية في البنكامات الدورية»، مغرماً منذ حداثته بمطالعة كتب الرياضيات، إلى أن أتقن الآلات الظلية والشعاعية علماً وعملاً، واطلع على نسب أشكالها وخطوطها. كما اطّلع على كتب الحيل الدقيقة والميكانيك، ورسائل علم الفرسطون والميزان وجر الأثقال. وكان يتقن معرفة الأوقات ليلاً ونهاراً، معتمداً على عدة أشكال من الآلات، وخاصة البنكامات الدورية (الساعات). وقد دوَّن فن الساعات الميكانيكية ومبادئها، وذكر عدداً من الآلات التي اخترعها. ولكي يبرهن على مدى تقدمه في العلوم الرياضية، ورغبته في نشر المعرفة، وضع عدة مؤلفات، منها رسالة «بغية الطلاب في علم الحساب»، وكتاب في الجبر عنوانه «كتاب النسب المتشاكلة». وكتاب في الفلك عنوانه «سدرة منتهى الأفكار في ملكوت الفلك الدوّار». وسجل في كتابه الأخير المشاهدات الفلكية التي حققها في مرصد اصطنبول. ووصف الآلات التي استعملها فيه، وماكان منها من مخترعاته، محتذياً في ذلك حذو العلامة نصير الدين الطوسي الذي كان يعدّه المعلم الكبير. كان تقي الدين وافر الإنتاج العلمي، قام بتصنيف عدد من الرسائل والكتب، ولما يزل أكثرها مخطوطات محفوظة في عدة مكتبات عالمية. وفي عام 1976 قام أحمد يوسف الحسن بتحقيق ودراسة مخطوط «الطرق السنية في الآلات الروحانية»، ونشره مصوراً في كتاب عنوانه «تقي الدين والهندسة الميكانيكية العربية»، وبين بالرسم والشرح شكل وعمل الآلات التي وردت في هذا الكتاب، وقال: «إن أهمية كتاب الطرق السنية في أنه يكمل حلقة مفقودة في تاريخ الثقافة العربية، وتاريخ الهندسة الميكانيكية». أما موضوعات الكتاب فتشمل مقدمة وستة أبواب. تكلم تقي الدين في مقدمة هذا الكتاب على الآلة المعروفة بحق أو علبة القمر، وهي مشابهة في تركيبها للساعات الميكانيكية. وفي الباب الأول: تكلم على أربعة أصناف من البنكامات، وهي ساعات رملية أو مائية، مما عرفه العرب في مطلع حضارتهم. وفي الباب الثاني: ذكر ثلاث آلات لجر الأثقال. وفي الباب الثالث: وصف أربع آلات لرفع الأثقال ومثلها لرفع الماء. وفي الباب الرابع: تكلم على عمل آلات الزمر الدائم والنقارات (ثلاثة أنواع) والفوارات المختلفة الأشكال (أربعة أنواع). وفي الباب الخامس ذكر أنواعاً شتى من آلات طريفة (أحد عشر نوعاً). وفي الباب السادس: وصف لسيخ اللحم الذي يدور بصورة آلية على البخار.   محمد زهير البابا   مراجع للاستزادة:   ـ بنو موسى بن شاكر، الحيل، تحقيق أحمد يوسف الحسن (معهد التراث العلمي العربي، حلب). ـ تقي الدين، الطرق السنية في الآلات الروحانية، تحقيق أحمد يوسف الحسن (معهد التراث العلمي العربي، حلب).
المزيد »