الخراط (حسن-)
خراط (حسن)
Al-Kharrat (Hassan-) - Al-Kharrat (Hassan-)
الخراط (حسن -)
(1861-1925)
حسن الخراط أحد أبطال الثورة السورية الكبرى التي اندلعت عام 1925ضد المستعمر الفرنسي. ولد في حي الشاغور، أحد الأحياء الشعبية بمدينة دمشق، لأسرة فقيرة كانت تعمل في خراطة الخشب لصنع الأثاث المنزلي.
لم يتعلم كمعظم أبناء جيله في تلك الأيام، وإنما انصرف إلى الحياة العملية ليكسب مورد عيشه، فعمل أولاً ناطوراً في أحد البساتين ثم حارساً وأخيراً رئيس (شاويش) حراس في مختلف أحياء دمشق.
كان الاحتلال الفرنسي يجثم على أرض سورية منذ معركة ميسلون (تموز 1920)، ولكن المقاومة الشعبية والوطنية لم تهدأ أبداً، واندلعت الثورات المسلحة في سائر أرجاء البلاد في الساحل والشمال والجنوب والتي قادها الشيخ صالح العلي وإبراهيم هنانو وآخرون وكان آخرها انتفاضة جبل العرب بقيادة سلطان باشا الأطرش، التي حشد الفرنسيون قوات كبيرة للقضاء عليها. اتفق قادة الثورة السورية على فتح جبهة مواجهة جديدة لتخفيف الضغط العسكري عن جبل العرب وإشغال الفرنسيين وتجزئة قواتهم وذلك بالتحرك وبدء المقاومة في مدينة دمشق، والتي شارك فيها الكثير من الأسر الدمشقية ومنهم آل البكري الذين بدؤوا بتجنيد بعض الرجال المعروفين لمقاومة الاحتلال. فأرسلوا إلى حسن الخراط، الذي كان آنذاك شاويش الحراس في زقاق سيدي عامود وأقنعوه بالانخراط في صفوف الثوار وألبسوه صدرية موشاة بالأوسمة كانت تعود لجدهم (عطا باشا البكري) وذلك لإضفاء مزيد من المهابة على شخصه.
بدأ الناس يتوافدون إلى حسن الخراط للاشتراك بالثورة، وقد وصل عددهم من أبناء حي الشاغور نحو خمسين مقاتلاً جاؤوا متقلدين أسلحتهم المتمثلة آنذاك بالبارودة (البندقية) فعرفوا باسم «البواردية»، وقد استعان حسن الخراط بالشيخ محمد خير حموش الذي كان يتمتع بسمعة طيبة بين الناس فجعله كاتم أسراره وكاتب رسائله.
اتبع الثوار وسائل مبتكرة للتزود بالسلاح فكانوا يضعونه في توابيت الموتى - لتضليل الفرنسيين - التي كانت تحمل إلى زاوية الشيخ سعد الدين ثم تنقل ليلاً إلى مقبرة «باب الصغير» حيث توزع الأسلحة على الثوار. كان حسن يهاجم مخافر الشرطة في حي الشاغور، ويلبس رجاله لباس الشرطة الذي يستولي عليه، وتمكن في إحدى المرات من أسر مفوض الشرطة، وقد قام الثوار بقتله فيما بعد انتقاماً لاستشهاد زعيمهم حسن.
تولى حسن الخراط مع المجاهد حسن المقبعة إيصال شكري القوتلي عندما كان ملاحقاً، إلى جبل العرب.
أحرق الفرنسيون دار حسن الخراط في حي الشاغور كما أصدروا منشوراً بحرمانه من حقوقه المدنية ووضعوا جائزة مئة ليرة ذهبية لمن يأتي به حياً أو ميتاً.
أنشأ حسن محكمة يحاكم بها من أخطأ من الثوار، وتصدر أحكامها باسم المحدث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني الذي كان يلتقي بحسن في الصباح الباكر ويعطيه تعليماته.
أحس الفرنسيون بخطر حسن الخراط فجهزوا حملة لتأديبه وحفاظ هيبتهم، فخرجت الحملة إلى زور بلدة المليحة في غوطة دمشق، فلقيهم حسن ومن معه هناك وتمكن من أخذ ما معهم من الخيل والسلاح، وبعد أن أسر رئيس الدرك (رفيق العظمة) أرسله إلى جبل العرب، وعرفت هذه المعركة باسم معركة الزور الأولى (الزور: هو الأرض الكثيفة الشجر). وبعدها كانت معركة الزور الثانية وهدفها الانتقام من الثوار، فدارت المعركة عنيفة عند جسر الغيضة وتم فيها إسقاط طائرة فرنسية، وأصيب حسن الخراط في كتفه وأسعف. كان حسن يعاقب الجواسيس والمتطوعة، ويخطط لقتال الفرنسيين بالوسائل المتاحة على بدائيتها وقلتها، كما أن حسن طلب مدفعاً، فأحضروا له مدفعاً كبيراً من مدافع رمضان، واستخدمه الثوار بعد استشهاد حسن الخراط.
دخل حسن الخراط مدينة دمشق في 16 تشرين الأول من عام 1925، ووصل بالثوار إلى باب الجابية وأرسلت فرقة إلى قصر العظم مقر الجنرال ساراي المندوب السامي الفرنسي الذي يقال إنه هرب متخفياً بثياب امرأة، وأمر بعدها بقصف زقاق سيدي عامود والمهدية بالمدفع حتى احترق بأكمله، ويعرف اليوم باسم حي الحريقة وكان فيه أجمل دور دمشق الأثرية.
وقف حسن الخراط موقف الند للند أمام الجنرال ساراي وخاطبه قائلاً أنا حافظت على الآثار وأنت هدمتها. كان حسن الخراط متديناً يتبرع بالمال على فقره. كوّن مجموعة من الثائرين تأتمر بأوامره وتنتهي بنواهيه. أحبه الناس لإخلاصه وإنسانيته. كان يتجول بين أحياء النصارى ويقول لهم: أنتم إخواننا، فسلمت أرواحهم وسلمت منازلهم. استشهد حسن الخراط في بستان الذهبي.
وبقي اسمه يثير الرعب في قلوب جنود الفرنسيين زمناً طويلاً.
نزار الأسود
مراجع للاستزادة: |
ـ نزار الأسود، كتاب حسن الخراط (1996).
ـ أدهم الجندي، تاريخ الثورات السورية في عهد الانتداب الفرنسي.
ـ إحسان الهندي، كفاح الشعب السوري (إدارة الشؤون العامة والتوجيه المعنوي، دمشق 1962).
التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلدالثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 775
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- الأستاذ طارق علوش في ذمة الله
- إعلان
- الدكتور فيصل العباس في ذمة الله
- صدر المجلد السابع من موسوعة العلوم التقانات
- صور من الجناح الخاص بالموسوعة العربية في معرض الكتاب
- نشرت صحيفة الثورة بعددها الصادر بتاريخ 2/2/2016 مايلي
- التقت الثورة الدكتور محمود حمود رئيس موسوعة الآثار في سورية ومدير آثار ريف دمشق لتقلب معه صفحات عدة حول موسوعة الآثار السورية. فكان اللقاء التالي:
- دور النشر والمكتبات المعتمدة لتوزيع الموسوعة العربية
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 16369129
اليوم : 4336
مرسييه (لويس سباستيان-)
مرسييه (لويس سباستيان ـ) (1740 ـ 1814) ولد المنظّر والروائي والمسرحي الفرنسي لويس سباستيان مرسييه Louis Sébastien Mercier في باريس وتوفي فيها، وكان كاتباً غزير الإنتاج تميز بطبيعته الصاخبة وأفكاره الجريئة، مما جعل مؤرخي الأدب يقارنونه بديدِرو[ر] Diderot. بدأ اهتمامه بالشعر عندما كان في العشرين من عمره، لكن ديوانه الأول لم ينل النجاح، مما جعله يلتفت إلى الرواية والمسرح. المزيد »المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون