logo

logo

logo

logo

logo

الزركلي (خير الدين-)

زركلي (خير دين)

Al-Zirkli (Khayr ed Din-) - Al-Zirkli (Khayr ed Dine-)

الزركلي (خير الدين ـ)

(1310 ـ 1396هـ/ 1893 ـ 1976م)

 

خير الدين محمود بن علي بن فارس الزركلي الدمشقي أبو غيث، علاَّمة مؤرخ دبلوماسي، محقق صحفي، شاعر، أحد أعلام الأمة الكبار في العصر الحديث.

ولد في بيروت لأبوين دمشقيين حيث كانت لوالده تجارة فيها، وعادت أسرته إلى دمشق فنشأ فيها وتعلم في مدارسها الأهلية إلى أن حصل على شهادة الثانوية العامة، ثم قصد بيروت وانضم إلى الكلية العلمية وتخرج فيها، ثم عُين أستاذاً فيه، درّس بها التاريخ والأدب العربي، وعاد إلى دمشق وأصدر «مجلة الأصمعي»، ثم شارك في إصدار «صحيفة المفيد». وشرع في نظم الشعر، فذاع صيته وتحدث الناس عنه، وهيأ مجموعة شعرية للنشر بعنوان «عبث الشباب» فاحترقت ولم يقدر لها الصدور، وغادر دمشق إلى الحجاز، إثر الاحتلال الفرنسي وإثر سقوط الحكومة العربية التي قامت فيها عقب جلاء العثمانيين عن بلاد الشام، فأصدر الفرنسيون حكماً بإعدامه (غيابياً) ومصادرة أملاكه، ثم تجنّس بالجنسية العربية في الحجاز عام 1921م، وانتدبه الشريف حسين بن علي لمساعدة ابنه الأمير عبدالله وهو في طريقه إلى شرقي الأردن، وكان «الظن به حسناً» كما قال الزركلي، وأسهم بإنشاء الحكومة الأولى في عمان، وانتقل إلى مصر وأنشأ فيها المطبعة العربية ونشر فيها بعض كتب الأدب والشعر، وكان مالئ الدنيا وشاغل الناس، بما كان ينظمه من القصائد الوطنية الحماسية ويرسل بها إلى الثائرين المشاركين في الثورة السورية على المستعمرين الفرنسيين، فلقبه بعضهم بالشاعر الأكبر. وقصد فلسطين وأصدر بها صحيفة الحياة ولم تلبث السلطات الإنكليزية أن أوقفتها. ودعي إلى المملكة العربية السعودية، فسمي مستشاراً لمفوضيتها في القاهرة، وشارك في مداولات إنشاء الجامعة العربية, ثم عين وزيراً مفوضاً للحكومة السعودية لدى الجامعة العربية ثم سفيراً للسعودية لدى المغرب، وكان عميداً للسلك الدبلوماسي به مدة من الوقت. وانتخب عضواً في مجامع اللغة العربية بدمشق والقاهرة وبغداد. شغل مناصب سياسية عدة، ومنح في عام 1963 إجازة لمرضه، ثم تنقل بين البلدان، فزار مكتبات كبرى في المغرب ومصر والحجاز وفلسطين والعراق والفاتيكان وأفاد من زياراته لها فوائد جمَّة.

وشرع بتأليف كتابه «الأعلام» حين استقر به المقام في القاهرة، فدخل به التاريخ من أوسع أبوابه، وأصاب به شهرة عمت الآفاق،ورحل من أجل إعداده إلى بلدان كثيرة، واصبح من خلاله مدرسة مستقلة في فن التراجم، وتأثر بأسلوبه في كتابته للتراجم من عمل في هذا الفن من بعد ذلك، وقد أغنى كتابه المذكور بتحقيقات وتعليقات غاية في النفاسة وقد أفاد منها الباحثون والمحققون فوائد عظيمة، والزركلي في عداد قلة من الضابطين المتأخرين لأسماء الأعلام وأنسابهم وألقابهم ومرد ذلك إلى تمكنه من العربية تمكناً عظيماً ألان له العمل بفن التراجم وكتابة سير الأعلام، وقد جعل ميزان الاختيار أن يكون لصاحب الترجمة علم تشهد به تصانيفه، أو خلافة أو ملك أو إمارة، أو منصب رفيع ـ كوزارة أو قضاء ـ كان له فيه أثر بارز، أو رياسة مذهب، أو فن تميز به، أو أثر في العمران يذكر له، أو شعر، أو مكانة يتردد بها اسمه، أو رواية كثيرة، أو أن يكون أصل نسب، أو مضرب مثل، وضابط ذلك كله أن يكون ممن يتردد ذكرهم ويسأل عنهم. وقد وفى الزركلي بما وعد به وجاء كتابه، الذي أصبح ركناً ركيناً من المكتبة العربية الإسلامية ومن مكتبات المستعربين والمستشرقين أيضاً، كأحد مفاتيح البحث الأساسية في سير أعيان الزمان، وقد بلغ في طبعته الثالثة ثلاثة عشر مجلداً من الحجم العادي، ثم ألحق به في طبعته الرابعة كتابه الآخر «الإعلام بما ليس في الأعلام» وهو مستدرك كان قد وضعه على كتابه بنفسه، وقضى قبل أن يراه مطبوعاً بحلته الجديدة، ثم صدر بعد وفاته في ثمانية مجلدات من الحجم الكبير ثم أعيد إصداره مصوراً عدة مرات في بيروت. وقد تجلت في كتابه «الأعلام» صفة الحياد الذي اتخذه لنفسه منهجاً وأمانته في النقل وحرصه على الإشارة إلى أي مساعدة قدمت له من العلماء والباحثين ولو كانت يسيرة، وقد استغرق عمله فيه من بدايته وإلى حين وفاته ما يزيد على نصف قرن من الزمن. وعرف الناس الزركلي بسبب كتابه «الأعلام» وأصبح حديث أهل العلم والأدب والبحث والتحقيق، فانتخب عضواً في مجامع اللغة العربية بدمشق والقاهرة وبغداد، ودعي لزيارة بلدان مختلفة عربية وإسلامية وأجنبية واستقبل فيها استقبالاً حسناً يليق بأمثاله من كبار الأعلام والمشاهير.ولم يقتصر نشاطه في مجال التأليف على كتابه «الإعلام» فقد خلَّف عدداً آخر من المؤلفات التي تؤكد مكانته الأدبية الراقية وبعد غوره في شؤون التاريخ وشجونه.

ومن مؤلفاته الأخرى الهامة:

ـ كتابه «ما رأيت وما سمعت» وقد أودع مذكراته عن رحلته من دمشق إلى حيفا فالقاهرة فمكة والطائف ثم عودته إلى القاهرة خلال ستة أشهر بين عامي 1920و1921 عقب صدور حكم الإعدام عليه من قبل الفرنسيين غيابياً آنذاك.

كتابه «عامان في عَمَّان» وهو مذكراته عن عامين أمضاهما في عَمَّان عاصمة إمارة شرقي الأردن آنذاك وعن صلته بالأسرة الهاشمية الحاكمة فيها.

ـ كتابه «شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبد العزيز»، وقد ذكر فيه أخبار مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود وبيَّن فيه ما كان للملك عبد العزيز من فضل عليه ورعاية له ودعم لآرائه وأفكاره العلمية وأثنى عليه كثيراً وأشاد بأعماله الكثيرة التي ارتقت بالجزيرة العربية إلى الأعلى.

ولا يمكن لصورة الزركلي أن تتوضح بجلاء من دون ذكر ديوانه الشعري الذي ضم بين دفتيه قصائده التي نظمها في سنوات حياته المديدة، وقد كان الزركلي واحداً من أربعة شعراء من أهل دمشق حملوا لواء الشعر فيها وأما الثلاثة الباقون فهم: محمد البزم، وخليل مردم بك، وشفيق جبري، وقد سخر الزركلي من الفرنسيين حين حكموا عليه بالإعدام غيابياً بقوله:

نذروا دمي حقاً علي وفاتهم

                  أن الشقي بما لقيت سعيد

الله شاء لي الحياة وحاولوا

                  ما لم يشأ ولحكمه التأييد

ومن شعره الوطني الذي نظمه عقب مغادرته دمشق هروباً من المستعمرين الفرنسيين:

العين بعد فراقها الوطنا

                  لا ساكناً ألفت ولا سكنا

ومن ذلك قوله أيضاً من قصيدة عنوانها سورية الشهيدة ومطلعها:

الأهل أهلي والديار دياري

                   وشعار وادي النيربين شعاري

وختمها بقوله:

تأبى الجماعة أن تهون لغاصب

                  والفرد موقوف على الأقدار

وإذا العرى انفصمت تولى أهلها

                  ضيم المغير بخطبه الكُبَّار

 ومات في القاهرة.

محمود الأرناؤوط

مراجع للاستزادة:

 

ـ سامي الكيالي، الأدب العربي المعاصر في سورية (دار المعارف، القاهرة 1968م).

ـ محمود الأرناؤوط، أعلام التراث في العصر الحديث (دار العروبة بالكويت، دار ابن العماد بيروت، 2001م).

 


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 345
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1091
الكل : 40545920
اليوم : 75735

اتفاق هلسنكي

اتفاق هلسنكي   اتفاق هلسنكي L'accord de Helsinki وثيقة صدرت عن مؤتمر هلسنكي المنعقد في عام 1975 نظمت أسساً جديدة للأمن والتعاون بين الدول الأوربية. منذ منتصف الخمسينات تقريباً بدأت تظهر فكرة عقد مؤتمر عام للأمن والتعاون في القارة الأوربية من أجل إيجاد حلول للمشكلات القائمة بين الشرق والغرب، وتطويق الأزمات، وترسيخ الأمن والاستقرار، وتغيير نوع العلاقات الدولية القائمة. وقد اشتركت مجموعة من العوامل المختلفة داخل القارة الأوربية وخارجها في تطوير هذه الفكرة ونقلها من الإطار النظري إلى الواقع العملي، كاتساع العلاقات السياسية الاقتصادية بين دول الكتلة الشرقية (سابقاً) ودول الكتلة الغربية، والتوصل إلى حلول لبعض القضايا المهمة في القارة الأوربية. وتحقيق توازن في الأسلحة الاستراتيجية يضمن عدم قدرة أي طرف على تحقيق انتصار في أية حرب مقبلة، والخسائر الكبيرة التي ستحدثها هذه الأسلحة، وبروز فكرة إمكان التعايش السلمي[ر] بين الأنظمة السياسية الاجتماعية الاقتصادية المختلفة، ودور الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز[ر] في العمل على ترسيخ مظاهر الأمن والاستقرار في العالم، وتعاظم دور الرأي العام العالمي المناهض للحروب.
المزيد »