logo

logo

logo

logo

logo

زنجبار

زنجبار

Zanzibar - Zanzibar

زنجبار

 

زنجبار Zanzibar إحدى مدن القارة الإفريقية. تقع على الساحل الغربي لجزيرة صغيرة لا تزيد مساحتها على 1650كم2. تحمل الاسم نفسه، وتبعد  مسافة 36كم عن ساحل القارة الشرقي المطل على المحيط الهندي، ضمن النطاق الاستوائي الذي يضم ما كان يعرف في القرن التاسع عشر بمستعمرة تانغانيقا Tanganyika البريطانية، التي استقلت عن الامبراطورية البريطانية عام 1961،وتحولت إلى جمهورية ذات حكم ذاتي ضمن رابطة الشعوب البريطانية، ليكون يوليوس نيريري، الذي لقب من قبل السلطات الإنكليزية الاستعمارية بالوحش الأسود، أول رئيس وطني لها.

وكانت زنجبار المواجهة بحراً لتانغانيقا، تشكل أيضاً، وقبل أن تستقل في عام 1964، جزءاً من الامبراطورية البريطانية في القارة السمراء، يحكمها سلطان من أبنائها الذين يدين معظمهم بالإسلام، وينتمي 7% منهم إلى أصول عربية، و3% منهم إلى أصول هندية آسيوية، والباقي 90%، وهم الأكثرية، إلى أصول إفريقية من البانتو والنيليين. واللغة السواحلية ثم الإنكليزية هي السائدة بين السكان.

وفي 12 كانون الأول من عام 1964، أي بعد الاستقلال بأسابيع، جرى في الجزيرة انقلاب ضد السلطان العربي الأصل، ولوحق المواطنون الذين ينتمون إلى أصول عربية وآسيوية، وثارت اضطرابات دموية انتهت بإعلان زنجبار جمهورية شعبية برئاسة عبيد كاروم الذي سارع بتاريخ 27 نيسان في العام نفسه، من أجل أن يحمي نظامه الجديد، بالعمل على قيام اتحاد بين جمهورية زنجبار، وجمهورية تانغانيقا المواجهة لها في البر الإفريقي، تحت اسم جمهورية تنزانيا المتحدة، التي بقي يشغل فيها مركز نائب رئيس الجمهورية حتى اغتيل عام 1972م.

وقد بقيت زنجبار منذ ذلك الوقت وحتى اليوم، تتمتع ضمن الكيان التنزاني الاتحادي الذي تبلغ مساحته 940000 كم2، وعدد سكانه نحو 22.5 مليون نسمة، منهم 2.5 مليون نسمة لجمهورية زنجبار السابقة، تتمتع بحقوق ومزايا خاصة تتفق مع ما كانت قد وصلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية من ازدهار في تطورها التاريخي الطويل، حيث لها برلمان تشريعي خاص، وسلطة تنفيذية خاصة، وحرية في إدارة تجارتها الخارجية.

إن وقوع زنجبار أمام الجزء الاستوائي المنخفض والضيق من الساحل الشرقي الإفريقي،أدى إلى غلبة الصخور الكلسية المرجانية في تكوين أراضيها التي تتألف من سلسلة هضاب تتوسط الجزيرة. لا يزيد ارتفاع أعلاها على الـ 216م، عن سطح البحر. أما سواحلها فمنخفضة، ومياهها الشاطئية ضحلة، تكثر فيها الأرصفة المرجانية، ويسود فيها المناخ الاستوائي الساحلي الحار لشرقي إفريقيا الذي يراوح وسطي الحرارة السنوية فيه ما بين 23و27درجة مئوية، وتزيد أمطاره على الـ 1000ملم، في السنة، وكلها شروط ملائمة لنمو النباتات الاستوائية التي خلفت بعد قطع الجزء الأكبر منها تربة خصبة صالحة لكثير من الزراعات الاستوائية.

تبين الوقائع التاريخية أن توافد العرب إلى سواحل إفريقيا الشرقية لمبادلة منتجات آسيا بذهب إفريقيا وصمغها وعاجها قديم، ولم يأت منتصف القرن الثالث عشر حتى كانت المدن الإسلامية قد انتشرت فيها، وكانت زنجبار من أهمها، إذ صارت من المواقع المستقطبة لقدوم السفن التجارية، والحاضنة لهجرات الأيدي العاملة من البر الإفريقي الداخلي، ومن أطراف المحيط الهندي، وخاصة من عمان، التي تمكن القادمون منها من جعلها أكبر ميناء على الساحل الشرقي للقارة. وقد قصدته في البداية فئة التجار الذين انفردوا بممارسة الأعمال التجارية الرابحة. ثم أعقبهم قدوم المهاجرين الذين جاءوا ليتعاونوا مع السكان الأفارقة في ممارسة زراعة بعض المحاصيل الاستوائية المحلية، أو التي قاموا بنقلها ليتوسعوا في زراعتها واحتكار المتاجرة بها، كالقرنفل الذي بقيت زنجبار، ولمدة طويلة، تمد العـالم بنحو 7/8 ما يستهلك منه. أما أعمال الصيد البحري وتربية الحيوانات، فقد بقي إقبال المهاجرين العرب على ممارستها محدوداً.

ولم تنج زنجبار من الهيمنة البرتغالية فقد جعلوها، إبان سيطرتهم على بعض أطراف المحيط الهندي، بين عامي 1503و1730، قاعدة لتسيير مصالحهم الاستعمارية.

وحين أنهى عمانيو مسقط بزعامة الإمام أحمد بن سعيد سيطرة البرتغاليين، وعادت زنجبار إليهم، تصاعدت الهجرات العربية إليها، وتوثقت الروابط بينها وبين مسقط، لدرجة دفعت الإمام سعيد بن سلطان الذي تولى السلطنة من عام 1804 إلى عام 1856 إلى نقل مقر سلطنته إليها، لتصل بذلك إلى أوج مجدها، وتبدأ بجني ثمار الازدهار الاقتصادي من محاصيل مزارع القرنفل وجوز الهند التي اهتم السلطان بنشرها، مثلما كان يرعى تجارة الرقيق.

وهكذا أصبحت زنجبار خلية تجارية، فالنشاط التجاري والملاحي المحور الأساسي لأوضاع سكانها، فاجتذبت الكثير من أفواج التجار العرب والهنود والأوربيين والأمريكيين، ومع زيادة هجرة العرب إليها اتجه قسم منهم إلى المناطق الداخلية من القارة، وأسسوا فيها مراكز تجارية تدعم الوجود العربي في زنجبار الذي مازال ظاهراً حتى اليوم.

 محمود رمزي

مراجع للاستزادة:

 

ـ جمال الدين الدناصوري، جغرافية العالم (الأنجلو المصرية، القاهرة).

ـ صباح كعدان، تاريخ إفريقية الحديث والمعاصر (جامعة دمشق).

ـ سلطنة عمان، عمان منذ 1856 سيراً ومصيراً (مسقط 1966).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 411
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1084
الكل : 40492790
اليوم : 22605

غيمار (هكتور-)

غيمار (هكتور -) (1867-1942)   هكتور غيمار Hector Guimard معمار ومزخرف فرنسي، ولد في مدينة ليون وتوفي في مدينة نيويورك. درس الفن في مدرسة الفنون الزخرفية، ثم في المدرسة العليا للفنون الجميلة في باريس «البوزار» ليحصل على شهادة في العمارة.
المزيد »