logo

logo

logo

logo

logo

السينما

سينما

Cinema - Cinéma

السينما

 

السينما نوع من الفن، تنتج مؤلفاته «الأفلام» بوساطة التصوير لمشاهد حية حقيقية «السينما الوثائقية والتسجيلية» أو معدة خصيصاً لهذا الغرض «السينما الروائية وسينما الرسوم المتحركة»، أو لموضوعات ذات طبيعة تربوية كالأفلام العلمية المبسطة والأفلام التعليمية. وهو يرتكز على مبدأ الإيهام بالحركة، وذلك بوساطة التمرير الضوئي لصور ثابتة متتابعة، وإسقاطها على شاشة بيضاء بسرعة 24 صورة في الثانية.

في نهاية القرن التاسع عشر كان ثمة أبحاث تُجرى في ألمانيا وإنكلترا والولايات المتحدة خاصة من أجل اختراع آلة تسمح بأخذ وعرض صور متحركة. وقد استطاع المخترع الأمريكي توماس إديسون ابتكار آلة كهذه، لكن الأخوين لويس وأوغست لوميير[ر] كانا أول من صنع السينما مشهديةً شعبيةً تعرض للجمهور. ويعد أول عرض جماهيري في تاريخ السينما هو ذلك العرض الذي أقامه الأخوان لوميير في مقهى غران كافيه بباريس في 28 كانون الأول من عام 1895، وقد عرض فيه عشرة أفلام قصيرة، لا يتجاوز طول الواحد منها دقيقة، تصور مشاهد حياتية مختلفة مثل: وصول القطار إلى المحطة، وخروج العمال من المصنع. ويعد ذاك اليوم العيد الرسمي لولادة السينما على صعيد العالم أجمع.

تقسم الأفلام بحسب طولها ثلاث فئات: القصيرة «أقل من 35 دقيقة»، والمتوسطة الطول «حتى 60 دقيقة»، والطويلة «من ساعة إلى ساعتين»، ثم الأفلام المتعددة الأجزاء، والتي تشاهد في أكثر من حلقة.

والفيلم، هو نتاج العمل الجماعي لفريق التصوير الذي يضم عادة: كاتب السيناريو، والمخرج، ومدير الإنتاج، والمصور، ومهندس الديكور والمناظر، والمؤلف الموسيقي، والمونتير، والممثلين «في الأفلام الروائية»، وعدداً آخر من العاملين التقنيين والإداريين. ولكن الدور الأبرز في إدارة العملية الإبداعية يقوم به المخرج.

تجتمع الخصائص الجمالية في الفن السينمائي لكل من الأدب والمسرح والفن التشكيلي والموسيقى، ولكن في طريقة جديدة خاصة بأسلوب التعبير السينمائي المعتمد أساساً على تتابع الصور المتحركة ونمط توليفها.

في العقد الأول من حياة السينما حاول السينمائيون جاهدين تطويع الفنون الأخرى للفن السينمائي والاستفادة منها، لذا عملوا على نقل المسرحيات والروايات الشهيرة إلى السينما. وقد تفوقت السينما على الفنون الأخرى بقدرتها على نقل صورة أكثر واقعية عن الحياة وأكثر تطابقاً معها. ولكن بدائية الأفلام الأولى وسذاجتها، وافتقار السينما في ذلك العهد إلى بصماتها الفنية المميزة، جعل الأوساط الثقافية الراقية تنظر إليها نظرة ازدراء، وعلى أنها ليست فناً وإنما تسلية فنية رخيصة.

كوّنت السينما لنفسها، تدريجياً، أدواتها التعبيرية الخاصة بها مثل: أحجام اللقطات من كبيرة ومتوسطة وعامة، وأساليب المونتاج المختلفة من متوازٍ ومتقاطع، وزوايا التصوير المتنوعة، وحركة آلة التصوير (الكاميرا). كذلك تطور البناء الدرامي للفيلم، وتم صقل الأداء الفني للممثلين، وتحسين الطبيعة التشكيلية والتعبيرية للصورة. وممن كان لهم فضل كبير في هذا المجال على مجمل التطور السينمائي المخرج الأمريكي دافيد يورك غريفيث[ر] الذي قدم في فيلميه «ولادة أمة» 1915، و«التعصب» 1916، وسائل فنية غير مطروقة سابقاً، سواء في أسلوبه المبتكر في مونتاج لقطاته، أو أحجام هذه اللقطات، أو الحركة البانورامية الواسعة لآلة التصوير، أو ضخامة الإنتاج وجدة الموضوع.

ظلت السينما، في العقود الثلاثة الأولى من حياتها، صامتة، ولهذا كان عليها أن تشحذ أدواتها التعبيرية، وتستجمع ما لديها من عناصر بصرية لتوصل أفكار الفيلم ومضمونه للمشاهد بوساطة الصورة وحدها.

في النصف الثاني من عشرينيات القرن العشرين، بدأت المرحلة الناطقة في السينما عام 1927، وعُرض في نيويورك فيلم «مغني الجاز» لآلان كروسلاند الذي يعد أول فيلم ناطق، ومن ثم المرحلة الملونة التي ابتدأت من منتصف الثلاثينيات.

في أواخر العقد الثاني والثالث من القرن العشرين عرف الفن السينمائي تجارب ومحاولات عديدة لإبداع حلول بصرية وإيقاعية جديدة. من هذه التجارب تجربة السينما الألمانية [ر. ألمانيا] التعبيرية (فيلم «عيادة الدكتور كاليغاري» 1919 لروبرت فينه)، وتجربة السينمائيين السوفييت[ر. روسيا] مثل سيرغي آيزنشتين «المدرعة بتومكين» 1925، والمخرج الوثائقي دزيغا فيرتوف في مجلته السينمائية «الحقيقة السينمائية»، والمخرج الإسباني لويس بونويل في فيلميه السورياليين «الكلب الأندلسي» 1928، و«العصر الذهبي» 1930.

شهدت تلك المرحلة أيضاً تطور الكوميديا السينمائية، فقد كفت عن اعتمادها على حركات خرقاء وصفعات متبادلة هدفها إثارة الضحك، وبدأت تهتم برسم الشخصيات والمواقف. وبرز عدد من نجوم الكوميديا: بيستير كيتون، وماكس ليندر، وتشارلي تشابلن[ر] «حمى الذهب، 1925، و«أضواء المدينة» 1931.

في تلك المرحلة أيضاً ولدت بعض الأفلام السينمائية العربية. ففي مصر[ر] أنتج أول فيلم روائي مصري «ليلى» 1927، وفي سورية[ر] كان الفيلم الأول «المتهم البريء» 1928 لأيوب بدري.

عرف الفن السينمائي، مع دخول الصوت، مرحلة جديدة تركت أثراً عميقاً في تطوره، وأجبرت العاملين فيه على إعادة النظر في طرقهم وأساليبهم. ومما يلفت النظر أن السينما الكوميديا في بداية المرحلة الناطقة عادت إلى تصوير العروض المسرحية، تماماً مثلما فعلت في بداية السينما الصامتة. وقد وجد صانعو الكوميديا صعوبة في التأقلم مع هذا الطارئ الجديد، وقد أصر بعضهم على مواصلة العمل بقوانين السينما الصامتة (تشارلي تشابلن في فيلم «الأزمنة الحديثة»، 1936).

غرفة العرض: ميكساج ودوبلاج (تسجيل أصوات مختلفة على شريط واحد، وتسجيل الفيلم بلغة أخرى)

في الحرب العالمية الثانية، وفي البلدان المتطورة سينمائياً (ألمانيا وفرنسا والاتحاد السوفييتي وإيطاليا وأمريكا) تراجع الإنتاج السينمائي من الأفلام الروائية الطويلة وتغيرت نوعية الأفلام المنتجة، وطغت على الساحة السينمائية الأشرطة الحربية الوثائقية والأفلام الدعائية.

بعد الحرب، ظهرت تيارات سينمائية جديدة تركت أثراً عميقاً في التطور السينمائي اللاحق، في العالم كله، وأهم هذه التيارات وأبرزها الواقعية الجديدة الإيطالية، التي سعت إلى الاقتراب من حياة الناس البسطاء شكلاً ومضموناً، وإلى التصوير الدقيق شبه الوثائقي لموضوعاتها. وكثيراً ما كان مخرجو هذا التيار يستعينون بممثلين غير محترفين. ومن أبرز الأفلام التي قدمتها السينما في هذا المجال: «روما مدينة مفتوحة» (1945)، لروسيلليني، و«سارق الدراجات» (1948) لدي سيكا، و«الأرض تهتز» (1948) لفيسكونتي[ر]. ازدهرت الواقعية الجديدة في المدة ما بين أواخر أربعينيات القرن العشرين وأوائل خمسينياته، ثم بدأت تعاني أزمة عميقة لأسباب عدة، ولكن الجوهري من تقاليدها ظل مستمراً في أعمال السينمائيين الإيطاليين اللاحقين مثل: فيلليني[ر] وبازوليني وأنطونيوني والأخوين تافياني وغيرهم.

ومن التيارات السينمائية المهمة أيضاً الموجة الجديدة الفرنسية، التي برزت في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات، وقد ضمت مجموعة من السينمائيين الشباب الذين صنعوا أفلامهم الأولى التي تميزت بميزانياتها المنخفضة، ولجوئها إلى التصوير في الشوارع والأماكن الطبيعية. ومن أبرز مخرجي هذا التيار: فرانسوا تروفو، وكلود شابرول، وجان لوك غودار، ولوي مال.

جلسة دوبلادج (تسجيل الفيلم بلغة أخرى)

شهد النصف الثاني من القرن العشرين دخول دول عدة من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية مجال الإنتاج السينمائي، مما أضفى على هذا الفن مزيداً من التنوع، وأكسبه دماً جديداً ورؤى غير معتادة، وبدأت أفلام صينية ويابانية وهندية وعربية وإيرانية وغيرها، تنافس الأفلام الأمريكية والأوربية في المهرجانات العالمية. بل إن بعض الدول العربية قد تبنى السينما فناً ونشاطاً اقتصادياً، وأنشأ له المؤسسات الخاصة به، وقدم الدعم لإنتاج الأفلام كما حدث في سورية ومصر والجزائر وغيرها. وفي سورية أُنشئت المؤسسة العامة للسينما عام 1963، ومهمتها إنتاج الأفلام. كذلك شرعت وزارة الثقافة السورية بإصدار مجلة سينمائية فصلية «الحياة السينمائية»، وسلسلة كتب بعنوان «الفن السابع»، مما ساعد على تطور السينما في سورية.

شهد النصف الثاني من القرن العشرين أيضاً ولادة وسائل سمعية بصرية جديدة بدأت تزاحم طرق العرض السينمائي التقليدية، ألا وهي التلفزيون بمحطاته الأرضية والفضائية، وقنواته السينمائية المختصة، وأشرطة الفيديو، والأقراص الليزرية المضغوطة، والإنترنت.

تخصص للأفلام السينمائية في العالم، وعلى مدار السنة، الكثير من المهرجانات، من أهمها على الصعيد الدولي: مهرجان كان «فرنسا»، مهرجان برلين «ألمانيا»، مهرجان البندقية «فينيسيا» «إيطاليا». كذلك تمنح أكاديمية العلوم والفنون السينمائية الأمريكية جوائز سنوية للأفلام، وهي ما يعرف بجوائز الأوسكار[ر]. أما على الصعيد العربي فثمة مهرجانات سينمائية عديدة تحظى بالاهتمام منها: مهرجان القاهرة «مصر»، مهرجان قرطاج «تونس»، مهرجان دمشق «سورية».

إن السينما التي ولدت بفضل التطور العلمي والتقني صارت واحدة من أهم حقول الثقافة والاقتصاد المعاصرين.

محمود عبد الواحد

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ القاموس الموسوعي السينمائي «باللغة الروسية»، نشر «الموسوعة السوفييتية»، (موسكو 1986).

ـ جان بيير جانكولا، تاريخ السينما الفرنسية، ترجمة: رندة الرهونجي (منشورات سلسلة الفن السابع، وزارة الثقافة، سورية 2003).

ـ ليليان غيش، أنا وغريفيث والسينما، ترجمة عدنان مدانات (منشورات سلسلة الفن السابع، وزارة الثقافة، سورية 2003).

 


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : موسيقى وسينما ومسرح
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 474
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 533
الكل : 29650991
اليوم : 31001

وولتون (وليم-)

وولتون (وليم ـ) (1902ـ 1983)   وليم وولتون William Walton مؤلف موسيقي إنكليزي وُلد في أولدهام Oldham وتوفي في إيسكيا Ischia، وهو ابن قائد جوقة «كورس» كنيسة أولدهام. منذ الطفولة انضم وليم إلى فرقة «كورس» الكنيسة والتحق بمدرسة الغناء الكورالي في أوكسفورد وهو في سن العاشرة. وبعد 8 سنوات من الدراسة تخلى عنها وغادر المدرسة عام 1920 من دون أن يحصل على أي مؤهل عملي موسيقي، باستثناء بعض الإرشادات والنصائح التي تلقاها من أساتذة مثل بوزوني F.Busoni وألّن H.Allen وأنسرميه E.Ansermet فاعتمد على مجهوده الشخصي في تعلّم التأليف الموسيقي وإتقانه. ألف ببطء وتأنٍ وإتقان أعمالاً موسيقية متميزة.
المزيد »