logo

logo

logo

logo

logo

سنحاريب

سنحاريب

Sina’rib - Sina’rib

سنحاريب

(705 ـ681ق.م)

 

سنحاريب على عرشه يتسلم جزية مدينة كيش

هو ابن الملك شاروكين الثاني، وتهجئة اسمه بالآشورية سين ـ أخي ـ إريبا: الإله سين عوضني أخوة. ما إن آل إليه العرش الآشوري بعد اغتيال والده حتى كان عليه إن يواجه عدة مشكلات أهمها التمرد في بابل الذي كان يقوده مردوك إبلا إيدينا المدعوم من قبل العيلاميين، وعدم استقرار الأوضاع في سورية نتيجة تحريض الملوك المصريين الأمراء السوريين للثورة على الآشوريين وعدم الخضوع لهم.

لذلك فإن أول حملاته العسكرية كانت على البابليين الذين اشتبك مع قواتهم المدعومة من قبل العيلاميين بالقرب من مدينة كيش (702ق.م)، وألحق بهم هزيمة ساحقة من دون أن يتمكن من القبض على خصمه الرئيس، مردوك إبلا إيدينا.

يوم قامت في سورية محاولات للتخلص من الحكم الآشوري جابهها سنحاريب بشدة، وقام بحملة احتل فيها كل المدن الفينيقية عدا صور، وفرض الحصار على القدس، لكنه لم يتمكن من الاستمرار في حصاره هذا بسبب تفشي الوباء في أوساط جيشه مما اضطره للانسحاب.

ولإخضاع بابل نهائياً والقضاء على تمرد مردوك إبلا إيدينا قرر سنحاريب مهاجمة عيلام نفسها التي كانت تقدم الدعم المعنوي والعسكري له، فعمد إلى تجهيز أسطول بمساعدة المدن الفينيقية أبحر به عبر نهري دجلة والفرات وصولاً إلى الخليج العربي، ومن هناك إلى الشواطئ العيلامية (إيران اليوم) حيث جنوده على تلك الشواطئ. ونهب جنوده عدداً من مدن عيلام الجنوبية من دون أن يتمكنوا من الوصول إلى العاصمة سوسة، ولكن رد العيلاميين جاء مفاجئاً لسنحاريب، إذ قام هؤلاء بالهجوم على شمال بابل مما أتاح لهم عنصر المباغتة وقطع خطوط الاتصال الآشورية، وأُسر ابن سنحاريب الذي كان قد عينه ملكاً على بابل، لكن القوات العيلامية لم تكن قادرة على الدخول في مواجهة مباشرة وطويلة مع الآشوريين لذلك عمدت إلى الانسحاب إلى بلادها. وفي عام 689ق.م حدثت اضطرابات في عيلام، استغلها سنحاريب، ودفع بجيشه مجدداً إلى بابل، واستولى عليها هذه المرة بهجوم كبير مدمراً إياها تدميراً كاملاً، وساق سكانها أسرى، ثم أمر بتوجيه مياه نهر الفرات إلى المدينة لإغراق ما تبقى فيها من بيوت. كما وجه حملات عسكرية إلى مناطق جبال زاغروس وإلى كيليكيا وطوروس.

أولى سنحاريب اهتماماً كبيراً، بتجميل عاصمته نينوى، فبنى فيها قصراً جديداً لنفسه، ووسع شوارعها وساحاتها وأنشأ فيها حدائق جديدة غرسها بأنواع مختلفة من الثمار، ولكي يؤمن ري هذه الحدائق أمر بشق قناة جديدة من نهر دجلة.

كانت نهاية سنحاريب القتل على يد أحد أبنائه، ويبدو أن السبب وراء ذلك كان تفضيله لأصغر أبنائه أسرحدون وتعيينه ولياً للعهد. وقد عدّ البابليون ذلك عقاباً من الإله مردوك وانتقاماً منه لما أصاب مدينة بابل من خراب على يده.

جباغ قابلو

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ هنري ساغس، جبروت أشور الذي كان، ترجمة أحّو يوسف (دار الينابيع، دمشق 1995).

ـ عيد مرعي، تاريخ بلاد الرافدين منذ أقدم العصور حتى 539ق.م (دار الأبجدية، دمشق 1991).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 167
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1086
الكل : 40497646
اليوم : 27461

ابن المستوفي الإربلي

ابن المستوفي الإربلي (564 ـ 637هـ/1168ـ 1239م)     شرف الدين أبو البركات المبارك بن أحمد بن المبارك بن موهوب بن غنيمة ابن غالب اللخمي الإربلي، الوزير العالم والأديب الشاعر. ولد بقلعة إربل، ونشأ في بيت رياسة وفضل وعلم. بدأ التحصيل العلمي على يد والده وعمه، ودفعه أبوه إلى شيوخ إربل والوافدين عليها، فقرأ القرآن الكريم على قراء عصره، وسمع الحديث الشريف من أعلام المحدثين في أيامه، ودرس علوم الحديث وأسماء رجاله، وأَلَمَّ بكل ما يتعلق به، ومال إلى علوم اللغة والأدب، فاشتغل بالنحو والعروض والبلاغة، وحفظ أشعار العرب وأخبارهم وأمثالهم وأيامهم ووقائعهم، وأتقن علم الديوان وضبط قوانينه على الأوضاع المعتبرة آنذاك، حتى صار إماماً في الحديث وعالماً في اللغة والأدب، وأشهر رجال إربل وفضلائها.

المزيد »