logo

logo

logo

logo

logo

الدنماركي (الفن-)

دنماركي (فن)

Denmark - Danemark

الفنون في الدنمارك

 

   
 
 

خوذة مزخرفة من القرن السابع الميلادي     

 

(المتحف التاريخي - استوكهولم)         

   
 
 

لوحة إغين ياكبسن «شكل برتقالي» (1940)

يميز الانفتاح على الجوار والتبادل الثقافي علاقة الدنمارك مع العالم، فمنذ القرن الثامن عشر قدم الرسام والباحث كارستن نيبور Carsten Niebuhr ضمن بعثة علمية إلى المشرق العربي، وأقام في اليمن مدة طويلة، ثم زار مصر وفارس وبلاد الشام، وتعرف الناس وشاركهم حياتهم البسيطة؛ فأحبهم ووجد ذاته بينهم قبل أن يعود برسومه وذكرياته إلى موطنه وجزيرته الفريزية الصغيرة في بحر الشمال.

كانت الدنمارك عبر العصور ملتقى العديد من الثقافات والشعوب: الفايكنغ الذين قطنوا البلاد وجزءاً واسعاً من شبه الجزيرة الاسكندنافية، والقبائل الجرمانية الأخرى، وأيضاً القبائل السلتية (الكلتية). وقد وُجد العديد من اللُقى التي تعود إلى العصور المختلفة كالأسلحة والدروع والحلي والأبواق من العصر البرونزي، وأيضاً الحجارة المنحوتة بالرموز الرونية مثل حجر يلِّنغ Jelling، ويعود إلى نهاية القرن العاشر الميلادي.

مع انتشار المسيحية أخذت المظاهر الثقافية المحلية بالاختلاط مع تلك المأخوذة من بلاد الجوار كالسويد وألمانيا وهولندا، والأبعد من ذلك كفرنسا وإيطاليا. وبنيت الكنائس والقصور الملكية وقصور النبلاء، وزُينت بالرسوم الجدارية والزخارف والزجاج المرصع كما في كاتدرائية القديس كنود Knud في مدينة أودِنسه، التي صممها الألماني كلاوس برغ Claus Berg في القرن السادس عشر، وفي كاتدرائيات مدن أخرى مثل روسكِلده Roskilde وآروس، وفي القصور المحصنة كما في هِلسنيور (Elsinore) Helsingør، وقصور شارلوتنبورغ Charlottenborg وأمالينبورغ Amalienborg الملكية في كوبنهاغن، وتعود إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر وبنيت بأسلوب الباروك والروكوكو. وقد تأثر فن العمارة أيضاً بأسلوب عصر النهضة والباروك الإيطالي. كذلك كان للفنان السويدي كارل غُستاف بيلو C.G.Pilo والفرنسيان الفنان بنوا لوكوفر B.Le Coffre والنحات جاك فرانسوا سَلي J.F.Saly، الذين نشطوا في البلاد مدة طويلة، تأثير واضح في الفن المحلي في القرن التاسع عشر.

كان لتأسيس الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة عام 1754 دوره في ظهور فنانين مثل نيكولاي آبِلدغارد N.Abildgaard والنحات بِرتيل تورفالدسِن B.Thorvaldsen اللذين مثلا العصر الذهبي للنشاط الفني الدنمركي. ويقابل هؤلاء في القرن العشرين آرنِه ياكبسن Arne Jacobsen وبول هِننغسن Poul Henningsen وكاي فِسكر Caj Fisker ويورن أُتزون Jørn Utzon (مصمم دار الأوبرا في مدينة سيدني الأسترالية) في فن العمارة. أما أهم النحاتين فهم أولِه كريستنسن Ole Christensen وكاي نيلسن Caj Nielsen. وقد تأثر الكثير من الفنانيـن بنظريات كاندِنسكي[ر] وكلـي[ر] Klee وبيكاسـو[ر]، بالتكعيبيـة[ر]، مثل فلهلم لُندستروم Vilhelm Lundstrøm، وبالرومنسية في تصوير الطبيعة مثل ينز سُندرغارد Jens Søndergaard، وبالتجريد الهندسي مثل إغيل ياكبسن Egill Jacobsen.

أُسس المسرح الدنماركي في عام 1722، وكان للملهاة الفرنسـية والإيطالية تأثير وشـيوع كبيران، كذلك أُسست فرقة البـاليـه الملكية في عـام 1748، وهما بذلك من أعرق المؤسسات الثقافية في البلاد. ويوجد العديد من الفرق الأوركسترالية في المدن الكبرى، إلا أن أوركسترا المسرح الملكي في كوبنهاغن هي أهمها، وقد نشر الموسيقي الألماني المولد فريدريش كولاو F.Kuhlau التراث الألماني في الموسيقى الدنماركية، إلا أن التأثير الإيطالي ملحوظ أيضاً. وساهم نيلز غادِه Niels Gade ولانغه - موللر P.E.Lange-Müller في إغناء التراث الموسيقي المحلي في القرن التاسع عشر. أما في القرن العشرين فهناك مؤلفون موسيقيون كثر منهم نيلز بنستن Niels Bentzon، لكن كارل نيلسن[ر] Carl Nielsen هو أهمهم وأكثرهم شهرة عالمية بسمفونياته الست ومؤلَّفيه للأوبرا.

كانت السينما الدنماركية رائدة، فقد بدأت عام 1903 مع بدايات الصور المتحركة ومع السينما الصامتة. واكتشف المخرج أُربان غاد Urban Gad الممثلة آستا نيلسن Asta Nielsen، التي كان لها في السينما والمسرح الدنماركيين دور ساره برنار في فرنسا، ومثلت في فيلم من إخراجه بعنوان «الهوة» Afgrunden عام         (1910). وقام بنيامين كريستنسن Benjamin Christensen بإخراج فيلم «الساحرة»Hexen  عام (1921) أثناء إقامته في السويد. أما العملاق في السينما الدنماركية فهو من دون منازع كارل دريْيَر Carl Dreyer ت(1889-1968)، الذي استمر نشاطه لما يقارب نصف قرن من الزمن وعمل في العديد من دول أوربا كالسويد وألمانيا وفرنسا إذ أخرج فيلم «آلام جان دارك» La Passion de Jeanne d’Arc عام (1928). وقام أيضاً بإخراج «أيام الغضب» Dies irae عام (1943) إبان سنوات الحرب العالمية العجاف، و«الكلمة» Ordet عام (1955) المقتبس من مسرحية لكاي مونك، وكان «غرترود»Gertrude  عام (1964) آخر أفلامه. أما أندرس فلهلم ساندبرغ Anders Wilhelm Sandberg فقد عمل هو الآخر في إيطاليا وفرنسا وبريطانيا، وأخرج في العشرينيات سلسلة أفلام مقتبسة من روايات ديكنز[ر].

 

 

 
 

«الجوع» إخراج هيننغ كارلسن (1966)

   

لجأ العديد من المخرجين الدنماركيين إلى اقتباس أعمال من الأدب المحلي والعالمي للسينما فقامت أستريد وزوجها بيارنِه هِننغسن Astrid & Bjarne Henningsen بإخراج رواية مارتن اندرسن نِكسو[ر] «ديتِّه بنت الإنسان» (1946)، أما روايته الأخرى «بيليه الفاتح» (1988) فقد أخرجها بيله آوغست Bille August ونال عن الفيلم جائزة السعفة الذهبية في مهرجان «كان» وعلى جائزة «الأوسكار» كأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية عام 1989. واخرج يوهان ياكبسن Johan Jacobsen مسرحية كارل سويا «الجندي وجيني» Soldaten og Jenny عام (1947)، وهِِننغ كارلسن Henniny Carlsen رواية «الجوع» Sulten عام (1966)، للكاتب النروجي كنوت هَمسُن[ر] Knut Hamsun الحائز على جائزة نوبل لعام 1920، وكان من أنجح أفلام ما بعد الحرب. كما أخرج بالِّه شيرولف - شميت Palle Kjaerulff-Schmidt فيلم «كان يا ما كان في حرب» Der var engang en Krig عام (1966)، وتوَّج المخرج غبرييل آكسل Gabriel Axel (المولود عام 1918) حياته الفنية بالحصول على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي لعام 1987 على «مأدبة بابيت» Babettes Gæstabud.

يتصدر المخرجون الدنماركيون السينما الأوربية الحديثة ومنهم المخرجة الشابة لونِه شِرفِغ Lone Scherfig، وأصغرهم سناً أندرس توماس يِنسن Anders Thomas Jensen (المولود عام 1972) الذي حصل على أوسكار أفضل فيلم قصير عام 1998 «ليلة الانتخابات» Election Night. واستمر بيله أوغست في إخراج أعمال من الأدب العالمي للسينما مثل «منزل الأرواح» (1993)، و«إحساس سميلاّ بالثلج» (1997) و«البؤساء» (1998). وطوّر لارس فون تريْيَر Lars von Trier مع أندرس توماس ينسن وآخرين المفهوم السينمائي «دوغمه 95»

 Dogme 95، وهو طريقة في الإخراج لا تعتمد على أي من القواعد المعروفة بل على كاميرا محمولة لا غير، وحصل على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان «كان» عن فيلم «راقصة في الظلام» Dancer in the Dark في عام 2000.

طارق علوش

 

 

 


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : عمارة وفنون تشكيلية
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 371
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 502
الكل : 31192523
اليوم : 17680

ابن مندويه

ابن مَنْدَويه (… ـ 410هـ/… ـ 1019م)   أبو علي أحمد بن عبد الرحمن بن مَنْدويه، أديب، شاعر، وطبيب، من الأطباء المذكورين في بلاد العجم، وخدم هنالك جماعة من ملوكها وزرائها. كانت له أعمال مشهورة مشكورة في صناعة الطب، وعمل في البيمارستان (المستشفى) العضدي بتكليف من عضد الدولة قنّا خسرو بن بويه الذي أنشأ هذا البيمارستان في بغداد، في الجانب الغربي، وغُرِّم عليه مالاً عظيماً وليس في الدنيا مثل ترتيبه، فرغ من بنائه سنة 368هـ/978م، وأعد له من الآلات ما يقصر الشرح عن وصفه، وفتح البيمارستان العضدي في صفر سنة 372هـ.

المزيد »