إدلب (مدينة-)
ادلب (مدينه)
Idleb / Edleb - Idleb
إدلب (مدينة -)
إِدلب مدينة تقع في شمال غربي سورية عند تقاطع خط الطول 36 درجة و38 دقيقة و30 ثانية شرقاً مع خط العرض 35 درجة و56 دقيقة شمالاً وسط سهول فسيحة تسمى باسمها، وتشكل الجناح الغربي من هضبة حلب. وتعلو إِدلب 446م عن سطح البحر.
تمتاز إدلب بموقعها ضمن غابة من الزيتون وعلى الطريق الممتد من أنطاكية إلى معرة النعمان فحماة ودمشق، والطريق الواصل بين حلب واللاذقية.
النشأة والتاريخ
كانت إدلب قرية صغيرة تدعى على الأرجح (وادي لب) وتتألف من قسمين: إِدلب الكبرى الواقعة شمال طريق معرة مصرين الحالي وهي قرية «دارسة»، وإِدلب الصغرى إلى الجنوب من الأولى على بعد يزيد قليلاً على ثلاثة كيلومترات وهي العامرة اليوم.
كانت قرية إِدلب تتبع سرمين فيما مضى. وبدأت أهمية إِدلب الحالية بالظهور بعد أن اهتم بها الصدر الأعظم محمد باشا الكوبرلي (1583-1661)، فجعل مواردها وقفاً على الحرمين الشريفين وأعفاها من الرسوم والضرائب وأقام فيها مباني ما زالت قائمة إلى اليوم فقصدها الناس من جسر الشغور وسرمين والقرى المجاورة، فاتسعت وازدهرت على حساب إِدلب الكبرى التي طوي ذكرها. وفي النصف الثاني من القرن الثامن عشر غدت إِدلب تتبع جسر الشغور ثم أتبعت بأريحا[ر] ثم صارت مركز قضاء عام 1812م، ثم مركز محافظة في عام 1960م. عانت إِدلب ما عانته بقية المدن السورية في أوائل القرن العشرين من المجاعة بسبب الحرب العالمية الأولى وأصابها الدمار وسيق رجالها إلى الجندية الإجبارية وصودرت أرزاقها وغلاّتها باسم الإعانة والإعاشة، كما عانت مرة أخرى من الاحتلال الفرنسي عندما اتخذها إبراهيم هنانو معقلاً لثورته على فرنسة فقصفتها قوات الاحتلال بالمدفعية في 20/1/1920 واعتقلت معظم أهلها فتشرد الكثيرون في البراري، ثم عادوا إليها ثائرين فاحتلوا دار الحكومة، وظلت المدينة على مناهضتها للاحتلال حتى رحيل القوات الفرنسية عنها في 18/1/1945, وفي عام 1960 غدت المدينة مركز المحافظة.
مخطط المدينة
نظم محمد باشا الكوبرلي مدينة إِدلب وفق مخطط عمراني اختاره بنفسه فبنى فيها الخانات كخان الشحادين وخان الرز ونظم أسواقها فكان لكل حرفة فيها سوق خاصة بها ورصف شوارعها بالحجر فاتسعت إِدلب الصغرى وزحفت شمالاً حتى احتوت إِدلب الكبرى. وازدادت أهميتها في النصف الثاني من القرن العشرين عندما أصبحت مركز محافظة فأخذت تتوسع غرباً (حي الضبيط) وجنوباً (حي القصور). ويتألف المخطط العام للمدينة من نواة بيضوية قديمة مكتظة بالسكان، وأحياء جديدة تنتشر حلقات حول النواة وتخترقها شوارع عريضة مستقيمة ومنتظمة.
استخدم سكان المدينة الأحجار الكلسية في البناء قديماً وحديثاً ومنازلهم نوعان: يتألف الأول من فسحة واسعة في الوسط يحيط بها عدد من الغرف وتزينها الأعمدة المزخرفة والأقواس. وهذا النمط عالي التكلفة ويحتاج إلى مساحات واسعة للبناء ولا يستوعب كثافات سكانية كبيرة، وقد مال السكان في المدة الأخيرة إلى نمط البناء الثاني وهو النمط الأوربي لأنه أقل مساحة وكلفة وأكثر استيعاباً.
السكان
بلغ عدد سكان إِدلب 51682 نسمة في تعداد عام 1981، وبلغ معدل النمو السكاني 33.2 بالألف بسبب الزيادة الكبيرة في نسبة الولادات وانخفاض معدل الوفيات ولاسيما بعد القضاء على الأمراض المستوطنة كالملاريا وغيرها. وقّدر عدد السكان عام 1997 بنحو 86765 نسمة.
وظائف المدينة
تشتهر إِدلب وظهيرها بمنتوجها من الزيتون حتى إن الأخوان رسل سمّياها عام 1772 بلد الزيتون وهو محصولها الأول، وتحتل محافظة إِدلب مركز الصدارة بين محافظات سورية في إنتاج الزيتون ومشتقاته (22٪ من إنتاج سورية) وتأتي بعده الخضر الصيفية والحبوب والقطن والأشجار المثمرة ولاسيما التين.
وفي إِدلب صناعات قديمة مختلفة، كعصر الزيتون (كان في المدينة زمن العثمانيين 200 معصرة زيتون تحت الأرض اندثرت كلها)، وصناعة الصابون (حصرت هذه الصناعة بها في عهد محمد باشا الكوبرلي، فكان فيها ست وثلاثون مصبنة)، وصناعة الدبس والطحينة والحلاوة والأحذية. وفيها صناعات آلية حديثة ومنها معاصر الزيتون ومحالج القطن ومعامل الغزل ومواد البناء كالبلوك (اللبن الإسمنتي) والبلاط.
وتعدّ مدينة إِدلب سوقاً تجارية كبيرة للسهول المحيطة بها ومستودعاً للموارد الزراعية، وقاعدة تجارية تسيطر على الصادرات والواردات في القسم الأكبر من ظهيرها الاقتصادي المؤلف من مجموعة قرى وبلدات مناطق إِدلب وحارم وسلقين وسهل الروج، أما القرى والبلدات في مناطق معرة النعمان وأريحا وجسر الشغور فيرتبط معظمها بحلب وترتبط خان شيخون بحماة.
وتسيطر إِدلب كذلك على تجارة الزيتون وزيته في سورية عامة تساعدها شبكة طرق المواصلات الجيدة التي تربطها بحلب في الشرق (70كم) وبحماة وحمص ودمشق (111و158و320كم على التوالي) في الجنوب وباللاذقية (130كم) في الجنوب الغربي. وتبعد المدينة 15كم عن أريحا و48كم عن معرة النعمان و73كم عن خان شيخون و50كم عن جسر الشغور. ويمر بها الطريق الدولي دمشق ـ باب الهوا ـ لواء اسكندرونة.
يحيط بمدينة إِدلب عدد كبير من المناطق الأثرية كالبارة ورويحة وقلب لوزة وقصر البنات وغيرها. وهي لا تبعد أكثر من 15كم عن جبل الأربعين أفضل مصايف الشمال وتضم المدينة عدداً من المشافي والفنادق والمطاعم والحدائق ومركزاً ثقافياً حديثاً وداراً للسينما.
خالد نجوم
الموضوعات ذات الصلة: ـ سورية. |
التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 713
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- صدور المجلد الثامن من موسوعة الآثار في سورية
- توصيات مجلس الإدارة
- صدور المجلد الثامن عشر من الموسوعة الطبية
- إعلان..وافق مجلس إدارة هيئة الموسوعة العربية على وقف النشر الورقي لموسوعة العلوم والتقانات، ليصبح إلكترونياً فقط. وقد باشرت الموسوعة بنشر بحوث المجلد التاسع على الموقع مع بداية شهر تشرين الثاني / أكتوبر 2023.
- الدكتورة سندس محمد سعيد الحلبي مدير عام لهيئة الموسوعة العربية تكليفاً
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 57132365
اليوم : 88766
المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون