logo

logo

logo

logo

logo

السافانا

سافانا

Savanna - Savane

السافانا

 

تمثل حشائش السافانا savane انعكاساً طبيعياً واضحاً لقانون التوزيع النطاقي zonal، فهي تشغل بقاعاً متباينة من النطاق المداري في كل من الكتل القارية الثلاث؛ أمريكا الجنوبية وإفريقيا وأستراليا.

وتمثل السافانا خليطاً من تشكلات حشائش كثيفة وطويلة تتلائم دورة حياتها بشكل ملحوظ مع المناخ المداري بفصليه المتمايزين، وتتألف حشائش هذا الاقليم المتفاوتة الارتفاع من التشكلات النجيلية graminées والجذامير rhizomes التي تختفي بسوقها وأوراقها خلال الفصل الجاف، لتعود بعد ذلك للنمو من جديد في الفصل الرطب.

إقليم السافانا في إفريقيا الجنوبية وتكثر فيه آكلات العشب

ويتباين ارتفاع وكثافة حشائش السافانا بحسب قربها أو بعدها ضمن النطاق المداري من خط الاستواء، ففي الأقاليم النطاقية المدارية شبه الاستوائية الجافة، تتميز هذه الحشائش النجيلية بقصرها وضآلة كثافتها وتبعثرها إضافة إلى قساوة أوراقها، كما لاتزيد الانتاجية النباتية السنوية فيها عن 4 أطنان/هكتار، يعود سبب ذلك إلى مجموعة من الخصائص المناخية التي تميز هذه الأقاليم، حيث تراوح درجة أكثر الأشهر حرارة من 30ـ34درجة مئوية، مع كمية أمطار تراوح بين 200و600مم، ومعدل تبخر يصل إلى 3500 مم سنوياً، كما أن الفصل الجاف يستمر من 8 إلى 10أشهر في نصف الكرة الشمالي؛ من شهر تشرين الأول وحتى شهر تموز. أما في نصف الكرة الجنوبي فيمتد الفصل الجاف من شهر نيسان حتى شهر تشرين الثاني. كل هذا يؤدي إلى ضآلة ارتفاع وكثافة حشائش السافانا في هذه الأقاليم المدارية البعيدة نسبياً عن خط الاستواء. وفي الأقاليم النطاقية شبه الاستوائية ـ المدارية ـ شبه الرطبة، التي هي أقرب إلى خط الاستواء فإن لتغير الخصائص المناخية، وخاصة التساقط، دوراً كبيراً في تغير الخصائص البيولوجية لتشكلات السافانا، فكمية الأمطار تزداد لتصبح نحو 1000 إلى 1500مم/سنوياً، كما أن فصل الجفاف يقصر ليصبح نحو 5ـ 6أشهر ويمتد من شهر أيار وحتى شهر أيلول، ودرجات الحرارة تكون أقل ارتفاعاً مما هي عليه في الأقاليم النطاقية السابقة (28ـ30درجة مئوية سنويا)ً.

لهذا يلاحظ أن حشائش السافانا تصبح أكثر ارتفاعاً مع وجود تجمعات من الأشجار التي تنفض أوراقها في الفصل الجاف. كما نلاحظ تزايداً ملحوظاً في معدلات الانتاجية النباتية التي تصل حتى 17طناً/هكتار في العام.

ويمتاز إقليم السافانا في مناطقه كافة بغناه بالعالم الحيواني من آكلات العشب، حيث تكثر الفيلة والأيائل والزراف والأرانب وغيرها، كما يلاحظ وجود آكلات اللحم الكبيرة مثل الأسود والنمور والضباع والكلاب البرية وغيرها.ويعاني العالم الحيواني في هذا الإقليم، شأنه شأن العالم النباتي، من تدهور مستمر بسبب تدخل الإنسان بأشكال مختلفة.

عموماً يمكن تقسيم السافانا إلى النماذج الآتية:

ـ السافانا الشجرية arborée حيث يلاحظ تناثر الأشجار المتباعدة بين الحشائش العالية.

ـ السافانا الشجيرية arbustive حيث تبدأ الأنواع الأكثر مقاومة للجفاف xérophile.

ـ السافانا الدغلية buissonnante، وتمثل وصلة انتقالية بين السافانا والمناطق السهبية steppe.

ـ السافانا الرواقية galerie التي تمتد على ضفاف الأنهار.

ـ السافانا البستانية parc حيث تكثر ضمن تشكلات السافانا تجمعات متقاربة من الأشجار، يطلق عليها أحياناً تسمية عامة هي agreste أو يطلق عليها اسمcambo في البرازيل و llanos في فنزويلا.

 أما أصل تشكل القسم الأعظم من السافانا savanisation وتوسعه فيفسر بحسب نظرية عالم الغابات أوبرفيل Aubréville بالعمليات المرتبطة بتدخل الانسان anthropique، إذ غزا الغابة المدارية وتوسع على حسابها، بعد عصر الزراعة بوساطة الحرائق والقطع للحصول على الأراضي الزراعية.

محمد اسماعيل الشيخ

مراجع للاستزادة:

 

- P.Biret, Dictionnaire de la Géographie (P.U.F 1970).

- Encyclopédie de Géographie universelle (1960).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 583
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1084
الكل : 40506988
اليوم : 36803

يشخان (موشيغ-)

يشخان (موشيغ ـ) (1914ـ 1990)   ولد موشيغ يشخان ـ اسمه الكامل موشيغ جينديرجيان يشخان Mushegh Jinderjian Ishkhan ـ في بلدة سيفريهيسار قرب أنقرة وتم تهجيره طفلاً مع عائلته إلى دير الزور في سورية. أتم تعليمه الابتدائي في دمشق ثم انتقل إلى قبرص حيث أكمل تعليمه الثانوي ثم غادرها إلى بيروت، وبعدها إلى بروكسل حيث درس الأدب في جامعتها، واستقر أخيراً في بيروت وتفرغ للكتابة والتدريس.  يُعدّ يشخان من أبرز الكتّاب والشعراء الأرمن في المهجر. لفت إليه الأنظار منذ ديوانه الأول، وهو مجموعة قصائد بعنوان «أغنية البيوت» Duneru yerke ت(1936)، وتلتها مجموعة «أرمينيا» Hayasdan ت(1946) و«حياة وحلم» Gyank yev year ت(1949) و«الخريف الذهبي» Vosgi Ashun ت(1963). تمتزج في أشعاره المشاعر الرقيقة الصادقة بالحزن والحنين إلى الوطن، ويتجلى في إبداعه نضال شعبه للحفاظ على الهوية والوطن.
المزيد »