logo

logo

logo

logo

logo

سمولت (توبايس جورج-)

سمولت (توبايس جورج)

Smollett (Tobias George-) - Smollett (Tobias George-)

سمولِت (توبايَس جورج ـ)

(1721ـ1771)

 

توبايَس جورج سمولِت Tobias George Smollett أديب ومؤرخ وصحفي ومترجم اسكتلندي، ولد في بلدة كاردرُس Cardross في منطقة دمبارتونشير Dumbartonshire وتوفي بالقرب من مدينة ليفورنو Livorno في إيطاليا. ينحدر سمولِت من عائلة برجوازية متوسطة كثر فيها المحامون والجنود، وتنتمي إلى الكنيسة المشيخية Presbyterian، وإلى الحركة الإصلاحية سياسياً. درس الطب في جامعة غلاسكو Glasgow من دون أي يحصل على الشهادة. ويذكر أول كاتب لسيرته أنه درس اللغة اليونانية، وأنه كان يجيد الفرنسية والإسبانية. انتقل في عام 1739 إلى لندن بحثاً عن مكان لعرض مسرحيته الأولى «قتل الملك» The Regicide، وفي العام التالي التحق بالبحرية الملكية جراحاً ثانياً، ورست سفينته في جامايكا Jamaica حيث تعرف إلى الوارثة الثرية آن لاسِلز Anne Lassells وتزوجها، لكنه عاد إلى لندن لوحده في عام 1742 في حين لم تلحق به زوجته حتى 1747. حصل على شهادة الدكتوراه في الطب، من كلية ماريشال Marischal College في مدينة أبردين Aberdeen عام 1750، ومارس المهنة من دون نجاح يذكر.

إثر هزيمة الثوار اليعاقبة في معركة كللودن Culloden في اسكتلندا من قبل الجيش الإنكليزي في عام 1746 نظم سمولِت قصيدته الأشهر «دموع اسكتلندا» The Tears of Scotland. وفي العام التالي نظم هجائياته الساخرة «نصيحة» Advice و«توبيخ» Reproof بأسلوب الشاعر الروماني يوفينال Juvenal. وفي عام 1748 نشر أولى رواياته «مغامرات رودريك راندم» The Adventures of Roderick Random التي تنتمي إلى روايات الشطار picaresque novel وتقدم عرضاً تفصيلياً لحياة البحارة البريطانيين في ذلك العصر، كما نشر في عام 1750 ترجمته لرواية الكاتب الفرنسي ألان ـ رُنيه لوساج «حكاية جيلْ بْلا» Histoire de Gil Blas التي تنتمي إلى النوع نفسه. رحل بعد ذلك إلى باريس باحثاً عن مواد لروايته التي كان يكتبها «مغامرات بيرغرين بيكل» The Adventures of Peregrine Pickle التي تستعرض شخصية ضابط بحار متقاعد، يتصرف على اليابسة حسب شروط وقوانين البحر، وكأنه على متن إحدى السفن الحربية البريطانية.

كان سمولِت سخياً تجاه الآخرين، مما ورطه في أزمات مالية متتالية، أجبرته في بعض الأحايين على العمل كاتباً مأجوراً، لكي يعيش ويتمكن من استضافة شخصيات بارزة من مثل صموئيل جونسون وأوليفر غولد سميث والممثل الشهير ديفيد غاريك. وحينما نشر عام 1753 روايته الثالثة «مغامرات الكونت فرديناند فاذم» The Adventures of Ferdinand, Count Fathom ولم تلق أي نجاح يذكر، اضطر سمولِت للاستدانة من أصدقائه وعاد إلى اسكتلندا بعد غياب خمسة عشر عاماً، ولم يطل فيها البقاء بسبب التزامه بترجمة رواية ثربانتس «دون كيخوته» التي نشرت عام 1755، حين ظهرت لديه بوادر مرض السل الذي رافقه حتى وفاته المبكرة. وفي مطلع 1756 قبل العمل محرراً في صحيفة «ذا كريتيكال ريفيو» The Critical Review وبدأ العمل على كتابه الموسوعي «تاريخ إنكلترا الكامل» A Complete History of England الذي صدر في أربعة مجلدات ضخمة وحقق للمؤلف دخلاً معقولاً مكنه من التفرغ لكتابة مسرحيته الهزلية «الرد» Reprisal التي نجحت على الخشبة وعادت عليه بربح طيب عام 1757. وفي العام التالي صار سمولِت المشرف العام على تحرير وتصنيف حولية «تاريخ العالم» Universal History  التي صدرت في ثمانية وخمسين عدداً. وفي المدة نفسها أدى به تشهيره في صحيفته بالأدميرال سير تشارلز نولز إلى السجن مدة ثلاثة شهور ودفع غرامة مقدارها مئة جنيه. وفي السجن وضع مخطط رواية الشطار الثالثة «مغامرات السير لانسلوت غريفز (1762) The Adventures of Sir Launcelot Greaves التي نُشرت مسلسلة في مجلة «ذا بريتيش مغزين» The British Magazine التي صار سمولِت مدير تحريرها منذ عام 1760.

ثم صار بعد سنتين مدير تحرير مجلة «ذا بريتون» The Briton الأسبوعية الموالية لرئيس الوزراء جون ستوارت John Stuart وبدأ بتأليف تأريخ في ثمانية مجلدات بعنوان «الحالة الراهنة لجميع الأمم» The Present State of All Nations، واشتغل بترجمة الأعمال الكاملة لفولتير على الرغم من تفاقم حالته المرضية.

كانت صدمته بوفاة وحيدته إليزابيث في عام 1763 بالغة الأثر، فقطع علاقاته بالوسط الصحافي والأدبي وانتقل مع زوجته ليستقر في فرنسا. وفي عام 1766 نشر كتابه المهم «رحلات عبر فرنسا وإيطاليا» Travels Through France and Italy بأسلوب السيرة الذاتية، وعاد بمناسبة أعياد الميلاد إلى إنكلترا واسكتلندا وبدأ العمل بأخر وأهم أعماله وهو الرواية الرسائلية «بعثة همفري كلينكر» The Expedition of Humphry Clinker التي أتمها في خريف عام 1770 في إيطاليا، ونشرت في إنكلترا عام 1771 قبل وفاته بثلاثة شهور.

إن لم يكن سمولِت قد بلغ قامة كبار الروائيين من معاصريه، من مثل صموئيل رتشاردسن وهنري فيلدينغ، فلا منازع لـه على صعيد الكوميديا الساخرة في تصوير شخصياته ومحيطها الاجتماعي والأجواء التي تتحرك فيها. ولا شك في أن لأعماله كبير الأثر في من تلاه من الأدباء، ولاسيما ديكنز، عن طريق تلك الصور الوصفية البانورامية للطبقات الاجتماعية في عصره.

نبيل الحفار

 

 مراجع للاستزادة:

 

- L.M.KNAPP, Tobias Smollett, Doctor of Men and Manners (Princeton 1949).

- WILLIAM R. ADAMSON, Cadences of Unreason: A Study of Pride and Madness in the Novels of Tobias  Smollett (P. Lang 1990).


التصنيف : الآداب الجرمانية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 149
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 505
الكل : 31566007
اليوم : 862

أناكريون

أناكريون (نحو582 ـ 485ق.م)   أناكريون Anacreon شاعر يوناني قديم ولد في تيوس (إيونية بآسيا الصغرى)، ويعد آخر شعراء الأغنية الشعبية الهلّينية البارزين في آسيا الصغرى واليونان قبل الميلاد. لم يعرف الكثير عن حياته ولم يبق من شعره إلا القليل. لما غزا الفرس اليونان نحو 540 ق.م أُبعد أناكريون إلى أبديرة Abdera في تراقية. قضى معظم حياته في بلاط بوليقراط بساموس، وانتقل بعد ذلك إلى أثينة، وبدأ يكتب تحت رعاية الطاغية هيباركوس Hipparchus حتى مقتل هذا الطاغية عام 514 ق.م، وأما ما بقي من حياة أناكريون فهو مجهول.
المزيد »