logo

logo

logo

logo

logo

سيؤول

سيوول

Seoul - Séoul

سيؤول

 

سيؤول Seoul عاصمة جمهورية كوريا الجنوبية وأكبر مدنها، وهي المركز الثقافي والاقتصادي والتربوي والمالي والحكومي، ومركز النشاط الاجتماعي لكوريا الجنوبية. تقع سيؤول في الجزء الغربي الأوسط من شبه الجزيرة الكورية، على نهر هان Han وتبعد نحو 32كم إلى الشرق من ميناء إنشون Inchon الواقع على البحر الأصفر. وفي عام 1948م كانت العاصمة تمتد من مقاطعة كيونغي مشكلة مدينة ذات طابع خاص، ومنذ منتصف القرن العشرين أخذت سيؤول تتوسع وتنمو باطراد.

وتمتلك سيؤول منظراً جميلاً، إذ تقع في جنوبها هضاب خضراء، وفي شمالها قمم جبلية، وهذا ما أضفى على موقعها طابعه الجميل المميز.

الأهمية التاريخية

يعد «يي سونغي» مؤسس مدينة سيؤول ومؤسس سلالة «يي» Yi الحاكمة، فيما أصبح يعرف اليوم بكوريا. وقد بدأ بناء سيؤول في عام 1394م، وجعل منها عاصمة لمملكته فأضحت مركزاً تجارياً ضخماً. وتعني كلمة سيؤول عاصمة.

ومع مرور الزمن سميت المدينة باسم هانسونغ Hansong، وبقيت عاصمة المملكة أكثر من خمسة قرون (1394 حتى 1910م). أما البوابة الجنوبية والقصور الرئيسة فقد بنيت في المئتي سنة الأولى من حكم سلالة «يي».

تعرضت المدينة لكثير من التغيرات بعد انفتاح كوريا على الغرب عام 1870م، وكذلك في مرحلة الاحتلال الياباني الذي امتد من عام 1910 حتى هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية عام 1945م. وبعد الحرب انقسمت كوريا إلى دولتين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. وأثناء فترة الاحتلال الياباني سُميت سيؤول بـ «كيونغ سونغ» Kyongsong. وقد شيد اليابانيون في مرحلة احتلالهم لكوريا مبانى كثيرة في سيؤول، تشمل محطة سيؤول للسكك الحديدية، ومبنى الحاكم العام.

وقد أُعطي اسم سيؤول للمدينة عندما قامت القوات الأمريكية باتخاذها مقراً لها في الحرب العالمية الثانية، وبدت عاصمةً في البلاد إلى أن أصبحت عاصمة لكوريا الجنوبية.

وفي الحرب الكورية التي امتدت بين عامي1950 و1953 دُمر كثير من أبنية سيؤول، ولكن أُعيد بناؤها لاحقاً، واستطاعت أن تظل محتفظة بموقعها وأهميتها كعاصمة سياسية واقتصادية وثقافية لكوريا، وأضحت واحدة من أكثر مدن العالم نمواً.

وفي عام 1961م سيطر بارك تشانغ هيي على الحكومة الكورية الجنوبية، واستمر في ذلك حتى وفاته في عام 1979م. وقد نادى برنامجه الاقتصادي بتطوير صناعة البلاد لتشمل سيؤول التي أُنشئ فيها في عقدي الستينات والسبعينات من القرن العشرين كثير من المصانع والبنايات ونزح إليها آلاف السكان بحثاً عن العمل.

وفي الثمانينات من القرن العشرين شُيدت في سيؤول ناطحات السحاب الحديثة، وانعقدت فيها دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1988م، كما شُيدت مرافق رياضية جديدة كثيرة تشمل داراً للرياضة، تتسع لنحو 100 ألف شخص.

تمتلك المدينة جمالاً خاصاً بفعل التناغم بين القديم والحديث. ففي القسم الحديث من المدينة تُرى ناطحات السحاب، والشوارع العريضة، والفنادق الضخمة ذات النمط الأوربي، وفي الوقت نفسه تحتفظ المدينة بأماكنها الأثرية كالبوابات وغيرها من كنوز الماضي. وهناك بقايا بوابتين كانتا جزءاً من الحائط الذي كان مبنياً حول المدينة. وهما البوابة الجنوبية والبوابة الشرقية، اللتان بنيتا في الأصل في تسعينيات القرن الرابع عشر الميلادي، وقد حطم الغزاة اليابانيون البوابة الشرقية ولكن أعيد بناؤها فيما بعد.

إن المدخل الرئيسي لمدينة سيؤول هو المدخل الجنوبي الذي يؤدي إلى مبنى البرلمان Capitol في شارع تايبيونغ Taepyong، الذي يربطهما بالمباني الحكومية الحديثة والبعثات الدبلوماسية الأجنبية (السفارات) ومكاتب الصحافة والإعلام.

أما المركز التجاري للمدينة، فيقع في شارع تشونغنو Chongno، حيث الكثير من المحلات التجارية الكبيرة، وتمتد قرب البوابة الشرقية سوق تجارية تنبض بالحيوية والنشاط. أما أبنية قصر توكسو Toksu فتقع وسط المدينة، وتشكل أرضه متنزهاً عاماً، ويُشاهد بناءان من الطراز الغربي، وبناء المتحف الوطني الذي يحوي قطعاً فنية لفنانين كوريين. أما الأبنية الأخرى فهي بناء كيونغ بوك Kyongbok قرب مبنى البرلمان، ويمتد إلى الحديقة السرية Secret Garden التي تحوي الكثير من المنحدرات المغطاة بالأشجار وبرك الماء، ومقصورات للمتنزهين. ويعود تشييد قصر تشانغ دوك والحديقة السرية إلى عام 1405م، ولا يزالان من الآثار التي تجذب الزوار.

وإضافة إلى ذلك تشمل منطقة وسط المدينة المصارف والمحلات التجارية الكبيرة والفنادق والمسارح، وهناك الكثير من مكاتب الأعمال بالقرب من وسط المدينة، وفي كواشن جنوب نهر «هان».

وفي سيؤول أكثر من 12 جامعة، أهمها جامعة سيؤول الوطنية، وجامعة كوريا، وجامعة يونسي، إضافة إلى عدد من المعاهد العليا المتخصصة.

تعد مدينة سيؤول عقدة المواصلات الرئيسة في كوريا الجنوبية، فهي ترتبط مع أنحاء البلاد كافة بشبكة من خطوط السكك الحديدية والخطوط الجوية والطرق البرية السريعة، وتزدحم الشوارع بالسيارات والحافلات وسيارات الأجرة. كما توفر قطارات الأنفاق المواصلات داخل المدينة، وتعد مدينة إنشون الواقعة عند مصب نهر هان على البحر الأصفر الميناء البحري لسيؤول.

سيؤول هي القلب الاقتصادي لجمهورية كوريا الجنوبية، وفيها مصانع للسيارات والحواسيب، إضافة إلى الكثير من الصناعات الغذائية، وتنتج نسبة كبيرة من الآلات الزراعية في البلاد، وتنتج أيضاُ الأدوات الكهربائية والمنتجات الاستهلاكية (كالملابس) وغيرها. كما تنتج برامج التلفاز الوطني والمذياع، وتصدر بها الصحف الكبرى. وتجدر الإشارة إلى أن معظم الصناعات تتركز في منطقة يونغ دونغبو Yongdungpo التي تقع إلى الجنوب من نهر «هان».

سكان المدينة

كان يسكن مدينة سيؤول 1446019 نسمة في عام 1949م، وقد شهد عدد سكان المدينة ارتفاعاً كبيراً فبلغ 9640000 نسمة عام 1985م و11609000 نسمة عام 1995م. وبذلك تتصدر سيؤول مدن كوريا الجنوبية من حيث الحجم، كما تأتي في المرتبة الثانية عالمياً بعد مدينة مكسيكو من حيث الكثافة السكانية. وقد بلغ المتوسط السنوي لمعدل نمو السكان في المدينة 5%  بين عامي 1970 و1975، وانخفض إلى 1.9% بين عامي 1990 و1995.

يسكن معظم سكان سيؤول في مجموعات ذات شقق في جزيرة يويدو، أو على ضفة نهر «هان». وقد شيدت الدولة شققاً رخيصة التكلفة على مشارف سيؤول بالقرب من المناطق الصناعية في يونغ دونغبو ومابو.

ممدوح الدبس

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ موارد العالم 1998ـ 1999م (دليل البيئة العالمية -تغير البيئة وصحة البشر)، منشور مشترك يصدره معهد الموارد العالمية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.

ـ محمد خميس الزوكة، آسيا ـ دراسة في الجغرافية الإقليمية (دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية 1992م).

ـ محمد صافيتا وعدنان عطية،جغرافية المدن (منشورات جامعة دمشق 2003 ـ 2004م).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 487
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1079
الكل : 40489475
اليوم : 19290

كوجيكي

كوجيكي (القرن 7ـ 8 الميلادي)   يعد كتاب «كوجيكي» Kojiki أول أثر تراثي أدبي ديني في تاريخ اليابان، وله في ديانة الشينتو Shinto التي تعتنقها غالبية اليابانيين مكانة تقارب القداسة. يعود تاريخ تدوين الكتاب إلى عهد الامبراطور الأربعين تِنْمُ ـ تِنّو Tenmu-Tenno (حكم بين 673 ـ 686م) الذي أراد تجنب الوقوع في الخطأ أو التحريف فيما يتعلق بالتراث من أنساب ووقائع، فأمر بجمع كل ما هو محفوظ شفهياً من أنساب وأساطير وحكايات بطولية وأشعار وأخبار تاريخية، لكي تُصنف وتُرتب، فيضمن بذلك توثيقاً حقيقياً لتاريخ اليابان القديمة، وكان ذلك عام 682م عندما اختار للمهمة هيدا نو آرِه Hieda No Are التي كانت حكواتية محترفة Katari-be من مقام رفيع، فشرعت بتنفيذ المشيئة الامبراطورية.
المزيد »