logo

logo

logo

logo

logo

سويسرا (جغرافياًُ وتاريخياً)

سويسرا (جغرافيا وتاريخيا)

Switzerland - Suisse

سويسرا

 

تقع سويسرا Switzerland في وسط القارة الأوربية، ممتدة بين خطي عرض 46 ـ 48 ْ شمالاً، وبين خطي طول (6 ْ ـ 30 َ 10 ْ) شرق غرينتش. وتبلغ مساحتها نحو41284كم2. وأبعادها القصوى تتباين ما بين 243كم مـن الشرق إلـى الـغـرب، و222كم من الجنوب إلى الشمال.

وهي دولة داخلية لا تطل على البحار، ولكنها غنية بالبحيرات التي تقدر مساحتها بنحو 1355كم2، يحدها أربع دول أوربية؛ فمن غربها فرنسا، ومن جنوبها إيطاليا، ومن شمالها وشمالها الشرقي ألمانيا، ومن شرقها النمسا. وهي مؤلفة من اتحاد 26 مقاطعة (كانتوناً). ونظام الحكم فيها جمهوري، إلا أن منصب رئيس الجمهورية هو منصب تشريفي، ينتخبه المجلس التشريعي عاماً واحداً، والسلطة الفعلية بيد رئيس مجلس الوزراء الذي يمثل رئاسة السلطة التنفيذية.

الجغرافية الطبيعية

سويسرا دولة جبلية في طبيعتها، تشغل الجبال نحو 71% من مساحتها، والباقي أراضٍ هضبية مرتفعة نسبياً. وتقسم إلى ثلاثة أقاليم تضريسية هي:

قمة " جونغفراو" إحدى قمم سويسرا الجميلة

ـ جبال الجورا Jura: تمتد هذه الجبال على طول حدود سويسرا الشمالية الغربية مع فرنسا، حيث يقع نصف هذه الجبال تقريباً في سويسرا، ونصفها الآخر في فرنسا، وتشغل نحو 11%من مساحة سويسرا. تتألف من سلسلة من الجبال المتوازية التي تفصل بينها وديان ضيقة عميقة. وتتسع جبال الجورا وتزداد ارتفاعاً بالاتجاه نحو الجنوب الغربي، لترتفع بعض قممها في جنوبي الجورا السويسرية إلى ارتفاع 1679م تقريباً في قمة جبل تندر Tendre. ويشق تلك الجبال العديد من الممرات التي تشكل صلة وصل ما بين سويسرا وفرنسا عبر شبكة السكك الحديدية وطرق السيارات التي تم تمديدها فيها.

ـ جبال الألب Alps: وهي من أعظم جبال أوربا، وتمتد على أراضي أربع دول (فرنسا، إيطاليا، سويسرا، والنمسا). وتشغل من أراضي سويسرا نحو 60% من مساحتها، ممتدة في الأجزاء الجنوبية والجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية من سويسرا. ويدخل في سويسرا جزء من القسم الأوسط المركزي من جبال الألب المتجمعة حول كتلة سان غوثارد Saint Gothard، حيث تضيق الجبال وتبلغ ارتفاعات تتجاوز 4000م. ويقسم المنخفض الطولي لنهري الرون Rhône والراين Rhine جبال الألب السويسرية قسمين، شمالي وجنوبي، ويضم القسم الشمالي، الجبال الآتية ابتداء من الغرب: الألب البيرنيه التي تضم أعلى ارتفاع في هذا القسم فنسـتر آرهورن (4278م) Finsteraarhorn، وآلب ابينزيل (2440م) Appenzell أما القسم الجنوبي من جبال الألب، فيضم الجبال الآتية ابتداء من الغرب: الألب البنينية Pennine Alps (ألب فاليس Valais Alps)، وفيها توجد أعلى الارتفاعات في سويسرا مونتي روزا (4638م) Monte Rosa، وميشابيل 4557م، وماترهورن 4505م Matterhorn، وفي أقصى النهاية الشرقية لألب فاليس، يمتد نفق سيمبلون Simplon بطول 6.19كم تقريباً.

بلدة فيفي على ضفاف بحيرة ليمان

ـ الهضبة السويسرية: تمتد الهضبة السويسرية من بحيرة جنيف في الجنوب الغربي إلى بحيرة كونستانس في أقصى الشمال الشرقي، متخذة شكل دهليز واسع بين جبال الجورا في الشمال وجبال الألب في الجنوب. ويبلغ طولها نحو 290كم، واتساعها نحو 50كم. وانحدار الهضبة من الجنوب باتجاه الشمال؛ فبينما يبلغ ارتفاعها بجوار الألب في الجنوب نحو 1400م، تنخفض عند حضيض جبال الجورا في الشمال إلى 400م تقريباً. وسطح الهضبة ليس مبسطاً، وإنما شديد التضرس، نتيجة لتعاقب تأثير الحت النهري ونواتجه الحالية، حيث تشقها العديد من الأودية النهرية، والحت الجليدي قديماً.

المناخ في سويسرا بارد عموماً لارتفاع أراضيها وقاريتها الشديدة، مع أنها تقع في النطاق المناخي المعتدل البارد، فمتوسط درجة حرارة شهر كانون الثاني لا يتجاوز الدرجة المئوية الواحدة في أكثر أجزاء هضبتها حرارة، لينخفض في أكثر من 98% منها إلى ما دون التجمد بنحو درجتين في الهضبة (-0.3 ْم في بيرن) وإلى دون (-6 ْم) في جبالها وخاصة في جبال الألب، حيث ينخفض المتوسط الحراري لكانون الثاني إلى دون (-10 ْم)، مستمرة لدرجة حرارة دون التجمد لمدة تتراوح بين شهرين إلى أربعة أشهر في جبال الجورا، وحتى ستة أشهر في جبال الألب (سانتس على ارتفاع 2500م، حيث متوسط الحرارة دون الصفر لمدة ثمانية أشهر بأدنى قيمة له -9.6 ْم ومتوسط حرارة آخر الشهور في السنة تراوح بين 15 ـ 21 ْم في الهضبة، وبين 6 ـ 15 ْم فوق جبال الألب والجورا. وتشتهر جبال الألب ذات الوديان والحوضات الجبلية العديدة بتكرار ظاهرات الانقلاب الحراري، مما يجعل من الوديان والحوضات المناطق الأشهر برداً شتاء. والهطل دائم على مدار السنة، ويكون ثلجياً شتاء، ومطرياً صيفاً، وتراوح كميته السنوية وسطياً بين 100 ـ 150سم، وترتفع فوق الأجزاء الغربية والوسطى وجبال الألب إلى ما بين 150ـ 250سم، وتتدنى في أعالي وادي الرون إلى دون 100سم. ويغطي الثلج أعالي الجبال مدة تزيد على ستة أشهر، ويكون دائماً في أعالي جبال الألب. ويكثر هبوب رياح الفوهن الجنوبية على المقدمات الشمالية لجبال الألب عند اتصالها بالهضبة رافعة درجة الحرارة بضع درجات (5 ـ10 ْم) وأحياناً أكثر، مسببة ذوباناً سريعاً للثلوج وفيضانات كبيرة في الأنهار.

ومن جبال الألب السويسرية ينبع نهران من أهم أنهار أوربا، هما الرون الذي يصب في البحر المتوسط، والراين الذي يصب في بحر الشمال غير مبتعدة منابعها عن بعض سوى 25كم، إضافة إلى عدة أنهار رافدة للراين، كما ينبع من الألب نهر إن أحد روافد الدانوب الرئيسة، ونهر تسينو أحد روافد نهر البو الذي يصب في البحر الأدرياتي، وتنتشر في الهضبة السويسرية والوديان الجبلية أعداد كبيرة من البحيرات، من أكبرها وأشهرها في الهضبة بحيرة ليمان Lemane (جنيف) ونيوشاتل Neuchâtel وبيل Biel وزيوريخ Zurich وتون Thun ولوسيرن Lucerne وكونستانس.

تغطي الغابات نحو 34% من مساحة سويسرا (55% من الألب، 20% من الجورا، 25% من الهضبة)، وتسودها الغابات الصنوبرية التي تشغل نحو 7% من المساحة الغابية، والباقي غابات نفضية.

الجغرافية الاقتصادية

جسر كابلبروك المسقوف فوق نهر ريوس في مدينة لوسيرن

إن موقع سويسرا القاري وطبيعتها الجبلية، وفقرها بالخامات المعدنية ومصادر الطاقة الأحفورية، جعلها تتوجه نحو الصناعة والسياحة والخدمات المصرفية. وعلى الرغم من ذلك، فالزراعة تؤدي دوراً مهماً، إذ يستغل نحو 28% من أراضيها في زراعة العلف لتربية الماشية وزراعة المحاصيل الزراعية المتنوعة، ويعمل في الزراعة نحو 8% من إجمالي السكان العاملين. وتتركز أهم الأراضي الزراعية في الهضبة وفوق المنحدرات الجبلية المواجهة للجنوب، حيث يزرع القمح والشيلم والبطاطا والشوندر، والفاكهة المتنوعة (تفاح، كمثرى، كرز، عنب). وتوفر الزراعة السويسرية نحو 60% من احتياجات السكان، والباقي من الاستيراد. المزارع السويسرية صغيرة الحجم، ويبلغ معدل مساحتها نحو ثلاثة هكتارات. وتعد زراعة الأعلاف هي الأهم، نظراً لاشتهار سويسرا بتربية الأبقار التي تؤمن نحو 75% من دخل المزارع السويسري. وتعتمد معظم الأبقار، التي هي من النوع اللبون على الانتقال صيفاً إلى المراعي الجبلية المرتفعة، والعودة شتاء إلى حظائرها عند أقدام الجبال. ويربي المزارعون أيضاً الخنازير والماعز والأغنام والدواجن.

الصناعة هي ركيزة الاقتصاد السويسري، فهي تسهم بنحو 27% من الدخل القومي، ويعمل بها نحو 27% من اليد العاملة، ومما ساعد على النهضة الصناعية فيها غناها بمحطات توليد الطاقة الكهربائية من أنهارها العديدة التي عوضت عن انعدام النفط فيها وقلة الفحم بأراضيها، إذ يقدر إنتاج الطاقة الكهرمائية بنحو 45000 مليون كيلوواط/ساعة. وتعتمد الصناعة السويسرية على المواد الخام المستوردة، وهي تصدر جزءاً كبيراً من إنتاجها الصناعي. ولقد أدى موقعها بعيداً عن البحار إلى تخصصها في الصناعة الدقيقة والخفيفة الوزن والغالية الثمن، ومن أهم ما تشتهر به: صناعة الساعات التي تنتشر في منطقة الجورا فيما بين مدينتي جنيف وشافهوزن Schaffhausen، وتتركز خاصة في ولايتي سولوتورن Solothurn، ونيوشاتل، وتنتج سويسرا نحو 500 صنفٍ من الساعات، يعمل بها نحو 8% من إجمالي عمال الصناعة، وتصدر نحو 95% من الساعات التي تنتجها. كما تصنع سويسرا الآلات والأدوات الدقيقة والأجهزة الكهربائية وأدوات الجراحة والمولدات الكهربائية والمصاعد الكهربائية والقاطرات، وتشتهر بصناعة المنسوجات (الحرير والقطن والدنتيلا) المتركزة في شرقي البلاد، كما تتميز بصناعاتها الكيمياوية، وكذلك بصناعة الأجبان والأغذية المعلبة (شركة نستلة العالمية). وتنتشر المصانع السويسرية بكثرة في البلدات الصغيرة والقرى.

أحد المنتجعات الشتوية التي تشتهر بها سويسرا التي تجتذب عشاق التزلج من أنحاء العالم

تعد السياحة أحدى النشاطات المهمة في سويسرا، لما تتمتع به من جمال طبيعة وجودة في الخدمات ووفرة المنشآت، ويؤمها سنوياً أكثر من 11 مليون سائح، وتوجد بها آلاف الفنادق والنزل. وتعدّ رياضة التزلج أحد أهم عناصر الاستقطاب السياحي الشتوية. وأهم المراكز السياحية في الهضبة: لوزان وجنيف  وبيرن وزيوريخ. وعند مقدمات الألب وعند حوافه الجنوبية حيث مدينتي لوسيرن وأنترلاكين، وعند الحواف الجنوبية للألب تقع مدينة لوكارنو Locarno على ضفاف بحيرة ماجيوري Maggiore، ومدينة لوغانو Lugano على بحيرة لوغانو.

والخدمات المصرفية من الأنشطة الاقتصادية السويسرية المهمة، فالمصارف السويسرية تجذب ودائع من مواطني كثير من دول العالم، لكونها من أكثر مصارف العالم أماناً وحفاظاً على أسرار مودعيها.

تمتلك سويسرا شبكة مواصلات ممتازة ومتنوعة، إذ تغطي السكك الحديدية أراضيها، وتمتد بعضها إلى الدول المجاورة عبر أنفاق جبلية، كما في نفقي سان جوثارد وسمبلون في الألب التي تصلها بإيطاليا، بجانب عدة ممرات جبلية في الجورا إلى فرنسا، إضافة إلى شبكة من طرق السيارات تربط مدن سويسرا وقراها، ويمتد بعضها عبر الأنفاق والممرات الجبلية إلى الدول المجاورة. وفي جنيف وزوريخ مطاران دوليان.

الجغرافية البشرية

بلغ عدد سكان سويسرا نحو 7.4 مليون نسمة، حسب تقديرات عام 2003، بكثافة سكانية مقدارها 168 نسمة /كم2. يتركز نحو 75% منهم في الهضبة، ويعيش نحو61% منهم في المدن. ونحو مليون شخص من سكان سويسرا أجنبي المولد، ثلثهم تقريباً من إيطاليا، كما تقطن في سويسرا مجموعات كبيرة من الفرنسيين والألمان والإسبان، ونسبة المقيمين الأجانب في سويسرا هي الأعلى في الدول الأوربية.

وينص الدستور السويسري على وجود ثلاث لغات رسمية هي الألمانية التي يتكلمها نحو 65% من السكان، والفرنسية التي يتكلمها نحو 20% من السكان، والإيطالية التي يتكلمها نحو 12% من السكان، وتعد هذه اللغات الثلاث لغات قومية أيضاً، إضافة إلى اللغة الرومانية (الرومانش) التي يتكلم بها نحو 2% من السكان.

سويسرا بلد الحريات والتسامح الديني، ينتمي نحو 40% من سكانها إلى الكنيسة البروتستنتية، ونحو 46% إلى الكنيسة الكاثوليكية، 2.2% إلى الإسلام والبقية يدينون بمذاهب وديانات أخرى.

والتعليم فيها إلزامي من السنة السادسة. وفيها سبع جامعات ومعاهد مختلفة، وأقدم جامعاتها هي جامعة بازل المؤسسة عام 1460م، أما أكبرها فهي جامعة زيوريخ التي تضم نحو 16 ألف طالب.

وفي سويسرا خمس مدن كبرى يزيد عدد سكان كل منها على مئة ألف نسمة (تقديرات عام 2001)، هي: زيوريخ (820 ألف نسمة)، ومدينة بازل (166.0 ألف نسمة) أكبر مدن الجورا، وجنيف (175.8 ألف نسمة) الواقعة عند النهاية الغربية لبحيرة جنيف، وهي المركز الأوربي لفروع هيئة الأمم المتحدة (منظمة العمل الدولية، منظمة الصحة العالمية، الصليب الأحمر، الاتحاد الدولي للبريد... وغيرها. ومدينة بيرن (122.5 ألف نسمة)، وهي العاصمة، ومدينة لوزان (114.9 ألف نسمة) وهي مركز سياحة شهير، والمدن الكبرى السابقة كافة تقع في الهضبة، عدا مدينة بازل.

لمحة تاريخية

إن المنطقة التي تدعى سويسرا حالياً كانت تعرف قديماً باسم هلفتيا نسبة للسكان الهلفتيون (السويسريون) الذين كانوا يقطنونها، وأصبحت هذه المنطقة خاضعة لحكم روما عام 58ق.م، وغدت في عام 962م جزءاً من الامبراطورية الرومانية المقدسة. وخاض السويسريون عدة حروب استقلال في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وتحقق لهم الاستقلال فترة، واعترفت الامبراطورية الرومانية المقدسة رسمياً باستقلال سويسرا عام 1648. ولكن سويسرا خضعت عام 1798م للحكم الفرنسي، لتنال استقلالها مجدداً عام 1815، بهزيمة نابليون بونابرت. وفي بداية الحرب العالمية الأولى 1914م، تبنت سويسرا سياسة الحياد المطلق، واستمرت على حيادها، ولم تنضم سويسرا إلى الأمم المتحدة حتى عام 2003م، غير أنها لم تنضم إلى الاتحاد الأوربي.

علي موسى

 

 

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 366
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1087
الكل : 40513329
اليوم : 43144

غوتييرز (خوان ماريا-)

غوتييرّز (خوان ماريا -) (1809-1878)   يعد خوان ماريا غوتييرّز Juan Maria Gutiérrez من أهم الذين عملوا على إرساء دعائم الثقافة الأرجنتينية وتطويرها في القرن التاسع عشر، لتنوع اهتماماته ومواهبه، فقد كان باحثاً في مجال التاريخ وناقداً أدبياً وروائياً وشاعراً، إضافة إلى شغله منصب وزير ونائب في البرلمان، ورئيس جامعة بوينس آيرس، ورئيس مجلس التربية الوطنية، ورئيس قسم المدارس.
المزيد »