سولجينيتسين (الكسندر ايسايفيتش-)
سولجينيتسين (الكسندر ايسايفيتش)
Solzhenitsyn (Aleksandr Isayevich-) - Soljenitsyne (Alexandre Issaïevitch-)
سولجينيتسين (ألكسندر إيسايفيتش -)
(1918ـ 2003)
|
ألكسندر إيسايفيتش سولجينيتسين Aleksandr Isayevich Solzhenitsyn روائي روسي، ولد في مدينة كيسلوفودسك Kislovodsk في منطقة القفقاس الجنوبية، وكان والده ضابطاً، لكنه توفي قبل ولادته. وفي عام 1924 انتقل الكسندر مع والدته إلى مدينة روستوف Rostov على نهر الدون، حيث أمضى طفولته وفتوته، وأنهى دراسته في كلية الرياضيات والفيزياء هناك عام 1941، كما درس بالمراسلة في معهد موسكو للآداب والفلسفة والتاريخ، لكن الحرب اضطرته لقطع دراسته، إذ استدعي للالتحاق بالجيش وشارك في الحرب ضد النازية.
اعتقل سولجينيتسين في شباط من عام 1945، لانتقاده ستالين في رسائله إلى زميل له، وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات. ووراء أسوار السجون المتعددة، تفتقت قريحة الكاتب الإبداعية، وكانت باكورة مؤلفاته ملحمة «الطريق»، وهناك أيضاً بدأ يحوك الخيوط الأولى من روايته القادمة «آب أربعة عشر» (1971). بعد أن انتهت مدة سجنه، نفي ألكسندر إلى صحراء كازاخستان القاحلة حيث أمضى ثلاث سنوات أخرى، ذاق في أثنائها الأمرين، وكتب هناك مسرحية «جمهورية العمل» (1954). وفي العام التالي أُدخل إلى مشفى الأورام في طشقند، حيث تمكنت الطبيبة دونايفا من إنقاذه من بين براثن المرض الخبيث، وتحدث عنها في روايته المعروفـة «جنـاح السرطان» (1968) وأعطاها فيها اسم دونتسوفا.
عاد الكاتب إلى روسيا عام 1956، واستقر في مقاطعة فلاديمير Vladimir. وإلى هذه المدة تعود قصصه ورواياته المعروفة: «في الدائرة الأولى» (1969)، و«يوم من حياة إيفان دينوسوفيتش» (1962) و«من أجل المصلحة»، و«زاخار كاليتا»، و«دارة ماتريونا» (1963) وغيرها.
حظيت رواية «يوم من حياة إيفان دينوسوفيتش»، أو «رواية المعسكر» التي نشرت في مجلة «العالم الجديد» عام 1962 باهتمام النقاد والقراء على السواء، ورشحت لنيل جائزة لينين، وكان لها الفضل في قبول الكاتب في صفوف اتحاد الكتاب السوفييت. وبعد إقصاء نيكيتا خروتشوف وتولي ليونيد بريجنيف أمانة الحزب الشيوعي بدأ نتاج الكاتب يتعرض لحملة من المضايقات والحذف والحظر، مما دفعه لأن يوجه رسالة مفتوحة إلى المؤتمر الرابع لاتحاد الكتاب السوفييت، في أيار 1967 يشرح معاناته مع الرقابة ويدعو إلى إلغائها. ومنذ ذلك الحين بدأت الهوة تتسع بين الكاتب والسلطة وسارع الغرب إلى تلقف أعماله، فنشرت بالروسية، ومترجمة إلى لغات أخرى. وبدأت هذه الأعمال تجد طريقها إلى القارئ السوفييتي بطرق مختلفة، وعبر قنوات غير شرعية متعددة، مطبوعة أحياناً، ومصورة في أكثر الأحيان، فكانت تُقرأ وتتداول في الخفاء.
نتيجة لترجمة رواياته وقصصه ومسرحياته ونشرها في الغرب مثل «جناح السرطان»، و«في الدائرة الأولى»، و«شمعة في مهب الريح»، و«جمهورية العمل»، ثم «أرخبيل غولاغ» التي نُشرت في باريس (1973-1975) فُصل سولجينيتسين من اتحاد الكتاب السوفييت في عام 1969. وفي العام التالي نال جائزة نوبل للأدب، وبعد أربعة أعوام أُسقطت عنه الجنسية السوفييتية، وطرد من البلاد، فسافر إلى ألمانيا الغربية أولاً، ثم إلى سويسرا، فالولايات المتحدة الأمريكية. ومع بداية «البيريسترويكا» أو الانفتاح، أعيدت المواطنة إلى الكاتب، وألغي قرار فصله من اتحاد الكتاب، ورفع الحظر عن نشر أعماله وتداولها، كما سمح له بالعودة إلى بلاده. وقد عاد إليها فعلاً في عام 1994، وتابع نشاطه السياسي، بعيداً عن الأحزاب والكتل المختلفة.
تتميز أعمال سولجينيتسين بالتركيز على وصف الحياة القاسية، التي ذاق مرارتها بنفسه، وتجرع كأسها حتى الثمالة، حياة السجون والمعتقلات ومعسكرات العمل، والحرمان من كل شيء، إلا من القهر والإذلال. ولقد كانت حياته كما يقول عنها في مذكراته «العجل وشجرة البلوط»: حياة «عجل ينطح شجر بلوط».
وتعود شهرة سولجينيتسين بالدرجة الأولى، إلى أنه تناول مسائل محظورة، ثم إن منع نشر مؤلفاته وتداولها زاد من رغبة القراء في الحصول عليها، إضافة إلى الضجة الإعلامية التي أثارها الغرب من حوله بصفته واحداً من أبرز الكتّاب السوفييت المنشقين، ومن هنا تبنيه لأعماله، ومنحه جائزة نوبل، وهي نادراً ما كانت تمنح لكتاب ما كان يُعرف بدول «الكتلة الشيوعية». والغريب أن سنوات النفي العشرين، التي أمضاها الكاتب في الغرب، والسنوات العشر اللاحقة، التي أعقبت عودته إلى روسيا، كانت سنوات عجافاً، عقيمة، لم يبدع فيها الكاتب جديداً، وكل ما نشره في الغرب آنذاك كان قد كتبه، قبل نفيه من بلاده، بما في ذلك روايته «الدائرة الحمراء»، في عشرة مجلدات، التي تتحدث عن الحرب العالمية الأولى وثورة شباط ثم ثورة أكتوبر والحرب الأهلية في روسيا.
هاشم حمادي
مراجع للاستزادة: |
- GEORG LUKÁCS, Solschenizin (Neuwied 1970).
- O.CLÉMENT, L’Esprit de Soljénitsyne (Stock 1974).
- P.DAIX, Ce que je sais de Soljénitsyne (éd. du Seuil,1973).
التصنيف : الآداب الأخرى
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 329
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- شهر الكتاب السوري
- توصيات مجلس الإدارة
- صدور المجلد السابع من موسوعة الآثار في سورية
- صدور المجلد الثامن عشر من الموسوعة الطبية
- فوز الأستاذ الدكتور محمود السيد بجائزة مجمع الملك سليمان العالمي للغة العربية
- إعلان..وافق مجلس إدارة هيئة الموسوعة العربية على وقف النشر الورقي لموسوعة العلوم والتقانات، ليصبح إلكترونياً فقط. وقد باشرت الموسوعة بنشر بحوث المجلد التاسع على الموقع مع بداية شهر تشرين الثاني / أكتوبر 2023.
- الدكتورة سندس محمد سعيد الحلبي مدير عام لهيئة الموسوعة العربية تكليفاً
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 40488492
اليوم : 18307
كونغريف (وليم-)
كونغريف (وليم ـ) (1670 ـ 1729) وليم كونغريف William Congreve من أهم كتاب المسرح الإنكليزي في عصر إعادة الملكية Restoration، ويعد رائداً للملهاة في عصره ومؤسساً ملهاة السلوك Comedy of Manners. ولد في بلدة باردسي Bardsey قرب مدينة ليدز Leeds، وكان والده جندياً في الجيش خدم في إيرلندا؛ فتلقى وليم تعليمه في مدرسة كِلْكيني Kilkenny في دبلن، ثم تابع دراسة الحقوق في كلية ترينيتي Trinity. بدأ كونغريف الكتابة بقصته «المتخفية» Incognita (1692)، وبترجمة مؤلفات يوفينال[ر] Juvenal، وكانت مسرحيتا «العازب العجوز» The Old Bachelor، و«المخادع» The Double-Dealer (1693) أولى نجاحاته، إلا أن شهرته بدأت بملهاة «حب من أجل الحب» Love for Love (1695) وقد ترجمت إلى العربية «حب بحب». المزيد »المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون