logo

logo

logo

logo

logo

بنت الشاطئ .

شاطي .

Bint al-Shata’i - Bint al-Shata’i

الشاطىء (بنت ـ)

(1331ـ 1419هـ/1913 ـ 1998م)

 

بنت الشاطئ عائشة عبد الرحمن، وبنت الشاطئ هو الاسم المستعار الذي استقته من نهر النيل الذي تفتحت عيناها عليه حيث يقع بيت جدها على شاطئه، واختارته لتذيل به كتاباتها، فاشتهرت به. ولدت في مدينة دمياط بمصر، ونشأت في بيت علم ودين وتصوف، فقد كان أبوها عالماً أزهرياً وكانت أمها بنت الشيخ إبراهيم الدمهوجي الذي ولدت عائشة في بيته، وكان لهذه النشأة الأثر الكبير في تنمية مواهب عائشة وفي تحديد مسيرتها العلمية والأدبية. وهذا ما أكدته في حديث لها، فقالت: «لا ريب أن نشأتي في بيت علم ودين، وجهتني من بدء حياتي إلى الدرب الذي سرت فيه». 

في سن الخامسة بدأت عائشة تحفظ آيات القرآن الكريم، وعندما حان زمن التحاقها بالمدرسة رفض أبوها لأنه كان يرى أن بنات المشايخ لا يخرجن إلى المدارس، وإنما يتعلمن في بيوتهن. وبعد محاولات مجهدة استطاع جدها أن يقنع والدها بالسماح لها بالذهاب إلى المدرسة، على شرط أن تتابع في البيت دراستها الدينية، وأن تنقطع عن المدرسة عند سن البلوغ.

تفوقت عائشة في دروسها المدرسية والبيتية إرضاءً لأبيها، ولما أتمَّت دراستها الابتدائية عاد الوالد إلى تعنته ورفض أن تواصل تعليمها في المدرسة. لكن جدّها استطاع على الرغم من عجزه الجسدي أن يلحقها بالمدرسة على كره من أبيها. وقد تحملت أمها بسببها قسوة الزوج وصلفه، وواجهت عنها «لطمات الرياح وهزات الموج، حتى أوصلتها إلى شط الأمان». 

في بيت جدها، تعرفت عائشة عن طريق الصحف على الحياة العامة واطلعت على المشكلات التي تحدث في الواقع. وفي بداية الثلاثينات تواصلت مع الصحافة، فكتبت في مجلة النهضة النسائية والتقت صاحبتها السيدة لبيبة أحمد التي ألحقتها بالعمل معها. ونشرت مقالات عن الريف المصري وفلاحه في جريدة الأهرام، وبعد مدة أصبحت عضواً في أسرة التحرير.

عندما أتمت دراستها الثانوية، رغبت في الانتساب إلى مدرسة المعلمات، لكن والدها عاد من جديد إلى إصراره على حجزها في البيت. وحرصا على استمرار العلاقة بين أمها وأبيها، وكان جدها قد توفي، قبلت على مضض ودرست في البيت وتقدمت إلى الامتحان في طنطا، وكانت أولى الناجحات في مصر عام 1929م.

وفي عام 1934م نالت شهادة البكالوريا بعد دراسة شاقة ومتابعة دؤوب، واستطاعت في عام 1935م أن تدخل جامعة القاهرة بعد أن كانت تظن أن جميع الأبواب موصدة دونها. في عام 1939م نالت من كلية الآداب شهادة الليسانس في اللغة العربية وآدابها ونالت شهادة الماجستير عام 1941م، وكانت عن «الحياة الإنسانية عند أبي العلاء المعري». وشهادة الدكتوراه عام 1950م وكانت في تحقيق «رسالة الغفران» للمعري.

ابتدأت بنت الشاطئ أول عمل لها في كلية البنات بالجيزة عام 1930م، بوظيفة كاتبة، ثم عملت مفتشة للغة العربية في وزارة التعليم بمصر 1943-1944م، ثم عينت أستاذة مساعدة بجامعة عين شمس من عام 1951-1961م وأستاذة كرسي ورئيسة قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية الآداب بجامعة عين شمس عام 1962-1972م وأستاذة منتدبة للإشراف على بحوث الماجستير والدكتوراه في جامعة الأزهر عام 1968م، وعملت في جامعة السودان، وتونس، والمغرب، وبيروت، والرياض.

وتعد بنت الشاطىء مثالاً للمرأة المسلمة المفكرة، وقد وصفها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل بأنها الوجه الإسلامي لمصر. وتعد أيضاً أحد الرموز الفكرية النسوية العربية التي تنتمي إلى عصر النهضة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. هذه النهضة التي شكلت وعي الإنسان العربي حضارياً وثقافياً وفكرياً واجتماعياً. وقد شاركت في بعض القضايا الاجتماعية، مثل: قضية المرأة وتحررها ومكانتها في الإسلام، وكتبت فيها عددا من المقالات الصحفية، وحصلت على جوائز وأوسمة عديدة في مصر وفي عدد من الدول العربية.

تزوجت بنت الشاطىء من أستاذها أمين الخولي الذي ساندها في مسيرة حياتها، وكان لها خير زوج وصديق، ورزقت منه بولد وابنتين. عانت الوحدة بعد وفاته ووفاة ابنها وإحدى ابنتيها، وهجرة ابنتها الثانية مع زوجها خارج مصر.

تمثل بنت الشاطىء ثقافة قرن بكامله، فقد عايشت الكثير من التحولات الثقافية والاجتماعية التي حصلت في القرن العشرين، وتأثرت بتوجهاتها الفكرية.

وتميزت بثراء إنتاجها العلمي والفكري والأدبي وتنوعه، فكتبت الدراسات القرآنية والفقهية والتاريخية والأدبية، كما كتبت المقالة الصحفية والسيرة الذاتية، وتركت تراثاً من الكتب المهمة في هذه المجالات، يذكر منها: «القرآن والتفسير العصري»، و«القرآن وقضايا الإنسان»، و«تراجم سيدات بيت النبوة» أم النبي، نساء النبي، السيدة زينب، السيدة سكينة، و«الشخصية الإسلامية» دراسة قرآنية، و«الخنساء»، و«تراثنا بين ماض وحاضر»، و«لغتنا والحياة»، و«قراءة جديدة في رسالة الغفران» نص مسرحي من القرن الخامس الهجري، و«الإسرائيليات في الغزو الفكري»، و«على الجسر» رحلة بين الحياة والموت. سجلت فيه جزءا من مذكراتها.

توفيت بنت الشاطئ وصلى على جثمانها شيخ الجامع الأزهر.

جمانة طه

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الأدب العربي.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ روبرت ب. كاميل اليسوعي، كتاب أعلام الأدب العربي المعاصر (بيروت 1996م)

ـ بنت الشاطىء: عائشة عبد الرحمن، على الجسر بين الحياة والموت: سيرة ذاتية (الهيئة العامة للكتاب، القاهرة).

ـ حسن جبر، بنت الشاطىء من قريب (دار الكتاب الحديث، القاهرة، بلا تاريخ).

 


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 513
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1090
الكل : 40494347
اليوم : 24162

التعزيز في علم النفس

التعزيز في علم النفس   التعزيز reinforcement مصطلح في علم النفس استخدمه أول مرة إيفان بافلوف[ر] وتبناه جيمس واطسن[ر]، مؤسس المدرسة السلوكية في علم النفس، وتوسع به بورس فردرك سكنر[ر] في «علم التعلم وفن التعليم» لضبط السلوك بأساليب جذابة بدلاً من الأساليب القهرية. وطبّق مفهومه إدوارد ثورندايك[ر] في علم النفس الربطي، كما طبقه أصحاب المدرسة الغشتالتية في علم النفس، والمدرسة المعرفية الحديثة في مفهوم التغذية الراجعة feedback الشائع أيضاً في نظرية النظم الشمولية في التربية، والمعلوماتية والسبرانية الحاسوبية، وهناك أبحاث حديثة في علم الأحياء كشفت عن أثر هرمون الدوبامين[ر] dopamine الذي يفرزه الدماغ في زيادة المتعة واللذة من ثم في التعزيز للتحكم بسلوك الكائنات الحية، وأثره أيضاً في إدمان الخمر والتدخين والمخدرات وغيرها. ولابد من استعراض موجز لدور التعزيز الإيجابي والسلبي أو التغذية الراجعة الإيجابية والسلبية في التحكم بسلوك الحيوان والإنسان، ولكن الإنسان القديم استخدم دور التعزيز بالطعام والشراب واللمس في تهجين الحيوانات وتدريبهاعن طريق الغذاء والماء والجنس، وفقاً للفروق النوعية بين الحيوانات وهي معززات أولية، وهناك معززات أخرى بديلة تسمى ثانوية، كما أن هناك معززات تقوي السلوك في كل موقف وتسمى المعززات المعممة مثل المال الذي يلبي حاجات الإنسان الأساسية والثانوية. وهكذا يتناوب على التحكم بسلوك الإنسان قطبان من المعززات الإيجابية والسلبية يعبر عنها بعبارات التعزيز والتعزير، والثواب والعقاب، والجنة والنار وما شابه ذلك من التحكم بالسلوك عن طريق الرحمة والرفق والإحسان مقابل النقمة ونظيرتها من المصطلحات السلبية، واستخدمت هذه المصطلحات متوازنة بالسلوك في الديانات اليهودية والمسيحية والإسلامية، وفي الأمثال والحكم الشائعة بين الشعوب. والمهم هو في تنويع المعززات واستخدامها في جداول زمنية وعملية.ويستخدم التعزيز في علم النفس المرضي لمعالجة الشذوذ النفسي والاضطرابات النفسية[ر] كالفصام [ر] والاكتئاب النفسي[ر]، وظهر هذا واضحاً في استخدام الدوبامين في اللذة والألم النفسي[ر] وإدمان الخمور والتدخين والمخدرات في الأبحاث الحديثة في علم النفس المرضي والعلاج السلوكي المعرفي. ولذلك يميل المعالجون الطبيون والنفسيون إلى الجمع بين تقنيات التعزيز في الطب وعلم النفس السلوكي والمعرفي معاً في منظومة جامعة شاملة موحدة، وضمن وصفات دقيقة في العلاج الطبي النفسي. ويقصد بالتعزيز الإيجابي كل ما يزيد من احتمال السلوك الذي يحدث بعد إعطائه في زيادة حدوث السلوك نفسه بالمستقبل. والتعزيز السلبي كل ما يزيد من احتمال السلوك الذي يحدث بعد سحبه في زيادة حدوث السلوك نفسه بالمستقبل. والعقاب الإيجابي هو إعطاء الأشياء الكريهة أو (المعزز السلبي) التي تؤدي إلى الهروب من المشكلة أو تجنبها أو الوقاية منها، أو خشية الوقوع بها في المستقبل. والعقاب السلبي هو حرمان الكائن الحي من أشياء ممتعة أو لذيذة كالحرمان من الطعام والشراب والكساء والجنس وغيرها من الأشياء الممتعة لكل إنسان. ويتحول العقاب الإيجابي والسلبي، الذي يهرب منه الكائن الحي من معزز سلبي إلى تعزيز سلبي يتقيه الإنسان لتجنب المكاره. ونتائج التعزيز قد تكون مباشرة فورية أو مؤجلة. وقد يكون الخمر والقمار والمخدرات ذات نتائج لذيذة مباشرة، لكنها مؤلمة على المدى البعيد، ولذلك لا تكون جميع نتائج التعزيز الإيجابي إيجابية دائماً. وقد يحتاج تطبيقها إلى دراسات معمقة ومعقدة، وفق الفروق الفردية التابعة لتاريخ التعزيز لدى الفرد. وتتوجه اليوم مؤسسات التعليم والعدلية والأمن والشرطة إلى الوقاية أكثر من العلاج، وإلى تخفيف العقاب لأغراض إنسانية وحضارية، وللتحكم بالسلوك بتقنيات جذابة أكثر منها نابذة، واستخدام جداول التعزيز الموزعة حسب الزمان وعدد الأعمال. دور التعزيز في التحكم بسلوك الحيوان والإنسان تدريب الحيوان: قامت محاولات عدة لتدجين الحيوانات وتدريبها. فحوّل الإنسانُ الذئابَ الشرسة إلى كلاب تخدم أغراضه، وهجّن حيوانات كثيرة شرسة ونباتية كالنمر إذ حوّله إلى هر، والحصان البري إلى أليف والبقر الجاموس والجمل والفيل والحمار، واستخدمها لأغراضه الخاصة، ودرّب حيوانات عدة لأغراض عروض السيرك والألعاب البهلوانية، أو للتمثيل بالسينما والتلفزيون والفيديو. وتتم آلية التدريب بمراقبة سلوك الحيوان وإعطاء التعزيز أو المكافأة فور قيام الحيوان بالعمل المرغوب فيه، ويزداد احتمال حدوث العمل، ويتعقد سلوكه وفق البرنامج التدريبي، وهذا ما طبقته مدرسة دورف Dorov في تدريب الحيوان في روسية، ومدرسة سكنر وغيره في تدريب الحيوان بألعاب السيرك وأعمال أخرى مفيدة يمكن متابعة تجاربها في برامج التلفزيون والفيديو المتعددة. تدريب الأطفال: يمكن تدريب الأطفال بالتعزيز (وقد يتم بعضها وهو جنين في بطن أمه كالتدريب على الطرب للموسيقى) والقيام بالإشارة المطلوبة بتعزيزها أو النطق المناسب للغة الأطفال والكبار، وكذلك تدريب الأطفال على أعمال يومية مثل ضبط البول والتبرز، والقيام بالنظافة الجسمية والبيئية في المنزل والمدرسة والحي. ويتدرج التدريب بالتعزيز في برامج يعدها الكبار للأطفال أو من خلال لعب الأطفال ضمن برامج الحاسوب. ويتم التدريب بالتعزيز في الروضة والتعليم الابتدائي على التحكم بسلوك القراءة والكتابة والحفظ والمطالعة والمناقشة وعصف الدماغ والإبداع، وكذلك تعلم العلوم اللغوية والإنسانية والرياضيات والعلوم الطبيعية والاجتماعية والمعلوماتية لجميع الأطفال، وخاصة المعوقين، والحرجين والمنطويين. ويفضل بتدريب الحيوان والأطفال استخدام المعززات فوراً بعد العمل في بداية التدريب، ثم تأجيلها إلى جداول تعزيزية تضبط السلوك بتوابع التعزيز. التعلم يعد التعزيز أهم مكون في عمليات التعلم في مختلف الأعمال والمستويات، سواء بتعلم بسيط لضبط سلوك الغدد والعضلات الملساء في الكائنات الحية ونشاطها، بالتعلم الإشاري أو بتعلم إجرائي متسلسل يتناول العضلات المخططة والعقل، يطور فيها الإنسان بيئته الطبيعية والاجتماعية. ويؤكد التعزيز بالتعلم سلاسل الأعمال المعقدة التي يعزز كل سلوك لاحق فيها بالسلوك السابق له، سواء في المعلومات أم المهارات المعقدة، وكذلك يستخدم في طريقة التعلم الذاتي المبرمج بالكتاب والحاسوب لمواد متعددة. العلاج السلوكي المعرفي والطبي يستخدم التعزيز العضوي (الدوبامين) وفي تنبيه مراكز اللذة عند الحيوان والإنسان مما يزيد من احتمال السلوك الذي يأتي بعد التعزيز مباشرة، أو يتوقع حدوثه في المستقبل. وقد أمكن، باستخدامه في شروط مضبوطة وجيدة، التحكم في علاج أمراض نفسية عدة مثل العقد النفسية والفصام والاكتئاب ونسيان الكبار أو الخرف في مرض الزهايمر)، وأمراض عضوية كالارتعاش (مرض باركنسون)، ومازالت الأبحاث جارية لمعالجة أمراض أخرى. التعزيز في المشكلات المعقدة يستخدم التعزيز في معالجة المشكلات المعقدة بالتقدم التدريجي خطوة خطوة في حل المشكلات السياسية أو الاجتماعية المعقدة كما يستخدم في الحروب الكونية، ولهذا لجأت اليونسكو في ميثاقها الأساسي إلى محاولة تجنب الحروب بالتربية الإنسانية والعالمية، والتعاون بين الدول. كما لجأت الدول الكبرى إلى استخدام المال والمعلومات والسلاح لضبط سلوك الدول الصغيرة. وقد يستخدم في معالجة مشكلات طارئة خطرة كالعمليات الإرهابية في خطف الطائرات والسيارات والأشخاص وفي المفاوضات السياسية على المشكلات المعقدة، ولذلك لا يعطى التعزيز إلا بعد قيام الجانب الآخر من المفاوضات بإرضاء وتعزيز الجانب المفاوض الأول بتلبية مطالبه، وعندما تتوازن الظروف يتفق المفاوضان والوسطاء بينهما على التزامن في الحلول لينال كل جانب المعززات المناسبة له، وغالباً ما تكون هذه الحلول تنازلاً عن بعض المنافع، لنيل منافع أخرى يراها كل جانب مناسبة له. وتستخدم جداول التعزيز أيضاً في عمليات المغامرات والمقامرات الاحتمالية أو المحسوبة. ويبدو من مختلف النظريات والتطبيقات المستخدمة في التعزيز أنه صار تقانة لضبط سلوك الإنسان والتحكم به في حالات السلوك السوي والشاذ، ولذلك لابد من التعمق في دراسته للاستفادة منه في الحياة اليومية.   فخر الدين القلا   الموضوعات ذات الصلة:   بافلوف ـ ثورندايك ـ دوبامين ـ واطسن.   مراجع للاستزادة:   ـ ب. ف. سكنر، «تكنولوجية السلوك الإنساني»، ترجمة عبد القادر يوسف، سلسلة عالم المعرفة 32 (آب 1980، الكويت). ـ فخر الدين القلا، أصول التدريس (مديرية الكتب الجامعية، جامعة دمشق).
المزيد »