logo

logo

logo

logo

logo

الصومال

صومال

Somalia - Somalie

الصومال

 

تقع جمهورية الصومال Somalia في شرقي إفريقيا، في القطاع المعروف بالقرن الإفريقي، الذي يمثل أقصى امتداد للقارة الإفريقية شرقاً. وتمتد أراضي الصومال بين خطي عرض40 َ1 ْ و12 ْ شمالاً، وبين خطي طول 41 ْـ51 ْ شرق غرنيتش. تتخذ الصومال في امتدادها القرني في المحيط الهندي شكل شبه جزيرة، حيث تطل من الشمال على خليج عدن، ومن الشرق والجنوب الشرقي على المحيط الهندي، ويحدها من الشمال الغربي جيبوتي، ومن الغرب إثيوبيا، ومن الجنوب الغربي كينيا. ويبلغ أقصى امتداد لها من الشمال إلى الجنوب نحو 1529كم، ومن الشرق إلى الغرب نحو 1175كم، وهي بذلك تشغل بحدودها الحالية مساحة تبلغ نحو 638000 كم2.

وتمتلك الصومال سواحل بحرية طويلة، يبلغ طولها نحو 3100كم (1000كم ساحل خليج عدن، 2100كم ساحل المحيط الهندي)، وتتجاوز طول حدودها القارية التي تبلغ نحو 2380كم.

وهناك أراضٍ صومالية متنازع عليها مع إثيوبيا وكينيا، تتمثل في أراضي إقليم أوغادين Ogaden [ر] غربي الصومال الذي يتقدم في الأراضي الصومالية بشكل مثلث وهو محتل من قبل إثيوبيا، وإقليم انفدي Enfendi شمالي كينيا، وغالبية سكانهما صوماليون مسلمون وبعضهم عرب.

الأحوال الطبيعية

يمكن تقسيم الصومال إلى إقليمين تضريسيين: إقليم شمالي جبلي يمتد إلى الشمال من الخط الواصل بين رأس الخيل Ras el Khail ورأس مثلث أوغادين، ولا تشغل السهول منه سوى شريط ساحلي ضيق يراوح اتساعه بين 2ـ30كم، ويكاد ينعدم في مناطق الرؤوس البحرية، كما في رأس هافون Ras Hafun، ورأس خنزيرRas Khanzir... وغيرها. ويبلغ وسطي ارتفاع هذا الإقليم بين 800ـ1500م، وإن كانت أجزاؤه الوسطى الشمالية والغربية تتجاوز في ارتفاعها 1500م، وليشمخ في كتلته المركزية الشمالية جبل سورود عد Surud Ad إلى ارتفاع 2408م، مشرفاً شمالاً على خليج عدن. وإقليم جنوبي يحتل الجزء الأوسط والجنوبي من الصومال، وهو إقليم سهلي ـ هضبي، نصفه الشرقي سهلي ارتفاعه أقل من 200م، ونصفه الغربي هضبي يراوح ارتفاعه بين 200ـ600م، يحتل أقصى امتداد شرقي للمقدمات الشرقية للمرتفعات الإثيوبية.

مازال ثمة مناطق خضراء في الصومال، بيد أن مستقبلها مجهول

والمناخ السائد في الصومال جاف و شبه جاف، إذ نادراً ما تزيد كمية الأمطار السنوية على 500مم في أي جزء منها. وتشكل الصحراء المعروفة بالصومالية، معظم ثلثي شمالي الصومال وأواسطها ـ باستثناء المنطقة الجبلية الشمالية المتقدمة من المرتفعات الإثيوبية ـ ابتداء من خط عرض 4 ْشمالاً، بما في ذلك سواحل المحيط الهندي وخليج عدن، ويعود سبب جفاف هذا الجزء من الصومال إلى موازاة الرياح الجنوبية الصيفية لخط ساحلها في جزئها الشرقي، والموازي أيضاً للرياح الشتوية الشمالية الشرقية، وإلى وقوع جزئها الشمالي على خليج عدن في ظل الجبال الممتدة عرضانيا،ً مفرعة من المرتفعات الإثيوبية. ومعظم الأمطار تهطل في نصف السنة الصيفي، ويقل معدلها السنوي عن 100مم، في جزء كبير من الأراضي الصومالية إلى الشمال من خط عرض 8 ْشمالاً (علوله Alula 11مم، بوساسو Bosaso 10مم، بربرة Berbera 8مم، غاردو Gardo 95مم)، ليراوح بين 100ـ200مم في المنطقة بين خطي عرض 4ـ8 ْشمالاً (قاليكايو 158 Galcaio ـ أوبيا 210مم Obbia ). أما الجزء الجنوبي من الصومال (جنوب خط عرض ْ4 شمالاً)، فهو ذو مناخ شبه جاف، حيث يراوح معدل أمطاره السنوية بين 200ـ500مم، متدرجة في الزيادة من الساحل 200ـ300مم باتجاه الداخل المرتفع 300ـ500مم فأكثر في بعض المناطق. ويهطل أكثر أمطاره في الفترة من شهر نيسان حتى تشرين الأول. والشتاء دافئ عموماً في الصومال والصيف حار، إذ لا يتدنى المتوسط الشهري للحرارة عن 20 ْم في أي جزء منها، باستثناء المرتفعات ذات الارتفاع أكثر من 1500م؛ فمتوسط حرارة أبرد الشهور يراوح بين 24 ْم في بربرة، و 26 ْم في مقاديشو، وأحر شهور السنة بين 36 ْم في بربرة، و 33 ْم في مقاديشو.

الشبكة المائية في الصومال محدودة، فهي عبارة عن بعض الأودية السيلية التي تجري فيها المياه في أعقاب هطل أمطار غزيرة. وليس فيها سوى نهرين دائمي الجريان، هما: شبيلي Shebelle وجوبا Juba اللذان ينبعان من المرتفعات الإثيوبية،   ويلتقيان بعضهما عند بلدة جليب Gelib قبل مصبهما في المحيط الهندي عند مدينة كسمايو Kismayo بنحو 300كم. ويبلغ طول نهر شبيلي 1650كم ويجري مسافة طويلة في السهل الساحلي الذي تغطيه الرمال، لذا يجف النهر أو ينتهي في بعض المستنقعات في معظم الأحيان قبل التقائه نهر جوبا، أما نهر جوبا فطوله 1130كم.

والصومال فقير بغطائه النباتي الذي لا يتعدى في المناطق ذات الأمطار الأكثر من 200مم سنوياً، نباتات عشبية سهبية من نوع السافانا القصيرة، وبعض الشجيرات والأشجار المبعثرة فوق المرتفعات. وفي الصومال العديد من الحيوانات البرية المشهورة، تشمل الفيلة والأسود والفهود والزرافات والحمار الوحشي، وفرس النهر والتماسيح، وأنواعاً عديدة من الثعابين من أشهرها الكوبرا.

الجغرافية البشرية

تعتمد قبائل البدو الصومالية على مياه الآبار: بدو صوماليون يملأون أوعيتهم من بئر مائية

بلغ عدد سكان الصومال نحو 10.5مليون نسمة حسب تقديرات عام 2003، بعد أن كان عددهم نحو 3.2مليون نسمة عام 1975م. وتبلغ الكثافة السكانية الوسطى نحو 17نسمة/كم2، ومعدل الزيادة الطبيعية قرابة 31%، ونحو 48%من السكان ذكور والباقي إناث، ويعيش نحو 36% من السكان في المدن، والباقي في الريف. وينتمي الصوماليون إلى السلالة الحامية، ويؤكد علماء الأجناس البشرية أن موجات بشرية قدمت من غربي آسيا إلى منطقة شرقي إفريقيا منذ نحو سبعة آلاف سنة، كما وفدت هجرات أخرى إلى الصومال من منطقة البحيرات الاستوائية تمثلت بالبانتو الذين استقروا بين نهري شبيلي وجوبا.

وأول هجرة إسلامية إلى ساحل إفريقيا الشرقية تمت في عهد النبيr حينما خرج جعفر بن أبي طالب ومجموعة من الصحابة إلى الحبشة، وذلك قبل هجرة النبيr من مكة إلى المدينة بنحو ثماني سنوات. وأشهر الهجرات الإسلامية تمت في القرن الثاني الهجري، حيث أسس المهاجرون بعض المستوطنات على ساحل المحيط الهندي، وتلك التي وفدت من حضرموت في أوائل القرن الخامس عشر الميلادي واستقر المهاجرون ومعظم الدعاة إلى الدين الإسلامي في مدينة بربرة.

وتغلب على المجتمع الصومالي الطبيعة القبلية، ومن أهم المجموعات القبلية في شمالي الصومال: الداروط والإسحاقيون والهاوية والدير، وفي جنوبي الصومال قبيلتا الدغل والرحناوين. ويدين نحو 99% من الصوماليين بالدين الإسلامي، ويتبعون المذهب الشافعي. ويتحدث الصوماليون اللغة الصومالية إضافة إلى اللغة العربية. والصومال عضو في جامعة الدول العربية منذ عام 1972م، وكذلك عضو في الأمم المتحدة (1960م)، كما أنها عضو في منظمة الوحدة الإفريقية (1963م).

ومن أهم مدن الصومال: العاصمة مقاديشو Mogadishu التي تقع على ساحل المحيط الهندي، ويبلغ عدد سكانها نحو 750ألف نسمة. وكسمايو ثاني المدن       (100ألف نسمة)، وتقع إلى الجنوب من مقاديشو بنحو 450كم، وهرجيسا (90   Hargeysa   ألف نسمة)، وهي مدينة شبه جبلية داخلية تقع في الشمال إلى الغرب من مدينة بربرة، ومدينة بربرة Berbera الواقعة على خليج عدن مقابلة مدينة عدن، وعدد سكانها نحو 85ألف نسمة.

الجغرافية الاقتصادية

المسجد الرئيسي في العاصمة مقاديشو

قرية عند الأودية السيلية في جنوبي الصومال

يعتمد الاقتصاد الصومالي بالدرجة الأولى على تربية الحيوان والصيد والزراعة. فالمراعي الطبيعية تشغل نحو 50% من مساحة البلاد، والذين يعيشون على تربية الحيوان نحو 55% من السكان، وهذا ما تظهره الأعداد الكبيرة للثروة الحيوانية، والتي قدر عددها بنحو 6مليون رأس من الأبقار عام 2003 ومثلها إبل، و13مليون رأس من الأغنام، ونحو 19مليون رأس من الماعز. أما نسبة الأراضي الصالحة للزراعة فتقدر بنحو 12% من إجمالي المساحة الكلية بما يعادل نحو 8ملايين هكتار. و يعتمد نحو 95%من الزراعة على مياه الأمطار، ولاسيما زراعة الحبوب (الذرة، الذرة الرفيعة، اللوبياء)، وتتعرض هذه الزراعات المطرية لموجات جفاف تقضي عليها، كما حدث في عام 1983، في حين تعتمد نحو 5% من الزراعات على الري من مياه نهري شبيلي وجوبا وعلى مياه الآبار، ومن أهم حاصلاتها: الموز والباباي وقصب السكر والقطن والجريب فروت والفول السوداني. ويعد الموز أهم المحاصيل التجارية، إذ يصدّر الصومال منه سنوياً بين 75ـ100ألف طن. ويمارس السكان حرفة صيد الأسماك خاصة من سواحل خليج عدن. ويعمل بصيد الأسماك نحو 1% من الأيدي العاملة، وأهم الأسماك المصادة: التونا، السردين، والروبيان. وتقدر قيمة الأسماك المصدّرة بنحو 4% من قيمة الصادرات.

وفي الصومال العديد من الصناعات التي يعمل فيها نحو 9% من الأيدي العاملة، وتسهم بنحو 4.4% من الناتج الوطني، وغالبية الصناعات خفيفة، مثل: صناعة السكر في مدينتي جوهر Johar ومريري بإنتاج نحو 50 ألف طن، وصناعة تعليب اللحوم في مقاديشو وكسمايو، وصناعة الإسمنت (بدأت عام 1985) في بربرة وتكرير النفط، وصناعة حلج القطن وغزله ونسجه في بلعد Balad، وصناعة الزيوت وتعليب الأسماك في لاس قوري Las Khoreh، ودبغ الجلود والصناعات الجلدية والحصر.

ويعدّن القصدير من أرض الصومال، كما عثر في أراضيها على عدة معادن منها: اليورانيوم والمرو والحديد. وتعد الصومال من الدول القليلة في العالم التي تنتج البخور والمُرَّ واللبان من مناطقها الشمالية الشرقية.

العملة الصومالية هي الشلن الصومالي. وتصِّدر الصومال: الموز والجلود والماشية والبخور واللبان. وتستورد المواد الغذائية والمشروبات والسجائر والمنسوجات والنفط ومشتقاته ومواد البناء والأجهزة والآلات والكهربائيات ووسائل النقل والاتصال...وغير ذلك. وأهم الدول التي تستورد منها الصومال: إيطاليا والولايات المتحدة وألمانيا والسعودية. وأهم الدول التي تصدر إليها هي السعودية 44% وإيطاليا 25%.

لمحة تاريخية

يعود سكنى الصومال إلى العصر الحجري الحديث، لما عثر فيها على آثار من ذلك العصر في مناطق بور عقبة BurAcabaوغوروادبي وبورايب Buraibe. ويذكر بعض المؤرخين أن أول بعثة لاستيراد البخور من بلاد بونت (الصومال) كانت في عهد الملك المصري سحورع منذ 4800سنة، ثم توالت الرحلات إلى بلاد بونت بعد ذلك، وكان أشهرها رحلة حتشبسوت سنة 1490ق.م.

 بدأت أطماع الدول الأوربية في الصومال منذ أوائل القرن السادس عشر؛ ففي عام 1515م وصلها البرتغاليون الذين تركزوا في بعض الموانئ. وفي عام 1883 استولى البريطانيون على أجزاء من الصومال، واضعين أيديهم على الصومال الشمالي الذي بات يعرف بالصومال البريطاني، وفي عام 1889م احتل الإيطاليون الصومال الجنوبي الذي عرف بالصومال الإيطالي. وحينما قامت الحرب العالمية الثانية احتلت إيطاليا عام 1940 الصومال البريطاني، ولتعيده بريطانيا عام 1941م ولتحتل الصومال الإيطالي، إلا أن الإيطاليين استعادوا سيطرتهم مرة أخرى على محميتهم عام 1950. وقد فرضت إثيوبيا سيطرتها على إقليم أوغادين عام 1948 بتساهل من بريطانيا، وفي عام 1960 اتحد الصومال الإيطالي والصومال البريطاني وكونا جمهورية الصومال المستقلة، وأصبح آدم عبد الله عثمان أول رئيس جمهورية لها. وقد عانت الصومال في أواخر الثمانينيات ومعظم التسعينيات من القرن العشرين حرباً داخلية، كانت نتيجتها الخراب والدمار، وهجرة العديدين إلى الدول العربية ومنها سورية، وإلى دول إفريقيّة مجاورة، حتى عاد لها استقرارها النسبي في السنوات القليلة السابقة (1998ـ 2004م).

علي موسى

الموضوعات ذات الصلة:

 

أوغادين ـ القرن الإفريقي.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ جودة حسنين جودة، جغرافية إفريقيا الإقليمية (بيروت 1981).

- H.R.Jarrett,Africa (London 1976).

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 304
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1088
الكل : 40501374
اليوم : 31189

التحكم (الضبط) الإحصائي

التحكم (الضبط) الإحصائي   يشير مصطلح التحكم الإحصائي statistical control إلى الطرق والأساليب الإحصائية المستخدمة للتحكم في نوعية ناتج معين، سواء كان في مجال الصناعة أو الخدمات، وضبط مواصفاته بحيث لا تخرج عن حدود مقبولة. وقد استخدم مصطلح «عيبٌ و معيبٌ» للتعبير عن وجود نقص في النوعية المطلوبة، أو للتعبير عن عدم صلاحية منتج معين لأداء العمل أو الخدمة التي أُنتج لها. ويهتم ميدان التحكم بصورة رئيسية بما يسمى «جداول التحكم» ومخطط الكشف على بضاعة بطريقة العينة.
المزيد »