logo

logo

logo

logo

logo

منجر (كارل-)

منجر (كارل)

Menger (Carl-) - Menger (Carl-)

منجر (كارل ـ)

(1840 ـ 1921)

 

كارل منجر Carl Menger اقتصادي نمساوي، أسس المدرسة النمساوية لعلم الاقتصاد، وأسهم في تطوير نظرية المنفعة الحديّة وفي صوغ النظرية الوهمية للقيمة. وُلد في غاليسيا Galicia في الامبراطورية النمساوية (في بولندا اليوم)، وحصّل تعليمه في براغ Prague وكراكو Krakow وفيينا.

درس منجر الاقتصاد في جامعتي براغ وڤيينا منذ عام 1859 حتى عام 1863، ثم اتجه للعمل صحفياً، وفي عام 1866 ترك الجريدة التي كان يعمل فيها محللاً للسوق، لينهمك في التحضير لامتحانات الدكتوراه الشفهية في القانون، وبعد نجاحه اتجه للعمل محامياً تحت التمرين في عام 1867، وفي العام نفسه حاز على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة كراكو، لكنه ما لبث أن عاد؛ ليعمل صحفياً في الزاوية الاقتصادية لإحدى الصحف، وساعد على تأسيس جريدة يومية. وفي عام 1875 صار أستاذاً للعلوم الاقتصادية في جامعة ڤيينا، وبقي فيها حتى عام 1903 حين تقاعد عن التدريس ووقف نفسه لدراساته وأبحاثه في علم الاقتصاد.

ومما جعل منجر واحداً من مؤسسي «ثورة المنفعة الحديّة» marginal utility revolution ـ إلى جانب وليم ستانلي جيفونس [ر] W.S.Jevons وليون فالراس  L.Walrasـ، رؤيته في أن  «للبضائع قيمة؛ لأنها تخدم استخدامات متنوعة أهميتها مختلفة». استخدم منجر هذه الرؤية لحل تناقض «معيّن الأسهم الإضافية من غير زيادة مقابلة في رأس المال» الذي وضعه آدم سميث [ر]  من دون حل، واستخدمه أيضاً لتنفيذ وجهة النظر التي عممها ديفيد ريكاردو[ر] D.Ricardo وكارل ماركس؛ والقائلة: «إن قيمة البضائع تتأتى من قيمة العمل المبذول لإنتاجها»، وأثبت وجهة نظر نقيضة تقول: إن «قيمة العمل تتأتى من قيمة البضائع التي ينتجها»، وهذا ما يجعل لاعبي كرة السلة المحترفين ـ مثلاًـ يتلقون أجوراً مرتفعة.

كما استخدم منجر النظرية الوهمية للقيمة في دحض فكرة أرسطو القائلة إن «المبادلة تتضمن صفقة قيمة معادلة بقيمة معادلة». وأشار منجر، في عملية المبادلة، إلى أن الناس سيتخلون عما يثمنونه قليلاً لقاء ما يثمنونه عالياً، وهذا ما يجعل الطرفين يكسبان من المبادلة، وقد قاده ذلك إلى خلاصة مفادها أن الوسطاء يعيّنون القيمة بتسهيل المبادلة. وبيَّن منجر أيضاً أن المال ـ بوصفه وسيط تعامل ـ يذلل صعوبة تبادل البضائع المباشر: فمثلاً، مربي الدجاج الذي يريد شراء البنزين يستسهل مقايضة دجاجة ببضاعة مقبولة على نطاق واسع (المال)، ومن ثم يقايض تلك البضاعة بالبنزين. إن مبادلة الدجاج بالبنزين مباشرة عملية صعبة جداً، وقد وُجد المال وسيلةً لتسهيل التفاعل الإنساني.

وضع منجر عدداً من المؤلفات منها: «مبادئ علم الاقتصاد» Principles of Economics (1871)، وهو من أهم مؤلفاته، وفيه حاول منجر إظهار العلاقة بين المنفعة والقيمة والسعر، و«تقصيات في منهج العلوم الاجتماعية: مع إشارة خاصة إلى علم الاقتصاد» Investigations into the Method of the Social Sciences: with special reference to economics (1883)، و«مغالطات مذهب التاريخية في الاقتصاد السياسي الألماني» The Fallacies of Historicism in German Political Economy، و«نحو تصنيف ترتيبي للعلوم الاقتصادية» Toward a Systematic Classification of the Economic Sciences (1889)، و«حول أصول المال» On the Origins of Money (1892).

تُوفِّي منجر في ڤيينا، وقال جوزيف شومبيتر [ر] J.Schumpeter في تأبينه: «منجر ليس تلميذاً لأحد، وما وضعه ظل قائماً… إن نظرية منجر حول القيمة والسعر والتوزيع هي أفضل ما لدينا حتى اليوم».

 

 

غسان منيف عيسى

مراجع للاستزادة:

- GOSEPH T. SALERNO, Carl Menger: The Founder of the Austrian School (Mises Institute).

- Kenneth K. Sanders, A Note on Jean- Baptiste  Say and Carl Menger Regarding Value (1998).

- E.M.Enders, Austrian Capital and Interest Theory: Wieser’s Contribution and Menger Tradition (1991).


التصنيف : الاقتصاد
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 540
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1084
الكل : 40489134
اليوم : 18949

العصور الوسطى (الفن في-)

العصور الوسطى (الفن في ـ)   ظل مفهوم العصور الوسطى لفترة طويلة من الزمن من خلال دراسة التاريخ والتشكيلات الاقتصادية الاجتماعية، وكذلك نتاجات الأدب والفنون العائدة لهذه الفترة، يتناول حصراً دول غربي أوربا. إلا أن العلم الحديث لا يذهب إلى الأخذ بهذا النهج الذي يفضي إلى النظر لهذه الحقبة بوصفها ظاهرة منعزلة عن السياق التاريخي العام في تطور المجتمع الإقطاعي، وذلك على الرغم من جملة الخصوصيات التي طبعت هذه المنطقة وسيرورتها التاريخية وحيويتها التي تبدت في اكتمال الأشكال الاجتماعية ووضوحها، ممّا انعكس على بنيانها الفكري والثقافي على نحو جلي ومميز، وكذلك الربط المشترك مع وسط أوربا واسكندنافيا في وحدة العقيدة الدينية وتقارب الأساليب الفنية.
المزيد »