logo

logo

logo

logo

logo

السويد (السينما في-)

سويد (سينما في)

Sweden - Suède

السويد (السينما في ـ)

 

عرفت السويد السينما منذ عام 1896 حين تم فيها تصوير أفلام وثائقية على أيدي مصورين أجانب. ولكن بدءاً من عام 1898 قام المصور السويدي إ. فلوريان بتصوير مثل هذه الأفلام، وفي ذلك العام، تم أيضاً تصوير بعض المقاطع من مسرحية «نحن الموتى عندما نستيقظ» لإبسن. وفي عام 1907، تم تأسيس شركة «سفينسك بياو» مما شكل بداية للإنتاج السينمائي المنتظم، وقد قامت هذه الشركة بتحويل الكثير من النصوص الأدبية الاسكندنافية إلى أفلام روائية. وبدءاً من عام 1911 تم تأسيس بضع شركات جديدة للإنتاج السينمائي مما ساعد على تطوير السينما السويدية وضاعف من إنتاجها. ويعد المخرجان الممثلان ف. شوستروم، وم. ستيلر، من أهم سينمائيي تلك المرحلة. أخرج شوستروم حتى عام 1917 ما يقارب 32 فيلماً روائياً أهمـها فيـلم «تل إينغبورغ» (1913)، و«أبناء الشوارع» (1914). أما ستيلر فكان من مؤسسي فن الكوميديا السينمائية عبر أفلام: «الحب والصحافة» (1916)، و«أفضل فيلم لتوماس غرول» (1917)، وغيرهما.

يعد فيلم شوستروم «تيريه فيغن» 1916، «عن نص لإبسن» نقطة البدء لما يطلق عليه اسم «المدرسة الكلاسيكية السويدية» التي تركت بصمات واضحة في السينما العالمية. فقد سعى سينمائيو هذا التيار للخروج من ستوديوهات التصوير إلى الطبيعة وشوارع المدن والقرى لتصوير الفلاحين والصيادين وفقراء المدن.

ويعدُّ فيلم «إيفيند الجبلي وزوجته» (1917)، أكثر أفلام شوستروم تعبيراً عن هذا الاتجاه وكذلك أفلامه المأخوذة عن روايات س. لاغيرلوف: «فتاة من ضيعة المستنقع» (1917)، و«أبناء إنغمار» (1918)، و«كارين ابنة إنغمار» (1919). أما ستيلر فكان أكثر اهتماماً بالنواحي التعبيرية للفيلم، وإيقاعه، وبنيته البصرية. هذا ما نراه مثلاً في فيلم «أغنية الزهرة القرمزية» (1918)، وفيلم «نقود السيد آرني» (1919)، وغيرهما. وقد أنجب هذا التيار عدداً من أهم الممثلين: ل. هانسون، ت. هامارين، غريتا غاربو[ر]، إ. نيلسون، وغيرهم.

في بداية العشرينيات من القرن العشرين، بدأت السينما الصامتة السويدية تمر بأزمة إبداعية خانقة. فقد راحت شركات الإنتاج، سعياً منها للمنافسة في السوق العالمية، تقلد السينما الأمريكية. كذلك هاجر إلى أمريكا أبرز صانعي السينما السويدية مثل: شوستروم، ستيلر، والممثلين: هانسون، وغريتا غاربو. وقد ازداد ظهور الصوت في السينما، في نهاية العشرينات، من هذه الأزمة، وغدت الأفلام السويدية أقل قدرة على المزاحمة.

في سنوات الحرب العالمية الثانية، عرف الإنتاج السينمائي السويدي بعض التحسن، كمّاً ونوعاً، ولو أن الصبغة الغالبة عليه هي الصبغة التجارية الترفيهية. ولكن في عام 1944 ظهر فيلم «مطاردة» للمخرج شيوبيرغ عن سيناريو لإنغمار بيرغمان، فكان بمنزلة برنامج فكري وفني للتيار الذي دعي بـ فورتيوتاليزم، وهو تيار برز في الأدب والفن السويديين بعد الحرب العالمية الثانية، احتجاجاً على أخلاق ومُثُل البورجوازية الصغيرة، وتعبيراً عن خيبة أمل المثقفين فيما وصل إليه الحال الأوربي. وقد وجد هذا التيار تعبيره الأمثل سينمائياً في الأعمال الأولى للمخرج إينغمار بيرغمان: «أزمة»، و«إنها تمطر على حبنا» 1946، و«السفينة تبحر إلى الهند» (1947)، و«موسيقى في الظلام» (1948)، وغيرها.

أنغريد بيرغمان وليف أُلمن في "سوناتا الخريف" للمخرج إنغمار بيرغمان

من السينمائيين المهمين في مرحلة ما بعد الحرب، المخرج هـ. فاوستمان الذي ركز في أفلامه على قضايا الفئات الكادحة المهمشة من المجتمع، وكذلك المخرج شيوبيرغ الذي يتميز بتحليله العميق لعالم شخصياته الروحي. ولكن المكان الأبرز في السينما السويدية يظل من نصيب المخرج الكبير إينغمار بيرغمان وإبداعه. بعد عدة أفلام ذات طبيعة اجتماعية ناقدة، اتخذ بيرغمان منحى سينمائياً جديداً يتميز بميله إلى القضايا الفلسفية، وبحثه القلق عن معنى الحياة وماهية الإنسان والوجود. وقد عالج هذا المخرج هذه القضايا الشائكة أحياناً بنوع من الغنائية الرقيقة فـي أفلام مثل: «إلـى الفرح» (1950)، و«ألعاب صيفية» (1951)، و«الصيف مع مونيكا» وغيرها. أما مرحلة بيرغمان التالية فكانت أفلاماً مملوءة بالرموز والاستعارات المجازيـة مثل: «الختم السابـع»، و«التوت البري» (1957)، و«الينبوع» (1960)، و«ساعة الذئب» (1968) وغيرها. وقد درب بيرغمان جيلاً من الممثلين السويديين منهم: م. فون سودوف، وغ. بيورنستراند، وي. كوله، وليف أولمان، وب. أندرسون، وغ. ليندبلوم وآخرون.

في عام 1963 تم تأسيس المعهد السينمائي الذي أخذ على عاتقه أن يكون مركزاً علمياً وإعلامياً، ومدرسة سينمائية تخرج الأطر (الكوادر) اللازمة لرفد الصناعة السينمائية، وأن يكون في الوقت نفسه شركة لإنتاج الأفلام. وفي ذلك الوقت أيضاً، ولد تيار جديد سمي بالسينما السويدية الجديدة. وقد بدأ كثير من مخرجي هذا التيار مثل «ب. فيدربيرغ، وف. شيومان، وإ. دونير، وغ. إيرلينغ» حياتهم الإبداعية أدباءً، وأخرجوا أفلامهم الأولى عن أعمال أدبية لهم. ومن خصائص هذا التيار، التصوير الصادق لصراعات الحياة اليومية، ومحاولة البحث في طبيعة العلاقة بين الفرد والمجتمع. ولهذا فإن الأسلوب التعبيري لأفلام هذا التيار يكاد يقترب من أسلوب الأفلام الوثائقية. من أبرز أفلام هذا التيار: «عربة الأطفال» (1962)، إخراج فيدربيرغ، و«هذه هي حيـاتك» (1966)، إخراج ترويل، و«العشـيقة» (1962)، إخراج شيومان.

في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، قدم المعهد السينمائي عدداً من المخرجين الجدد، وفي الوقت نفسه اشتد الاهتمام بالأدب السويدي الكلاسيكي بتحويله إلى أفلام سينمائية. كذلك واصل الجيل السابق من المخرجين عملهم، فقدم بيرغمان عدداً من الأفلام: «وجهاً لوجه» (1976)، و«سوناتا الخريف» (1978)، و«فاني وألكساندر» (1983). وقدم فيدربيرغ «رجل على السطح» (1976)، وقدم ترويل «طيران النسر» (1982).

إلى جانب السينما الروائية برز اهتمام أيضاً بسينما الأطفال. ومن أبرز صانعي هذا النوع من السينما المخرجون أو. هيلبوم، وك. بولاك، وب. أولين، وس.لاسيبيو. كذلك لقيت السينما الوثائقية اهتماماً مماثلاً، إذ قدمت أفلاماً جيدة على يد مخرجين مثل: إي. فيرنر، وب. تشولبيرغ، وغ. سكوغلوند، ون. إيرينغ، وغيرهم.

محمود عبد الواحد

 

 

التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : موسيقى وسينما ومسرح
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 345
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1063
الكل : 56542104
اليوم : 49760

كيلانين (اللورد-)

كيلانين (اللورد ـ) (1914 ـ 1999)   اللورد مايكل موريس كيلانين Michael Morris Killanin، رياضي إيرلندي، برز في الملاكمة والتجذيف والفروسية. ولد في لندن وهو اللورد الثالث من عائلة كيلانين الإيرلندية التي تتحدر من قبيلة «كالوي» Galway. درس اللورد كيلانين في كلية إيتُن Eton College في السوربون في باريس (1932)، ثم في كلية ماغدالين Magdalene College في كمبردج Cambridge.
المزيد »