logo

logo

logo

logo

logo

الصفصافيات

صفصافيات

Salicaceae - Salicacées

الصفصافيات

 

تشمل فصيلة الصفصافيات Salicaceae جنسين من الأشجار الخشبية، هما جنس الحور Populus spp. ويضم نحو 30نوعاً، وجنس الصفصاف Salix spp. الذي يضم نحو 300نوع من ذوات الفلفتين تنتشر في سائر أرجاء العالم ما عدا أستراليا والمالايو، وتنمو أنواعها أساساً في الحالة الطبيعية في الأراضي الرطبة في غابات المناطق المعتدلة والباردة والمتجمدة.

الوصف النباتي العام للحور والصفصاف

  أشجارهما خشبية وأوراقهما متساقطة وبسيطة ومتبادلة بوضعها على الساق والطرود الخضرية، ذات أذينات متساقطة، خشبها أبيض رخيص وخفيف، نموها سريع جداً، أزهارهما المؤنثة والمذكرة منفصلة وثنائية المسكن، وتتجمع في سنابل كثيفة تسمى النورة الهرية لكونها تشبه رجل الهر. التلقيح الزهري ريحي في أنواع الحور وحشري في أنواع الصفصاف.

الوصف النباتي الخاص بالحور وأنواعه

أشجار الحور كبيرة، أوراقها ذات عنق طويل، جذعها مستقيم ماعدا نوع الحور الفراتي. الثمرة علبة صغيرة تتفتح على مصراعين أو أربعة، وتنساب منها بذور كثيرة محاطة بزغب قطني ولا تصلح للإنبات، مجموعتها الجذرية وتديه قوية وكثيفة النمو تمتد إلى مسافات بعيدة، وللأشجار قدرة كبيرة على النمو مرة ثانية تخليفاً بعد قطعها.

يفضل الحور الأتربة اللحقية على ضفاف الأنهر والسواقي، يتحمل الكلس ويخشى الملوحة، عدا الحور الفراتي، وتعد الترب الطينية الرملية المروية الأكثر ملاءمة لأنواع الحور عموماً، وتبدأ عليها أعراض نقص العناصر المعدنية عندما يزيد رقم الحموضة (الباهاء) pH على 8. تكاثر جميع أنواع الحور خضرياً بوساطة السطم (فروع طويلة في عمر السنتين) أو بتجذير العقل وإنتاج غراس منها عمرها سنتان موثوقة النوع والأصل، وهي الطريقة الأحدث والأكثر شيوعاً في مشاتل الحور، وتسمى بطريقة بارباتيلا الإيطالية Barbatella method.

ومن أهم أنواع الحور

ـ الحور الحموي الأسود Populus nigra hamoui، ويتميز بالخصائص الآتية:

حور مؤنث، تعلو أشجاره حتى 30م. أليف الضوء لا يتحمل الظل ورياح البحر المالحة والأتربة الغدقة والمالحة، يقاوم الرياح الشديدة ويتحمل البرودة شتاء، أوراقه قلبية الشكل قصيرة العنق، لا وبرية خضراء زاهية اللون، هرمي التفرع، فروعه خضراء مسمرة اللون، قشرته قليلة السمك (الشكلان1و2).

الشكل (1) أوراق الحور الأسود الحموي الشكل (2) شجرة الحور الأسود الحموي

ـ الحور الفارسي الأسود P.nigra farsi

قليل الأهمية، يستعمل خشبه في الصناعات الخشبية الرخيصة جداً لرداءته.

ـ الحور الأبيض الرومي P.alba roumi

حور مذكر، يصل ارتفاع أشجاره إلى 35م، مستقيم الجذع وسريع النمو، يتحمل درجات الحرارة العالية صيفاً، مقاوم للبرودة الشديدة وللرياح والأمراض والحشرات، شره للماء، يستعمل لتثبيت ضفاف الأنهر والمجاري المائية وفي تشجير الغيض الاقتصادية لإنتاج الخشب. خشبه قاس، تستعمل شرائحه في صناعة الكبريت والمعاكس والألواح، وفي أثاث المنازل وأدواتها. تنتشر زراعته في مساحات واسعة في سورية لأهميته الصناعية (الأشكال3و4و5).

الشكل (3) أوراق للحور الأبيض الرومي الشكل (4) قشرة جذع الحور الأبيض الشكل (5) شجرة الحور الأبيض الرومي

ـ الحور الفراتي (الغرب) Populus euphratica

حور مؤنث ومذكر، يصل ارتفاع أشجاره حتى 15م، ينتشر طبيعياً على ضفاف نهر الفرات في سورية،أوراقه رمحية إلى مستديرة،جذعه متعرج غير مرغوب في الصناعات الخشبية، ويصلح لصناعة الورق والكرتون. يتحمل الملوحة والإقليم القاري مع توافر تربة عالية الرطوبة. يستعمل في المناطق الجافة ونصف الجافة التي لا تجود فيها الأنواع الأخرى للحور.

توجد أيضاً أنواع أخرى محلية، وعالمية مدخلة إلى سورية من الحور الأمريكي P.euramericana، مثل حور كارولينا (الشكل6)، وأنواع فرجينيا (الشكلان 7و8) وهي كثيرة مستوردة من إنكلترا وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا وألمانيا والنمسا وهولندا، وقيد التجربة في مناطق عدة من سورية.

الشكل (6) ورقة لللحور الهجين كارولينا الشكل (7) ورقة لللحور الهجين فرجينيا الشكل (8) قشرة جذع الحور الهجين فرجينيا

طرائق إكثار الحور وزراعته

يكاثر الحور خضرياً بتقطيع الطرود إلى عقل طولها بين 30ـ40سم، ثم زراعتها في الغيض بعد تحضير أرضها بنقبها وفلاحتها وتسويتها وتخطيطها وتنظيفها من الأحجار والأعشاب، وذلك بغرسها شكاً في أقنية الري وبكاملها على ثلثي ارتفاع خط القناة وبشكل مائل (35ـ45) ْ وفي اتجاه الشمال الشرقي. تترك مسافة 15ـ30سم بين العقلة والأخرى على الخط الواحد و 80ـ90سم بين الأقنية. ويجرى تفريد الأشجار سنوياً لتصير المسافة بين الأشجار نحو 3ـ4 م بعد مضي 15ـ18سنة. ويمكن زراعة الحور في غيض مروية بطريقة الري بالتنقيط مزودة بمسمدة ومصاف شبكية.

وفيما يتصل بري الغيض تسقى مرة واحدة أسبوعياً بعد الزراعة ولمدة ثلاثة أسابيع، ثم مرة واحدة كل أسبوع أو كل عشرة أيام إذا كان الطقس حاراً صيفاً، وتعشب الغيضة فصلياً مع تحضين الغراس وضرورة التفريد والتعشيب وفق الحاجة، كما يلزم تسميد الغيض في أثناء السنتين الأولى والثانية خاصة بنترات الأمونياك بمعدل 3ـ4كغ/ دونم على دفعتين، الأولى عند ابتداء النمو والثانية بعد شهر، وبدءاً من السنة الثالثة تضاف كمية 5ـ12كغ/دونم من السماد نفسه إلى الأشجار المتوسطة العمر، و10ـ14كغ/ دونم إلى الأشجار المعمرة، أما الأسمدة الفوسفورية والبوتاسية والعضوية فتضاف كمياتها بحسب نتائج التحليل المخبري إلى الترب الفقيرة.

وما يتصل بتربية الحور وعمليات التقليم، هناك طريقتان للتقليم التربوي: الأولى وهي التقليم (التشحيل) الطبيعي الذي يحدث طبيعياً في الأشجار، فتتعرى من فروعها الأولية السفلية سريعا،ً مما يساعد على تكوين خشب جذعي من دون عقد، والثانية وهي طريقة التقليم الصنعي الذي ينطوي على إزالة الطرود المائية القوية التي تنبت على مستوى الجذور وأعناق الأشجار بدءاً من السنة الثانية. كما ينبغي تقليم جميع الفروع النامية على الثلث السفلي للجذوع ما إن يبلغ عمر الأشجار 4 أو 5سنوات، ويحافظ على هذا الثلث خالياً من الفروع حتى عمر 10سنوات، ويمكن زيادة ارتفاع هذا القسم إلى مقدار نصف ارتفاع الجذع السفلي في الأشجار الجيدة النمو، وعندما تبلغ الأشجار 20سنة عمراً، يمكن تقليمها تدريجياً ليصير القسم الخالي من الفروع في حدود نصف الجذع أو ثلاثة أخماسه (الشكل9). تقلم الأشجار بآلات حادة مع مراعاة عدم جرح الجذع أو نزع قشرته، ولابد من تغطية الجروح المحدثة بمواد حافظة معقمة ومانعة لتسرب الآفات المختلفة والرطوبة الزائدة.

الشكل (9) طريقة تقليم أشجار الحور

من المفيد جداً اتباع دورة زراعية مستمرة، تعتمد على تقسيم الغيضة إلى أقسام متساوية يستثمر أشجار كل قسم منها كل عشر إلى ثلاث عشرة سنة، وذلك حسب العرض والطلب على الخشب تسويقياً.

وتجدر الإشارة إلى أن زراعة الحور في سورية قد خطت خطوات حثيثة من حيث كمية الأخشاب المنتجة ونوعيتها ومواكبتها لما يحدث من تطورات عالمية مهمة، وخاصة في مجال إنتاج الغراس في المشاتل، ويعود ذلك كله إلى ازدياد الحاجة إلى طلب الأخشاب في الأسواق المحلية، وخاصة من أخشاب الحور القيِّمة اقتصادياً والتي اتسع استعمالها في الكثير من الصناعات، مثل الخشب المعاكس والكبريت والخشب المضغوط والورق وصناديق الفاكهة والخضار والأدوات المنزلية من أثاث وغيرها. كما يمكن تحويل مخلفات تقليم الحور إلى أسمدة عضوية بعد تخميرها.

الوصف النباتي للصفصاف وأنواعه

شجر حرجي، ثمرته كبسولة صغيرة بيضوية الشكل أو مخروطية، تتفتح على مصراعين، بذورها كثيرة ذات شعيرات حريرية طويلة تساعدها على الانتثار رياحياً، أو بالعوم على سطح الماء، أوراقه غالباً رمحية الشكل وقصيرة العنق

تنتشر في سورية زراعة أنواع الصفصاف الآتية:

1ـ الصفصاف الباكي أوالمستحي Salix babylonica (الشكل10): تعلو أشجاره حتى 8 ـ12م، أوراقه منشارية رمحية خالية من الأوبار، فروعه متدلية. يستخدم عموماً كأشجار تزيينية في الحدائق والمنتزهات، خشبه ممتاز جداً يصلح لصناعات خشبية عدة.

2ـ الصفصاف البلدي الأحمر :S.rubra بطيء النمو، خشبه قوي، يصلح لصناعات السلل والقباقيب وكعوب الأحذية النسائية وغيرها من الصناعات الخشبية.

3ـ الصفصاف الأبيض S.alba: (الشكلان 11و12) تعلو أشجاره حتى 20م. ينتشر في أوربا وشمالي إفريقيا و أواسط آسيا، يعمر طويلاً حتى 120سنة. يستعمل خشبه في صناعة الورق والألعاب وتماثيل النحت.

4ـ صفصاف السلالين :S.viminalis بطيء النمو جداً، قوي الخشب، يستعمل في صناعة السلل وأربطة الحزم الحقلية.

الشكل (10) الصفصاف الباكي الشكل (11) شجرة الصفصاف الأبيض

 

الشكل (12) أوراق وأزهرار الصفصاف الأبيض

  ومن الأنواع الأخرى: الصفصاف القصف، والكبير الورق وطويل الورق، والعديد الأشكال والأرجواني واللوزي والمصري والصفصاف الكاذب والفارسي والأكموفيللا، وغيرها من الهجن المحلية والعالمية، وتصنف أنواع الصفصاف عموماً بحسب مواصفات نوراتها المذكرة والمؤنثة وحراشف الأزهار وأشكال الأوراق وحجمها ولونها.

الأهمية الطبية للصفصاف

الصفصاف شجرة الأسبرين، عرفت خصائصه العلاجية منذ عصور ما قبل التاريخ ضد الروماتيزم وآلام المعدة ومسكن لآلام الأسنان، إذ تحتوي هذه الشجرة على مكونات عدة فاعله ومهمة، مثل ساليسين salicyine وتانين tanin وإستروجينestrogen وغليكوزيدات glycosidates (vanilanine,tandrine) موزعة في الأوراق والأزهار واللحاء، وتعزى إلى مادة الساليسيلين القدرة على خفض الحرارة ومعالجة الحصى الصفراوية وتسكين الآلام الروماتيزمية وفرط الحموضة، وعلى عدم حدوث الجلطات الدموية، وإلى مادة التانين القدرة على معالجة الإسهال المزمن، ودمج الجروح المستعصية الشفاء، ويعد حمض الساليسيليك البديل الكيمياوي للساليسيلين.

المتطلبات البيئية للصفصاف

تناسب الصفصاف الأراضي الرسوبية الفقيرة والخفيفة البنية والخصبة والبجاجة والمتميزة بمائها النظيف والنقي. يتحمل الملوحة ويحب النور الشديد ويتحمل البرودة والحرارة الخفيفتين. يعيش في جميع مناطق البحر المتوسط.

إكثاره وخدماته الزراعية

يكاثر الصفصاف بوساطة فروعه بعمر السنتين، والمسماة محلياً بالسطم أو الوتد، والبالغ طولها 80ـ90سم، والنامية بعد جمّ الأشجار على سطح الأرض، كما يمكن إكثاره بتجذير العقل المأخوذة من الطرود السنوية والمتكونة على أرومة الشجر المقطوع قبل سنة. يزرع الصفصاف في الغيض بعد تحضير أرضها كما سبق ذكره للحور، وتخطط الأرض على أساس ترك مسافة 175سم بين الخطوط، وتغرس عقله بطول 30ـ35سم، التي استحصل عليها بتجزئة حزم الطرود المنقوعة لمدة 7أيام في الماء، وذلك بشكل مائل موجهة إلى الشمال الشرقي، وتترك مسافة 70سم بين العقل على خطوطها، يتبعها الري مباشرة بين الخطوط، أما الأوتاد التي عمرها سنتان فتجزأ إلى قضبان بطول 80ـ90سم، وتغرس على مسافة 70ـ80 سم فيما بين خطوطها.

كما يمكن زراعة الصفصاف على طرفي الأنهر والسواقي، حيث يغرس السطم في الأرض لعمق 50سم مع ترك مسافة 50ـ70سم فيما بينها على الخط الواحد.

يزرع الصفصاف في المدة الواقعة من 15 تشرين الثاني وحتى العاشر من شهر شباط، وقبل تفتح براعمه. ومن أهم خدمات الصفصاف زراعياً؛ الري أسبوعياً في الغيض في الصيف في أثناء السنوات الأربع الأولى، ثم ريّه واحدة كل أسبوعين. كما تُزال الأعشاب عزقاً كلما نمت، ولاسيما في السنتين الأولى والثانية.

  وفيما يتصل بتربية أشجار الصفصاف؛ فإنها تشمل إزالة الفروع الجانبية المتكونة على الجذوع على ثلثها السفلي، ويستفاد من الفروع النامية بعد جمّ الأشجار على أرومتها لتربية 2ـ5فروع أو خلائف. تراوح الدورة الاستثمارية لقطع الأشجار بين 7ـ15سنة بحسب المنطقة والهدف من استعمال الخشب.وفي الأحوال كافة، يجب تحاشي غمر الخلائف الجديدة بالماء. وتقطع أشجاره على علو 5ـ10سم في الغيض و20ـ60سم على أطراف السوافي والأنهر فوق سطح الأرض.

استعمالات خشب الصفصاف

 يستعمل في صناعة الصناديق والقباقيب وسكك الحراثة والعصي وبعض الأدوات الزراعية، وفي إعداد الأبواب والشبابيك الريفية وبعض الأدوات المنزلية.

أهم آفات الحور والصفصاف

من الحشرات:حفارات الساق وخنفساء الحور والمن المدرن وثاقبة الأوراق وخردق الساق ودودة البراعم وحشرة التربس والقواقع. ومن الأمراض: التدرن الأسود وتجعد الأوراق وتعفن الجذور والصدأ، كما تصاب الأشجار بلفحة الشمس وغيرها.

هشام قطنا

الموضوعات ذات الصلة:

 

أمراض النباتات ـ التقليم ـ الحدائق (تنسيق ـ) ـ الحراجة ـ الحشرات ـ الديدان ـ الري في الزراعة ـ الزراعات (آفات ـ).

 

مراجع للاستزادة:

 

 ـ هشام قطنا، علم الغابات والتشجير الحراجي (منشورات جامعة دمشق 1971).

 ـ محمد عبيدو، الأسيجة ومصدات الرياح (منشورات جامعة دمشق 1991).

ـ نحال ابراهيم وأديب رحمة ومحمد نبيل الشلبي، الحراج والمشاتل الحراجية (جامعة حلب 1989).

- DI.G. PICCAROLO, Poplars (R.E.D.A. Roma 1972).

- ROY LANCASTER, Les arbres de nos jardins (Floraisse, Paris 1984).


التصنيف : الزراعة و البيطرة
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 145
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 638
الكل : 31789166
اليوم : 64627

سليم (صالح-)

سليم (صالح ـ) (1930ـ2003)   صالح سليم رياضي مصري، ولد في القاهرة. تألق في فريق شارع عكاشة بالدقي، وهو تلميذ في مدرسة الأورمان. وبعدما التحق بالثانوية السعيدية ظل رئيس الفريق ثماني سنوات. اختاره حسين كامل مدرب ناشئ النادي الأهلي في ذلك الوقت من بين طلاب السعيدية ليقدمه إلى المدرب الكبير مختار التتش الذي ضمه لمدرسة الكرة على الفور.
المزيد »