logo

logo

logo

logo

logo

طشقند

طشقند

Tashkent - Tachkent

طشقند

 

مدينة طشقند أو تاشكنت Tashkent إحدى أهم مدن جمهورية أوزبكستان[ر] وهي عاصمة الدولة الإدارية والسياسية. تقع في الجزء الجبلي الجنوبي الشرقي من البلاد. يمر بالقرب منها وفي محيطها نهر تشيرتشك Chirchiq الذي يعد من أهم روافد نهر سيردارياSyrdarya، يميل مناخها إلى القارية،إذ ترتفع درجة الحرارة في الصيف أحياناً إلى أكثر من32 ْم، وتنخفض في الشتاء إلى أقل من 10 ْم، وبهذا تكون الفروق الحرارية عالية بين الصيف والشتاء، أما الرطوبة النسبية فإنها تختلف بين فصل وآخر، ففي الشتاء تراوح ما بين25ـ40% وفي الربيع تزداد لتصبح ما بين 30ـ50%، أما في الصيف فتقل كثيراً إذ تراوح ما بين 1ـ6% فقط،لتعاود ارتفاعها في الخريف إلى ما بين 10ـ20%، أما التربة التي تحيط بالمدينة فيغلب عليها التربة الرسوبية، وهي عالية الخصوبة، تستثمر في الزراعة الكثيفة، حيث تسود زراعة القطن بالدرجة الأولى، كما تنتشر زراعة الأرز والشوندر السكري والكرمة إلى جانب زراعة الخضراوات والتبغ والذرة والأشجار المثمرة، كالتين والإجاص والدراق والمشمش والخوخ إلى جانب زراعة البصل والملفوف.

كانت الغابة الجبلية تغطي المناطق المحيطة بطشقند لكنها اجتثت، وأُقيم بدلاً منها المدرجات الجبلية، وبُدئ بزراعة مختلف المزروعات منذ أوائل القرن العشرين. وفي محيط طشقند تقوم تربية الحيوانات الأهلية،وخاصة الأغنام والماعز والخيول، وهي تزود المدينة بحاجتها من المنتجات الحيوانية، التي تعد مادة أولية للصناعات الغذائية والنسيجية والجلدية التي تعد طشقند رائدة فيها.

ساحة أخونبابايف ومدرسة كوكلداس في طشقند

بلغ عدد سكان مدينة طشقند نحو 1.8مليون نسمة عام 1985، وتزايد هذا العدد حتى وصل إلى 2.2مليون نسمة تقريباً في عام 2004، عدا ضواحي المدينة التي يقطنها قرابة مليون نسمة، وبذلك ترتفع الكثافة السكانية في العاصمة والمناطق المحيطة بها إلى ما بين 400ـ500نسمة/كم2، وهي كثافة عالية إذا ما قيست ببقية المناطق الأخرى من البلاد، ففي المناطق الغربية والجنوبية الغربية تقل الكثافة السكانية عن 1ن/كم2، أما في عموم أوزبكستان فهي نحو53ن/كم2.

تعد مدينة طشقند من المدن الصناعية؛ إذ تشتمل على مجموعة من الصناعات، أهمها صناعة الآلات الزراعية وخاصة الجرارات، إضافة إلى صناعة حلج القطن وغزله وصناعة الألبسة القطنية والصوفية، وهي مركز لصناعة الأغذية. وتوجد فيها محطة لتوليد الطاقة الكهربائية تصل استطاعتها إلى 2000ميغاواط.

كانت طشقند واحدة من المحطات المهمة على طريق الحرير البرية، خاصة المحور الشمالي منه،الذي يربط جنوبي آسيا وجنوب شرقيها مع شمالي آسيا وغربيها، واليوم لم تقل أهميتها عما سبق، إذ تعد طشقند عقدة مواصلات مهمة، فعدا عن مطارها الدولي الذي يربطها مع كل من شرقي آسيا وأوربا وبقية دول العالم الأخرى فإنها عقدة للسكك الحديدية التي تربطها مع كل من مناطق وسط آسيا سواء الدول المحيطة بأوزبكستان، مثل كازاخستان في الشمال، أو قيرغيزيا من الشرق،أو كل من طاجكستان وأفغانستان في الجنوب، كما يربطها خط حديدي آخر مع أوربا،أنشئ في عام 1905، عدا عن الطرق البرية التي تربطها مع الأقاليم المجاورة لها، وخاصة مع وادي فرغانة في الجنوب وبقية مدن أوزبكستان، مثل سمرقند وبخارى وغيرهما، وإلى جانب ذلك تمتاز طشقند بوجود مترو الأنفاق الذي يخفف الضغط المروري عن شوارعها الضيقة التي تمتاز بكثرة الأشجار فيها.

وطشقند كغيرها من المدن الأوزبكية تتصف باختلاط الأجناس والعروق، ففيها على الرغم من غلبة العنصر الأوزبكي، الروس إلى جانب الكوربين، وهناك القوقاز الذين هُجّروا من الشمال بتهمة التعاون مع الألمان، إضافة إلى الطاجيك والكازاخ والتتار والعرب وغيرهم من الأجناس الأخرى.

في طشقند جامعة عريقة يرجع تأسيسها إلى عام 1918م، وهناك المدارس العليا التخصصية. كما تشتهر بمسارحها ومتاحفها التي تحتضن كنوزاً من التاريخ لمختلف الحضارات التي مرت أو استقرت في هذه المدينة، كما أن لمرصدها الفلكي شهرة عالمية، وتزين ساحاتها وحدائقها النصب التذكارية التي كان أهمها نصب لينين الذي أُطيح به بعد انهيار الاتحاد السوفييتي (سابقاً) وأُقيم مكانه نصب ضخم يمثل كرة أرضية، ولعل من أهم النصب الأخرى التي يفتخر بها أهل طشقند نصب تيمورلنك، والذي على الرغم من سمعته السيئة في التاريخ فإن له منزلة أخرى عند سكان أوزبكستان عامة وأهل طشقند خاصة، إذ يرون فيه بطلهم القومي الذي جمع شتات الدولة الأوزبكية منذ 600 سنة، حيث أنشأ المدارس الدينية والقصور والعمائر. ويقول المثقفون من الأوزبك إن المؤرخين افتروا كثيراً على الأمير تيمور، كما يتوسط حديقة طشقند متحف جنكيزخان وتمثاله وهو يعتلي صهوة جواده.

كانت مدينة سمرقند عاصمة أوزبكستان، ولكن بحكم وجود رجال الدين الأقوياء فيها ومعارضتهم للوجود الروسي، فقد تم نقل العاصمة إلى مدينة طشقند عام 1930، التي توجد فيها اليوم محطة الإذاعة والمصارف الحكومية والفنادق ومحطة التلفزيون الذي يعد برجها من أشهر المعالم الحضارية في طشقند، حيث يرتفع نحو 375 متراً، ليناطح السحاب في سماء طشقند.

تعرضت مدينة طشقند لزلزال مدمر عام 1966، أتى على معظم مبانيها وعماراتها ذات الطابع الإسلامي، ومن قبله اليوناني، وبعد ذلك التاريخ أًعيد بناء الكثير من المباني على الطراز الحديث، وبعضها الآخر تم بناؤه على الطراز الذي كان عليه قبل تهديمه، وقد تم إقامة أبنية كثيرة ترجع إلى القرن الرابع والخامس الميلاديين، وبعضها الآخر لما كان عليه في القرن الحادي عشر، والقرون اللاحقة،حيث كانت طشقند إحدى المراكز العمرانية المدنية التي حظيت بمكانة مرموقة بين مدن وسط آسيا، حتى احتلها الروس سنة 1865، وسميت عاصمة لجمهورية أوزبكستان منذ سنة 1930م.

محمد صافيتا

مراجع للاستزادة:

 

ـ شاكر مصطفى، المدن في الإسلام حتى العصر العثماني (دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، دمشق 1992).

ـ محمد المنسي قنديل، «على طريق الحرير (2) أوزبكستان»، مجلة العربي الكويتية، العدد 456 (الكويت 1996).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 566
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1092
الكل : 40487363
اليوم : 17178

شنيتسلر (آرتور-)

شْنيتْسْلَر (أرتور ـ) (1862 ـ 1931)   أرتور شنيتسلر Arthur Schnitzler كاتب مسرحي وروائي وقاص وشاعر نمساوي، ولد وتوفي في العاصمة فيينا. ينحدر شنيتسلر من عائلة برجوازية ثرية، فقد كان والده جراحاً شهيراً ومدرساً للطب، وكان للعائلة علاقات وثيقة مع الوسط الفني في المسرح والأوبرا. تبع الشاب خطا والده فدرس الطب في جامعة فيينا وتخرج فيها عام 1885. مارس الطب عدة سنوات وتخصص من ثم في الأمراض العصبية وصار طبيباً شهيراً يدير عيادته الخاصة.
المزيد »