logo

logo

logo

logo

logo

غازي بن فيصل الهاشمي

غازي فيصل هاشمي

Ghazi ibn Faysal al-Hashimi - Ghazi ibn Faysal al-Hashimi

غازي بن فيصل الهاشمي

(1912ـ 1939م)

 

الملك غازي بن الملك فيصل بن الشريف حسين بن علي، ولد في مكة المكرمة، والدته الأميرة عليَّة بنت الشريف ناصر بن علي، أخي الشريف حسين، وهي شقيقة «أم طلال» زوج الأمير عبد الله، أمير شرقي الأردن.

نشأ الأمير غازي في رعاية أمّه في مكة المكرمة، بعيداً عن أبيه الذي شغلته السياسة عن الاعتناء به. وفي سنة 1924م؛ نودي به وليّاً لعهد أبيه فيصل، ملك العراق، فاهتم والده بتربيته وتعليمه، لكن الذين تولوا ذلك لاحظوا أن الأمير غازياً لا يتجاوب معهم ولا يفهم ما يُلقى إليه من المسائل، الأمر الذي دفع الملك فيصل للاعتقاد بوجود نقصٍ في قواه العقلية.

وقد استدعى له ساطع الحصري، الذي قال في مذكراته: إن الملك فيصلاً قال له: «إني أحب أسرتي، وأحب غازياً، ولكني أحب أمتي أكثر من أسرتي وولدي، فإذا كان لا يصلح لولاية العهد لغباءٍ فيه، فسأجعل الأمة في حِلٍّ من ولاية عهد ابني».

ألحقه ساطع الحصري بفرق الكشافة وأشرف على تربيته مع طه الهاشمي، الأمر الذي أدى إلى تقدُّم الأمير تقدُّماً سريعاً، وتلافى التأخر السابق، ووصل إلى المستويين العلمي والفكري الضرورين لالتحاقه بالمدارس العسكرية، ثم أُرْسِلَ إلى مدرسة هارو Harrow العامَّة في إنكلترا، وعاش مع أسرة إنكليزية، وكان طوال مدة إقامته في لندن بين عامي 1926ـ 1927 لايخفي تذمُّره من المدرسة والمدرسين الإنكليز ومن إنكلترا نفسها.

وفي سنة 1928م؛ التحق بالكلية العسكرية، وقُبِلَ فيها على أنه أحد أبناء العشائر، لأنه لم تكن لديه مؤهلات علمية. انسجم مع الدراسة العسكرية، وحصل على تقدير مدرسيه وزملائه، فنال احترامهم لما كان يتمتع به من تواضع وأخلاق عالية وكرم أصيل وروح عسكرية متوقدة، وتخرج في تموز 1932 تخرّج برتبة ملازم في سلاح الفرسان ـ السّواري ـ، وعاد إلى بغداد، فعهد إليه والده بالحكم نيابة عنه طوال غيابه سنة 1933، وكان ذلك أوَّل عملٍ رسمي يمارسه، وأوصاه باتباع نصائح علي جودت، رئيس الديوان، بحذافيرها، وعدم الخروج عن مشورته مطلقاً، ولذلك كان علي جودت الحاكم الحقيقي للعراق في السنوات الأولى من حكم الملك غازي، ولاسيما أن غازياً لم يكن يعير أمور الحكم تلك الأهمية التي تستحقها، خلافاً لأبيه وعمه عبد الله.

وفي 7 أيلول 1933 نُودِيَ به ملكاً على العراق بعد وفاة والده المفاجئة في سويسرا، تزوج في عام 1934 الأميرة علياء بنت الملك علي بن الحسين، أخت الأمير عبد الإله، الذي صار الوصي على ولده فيصل فيما بعد. توفيت والدته عام 1935 في بغداد فجأة، فحزن لوفاتها كثيراً، وفي السنة نفسها رُزِقَ بابنه الأمير فيصل الثاني، الذي صار ولياً لعهده، ثم ملك العراق.

يقول جيمس موريس: «إن الملك غازياً كان أول ملك هاشمي لايحب الإنكليز، ولم يكن يحمل أدنى شعور بالصداقة لهم، ولذلك كان من أكثر الملوك الهاشميين شعبية في قلوب الجماهير».

وكان يساعده عدد من أقطاب السياسة في العراق من أمثال جعفر العسكري، وحكمت سليمان، ورشيد عالي الكيلاني وجميل المدفعي وياسين الهاشمي وعلي جودت ونوري السعيد، إضافة إلى عسكري فذ ساعده على القضاء على الثورات المختلفة التي قامت في العراق، وهو اللواء بكر صدقي الذي كان بينه وبين الملك غازي انسجامٌ كبير في كل الأمور، وكان عصر الملك غازي عصر الديكتاتوريات العسكرية في إيران وتركيا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا، وكان الناس يرون أن الملك غازي قادر بوساطة القوة العسكرية على تحدّي الإنكليز وعملائهم في العراق. 

قام بكر صدقي يوم 29 تشرين الأول 1936 بأول انقلاب عسكري في تاريخ العرب الحديث، وفرض حكمت سليمان لرئاسة الوزارة، فكان له ما أراد، ووعد بالقضاء على الفساد المنتشر بالبلاد، وهرب نوري السعيد على طائرة حربية بريطانية إلى القاهرة. وقوبل الانقلاب بحماس جماهيري منقطع النظير.

وعلى الرغم من اغتيال بكر صدقي في مطار الموصل بعد عشرة شهور من انقلابه؛ إلا أن الجيش بقي هو الآمر الناهي في العراق، فهو الذي يسقط الوزارة، ويُعيّن غيرها، لكن جو الحرية كان المسيطر على العراق أيام الملك غازي، مثلما كان الأمر في عهد والده الملك فيصل.

وقد تناوب على رئاسة الوزارة في العراق في عهد الملك غازي كل من: رشيد عالي الكيلاني، وجميل المدفعي الذي شكل الوزارة أربع مرات، وطه الهاشمي، وحكمت سليمان، وأخيراً نوري السعيد الذي استقال بُعيد وفاة الملك في 6 نيسان 1939.

توفي الملك غازي عندما كان متوجهاً إلى قصره في الحارثية، وهو يقود سيارته الرياضية بأقصى سرعة، فاصطدمت بعمود للكهرباء قرب القصر فوقع العمود على رأسه، فحطم جمجمته، وتوفي في المستشفى بعد ساعات، وعمت العراق والعالم العربي موجة حزن طاغية، واتَّهمت إذاعة برلين العربية بريطانيا بتدبير الحادث لعداء الملك غازي للإنكليز والصهيونية والاستعمار، وقامت المظاهرات في الموصل، وقُتِلَ القنصل البريطاني فيها، وظل الناس يتناقلون سيرة غازي ردحاً طويلاً من الزمن.

وقد تأثر العرب لوفاته تأثراً بالغاً، ولاسيما في سورية وفلسطين ولبنان، وأغلقت المحلات، وأقيمت مجالس العزاء في مختلف المدن السورية.

كان الملك غازي قومياً يتحسس آمال شعبه، ولكنْ كانت تنقصه بعض المؤهلات التي لابد منها لأي ملك دستوري.

كاميليا أبو جبل

 مراجع للاستزادة:

ـ عبد الرحمن الجليلي، الملك غازي وقاتلوه (دار الحكمة، لندن 1993).

ـ جورج انطونيوس، يقظة العرب (بيروت 1962).

ـ ساطع الحصري، مذكراتي في العراق (بيروت 1967).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثالث عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 723
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1091
الكل : 40900921
اليوم : 135653

تشابك (كارل-)

تْشابِك (كارل ـ) (1890 ـ 1938)   كارل تشابك Karel Capek صحفي وأديب تشيكي، ولد في مالِه سْفاتونوفيتْسِهMalé Svatonovice وتوفي في براغ Pragne، كتب في الأدب والفن والفلسفة والخيال العلمي متعاوناً مع أخيه جوزيف Josef الذي كان أيضاً فناناً ماهراً. درس تشابك الفلسفة في براغ وبرلين وباريس بين 1909-1915، وعمل بعد حصوله على الدكتوراه أمين مكتبة عامة ثم مدرساً خاصاً ثم صحفياً، وقام خلال الثلاثينات برحلات طويلة إلى إيطالية وإنكلترة وإسبانية وهولندة والدنمارك والسويد والنروج،
المزيد »