logo

logo

logo

logo

logo

عريب المغنية

عريب مغنيه

Arib - Arib

عَريب المغنية

(181ـ277هـ/797ـ 890م)

 

عَريب المأمونية شاعرة مغنية أديبة، مليحة الخط والمذهب في الكلام، ونهاية في الحسن والجمال، وجودة العزف، وإتقان الصنعة والمعرفة بالنغم والأوتار. وُلِدَتْ في بغداد ونشأت في قصور الخلفاء من بني العباس.

لم يتعلق بها أحد من نظرائها ولا رُئي في النساء نظيرٌ لها بعد القيان الحجازيات القديمات مثل عزة الميلاء، وجميلة.

يُقال إن عَريب هي بنت جعفر بن يحيى، وأن البرامكة لما انتُهبوا سُبِيَتْ وهي صغيرة، وكانت أم عَريب تسمى فاطمة، كانت صبية حين رآها جعفر ابن يحيى فأحبها وتزوجها، فبلغ الخبر يحيى بن خالد فأنكره، فأخرجها جعفر وأسكنها داراً وكتم ذلك عن أبيه، ووكل بها من يحفظها، وكان يتردد إليها فولدت عَريب، وعندما ماتت أم عريب في حياة جعفر؛ دفعها إلى امرأة وجعلها داية لها، ولما افْتُتِنَ البرامكة باعتها لعبد الله بن اسماعيل صاحب مراكب الرشيد، الذي ربّاها وأدبها وعلمها الخط والنحو والشعر والغناء، فبرعت في ذلك كله وتزايدت حتى قالت الشعر.

يقال إن عَريبَ هربت من دار مولاها المراكبي لأنها ملّته إلى محمد بن حامد الخاقاني أحد قواد خراسان، فلم تزل عنده حتى قدم المأمون بغداد، فتظلم إليه المراكبي من محمد بن حامد فأمر بإحضاره، فسأله المأمون عنها فأنكر، فأمر المأمون بدفع عَريب إلى محمد بن عمر الواقدي، وكان قد ولاه القضاء آنذاك، فأمر ببيعها فاشتراها المأمون بخمسين ألف درهم، وزوجها محمد بن حامد، وولدت له بنتاً.

ولما مات المأمون بيعت في ميراثه، ولم يُبَع له عبدٌ ولا أمَةٌ غيرها، فاشتراها المعتصم بمئة ألف درهم وأعتقها.

قال يحيى بن علي: «أمرني المعتمد على الله أن أجمع غناءَها الذي صَنعته، فأخذت منها دفاترها وصُحفها التي كانت قد جمعت فيها غناءها فكتبته، فكان ألف صوت ولغنائها ديوان مفرد»، مثل لحنها في:

يا عَرُّ هل لك في شيخ فتىً أبداً

                  يسلّيك عمَّا فات دولةَ مُفْضَلِ

ومن غنائها وشعرها:

حجبوه عن بصري، مُمثَّلٌ شَخْصِهِ       

                  في القلب، فهو مُحَجَّبٌ لا يُحْجَبُ

قال ابن وكيع: «ما رأيت امرأة أضرب من عريب، ولا أحسن صنعة، ولا أحسن وجهاً، ولا أخف روحاً، ولا أحسن خطاباً، ولا أسرع جواباً، ولا ألعب بالشطرنج والنرد، ولا أجمع لخصلة حسنة».

ماتت في سامراء.

منى الحسن

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ الأصفهاني، الأغاني (دار الكتب العلمية، بيروت 1992).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثالث عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 163
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 592
الكل : 31217111
اليوم : 42268

الإثراء بلا سبب

الإثراء بلا سبب   الإثراء بلا سبب enrichissement sans cause هو حصول أي شخص ولو كان غير مميّز على كسب بلا سبب مشروع على حساب شخص آخر. لذا يلتزم، في حدود ما كسبه تعويض من لحقه ضرر بسبب هذا الكسب، ويبقى هذا الالتزام قائماً ولو زال كسبه فيما بعد. وعلى هذا، فالإثراء بلا سبب يعدُّ واقعة قانونية تشكل مصدراً من مصادر الالتزام، وهو من مصادره الأولى التي ظهرت في فجر التاريخ. في الشريعة الإسلامية، يقول بعض الفقهاء إن الشريعة لم تعتد بهذه القاعدة إلا في حدود ضيقة، ويرى آخرون بأن الكسب بدون سبب تعرفه الشريعة الإسلامية مبدأ عاماً وقاعدة كلية، فهي تقضي بأنه «لا ضرر ولا ضرار» و«الغنم بالغرم».
المزيد »