logo

logo

logo

logo

logo

العميثل الأعرابي (أبو )

عميثل اعرابي ()

Abu al-Umaythil al-A’rabi - Abu al-Umaythil al-A’rabi

أبو العَمَيثَل الأعرابي

(…ـ 240هـ/… ـ 854م)

 

عبد الله بن خليد ـ وربما خليل كما في مرآة الجنان ـ أصله من الرَّي، مولى جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله ابن العباس، ويبدو أنه تَبَدَّى فَعُرِفَ بالأعرابي، كان يُعجمُ الكلامَ ويُعربُه ويُفخِّمُه، متنوع الثقافة، كَاتِبٌ، وعالم راويةٍ، لغوي، شاعرٌ، ناقدٌ.

أما أنه كاتِب فقد كان كاتِبَ عبد الله ابن طاهر، وكاتب أبيه من قبلهِ، وما يتخير الولاة كتَّابهم إلا من العلماء الذين يجيدون فنون الخط العربي؛ لأن جمال الخط عندهم يزيد الحق وضوحاً، وكان كاتباً مصنِّفاً، فقد صنَّف من الكتب: «ما اتفق لفظه واختلف معناه» وهو ما يسمى الاشتراك اللفظي، وكتاب «التشابه»، وكتاب «الأبيات السائرة»، وكتاب «معاني الشعر».

وأما علمه باللغة فمصدرُه رواية لغة العرب وأخبارها وأشعارها، ذلك أن الرجل معدود في الرواة الأعراب، ولو كان من العجم في أصله، وكان مكثراً من نـقل اللغة عارفاً بها، كما يقول اليافعي في «مرآة الجنان» يدل على ذلك ما يُروى عنه أنه قال: «النعمان اسم من أسماء الدم، ولذلك قيل: شقائق النعمان نسبت إلى الدم لحمرتها». قال: «وقولهم: إنها منسوبة إلى النعمان بن المنذر ليس بشيء» فهو مدقق في اللغة ومحقق لحقيقة ما يقوله أهل العلم.

وأما شعره فقد ذُكر له نحو ثمانية وخمسين بيتاً؛ مما يعني أنه كان مقلاً، أو أن شعره قد ضاع فيما ضاع من الشعر، أو أنه مازال حبيساً في بعض خزائن الأرض، وأكثره أبيات مفردة لعله أراد لها أن تكون سائرة على أفواه الناس فأبدعها مفردة، وقليل منه مقطعات من الشعر، من ذلك قوله:

سلامٌ عَلى الوَصلِ الذي كانَ بَينَنا    

                  تَدَاعـتْ بِـهِ أَركانُهُ فَتَضَعْضَعـا

تَمَنَّى رِجـالٌ ما أَحَبُّـوا وإِنّـما      

                  تَمَنَّيتُ أنْ أَشــكو إليها فَتَسْمعـا

وإنِّي لأنهى النفسَ عنها ولم تكن 

                  بشيءٍ مـن الدنيا سـواها لِتقنعـا

ففي شعره عِفَّةُ الأعراب وصدق التعبير، وقوة التكوين، وجزالة اللفظ، واستقامة النظم ممزوجة بمجاهدة النفس.

وأما نقده فقد كان دالاً على مذهبه في شعره، وعلى دربته فيه، يدل على ذلك قول الآمدي في سياق حديثه عن العلماء الذين أسقطوا شعر أبي تمام:

«منهم أبو سعيد الضرير وأبو العميثل الأعرابي صاحبا عبد الله بن طاهر ـ القيِّمانِ بأمر خزانة الحكمة بخراسان ـ وكانا من أعلمِ الناس بالشعر، وكان عبد الله بن طاهر لايسمع من شاعر إلا إذا امتحناه وأنشدهما شعره ورضياه، فقصدهما أبو تمام بقصيدته التي يمدح فيها عبد الله بن طاهر وأولها:

أَهُنَّ عَوادِيْ يُوسُفٍ و صواحبُهْ

                  فَعَزماً فَقِدماً أدركَ النُّجحَ طالبُهْ

فلما سمعا هذا الابتداء أعرضا عنه، وأسقطا القصيدة، حتى عاتبهما أبو تمام، وسألهما النظرَ فيها، فلولا أنهما ظفرا ببيتين مسروقين فيها استحسناهما فعرضا القصيدة على عبد الله بن طاهر، وأخذا له الجائزة لكان قد افتضح، وخابت سفرته وخسرت صفقته» هذه شخصية أبي العميثل الأعرابي غنية بإبداعها وثرية بعلمها ونقدها وقربها من أولي الأمر في زمنها.

عبد الكريم محمد حسين

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ خليل مردم بك، كتاب الأعرابيات، بتحقيق: عدنان مردم بك و أحمد الجندي (المطبعة الهاشمية، دمشق 1385هـ/1966م).

ـ ابن خلّكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق إحسان عباس (دار صادر، بيروت 1970).

ـ اليافعي، مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان، وضع حواشيه: خليل الميس (دار الكتب العلمية، بيروت 1417هـ /1997م).

 


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثالث عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 531
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 616
الكل : 31701810
اليوم : 56392

كاواباتا (ياسوناري-)

كاواباتا (ياسوناري -) (1899-1972)   ياسوناري كاواباتا Yasunari Kawabata، أول روائي ياباني حصل على جائزة نوبل للأدب عام 1968. ولد في مدينة أوساكا Osaka لعائلة ثرية ومثقفة ولأب طبيب مشهور، توفي فرباه جده لأمه الذي اعتنى به حتى بلغ السابعة، ثم توفي هو الآخر، وتوفيت بعد ذلك أخته الوحيدة. وقد تركت هذه الأزمات كبير الأثر في طفولته إذ ولّدت لديه الشعور بالفقدان والحرمان والأسى الذي لون كتاباته لاحقاً، وأُطلق عليه لقب «سيد الجنائز». تلقى كاواباتا تعليمه في مدرسة حكومية، ثم انتقل إلى طوكيو عام 1917، وتابع دراسته في جامعتها الامبراطورية وتخرج فيها عام 1924. كان والكاتب يوكوميتسو ريتشي Yokomitsu Riichi من مؤسسي دورية «بونغَي جيداي» Bungei Jidai (العصر الفني) التي مثلت حركة الحداثة في اليابان، وخاصة حركة الأدباء الحسيين الجدد neo-sensualist، وشكلت نقداً للواقعية وتأثرت بالدادائية والتعبيرية والتكعيبية.
المزيد »