logo

logo

logo

logo

logo

الأرنب

ارنب

Rabbit - Lapin

الأرنب

 

الأرنب rabbit  حيواني ثديي, من الفصيلة الأرنبية Leporidae وطائفة أرنبيات الشكل Lagomorpha. طوله 35 سم تقريباً ووزنه 1500غ. شفته العليا مشقوقة, وأذناه طويلتان, وذيله قصير, ورجلاه الخلفيتان طويلتان تجعلانه من أمهر الحيوانات القافزة. وهو اليوم عالمي الانتشار, وترد أصوله, كما يعتقد, إِلى شمالي آسيا, حيث انتشر منها إِلى كامل آسيا وإِلى أوربة وإِفريقية. وقد أدخله الرومان إِلى إِنكلترة, كما نقله الإِنكليز سنة 1859 إِلى أسترالية, حيث ترعرع وتكاثر تكاثراً مريعاً حتى أصبح يمثل خطراً على الغطاء النباتي والمزروعات لانعدام الحيوانات القادرة على منافسته. ولم تسيطر عليه السلطات الأسترالية إِلا بعد إِصابته بالفيروس الذي يسبب له مرض الورام المخاطي myxomatosis.

     أرنب هجين من أصل فرنسي ونيوزيلندي مُحَسَّن لون الوبر وطعم اللحم

وكلمة أرنب كلمة عامة تطلق على عدة أجناس يقدر عددها بـ 52 جنساً, يوجد منها 28 جنساً في العالم القديم و24 جنساً في العالم الجديد. وأكثرها انتشاراً في العالم القديم الجنس Oryctolagus, وفي العالم الجديد الجنس Sylvilagus والجنس Lepus. ويعرف من الأرانب مجموعتان: الأرانب الحقيقية, والأرانب البرية Hares. وتتميز الأرانب الحقيقية بحياتها الاجتماعية وقصر آذانها وأرجلها الخلفية, وبكون مواليدها مغمضة العينين عارية الجسم في حين تتمتع الأرانب البرية بانعزاليتها وطول آذانها وأرجلها الخلفية, وبكون مواليدها مفتوحة العينين والآذان مكسوة الجسم بالأوبار. ولطالما حدث التباس بين أرنبيات الشكل والقوارض [ر] Rodentia. فالأولى تتميز بوجود أربع قواطع في فكها العلوي: قاطعتين كبيرتين خلفهما قاطعتان صغيرتان, في حين يقتصر الفك العلوي لدى القوارض على وجود قاطعتين فقط.

حياة الأرانب وطباعها

تعيش أغلب الأرانب حياة جماعية, في أنفاق تحفرها تحت الأرض, ذات مداخل عدة, وتؤدي كلها إِلى حجرة مركزية, في حين يقضي بعضها حياته على سطح الأرض في أعشاش يبنيها في شقوق الصخور أو تحت أخشاب الغابة, وهنالك قلة من الأرانب تعيش في أعشاش بنتها حيوانات أخرى. وتمضي الأرانب معظم نهارها تحت الأرض أو تحت غطاء عشبي كثيف, مستلقية في الأيام الحارة على سطح الأرض طالبة برودتها, وتنطلق ليلاً باحثة عن غذائها العشبي الأخضر أو قشور الأشجار الفتية.

وأسنان الأرانب متكيفة للتغذي بالأعشاب بقواطعها التي تنمو من جذورها باستمرار وتتآكل تيجانها متحولة إِلى ما يشبه الإِزميل الحاد. وهي بلا أنياب, ويبقى مكانها على الفك شاغراً.

وتهضم الأرانب المواد السلولوزية التي تكوّن الجزء الأكبر من وجباتها الغذائية, مستعينة ببكتريات متمركزة في أعور الأنبوب الهضمي. كما أنها تمارس اجتراراً كاذباً, فهي تطرح ليلاً كتلاً برازية محاطة بغشاء هلامي غني بالبكتريات الهاضمة للسلولوز, يتناولها الحيوان, غالباً من الشرج مباشرة, لتدخل المعدة ثانية وتساعد في هضم السكريات وتكوين حمض اللبن. أما البراز العادي فيطرحه الأرنب عادة في النهار.

ويضرب المثل بجبن الأرنب الذي يهرب بقفزات متتابعة تزداد سعة مع السرعة, التي تصل في بعض الأحيان إِلى نحو 50 كم/ ساعة.

والأرنب حاد البصر, وعيناه كرويتان تسمحان برؤية جميع الاتجاهات من دون حاجة لتحريك الرأس. وحاسة السمع قوية, وأذنه مزودة بصيوان قابل للتوجه نحو مصدر الصوت. كما يقوم بتحذير أقرانه بالنقر على الأرض بأرجله. ولا يصدر الأرنب الأصوات في العادة إِلاّ في حالات نادرة, عند خوفه لدى التقاطه أو عند إِصابته بالأذى.

تكاثر الأرانب

يضرب المثل بسرعة تكاثر الأرانب، فهي تتكاثر طوال السنة في المناطق المعتدلة, في حين يمتد تكاثرها من شباط حتى تشرين الأول في المناطق الباردة. وتحمل الأنثى 4-8 «بطون» في العام, ويضم «البطن» الواحد من 3-9 أجنة. وتمتد مدة الحمل من 28-30 يوماً. وتنبذ الحامل جماعتها قبل الوضع وتجهز حفرة تفرشها بالأعشاب التي تخلطها بفراء جسمها, تضع فيها الأرنبة مواليدها مغمضة العيون التي تنفتح في اليوم الحادي عشر من ولادتها, ومغلقة الآذان التي لا تنفتح إِلا في اليوم الثاني عشر, وعارية الجلد الذي ينمو عليه فراؤها في أسبوعين, وتصبح قادرة على الحركة متدرجة في الاعتماد على نفسها بعد 30 يوماً. وتدرك الأرانب مرحلة البلوغ الجنسي بعد ستة أشهر. ويعيش الأرنب من 3-4 سنوات, ويعمر بعضها حتى السابعة. أما الأرانب البرية فتولد مفتوحة العيون والآذان ومكسوة بالفراء.

الأهمية الاقتصادية للأرانب وتربيتها

تؤدي الأرانب دوراً اقتصادياً مهماً. فتربى بعض أنواعها, ولاسيما في أوربة وأمريكة, مصدراً للبروتينات  الفقيرة بالطاقة لانعدام شحومها, وهي تُسَوَّق لهذا الغرض عندما يصبح عمر الواحد منها شهرين ووزنه نحو 2كغ. كما يصاد من الأرانب الملايين سنوياً.

وتربى أرانب الأنْقُرية (الأنغورة) لفرائها الذي تصنع منه منسوجات ثمينة, إِذ يصل طول وبره إلى نحو 6 سم في ثلاثة أشهر, ويُنتج الأرنب الواحد منها قرابة 100 غرام من الصوف في السنة الواحدة. أما وبر الأرانب العادية فيستعمل في صنع نسيج قبعات الرأس.

وعند تربية الأرانب في المزارع يجب مراعاة بعد المزرعة بقدر الإِمكان عن الضوضاء, وتيارات الهواء المحملة بالغبار, ومسببات الأمراض, ومراعاة سهولة تنظيفها, وجفافها, وتوفر مياه الشرب النظيفة. ويجب أن تتضمن المزرعة ما يلي:

ـ مساكن لتربية الأرانب الكبيرة (مساكن الولادة) أبعادها 150×70×50 سم بأرجل ترتفع 25 سم عن سطح الأرض, ذات أرضية من السلك أو من قضبان الخشب المتقاطعة. وتتكون عادة من غرفة صغيرة للولادة أو للراحة ومن فناء للرياضة وتناول الطعام. ويجب أن تنفصل غرفة الولادة عن الفناء بحاجز فيه فتحة دائرية تسمح للأرانب بالمرور, ترتفع 10 سم عن أرض المسكن.

ـ مساكن للذكور من السلك الشبكي من دون غرفة منفصلة.

ـ مساكن لتربية الصغار بعد الفطام تشبه إِلى حد كبير مساكن تربية الكبار, أبعادها 200×100×50 سم, وتتسع إِلى 25 أرنباً, يقلل عددها كلما كبر حجم الأرانب, وفيها غرفة مظلمة تشغل ربع المساحة الكلية للمسكن تقريباً, يفصلها عنه حاجز فيه فتحة أو أكثر لخروج الأرانب ودخولها.

ويمكن تربية الأرانب في مساكن طبقاتها عدة, ويلجأ إِلى ذلك عندما تكون مساحة الأرض صغيرة, ويفضل ألا تتجاوز كل مجموعة من هذه المساكن ثلاث طبقات لتسهيل العناية بها.

كما يمكن تربيتها في مساكن في الهواء الطلق, حيث تطلق الأرانب في حفر أبعادها 3×1.5م أو 4×2 بعمق 25-40سم, تغطى أرضيتها بسلك شبكي عريض الفتحة (حتى 2.5سم), أو تغطى بطبقة من الأسمنت كي لا تحفرها الأرانب, مع ميلان خفيف ومصارف دقيقة. ويوضع فوق الأسمنت شبك أو رمل. وتقام في أحد جوانب هذه المساكن غرف صغيرة للولادة أو الراحة.

وتجهز هذه المساكن كلها بأقفاص للعلف الأخضر وأوعية للعلف الجاف ومناهل لشرب الماء.

وتؤدي الأرانب دوراً مهماً في بناء السلاسل الغذائية, محققة بذلك نوعاً من التوازن البيئي, فهي تمثل المستوى الثاني من المستويات الغذائية في الأنظمة البيئية بأكلها الأعشاب, وتفترسها, في المستوى الثالث من المستويات الغذائية, الذئاب والثعالب وأبناء عرس والصقور والبوم, وتدخل المستوى الغذائي الرابع بتفكك نسجها وتحللها إِلى بقايا متحللة وفضلات.

ويستعمل الأرنب حيوان تجربة مخبرية لا يمكن الاستغناء عنه في كثير من الدراسات والتجارب العلمية في مجال الطب والصيدلة وعلم الحياة. وهو بذلك كالفأر والجرذ وخنزير الهند من حيث استخداماته العلمية.

وينقل الأرنب إِلى الإِنسان بعض الأمراض, منها حمى الأرانب tularemia, بأكل الإِنسان لحمه السيء الطهو ولمسه الحيوانات المصابة.

تطور الأرانب وأنواعها

تدل وقائع علم المستحاثات على ظهور الأرانب منذ 55 مليون سنة, أي في أواخر الباليوسين, في شمالي آسيا. ومن هناك انطلقت في جميع أنحائها وفي أوربة وإِفريقية, وقد دخل الأرنب أمريكة الشمالية في نهاية الإِيوسين, أي منذ نحو 35 مليون سنة.

الأرنب الأوربي

ويوجد اليوم من الأرانب الحقيقية 66 سلالة, طورت كلها من الأرنب الأوربي النوع Oryctolagus cuniculus. وأكثر الأرانب شهرة:

ـ الأرنب البلجيكي الذي يصل وزنه أحياناً إِلى 3.5 كغ. وهو رمادي اللون, ويربى من أجل لحمه.

ـ الأرنب الفلمنكي (الفلاندر) وهو أكبر الأرانب, إِذ يصل وزنه إِلى 7 كغ. وكساؤه رصاصي قاتم, أما بطنه وذيله فلونهما أبيض. وهو يربى من أجل لحمه وفروه.

ـ أرنب الأنقرية الذي يتميز بكسائه الناعم الحريري الملمس الأبيض اللون. ويوجد منه نوعان: فرنسي وإِنكليزي. ويزن النوع الفرنسي نحو 3 كغ, إِلا أن فراءه أقصر من النوع الإِنكليزي وأخشن قليلاً.

ـ الأرنب القطني الذيل (الأرنب الفلوريدي Sylvilagus floridanus), وهو يعيش في غابات المناطق الشرقية من أمريكة في جبال روكي, ولونه رمادي بني, أما بطنه وأرجله فلونها أبيض. ويصل وزنه إِلى نحو 2 كغ. علماً بأن أصغر الأرانب الأمريكية هو أرنب غابات إِيداهو النوع S. idahaensis الذي لا يتجاوز وزنه نصف كيلو غرام.

أما الأرانب البرية فتضم أرنب القطب (النوع Lepus arcticus)  وأرنب أوربة (النوع L. europaeus) وأرنب الثلج snow- shoe rabbit (النوع L. americanus), الذي يتحول لونه البني الصيفي إِلى اللون الأبيض كالثلج في الشتاء, وأرنب جاك Jack rabbit (أرنب كاليفورنية L. californicus).

حسن حلمي خاروف

الموضوعات ذات الصلة:

القوارض.

 

مراجع للاستزادة:

 ـ حسان جبلاوي ونبيل العدوي, تربية الأرانب (مطبوعات جامعة دمشق 1991).

- V. SILVERSTEIN A. SILVERSTEIN, Rabbits: All about Them (Lathrop 1973).

-H. SABATIER Le lapin et son élevage professionel, Dunod (Paris 1971).,


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 952
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1087
الكل : 40501388
اليوم : 31203

الديدرية

الديدرية   مغارة أثرية في وادي الديدرية Dederiyeh، بسلسلة جبال سمعان (منطقة عفرين)، شمالي حلب، أبعادها 60×15م وارتفاعها 10م، اكتشفت المغارة من قبل بعثة سورية - يابانية بإشراف سلطان محيسن وتاكيرو أكازاوا T.Akazawa، في عام 1987. ثم بدأت فيها تنقيبات نظامية منذ عام 1989، ولازالت مستمرة حتى اليوم. كشفت التنقيبات، التي تركزت في القسم الرئيس من المغارة، عن 15 طبقة أثرية، بلغت ثخانتها 5 أمتار، وهي تدل على سكن المغارة من قبل إنسان النياندرتال في العصر الحجري القديم الأوسط (الباليوليت الأوسط)، الواقع بين 20000 - 40000 سنة خلت.
المزيد »