logo

logo

logo

logo

logo

طيسفون

طيسفون

Ctesiphon - Ctésiphon / Tîsfûn

طيسْفون

 

يبعد موقع طيسفون Ctesiphon نحو30كيلو متراً إلى الجنوب من بغداد حالياً، ويخترق مجرى نهر دجلة الحالي موضع هذه المدينة القديمة، تاركاً الجزء الأكبر منه على الضفة اليمنى حيث يوجد موقع مدينة سلوقية القديمة.

يعود تأريخ الاستكشافات الأوربية لموقع طيسفون إلى القرن الثامن عشر، حينما زارها عالم النباتات الفرنسي ميشو Michaux. وقام الألمان بالتنقيب في هذا الموقع في الفترة من عام 1928 إلى 1932م، وفي الستينيات من القرن العشرين قامت بعثة آثارية إيطالية بعدة مواسم تنقيب في موقعي سلوقية وطيسفون.

إلى الشرق من موقع المدينة توجد بقايا القصر الملكي وأبرزها ما يعرف اليوم بـ «طاق كسرى»، وهو ما تبقى شاخصاً من الإيوان الرئيس في القصر. يتمثل ما بقي من هذا الإيوان في القبو المعقود بالآجر الذي يعد أوسع قبو من نوعه في العالم؛ إذ يتجاوز عرضه 25م ويصل ارتفاع أعلى نقطة فيه عن مستوى الأرضية المرصوفة بالآجر إلى 37م تقريباً. مع القبو لم يزل الجناح الأيمن من الواجهة قائماً بعد أن تهدم الجناح الأيسر في عام 1909م. والقبو مفتوح على الساحة الممتدة إلى جهة الشرق منه، أما على الجانب الغربي فتوجد بقايا الغرف الملكية التي شُيدت خلف الإيوان. ينسب بناء هذا الإيوان، الذي كان مخصصاً للاستقبال وإقامة الولائم، إلى كسرى الأول أنوشروان (531ـ579م) على ما يرجح. وعلى الرغم من أنه لم يُعثر على الرسوم التي كانت تزين الجدران، فإنه من المعروف أن جدران ذلك القصر كانت مزينة بمشاهد فنية يصور بعضها معركة الاستيلاء على أنطاكية حسب الوصف الذي يرد في قصيدة مشهورة للبحتري. ويُعزى سبب المحافظة على بناء هذا الإيوان إلى أن القائد سعد بن أبي وقاص اتخذ منه موضعاً للصلاة بعد دخول المسلمين إلى المدينة.

طاق كسرى

من المعالم الأخرى الواضحة في موقع طيسفون بقايا سورها، خصوصاً في الجزء الممتد فيما بين المجريين القديم والحالي لنهر دجلة. وفي القسم الذي يمتد إلى الغرب من مجرى النهر الحالي يوجد تل صغير، يسمى «قصر بنت القاضي»، اكتشفت فيه بقايا كنيسة، ربما يعود تأريخها إلى القرن السادس الميلادي.

يعود تأريخ طيسفون إلى العهد السلوقي، حين كانت قرية على ضفة نهر دجلة المقابلة للعاصمة سلوقية (تل عمر حالياً). وحين انتزع الفرثيون العراق من السلوقيين، في عام 126ق.م تقريباً، اتخذوا منها معسكراً لهم، وفي ظل اهتمام الفرثيين تطورت طيسفون إلى مدينة مسورة تجتذب الكثير من السكان بفضل غناها ومناعة أسوارها. انطلق الفرثيون في بناء دولتهم الجديدة من إقليم خراسان، وحين وصلوا إلى الفرات الذي أصبح الحد الفاصل فيما بينهم وبين الرومان جعلوا طيسفون عاصمتهم الأخيرة. يقدر أن مساحتها وصلت آنذاك إلى نحو مئة هكتار. وفي عهد الملك الفرثي خسرو Osroes قام الامبراطور الروماني تراجان بالهجوم على طيسفون في عام 116م واستولى عليها، ولكن الفرثيين استعادوها وهاجموا الجيش الروماني في طريق عودته. وبعد مضي خمسين عاماً على ذلك أرسل الامبراطور ماركوس أوريليوس جيشاً بقيادة كاسيوس لغزو طيسفون

وتكررت الهجمات من بعد ذلك على المملكة الفرثية. ثم إن الامبراطور الروماني كراكلا حاصر هذه المدينة في عهد الملك الفرثي أولغاش الخامس، وقتل الكثير من سكانها بعد أن استدرجهم إلى خارج الأسوار.

وحينما أقام الساسانيون امبراطوريتهم الجديدة،لتخلف الدولة الفرثية، في عام 226م ازدهرت طيسفون وبلغت أوج توسعها، إذ غطت مساحة تقدر بـ 450هكتاراً، واتخذها الأباطرة الساسانيون مقراً لهم. ومن الحوادث البارزة في عهد الساسانيين تعرض هذه المدينة في عهد سابور الأول لغارتين، قام بهما جيش تدمر بقيادة الزباء في عامي270 و272م. وفي عهد شابور الثاني أخفق الامبراطور الروماني جوليان في محاولته الاستيلاء على طيسفون وقتل في أثناء انسحابه. وقد عرف عن كسرى الأول، الملقب أنو شروان، انه وسَّع مدينة طيسفون وجدد أبنيتها.

في شهر حزيران من عام 637م، تمكن الجيش العربي المسلم، بعد انتصاره في معركة القادسية الشهيرة، من عبور نهر دجلة ودخول طيسفون التي انسحب منها الامبراطور الساساني الأخير يزدجرد الثالث مع جيشه، وكان دخول العرب المسلمين إلى طيسفون أول اتصال مباشر لهم مع المظاهر الامبراطورية الفخمة.

أطلق العرب على طيسفون وما يحيط بها من ضواحي اسم المدائن، وكان مجموعها سبعاً. ومن هذه المدائن اسفانبر والرومية، والأخيرة اتخذت مقراً من قبل الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور قبل تشييد بغداد. وحين شيدت بغداد نقل الكثير من الآجر من أبنية المدائن لاستعماله في تشييد العاصمة العباسية الجديدة، ولكن المدائن ظلت مأهولة حتى القرن السادس الهجري/الحادي عشر الميلادي، على الأقل، وعندما غزا هولاكو البلاد في عام 656 هـ/258 م اتخذها معسكراً له. وبعد اثنين وثمانين عاماً من ذلك التأريخ وصفها المستوفي بأنها خرائب وحسب.

نائل حنون

الموضوعات ذات الصلة:

 

البارثيون ـ الساسانيون ـ السلوقيون.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ روبرت آدمز، أطراف بغداد، تأريخ الاستيطان في سهول ديالى، ترجمة صالح أحمد العلي وجماعة (بغداد 1984).

ـ طه باقر، مقدمة في تأريخ الحضارات القديمة، جـ2(الطبعة الرابعة، بغداد 1986).

- J.M.Fiey,Topography of al - Mada’ in, in Sumer 23 (1967).  


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 689
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1088
الكل : 40501057
اليوم : 30872

اللشك

اللَشَك   اللَشَك، واسمه العلمي الرِموره Remora، سمك بحري من مكتملات العظام Teleostei، رتبة لَشَكِيات الشكل Echeneiformes (قرصيات الرأس Discocephali)، فصيلة اللَشَكيات Echeneidae، وهي مجموعة من الأسماك قريبة من فرخيات الشكل Percomorphi، لكنها تختلف عنها بتحول زعنفتها الظهرية الأولى (التي انزاحت إلى مقدمة الرأس وأعلاه) إلى ممص sucker يختلف عن كل ما وصف من الممصات، إذ يحمل كل منها مجموعةً من الطيات التي تساعد على التصاق السمكة بحاملها. وهي تضم ستة أجناس، أهمها الرِموره Remora والسمكية الفتيرية Phtheirichthys واللُّشَيْكة Remorina واللشكية Echeneis، يشتمل كل منها على نوع واحد فقط. تراوح أبعادها عموماً، بين 18سم ومتر واحد، وكلها يتميز بقده الممشوق وبحراشفه الصغيرة الدائرية cycloid، وبممصه الذي يستخدمه لتثبيت نفسه على حوامل مختلفة كالأسماك والحيتان والسلاحف وغيرها.
المزيد »