logo

logo

logo

logo

logo

الطراد

طراد

Cruiser - Croiseur

الطَّرَّاد

 

الطراد cruiser صنفٌ من سفن السَّطح الحربية الكبيرة، أصغر من البارجة وأكبر من المدمرة Destroyer. وكان الاسم يطلق على الفرقاطات مع بداية استخدام القوة المحركة البخارية، إذ إن التسمية الحرفية للطَّرَّاد تعني المطاردة، أو السفينة الجوالة التي تجوب البحار لقنص السفن المعادية والغواصات في أعالي البحار.

لمحة تاريخية:

بنت البحرية البريطانية أول طرَّاد حديث عام 1880، وكان الاتجاه المبدئي لتطوير الطرَّاد ينحصر في تصفيح سطحه فولاذياً بسماكة 50ـ100مم، لحماية غرف المحركات والمخازن، إضافة إلى زيادة السرعة، ومرونة الحركة، وتسليحه بقدرة تدميرية جيدة، بكلفة مادية أقل من البارجة، فضلاً عن ثبات واستقرار نسبيين في البحر. ثم صار جسم الطَّرَّاد مغزلياً انسيابياً مسطحاً من الأعلى، وطوله عشرة أضعاف عرضه. ويراوح طول الطراد الحديث بين 160و200م وعرضه بين 16و20م، وغاطسه في الماء يراوح بين ثلث ونصف عرضه. يُبْنَى الطَّرَّاد من مقاطع كتيمة عدة، ويتألف من طوابق وأسطح عدة، ويكون معظم تسليحه على السطح العلوي غالباً، وتكون منشآت القيادة والمداخن والهوائيات في المنتصف، وحيِّز استقبال الحوَّامات في سطح المؤخرة. ويمتاز الطَّرَّاد بثباته في الماء وسرعة مناورته وقدرته الفائقة على الدفاع الذاتي وعن السفن التي يرافقها.

أقرت الولايات المتحدة الأمريكية هذا الصنف من السفن بعد عام 1922، بإزاحة لم تتجاوز مبدئياً 10آلاف طن، ثم زادت فيها. وأبقت الحرب العالمية الثانية التسليح المدفعي ولكن مع ازدياد قدرة الغواصات والطائرات وحاملات الطائرات على التدمير. اقتصر أثر الطرَّ ادات في حماية القوافل ومرافقة حاملات الطائرات والمجموعات القتالية، وحماية طرق المواصلات، وأضيفت إليه حماية الإنزالات البحرية والقوات العاملة على الاتجاه، مما أعطى الطَّرَّادات أهمية إضافية، فزيد في قوتها النارية، وزوِّدت بالأسلحة المضادة للغواصات والمضادة للطائرات (الشكل 1).

الشكل (1) طراد قديم (مسلح بالمدفعية)

غير أن تنامي فاعلية الطيران والأسلحة الجوية قَصَرَ أهمية الطَّرَّاد الأساسية على قدرته القتالية وبقائه الطويل في البحر وثباته القتالي، وبرهنت معارك جزر الماريان بين اليابان والحلفاء على قصور سفن المدفعية لدى الطرفين، فلم تتمكن من الاقتراب إلى مدى المعركة. في حين قام الطيران المحمول بأثرٍ فاعلٍ جاعلاً حاملات الطائرات هدفاً رئيسياً له، وجعل حمايتها من سفن السطح والجو والغواصات أمراً لا مناص منه، وقد وفرت الطرادات هذه الحماية، وازدادت أهميتها بعد الحرب العالمية الثانية، فكانت الحروب المحلية مسرحاً لاختبار النماذج الجديدة وتسليحها وإدارتها، ولاسيما الصاروخية منها، ومن ثَمّ عُدِّل تسليح الطرَّادات لتواكب متطلبات العصر ولتوفير الدعم الناري البحري بالأسلحة الصاروخية ولتوفير حوامات للدعم والمراقبة والاستطلاع وتطوير التوجيه والإصابة وانتقاء الأهداف، حتى زاحمت الطرادات البوارج وحلَّت محلها في الحرب الحديثة.

إن الجدول (1) المبسط يسمح بالمقارنة بين الطرادات القديمة والحديثة مع لفت الانتباه إلى أن عملية التحديث مستمرة لمواكبة تقنيات العصر.

اسم الطراد وجنسيته

 

المواصفات

قديم

حديث

Des Moines

Modified Dido

Ticonderoga  مع حوامتين

Clava مع حوامتين

أمريكي 1945 ثقيل

باكستاني إنكليزي خفيف

أمريكي 1983 ثقيل

روسي 1985

إزاحة كلية بالطن

2095

7560

9600

1050

                طول

الأبعاد بالمتر    عرض

                   غاطس

218

32.3

707

156.1

15.4

5.6

172.8

16.8

9.5

187

20

7.6

العنفات (الرفاصات)

4

4 مرجلي

2

2

السرعة / عقدة

33

32

30

34

الطاقم / ضباط

1803/116

588

375/33

540/30

التسليح المدفعي

203مم × 9

107 مم × 12

76 مم × 20

133 مم × 8

40 مم × 12

30 مم × 20

127 مم × 2

20 مم × 4

40 مم × 2

130 × 2

130 × 6

التسليح الصاروخي

 

 

8 هاربون

88 سطح جو

12 توماهوك

16 سطح سطح

104 سطح ـ جو

تسليح مكافحة الغواصات

- قنابل أعماق وطوربيدات.

- سونار قديم

- قنابل أعماق وطوربيدات.

- سونار قديم

- صواريخ (آسروك) وتقليدية متطورة.

- طوربيدات برؤوس موجهة.

- سونار حديثة.

- صواريخ م/غ تقليدية متطورة.

- طوربيدات برؤوس موجهة.

- سونار حديثة 150قذيفة أعماق.

أجهزة الكشف والملاحة وإدارة النيران

قديمة

قديمة

رادارات سطحية

رادارات ملاحة

رادارات متابعة

نيران مع السواتل

رادارات تلفزيونية

رادارات سطحية

رادارات ملاحة

رادارات متابعة

نيران مع السواتل

رادارات تلفزيونية

 

الجدول (1)

الشكل (2) الطراد فرجينيا

الشكل (3) حجرة تجهيز الصواريخ المضادة للطائرات في الطرادات الحديثة

الشكل (4) الطراد موسكوفا

الشكل (5) طراد قاذف للصواريخ

ومقارنةٍ بين الطرادات القديمة والحديثة علماً بأن الفارق لا يتوقف على نوعية التسليح بين المدفعية والصواريخ والأبعاد والإزاحة واختصار عدد أفراد الطاقم والضباط والقدرة والثبات القتالي، بل يتعداها إلى نوعية الأداء أيضاً؛ فقد كان مدى إبحار الطَّرادات يراوح بين 5000 و8000ميل بحري وأصبح باستخدام الطاقة النووية نحو 700ألف ميل فقط من الوقود النووي، ولاتزيد تكاليفهما على 11,5مليون دولار، كما هي الحال في الطَّرَّاد الأمريكي فرجينيا Verginia (الشكل 2) والطَّرَّاد لونغ بيتش Long Beach وقد سلح كلاهما بالصواريخ العابرة للقارات والحاملة للرؤوس النووية المتعددة، مثل صاروخ توماهوك Tomahawk cruise المتعدد المهام ضد الأهداف البحرية والبرية، وفضلاً عن الأسلحة الصاروخية لمكافحة الغواصات آسروك Asroc) Anti-Submarine Rockets)، وأحدث الرادارات الملاحية، والكشف السطحي والجوي، وأجهزة الكشف تحت المائي، وأجهزة الاتصال المتطورة مع الأقمار الصناعية والتحكم عن بعد، وأتمتة إدارة النيران والسيطرة ومتابعة الأهداف والتوجيه والقيادة في شروط الحرب الإلكترونية الحديثة على اختلافها.

وقد كلَّف تحديث الطرادين الأمريكيين من طراز تيكونديروغا Ticonderoga في عام 1985/3150مليون دولار أمريكي، وصار تسليحها الصاروخي 122صاروخاً لكل قاعدة عمودية مضادة للأهداف الجوية و12صاروخاً من طراز توماهوك العابر للقارات (الشكل 3).

تصنيف الطرادات

كان تصنيف الطرادات يتم حسب الإزاحة، فالطرد الخفيف light cruiser لاتتجاوز إزاحته 10000طن والطَّراد الثقيل heavy cruiser إزاحته أكثر من 10000طن، ومع تسليح الطرادات بالصواريخ ظهر صنف جديد هو الطراد الخفيف ثقيل التسليح والصاروخي guided missile-heavy (light) cruiser.

وظهرت لدى الاتحاد السوڤييتي سابقاً الطرادات حاملة الحوامات، مثل: الطراد موسكفا moskva (الشكل 4) ومزوَّدة بأحدث أجهزة مكافحة الغواصات مع خمس عشرة حوامة كما ظهر في روسيا أيضاً الطراد القتالي battle cruiser مثل الطراد النووي طراز كيروف Kirov-class الذي يحمل ثلاث حوامات، و20صاروخاً عابراً للقارات، وأكثر من 150صاروخاً متنوعاً، إضافة إلى المدفعية والطوربيدات، وأسلحة مكافحة الغواصات، والأجهزة المساعدة التي تدير هذه النيران وتسيطر عليها (الشكل 5).

الآفاق المستقبلية

إن اتساع مسارح العمليات وضرورة البقاء لمدة طويلة في المحيطات والبحار يزيد من دور الطرادات المستقبلية، وتملك الولايات المتحدة الأمريكية اليوم أكثر من أربعين طراداً يعمل ثلثها بالطاقة النووية، ومسلحاً بأحدث الأجهزة والصواريخ المتطورة ذات الرؤوس النووية المتعددة، والمضادة للأهداف البرية والبحرية والجوية، فضلاً عن خطط تحديث مبرمجة حتى عام 2010، وتسعى أغلب الدول التي تتحمل ميزانيتها العبء المالي إلى تحديث الطرادات وبنائها بالتصنيف الذي تراه ضرورياً لمصالحها.

محمد قتيبة الصفدي

 مراجع للاستزادة:

 

- STEPHEN SAUNDERS, Jane‘s Fighting Ships 2004-2005 (Jane‘s Information Group; 107th edition, 2004).

- BERNARD PREZELIN, The Naval Institute Guide to Combat Fleets of the World (Naval Institute Press 1995).

- RAY BONS, The US War Machines (Crown, New York 1983).


التصنيف : الصناعة
المجلد: المجلد الثاني عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 546
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1076
الكل : 40496237
اليوم : 26052

تراكل (غيورغ-)

تراكل (غيورغ ـ) (1887 ـ 1914)   غيورغ تراكل Georg Trakl شاعر ومسرحي نمسوي ولد في مدينة سالتسبورغ Salzburg. درس الصيدلة في فيينة Wien ليصير منذ عام 1912 صيدلانياً في الجيش النمسوي وليلتحق منذ منتصف عام 1914 بالجبهة الشرقية، حيث كان لتجربة الحرب العالمية الأولى أثر مدمر على حالته النفسية أودى به إلى مشارف الجنون وإلى محاولة الانتحار بعد معركة غرودك Grodek فنقل إلى مشفى عسكري في كراكوف Krakow للعلاج النفسي.
المزيد »