logo

logo

logo

logo

logo

غوبينو (جوزيف آرثردي-)

غوبينو (جوزيف ارثردي)

Gobineau (Joseph Arthur de-) - Gobineau (Joseph Arthur de-)

غوبينو (جوزيف آرتُر دي -)

(1882-1816)

 

جوزيف آرتُر دي غوبينو Joseph Arthur de Gobineau أديب فرنسي جمع بين الشعر والصحافة والرواية والفلسفة. وُلد في ڤيل داڤريه Ville- d’Avray إحدى ضواحي باريس وتوفي في تورينو (إيطاليا). عاش طفولة تعسة مردّها إلى والدته التي كانت تعيش حياة مغامرات. دخل عام 1830 الحياة الأدبية في باريس وأسهم في نشر قصائد وكتابة قصص مسلسة منها «السجين المحظوظ» Le Prisonnier chanceux عام (1846)، وكان ذلك بداية مشجعة له. صار عام 1849 مدير مكتب توكڤيل Tocqueville وزير الخارجية آنذاك الذي ساعده على دخول السلك الخارجي، فشغل مناصب دبلوماسية فـي بعض المدن منها بِرن وفرنكفورت وطهران، وكان المجتمع والأخلاقيات مثار اهتمامه حيثما وُجد.

نشر غوبينو في الأعوام 1853-1855 مقالته الشهيرة «حول عدم المساواة بين العروق البشرية» L’Essai sur l’inégalité des races humaines مقرظاً العرق الآري Aryen من دون معاداة للسامية، فقد كان يرى أن الحضارة مرتبطة بالعرق الأبيض، ومع ذلك فقد شهدت الحضارات كلها مرحلة انحطاط، وهو لا ينسب هذه الظاهرة إلى الإرادة الإلهية كما فعل الأديب الفرنسي بوسويه Bossuet، أو إلى الابتعاد عن الأخلاق كما يفترض الأخـلاقيون les moralistes، أو إلى تأثير عوامل البيئة كما يقول مونتسكيو Montesquieu، بل إلى الشر الذي يكمن في أغوار الإنسان.

وخلافاً لما ساد القرن التاسع عشر من تفاؤل مرتبط بفكرة ارتقاء الإنسان من الظلمات إلى النور، عبّر غوبينو في كتاباته عن تشاؤمه إزاء التدهور الحتمي للبشرية نتيجة اختلاط الأجناس métissage، وأكد أيضاً ضعفَ الطبيعة البشرية في مجال الدين وحاول أن يبررها قائلاً في رسالة إلى شقيقته عام 1849 «ما من شيء أسوأ من أن يتخلى المرء عن درب ذويه، وأعترف أنني لو كنت وُلدت كافراً في القرن الخامس لكانت نهايتي أن أموت كافراً». لم يرغب غوبينو في التقرب إلى الرب كما يُفهم في المسيحية، أو الابتعاد عنه كما يُفهم في البوذية، ولم يتصوره مثل أودين Odin في العصر القديم، بل كان يرى أن هذه المفاهيم كلها يمكن أن تكون صحيحة أو مغلوطة وفقاً للزمان والمكان.

كتب غوبينو في أثناء وجوده في إيران «ثلاث سنوات في آسيا» Trois ans en Asie عام (1859)، ووصف التيار الفكري والديني في آسيا الوسطى، وأعرب عن إعجابه بالحضارة الفارسية وبالشرق الذي شهد مولد الأديان. وقد ذكر الباحث جان بواسيل Boissel في أطروحته عن غوبينو والشرق وإيران، كيف تميّز غوبينو بفكر حرّ في القرن التاسع عشر متحدياً ومنتقداً الاستعلاء الذي أظهره الأوربيون على الآسيويين والمسلمين.

وأثار القرآن الكريم فضول غوبينو، إذ رأى فيه «كلمة الحق» فكتب عام 1862 من إيران إلى شقيقته كارولين: «أنا أقرأ القرآن كل يوم مع عالِمٍ (مُلاَّ) Moullah ونغوص في تفاسير هذا الكتاب الجميل بإعجازه». وبدا غوبينو عالماً مستشرقاً لا تستهويه حياة «ألف ليلة وليلة»، كما استهوت معاصريه، بل كان يرى في الشرق أرضاً يشع منها نور وشريعة جديدة للحياة والفكر، أرضاً مفعمة بمحبة الله، ووصفت صديقته إميلي ليني Amélie Laigne إعجابه هذا فقالت «كان يحلم بالمساجد والمآذن، وكان على استعداد للذهاب وأداء فريضة الحج». وكانت ضريبة إعجابه هذا ورفضه الأحكام المسبقة التي كانت تحيط بالشرق، النبذ وتجاهل الوسط الأدبي الفرنسي له. لم يتألق اسمه إلا عندما ذكره الألمان أمثال الموسيقار ريشارد ڤاغنر Richard Wagner والفيلسوف فريدريش نيتشه Friedrich Nietzsche والباحث لودڤيغ شيمَن Ludwig Schemann.

من مؤلفات غوبينو الأخرى «ديانات وفلسفة آسيا الوسطى» Religions et philosophie dans l’Asie centrale عام (1865) و«تاريخ الفرس» Histoire des Perses  عام (1869) و«ذكريات رحلة» Souvenirs de Voyage عام (1872)، وختم غوبينو أعماله بالحديث عن «النهضة» La Renaissance  عام (1877) في إيطاليا حيث ووري في مثواه الأخير.

حنان المالكي

مراجع للاستزادة:

- J. BOISSEL, Gobineau l’Orient et l’ lran (Paris, Klincksieck 1973).

- J. GAULMIER, Spectre de Gobineau (Paris 1965).


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 50
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1079
الكل : 40514779
اليوم : 44594

لوـ يوهانسون (إيفار-)

لو ـ يوهانسون (إيڤار ـ) (1901ـ 1991)   يعد إيڤار لو ـ يوهانسون Ivar Lo-Johansson أبرز الكتاب البروليتاريين السويديين، فقد جعل مصير طبقة الفلاحين والعمال قضيته، وإليه يعود الفضل في إلغاء القنانة في البلاد عام 1945؛ وهو النظام الذي رزحت هذه الطبقة تحت نيره منذ العصور الوسطى. ولد في بلدة أوسمو Ösmo وسط السويد لأبوين من الأقنان، وعمل في يفاعته وشبابه في مهن متباينة فلاحاً وعامل بناء وكسَّار حجارة وكاتباً صحفياً. وأخذ في هذه الظروف الصعبة بتثقيف نفسه عن طريق القراءة في كل الأوقات وبنهم فريد. استطاعت العائلة في عام 1911 الحصول على مسكن خاص بها في بلدة توفرت فيها مدرسة ثانوية فانتسب إليها.
المزيد »