logo

logo

logo

logo

logo

غوركي (مكسيم-)

غوركي (مكسيم)

Gorki (Maxim-) - Gorki (Maxim-)

غوركي (مكسيم -)

(1868-1936)

 

 

مكسيم غوركي Maksim Gorky هو الاسم المستعار الذي اشتُهر به الكاتب الروسي ألكسي بيشكوڤ Aleksei Peshkov. ولد في مدينة نيجني نوڤغورود Nizhni Novgorod لأسرة نجار. توفي أبوه ولمّا يتجاوز الرابعة من عمره، ثم توفيت أمه بعد ست سنوات أخرى، فعاش سنوات طفولته في كنف جده، حيث ذاق مرارة البؤس والحرمان، وعرف معنى الإهانة والضرب. كانت جدته الشيء الوحيد الذي ومض سعادة وفرحاً في طفولته القاسية فغمرته بحنانها، وغرست في نفسه حب الأشعار الشعبية الفولكلورية. بدأ غوركي منذ سن العاشرة شق دربه الصعب الشائك في الحياة، فعمل حمّالاً، وفلاحاً أجيراً، وساحباً للمراكب، وأجيراً في بقالية، وحارساً ليلياً، ومساعد خباز. وفي سن التاسعة عشرة حاول أن يضع حداً لحياته، فأطلق النار على نفسه، لكن الرصاصة اخترقت الرئة، وأخطأت القلب.

جاب غوركي روسيا من أقصاها إلى أقصاها، قاطعاً آلاف الفراسخ، حيث تعرف حياة الشعب القاسية، ولمَسَ لمْسَ اليدِ معاناة الشعب، فجمع كثيراً من المشاهدات والانطباعات، التي كونت مادة كثيرٍ من أعماله الأدبية اللاحقة. فقد كتب غوركي الأقاصيص والأساطير، ونشرها في دوريات عدة، وفي عام 1892 نشر بالاسم المستعار «غوركي» قصة «ماكار تشودرا» Makar Chudra وتعني المر. ثم توالت قصصه: «تشيلكاش» Tchilkash و«العجوز إيزرغيل» Old Izerghil و«أنشودة عن العقاب» و«كونوڤالوڤ» Konovalov، ثم كتب قصته الطويلة «فوما غوردييف» Foma Gordeyev عام (1899)، وتبقى رواية «الأم» Mother عام (1906) من أفضل أعماله وأوسعها شهرة، فقد ترجمت إلى مختلف لغات العالم الحية، وجعلت اسم غوركي أشهر من نار على علم.

يرسم الكاتب في «الأم» للمرة الأولى في الأدب العالمي، لوحة (بانورامية) لنضال العمال ضد النظام الجائر ومن أجل حياة مشرقة، خالية من الظلم والاستغلال. ويبرز في الرواية عملية استيقاظ الوعي السياسي لدى الطبقة العاملة، طليعة الجماهير الشعبية وسندها القوي في مقارعة النظام البرجوازي - الإقطاعي، وفي النضال من أجل تحقيق أهداف الثورة الاشتراكية. فقد شكلت الرواية، من حيث عمق تصوير النضال الثوري، ظاهرة تكاد تكون غير مسبوقة في الأدب العالمي كله، كما أسست مذهب «الواقعية الاشتراكية» Socialist realism، ولا غرابة أن لقيت محاربة السلطات القيصرية، التي سارعت إلى مصادرة النسخ وإتلافها، ولم تصدر كاملة إلا عام 1917.

بعد «الأم» كتب غوركي ثلاثيته التي يتحدث فيها عن مسيرة حياته، وتحمل عنوانات: «الطفولة» Childhood  بين (1913-1914)، «في الناس» Amongst People عام (1916)، و«جامعاتي» My Universities  عام (1923). وفي عام 1925 صدرت رواية غوركي الجديدة «مشروع آل أرتمون» The Artamonov Business التي تبرز حقبة مهمة من تاريخ روسيا (1863-1917)، من خلال تصوير حياة ثلاثة أجيال من أسرة آل أرتمون، صعودها وازدهارها فتدهورها وانهيارها. ثم انكب حتى وفاته على روايته الأخيرة «حياة كليم سامغين» The Life of Klim Samghin التي يرسم فيها لوحة للحياة الاجتماعية والروحية في روسيا منذ نهاية سبعينيات القرن التاسع عشر وصولا إلى ثورة 1917. وقد جاءت الروايتان الأخيرتان لتكشفا عن عيوب النظام الرأسمالي ولتؤكدا أن انتصار الثورة الاشتراكية آتٍ لا محالة.

كتب غوركي إلى جانب أعماله القصصية والروائية مسرحيات مهمة عدة، منها: «البرجوازيون الصغار» The Petty Bourgeois عام (1901) و«في الحضيض» The Lower Depths عام (1902) و«المصطافون» Summer People عام (1904) و«يغور بوليطشوڤ وآخـرون» Yegor Bulychov and Others  عـام (1931) و«دوستيغايڤ وآخرون» Dustygaiev and Others عام (1932) و«سوموڤ وآخرون» Somov and Others. وقد خصص غوركي أعماله المسرحية هذه، كما الروائية، لفضح النظام البرجوازي، وتعرية جوهره الاستغلالي الطفيلي، ولتصوير مأساة الفئات المسحوقة، المغلوبة على أمرها، التي كان لابد لها أن تنتفض وتثور على هذا الواقع المرير.

يُعدّ مكسيم غوركي مؤسس الأدب السوڤييتي، ورائداً للواقعية الاشتراكية، وكان لأعماله تأثير كبير في كثير من الأدباء الذين عاصروه، ليس في روسيا وحدها بل خارج حدودها. وعلى الرغم من تفكك الاتحاد السوڤييتي، فلا يزال اسم غوركي يقترن بالاحترام والتقدير، ولا تزال أعماله الروائية والمسرحية تحظى باهتمام جمهور عريض من القراء والمشاهدين.

هاشم حمادي

مراجع للاستزادة:

- IRWIN WEIL, Gorky: His Literary Development and Influence on Soviet Intellectual Life (1966).

- J. PÉRUS, Romain Rolland et Maxime Gorki (Paris 1968).

 


التصنيف : الآداب الأخرى
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 77
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 972
الكل : 56643403
اليوم : 9024

المكزون السنجاري

المكزون السنجاري (583 ـ 638هـ/1187 ـ 1240م)   الأمير عز الدين أبو محمد الحسن ابن يوسف بن مكزون بن خضر بن عبد الله بن محمد السنجاري، الفارس الشاعر العالم. اختُلف في نسبه، فأُعيد إلى أصول عربية، ونُسب إلى المهلب بن أبي صفرة الأزدي، ورُدّ إلى أصول فارسية. وتباينت الآراء في إمارته على سنجار أو على قبيلة عربية - قطنت بعض نواحيها- هاجر بها إلى بلاد الساحل الشامي. وسبب ذلك إعراض أصحاب كتب التراجم عن ذكره، لذلك وقع الاضطراب في أسماء أجداده وفي مواقع إقامته وحركته.

المزيد »