logo

logo

logo

logo

logo

غابان (جان-)

غابان (جان)

Gabin (Jean-) - Gabin (Jean-)

غابان (جان ـ)

(1904ـ 1976)

 

جان غابان Jean Gabin ممثل فرنسي. اسمه الحقيقي جان اليكسيس مونكورجيه. ولد وتوفي في باريس وهو ابن لأبوين يعملان مغنيين يؤديان الأوبريتات [ر. الأوبرا]، والمقطوعات المخصصة للملاهي (غابان هو الاسم الفني لوالده). بعد إنهائه المدرسة العامة اشتغل عاملاً في السكك الحديدية وساعياً، وشغف بالرياضة، ولاسيما بكرة القدم والملاكمة (الحدبة الشهيرة على أنفه هي أثر من تلك الفترة). عندما صار في الثامنة عشرة من عمره عمل ممثلاً ثانوياً  في فرقة الاستعراضات الموسيقية التابعة لمسرح فولي بيرجير Folies-Bergère. بعد ذلك أمضى خدمته العسكرية في الأسطول، ثم عاد مجدداً إلى الفولي بيرجير حيث قام بأداء دور «المغازل الكوميدي» في العديد من الأوبريتات.

في عام 1928 تعاقد مع الملهى الباريسي الشهير «الطاحونة الحمراء» Moulin-Rouge، شريكاً للمغنية الفرنسية الذائعة الصيت وقتها «ميستانغيت» Mistinguett.

في نهاية العشرينيات مثَّل في فيلمين كوميديين قصيرين، ولكن بدايته الحقيقية في السينما كانت عندما أدَّى دور البائع في محل للألبسة العصرية، وذلك في الفيلم الغنائي «لكلٍّ حظُّه» Chacun sa chance ت(1930) من إخراج رونيه بيجول وهانس ستينهوف، غير أن المخرج الذي اكتشف غابان حقاً بوصفه ممثلاً دراميّاً مهماً هو جوليان دوفيفيه Julien Duvivier فقد استطاع غابان في الأدوار التي أداها في أفلام هذا المخرج أن يمنح شخصياته هالة رومنسية من دون أن تفقد مظهرها الواقعي، بدءاً من شخصية الحطَّاب الكندي في فيلم «ماريا شابدولين» Maria Chapdelaine ن(1934)، مروراً بشخصية المقاتل في الفيلق الإسباني في فيلم «الراية» la Bandera ن(1935)، ورجل العصابات الماكر في «بيبي لو موكو» Pépé le Mokoت 1936، وغيرها من الشخصيات.

لاقى غابان المزيد من النجاح عندما أدى أدواراً كبيرة في أفلام اثنين من أهمِّ أعلام السينما الفرنسية: جان رينوار Jean Renoir، ومارسيل كارنيه Marcel Carné، ففي فيلم رينوار «الوهم الكبير» la Grande Illusion ن(1937)، أدى غابان دور ملازم طيار فرنسي شارك في الحرب العالمية الأولى ووقع في الأسر، وفي فيلمه الآخر «الوحش البشري» la Bête humaine ت(1938)، المأخوذ عن رواية لإميل زولا، أدّى غابان دوراً تراجيدياً مركَّباً؛ إذ جسَّدَ شخصية سائق القطار القوي شديد الأَنفة، الذي يقع تحت سيطرة امرأة لعوب. أدى غابان لدى كارنيه أيضاً دورين مهمين في فيلميه «ساحل الضباب» Quai des brumes ت(1938)، إذ جَسَّدَ شخصية جان، الجندي الهارب من الخدمة في المستعمرات، الذي يشتبك في صراع مع ثلة أوغاد يستغلون امرأة جميلة ويلاقي حتفه، وفيلم «طلع النهار» Le jour se lève ت(1939)، حيث قدم شخصية فرانسوا، العامل الذي يخوض علاقة عاطفية معقدة تنتهي ويقتل منافسه على الفتاة التي يحب، ثم ينتحر.

بعد ذلك توقَّف نشاط غابان الإبداعي بسبب الحرب والاحتلال الألماني لبلاده، فقد رفض المشاركة في تصوير أي فيلم تحت رقابة الألمان، ولهذا غادر فرنسا متجهاً إلى هوليوود بصحبة رفيقته الممثلة الشهيرة مارلين ديتريش Marlène Dietrich، ولكنه لم يعثر هناك على أدوار تناسب مقامه الفني فاكتفى بتمثيل دورين في فيلمين غير مهمين هما: «مد القمر» Moontide ت(1942)، و«المحتال» The Impostor ت(1943). لم يقم غابان في أمريكا طويلاً، إذ إن رغبته في النضال لتحرير فرنسا دفعته إلى الالتحاق بكتيبة المدرعات بإمرة المارشال لوكليرك، وانتهت الحرب وهو مايزال باللباس العسكري.

بعد التحرير أنتج ومثَّل «مارتان رومانياك» Martin Roumagnac ت(1946) إلى جانب رفيقته مارلين ديتريش، ولكن الفيلم فشل فشلاً ذريعاً. ومر غابان بفترة صعبة، إذ بدأ التقدم في السن يملي عليه نمطاً آخر من الأدوار يختلف عما كان يؤديه شاباً. ثم بدأ يستعيد توازنه فمثَّل في فيلم «جدران مالاباغا» Le mura di Malapaga ت(1948) لرونيه كليمان René Clément دور «بيير» الهارب من العدالة بعد ارتكابه جريمة. الذي يذهب إلى إيطاليا حيث يلتقي بامرأة ويقع في حبها، وعندما يظن أن الدنيا قد ابتسمت له أخيراً يقع في قبضة الشرطة، ثم جسَّد في فيلم «الظلام مملكتي» La nuit est mon royaume ت(1951) دور عامل في السكة الحديدية يفقد بصره، ونال عليه جائزة أحسن ممثل في مهرجان البندقية «فينيسيا» السينمائي.

بعد سنوات من ذلك أدّى غابان في فيلم لرينوار دوراً أعاده إلى سنوات شبابه الأولى عندما كان يعمل في الملاهي الباريسية، وإلى العهد الذهبي لفن الاستعراض الفرنسي، مثَّل فيلم «الكانكان الفرنسي» French Cancan ت(1953)، الذي يحكي قصة منتج مسرحي يحول امرأة تعمل في غسيل الملابس إلى نجمة في ملهى «الطاحونة الحمراء».

في الخمسينيات والستينيات عاد غابان ليحتل مكاناً متقدماً في السينما الفرنسية. ومن أهم الأدوار التي أداها في تلك المرحلة: «لا تلمس الطريدة» Touchez pas au grisbi ت(1953) لجاك بيكر، ونال عليه جائزة أحسن ممثل في مهرجان فينيسيا السينمائي عام 1954، ومثَّل دوراً قصيراً ذا أثر كبير، وذلك في فيلم «نابليون» (1953) لساشا غيتري، و«أقوياء هذا العالم» (1953)، الذي أدى فيه غابان دور البارون شودلر الرجل قوي الطباع الذي يحاول حماية النظام الاجتماعي القائم، و«البؤساء» (1958) عن رواية بالاسم نفسه لفيكتور هوغو، ومثَّل فيه غابان دور جان فالجان، و«أرخميدس المتشرد» (1959) الذي نال عليه جائزة أحسن ممثل في مهرجان برلين السينمائي، وتعاون في تلك الحقبة مع أبرز المخرجين الفرنسيين، وكثير من الممثلين الشباب الذين بدأ نجمهم يسطع مثل: بريجيت باردو، آلان ديلون، جان بول بلمندو وغيرهم.

كانت الأدوار الأخيرة لغابان على نحو أساسي في أفلام ذات موضوعات بوليسية، فقد جَسَّد شخصية مفوض الشرطة ميغريه للكاتب جورج سيمنون في أفلام عدة، كما أدى دور عراب المافيا في فيلم «عصابة الصقليين» le Clan des Siciliensت 1969، ودور شرطي يدافع عن مجرم سابق يدفعه النظام القضائي إلى ارتكاب جرائم جديدة في فيلم «اثنان في المدينة» Deux hommes dans la villeت 1975.

محمود عبد الواحد

الموضوعات ذات الصلة:

السينما ـ فرنسا (السينما في ـ)

مراجع للاستزادة:

ـ جان بيير جانكولا، تاريخ السينما الفرنسية، ترجمة: رندة الرهونجي (منشورات وزارة الثقافة، المؤسسة العامة للسينما، دمشق 2003).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثالث عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 685
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1095
الكل : 40512592
اليوم : 42407

غراثيان (بالتاسار اي مورالس-)

غراثيان (بالتاساراي موراليس ـ) (1601ـ 1658)    بالتاسار اي مورالِس غراثيان Baltasar y Morales Gracián، فيلسوف وكاتب إسباني، ولد في بلمونتِه دي كلاتايود Belmonte de Clatayud في إسبانيا وتوفي في تاراغونا Tarragona، وهو من أهم كتاب عصر الباروك وعُرف رائداً من رواد تحديث اللغة، وقد انتشرت أعماله في أنحاء أوربا وتركت كبير الأثر في كبار الكتاب والفلاسفة من أمثال نيتشه وڤولتير وشوبنهاور. كان أبوه طبيباً لكنه عاش في كنف عمه رجل الدين. تلقى تعليمه في المراحل الأولى من عمره في كلاتايود وفي المدرسة اليسوعية في سرقسطة Zaragoza، ثم انتسب في سن الثامنة عشرة إلى جماعة الأخوة اليسوعيين. درس الفلسفة بين عامي 1621 و1623 في كلية اللاهوت في سرقسطة ثم دخل الكهنوتية عام 1627. درّس الفلسفة في مدارس يسوعية عدة وأصبح بعد ذلك رئيساً لكلية اليسوعيين في تاراغونا عام 1646 التي شغل فيها مناصب تعليمية تربوية. سافر إلى مدريد عام 1640 وألقى خطباً وعظية ونقدية هناك فلقب بالخطيب الواعظ.
المزيد »