logo

logo

logo

logo

logo

غودريان (هاينتس-)

غودريان (هاينتس)

Guderian (Heinz-) - Guderian (Heinz-)

غودريان (هايْنتس -)

(1888-1954)

 

هايْنتس غودريان Heinz Guderian جنرال وخبير مدرعات ألماني، المهندس الأول لحرب المدرعات والحرب الصاعقة blitzkrieg فيما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، أسهم إسهاماً كبيراً جداً في تحقيق الانتصارات الألمانية في كل من بولندا وفرنسا والاتحاد السوڤييتي (سابقاً) في المراحل الأولى من الحرب العالمية الثانية.

ولد هاينتس غودريان في مدينة كولم Culm في ألمانيا، في أسرة بروسية لها تراث عسكري عريق. وكان والده ضابطاً في الجيش البروسي برتبة جنرال. التحق في عام 1901 بمدرسة التلاميذ الضباط في كارلسروهِه Karlsruhe، وانتقل بعدها في عام 1903 إلى المدرسة الرئيسية للطلاب الضباط الكبار بالقرب من برلين، ورقي عام 1907 إلى رتبة مرشح. التحق بعدها بالمدرسة الحربية في ميتس Metz، وعين إثر تخرجه سنة 1908 في كتيبة هانوفر العاشرة، وشارك في الحرب العالمية الأولى ضابط إشارة ثم ضابطاً في هيئة الأركان.

بقي غودريان في جيش الرايخ الذي قلص تعداده بموجب معاهدة فرساي إلى 100000 جندي، وشغل في الفترة التي تلت إعلان الهدنة مناصب في القيادة العليا لحرس الحدود في برلين وبرسلاو Breslau وبارتنشتاين Bartenstein. وبدءاً من أول عام 1922 عين غودريان في فرع النقل العسكري لدى وزارة الدفاع، وكلف دراسة استخدام وحدات السيارات في العمليات الحربية. وسعى في منصبه هذا إلى الحصول على أي مراجع عن الحرب الآلية، فاطلع على مؤلفات ليدل هارت والجنرال فولر البريطانيين عن استخدام الدبابات سلاحاً مستقلاً، وقرأ ما كتبه شارل ديغول من أفكاره عن الحرب الحديثة، ونشر مقالات كتبها عن النقل والحرب الحركية واستخدام الدبابات، كان لها وقع جيد. ومما قاله في هذا الصدد: «سرعان ما أصبحت خبيراً في هذا المجال لأنه لم يكن هناك من يهتم به». وفتح له عمله وخبرته الباب لولوج مجال المدرعات والإسهام إسهاماً مباشراً في تطوير أولى الدبابات الألمانية في الوقت الذي كان ما يزال محظوراً على ألمانيا امتلاك أياً منها.

في شتاء عام 1923-1924 اختار المقدم فون براوخيتش von Brauchitsch القائد العام الجديد للجيش البري غودريان لتدريس التكتيك والتاريخ العسكري لضباط الأركان في شتيتين Stettin، ومكث في عمله هذا ثلاث سنوات عاد بعدها إلى العمل في فرع النقل بوزارة الدفاع، ليتابع نشاطه في ميدان تطوير الدبابات. وأوفد في عام 1929 في زيارة اطلاعية إلى السويد، حيث أتيح له لأول مرة في حياته أن يتفقد دبابة وأن يتعلم سياقتها بنفسه، وقد زادته هذه الزيارة إيماناً بقيمة الدبابة ودورها في الحرب المقبلة.

في عام 1930 تولى غودريان قيادة كتيبة النقل الآلية البروسية الثالثة، وكانت مسلحة بعدد من المصفحات الفعلية، ودبابات هيكلية مزيفة، ومدافع مضادة للدبابات، وأتاح له منصبه هذا فرصة إثبات آرائه حول استخدام الدبابات في تشكيلات مستقلة بالتعاون مع المشاة والطيران، وركز اهتمامه على توفير الاتصالات لتحقيق السيطرة على هذا السلاح الجديد. وتوصل إلى تزويد كل دبابة بجهاز استقبال لاسلكي على الأقل، وجهاز إرسال واستقبال لدبابات القادة، الأمر الذي منح التشكيلات المدرعة الألمانية في بداية الحرب العالمية الثانية قدراً كبيراً من المرونة التكتيكية.

ظل كثير من كبار القادة الألمان، غير مستعدين لتقبل أفكار غودريان من دون برهان عملي، خاصة وأنه كان في نظرهم ضابط نقل فني وليس مؤهلاً للخوض في الأمور الاستراتيجية العليا. غير أنه تمكن في عام 1932 من لفت انتباه مستشار الرايخ والقائد العام الجديد أدولف هتلر إليه حين استعرض أمامه استخدام فصيلة دراجات نارية وفصيلتي مصفحات وفصيلة دبابات تجريبية وفصيلة مدفعية مضادة للدبابات على النحو الذي يراه، فأعجب به هتلر وأتاح له الفرص لإخراج أفكاره إلى حيز التطبيق.

تدرج غودريان في الرتب العسكرية والمناصب بسرعة، ورُفِّع إلى رتبة عميد في عام 1936، وتسلم قيادة فرقة الدبابات الثانية. وبعد أن استولت ألمانيا على إقليم السوديت عين غودريان قائداً للقوات السريعة Chef der schnellen Truppen، وفُوض صلاحيات تشكيل جميع القوات الآلية والمدرعة وتدريبها ورسم تكتيكاتها وتحديد مواصفات عتادها. وأسهم كتابه الذي نشره عام 1938 بعنوان «انتبه ! الدبابات !» Achtung! Panzer! في نشر آرائه عن استخدام التشكيلات الآلية والمدرعة بالتعاون مع المشاة المحمولة والقوى الجوية، لزيادة القدرة الحركية للقوات في ميادين القتال، والتوغل السريع في خطوط العدو، وتطويق القسم الأكبر من قواته وأسلحته بحركة التفاف واسعة.

عين غودريان في أواخر عام 1938 قائداً للقوات المدرعة الألمانية، وتمكن من تحقيق تفوق تكتيكي وعملياتي بقواته المدرعة ضمن له النصر في معظم المعارك التي قادها عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية. وبرهن على صحة نظرياته وآرائه في الحملة على بولندا في أيلول/سبتمبر 1939. وكان على رأس القوات التي اخترقت الخطوط الفرنسية حتى ساحل المانش في شهر أيار/مايو 1940، وضمنت خروج فرنسا من الحرب. وفي الحملة على الاتحاد السوڤييتي وصل على رأس قواته في تشرين الأول/أكتوبر 1941 إلى مشارف موسكو، غير أن الهجوم العام المعاكس السوڤييتي في شتاء 1941-1942 اضطره إلى التراجع بعض الشيء، مما أثار استياء هتلر فأعفاه من مناصبه. غير أنه أعيد في آذار/مارس 1943 إلى الخدمة مفتشاً عاماً للقوات المدرعة إثر الهزائم التي منيت بها ألمانيا على الجبهة الشرقية. ومُنح صلاحيات واسعة في مجال إنتاج العتاد المدرع وفي الإشراف على توزيعه واستخدامه. وبعد محاولة اغتيال هتلر الفاشلة في تموز/يوليو 1944 عين غودريان رئيساً للأركان العامة، غير أن تدخل هتلر المستمر في مجريات الحرب والأخطاء الكبيرة التي اقترفها؛ دفعت غودريان في آذار/مارس 1945 إلى طلب إعفائه من منصبه لأسباب صحية. وبعد استسلام ألمانيا اعتقلت القوات الأمريكية الجنرال هاينتس غودريان ووضعته تحت الإقامة الجبرية قيد المحاكمة، غير أن المحاكمة لم تثبت التهم التي وجهت إليه فأطلق سراحه. منح غودريان أوسمة عديدة أهمها وسام الفارس على الصليب الحديدي، وكتب وهو في سجنه مذكرات عنوانها «مذكرات جندي»Erinnerungen eines Soldaten . توفي غودريان في بلدة شڤانغاو .Schwangau

محمد وليد الجلاد

الموضوعات ذات الصلة:

الحرب العالمية الثانية ـ دونكرك ـ المدرعات.

مراجع للاستزادة:

ـ هاينتس غودريان، مذكرات جندي، ترجمة كاستون فاتول (دمشق 1974).


التصنيف : الصناعة
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 68
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1069
الكل : 40495313
اليوم : 25128

الحتمية

الحتمية   الحتمية determinism مذهب يرى أن كل ما يحدث في الكون على الإطلاق يخضع لقانون سببي ما، فلكل حادث تفسير سببي، أي لكل حادث أسباب ضرورية وكافية تفسّر حدوثه. وهذا ما دعا بعض المفكرين إلى القول إن الحتمية بمعناها البسيط ليست غير «الارتباط العلي»، فالعلية[ر: السببية] هي «التعبير الظاهري للحتمية»، وتكاد تكون مرادفاً للحتمية وعنواناً بديلاً لها عند أكثر الباحثين. والواقع أن مبدأ الحتمية يتضمن مسلمات تسبقه وتبرره وتهبه محتواه، أولها أن ثمة نظاماً في الطبيعة، وأن هذا النظام المتكرر الوقوع في اطراد، وتحكم ذلك الاطراد العلاقة بين العلة والمعلول (العلية).
المزيد »