logo

logo

logo

logo

logo

الكافيجي (محمد بن سليمان-)

كافيجي (محمد سليمان)

Al-Kafyaji (Mohammad ibn Suleiman-) - Al-Kafyaji (Mohammad ibn Souleiman-)

الكافيجي (محمد بن سليمان ـ)

(788 ـ 879هـ/1386 ـ 1474م)

 

محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود الحنفي، محيي الدين أبو عبد الله الكافيجي، لقّب بذلك لكثرة اشتغاله بالكافية في النحو. رومي الأصل، اشتهر بمصر.

من العلماء الذين اشتغلوا بالعلم أول حياتهم، ورحل في سبيله إلى بلاد العجم والتتر، ولقي عدداً من العلماء الأفذاذ، وكان منهم: الشمس الفنري، والبرهان حيدرة، والشيخ واحد، الحافظ البزازيّ.

كان الكافيجي شيخاً إماماً من كبار العلماء في المعقولات كلّها: الكلام، وأصول اللغة، والنحو والتصريف والإعراب، والمعاني والبيان، والجدل والمنطق والفلسفة، والهيئة، بحيث لا يشقّ أحد غباره في شيء من هذه العلوم، أضف إلى ذلك أنه كان له اليد الحسنة في علوم أخرى مثل الفقه والتفسير والنظر في علوم الحديث والتأليف فيه.

كان في القاهرة أيام الأشرف «برسباي» (825 ـ841هـ)، فظهر علمه في زمنه، ولذلك ولي المشيخة بتربة الأشرف، ثم ولي أيضاً مشيخة الشيخونية لما تركها ابن الهمام، وانتهت إليه رياسة الحنفية بمصر، وقد أخذ عنه في تلك المدة عدد من أهل العلم.

ومن أبرز تلاميذه الإمام السيوطي[ر]، وقد تحدّث عنه بإسهاب في البغية، فذكر أنّ تصانيفه في العلوم العقلية لاتحصى، وعندما سأله أن يسمّي له جمعيها ليكتبها في ترجمته قال: «لا أقدر على ذلك». وقال: «ولي مؤلفات كثيرة أنسيتها فلا أعرف الآن أسماءها».

وأكثر تآليفه مختصرات، وأجلّها وأنفعها على الإطلاق «شرح قواعد الإعراب»، و«شرح كلمتي الشهادة»، وله مختصر في علوم الحديث، ومختصر في علوم التفسير، يسمّى «التيسير»، قدره ثلاثة كراريس، وكان يقول: إنه ابتدع هذا العلم ولم يسبق إليه، وذلك لأنه لم يقف على «البرهان» للزركشي، ولا على «مواقع العلوم» للجلال البلقينيّ.

كان صحيح العقيدة في الديانات، حسن الاعتقاد في الصوفية، محباً لأهل الحديث، كارهاً لأهل البدع، كثير التعبّد على كبر سنه، كثير الصدقة والبذل، لا يبقي على شيء، سليم الفطرة، صافي القلب، كثير الاحتمال لأعدائه، صبوراً على الأذى، واسع العلم جدّاً.

ومن أقوال السيوطي في الكافيجي: «لزمته أربع عشرة سنة، فما جئته من مرة إلا وسمعت منه من التحقيقات والعجائب ما لم أسمعه قبل ذلك، قال لي يومــاً: أعرب: (زيد قائم) فقلت: قد صرنا في مقام الصغار، ونُسأل عن هذا! فقال لي: في (زيد قائم) مئة وثلاثة عشر بحثاً، فقلت: لا أقوم من هذا المجلس حتى أستفيدها، فأخرج لي تذكرته فكتبتها منها. وما كنت أعدّ الشيخ إلا والداً بعد والدي، لكثرة ما له عليّ من الشفقة والإفادة، وكان يذكر أن بينه وبين والدي صداقة تامة، وأن والدي كان منصفاً له، بخلاف أكثر أهل مصر».

وقد ذكر من ساقوا ترجمته أنّ أكثر تصانيفه هي رسائل، وأكثرها ما يزال مخطوطاً، منها:«مختصر في علم التاريخ» و«منازل الأرواح» و«أنوار السعادة في شرح كلمتي الشهادة» و«معراج الطبقات» و«قرار الوجد في شرح الحمد» و«نزهة المعرب» وهو في النحو، و«حلّ الإشكال» وهو في الهندسة و«الإحكام في معرفة الإيمان والأحكام» و«الإلماع بإفادة لو للامتناع» و«جواب في تفسير: والنجم إذا هوى» و«مختصر في علم الإرشاد» و«الرمز» وهو في علم الاسطرلاب.

محمد موعد

 مراجع للاستزادة:

 

ـ حاجي خليفة، كشف الظنون (دار الفكر، بيروت 1414هـ/1994م).

ـ جلال الدين السيوطي، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (المكتبة العصرية، بيروت د.ت).

ـ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، أشرف على تحقيقه عبد القادر الأرناؤوط (دار ابن كثير، دمشق، بيروت 1410هـ/1989م).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 872
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1021
الكل : 56526308
اليوم : 33964

غنام النجدي (حسين ابن )

ابن غنّام النجدي (حسين -) (… -1225هـ/… -1810م)   حسين بن أبي بكر بن غنَّام، مؤرخ ينتمي إلى قبيلة تميم. ولدفي بلدة «المُبَرَّز» بمنطقة الأحساء شرق المملكة العربية السعودية في القرن الثاني عشر للهجرة، من دون معرفة للعام الذي ولد فيه؛ وكانت الأحساء حينئذٍ مركزاً من مراكز العلم في الجزيرة العربية، ونشأ في ذلك المناخ العلمي الذي صاحب قدراته الذاتية، فأصبح عالم شريعة، ومعلم لغة عربية، وناظم شعر.
المزيد »