logo

logo

logo

logo

logo

الأرجية وفرط التحسس (أمراض-)

ارجيه وفرط تحسس (امراض)

Allergy and hypersensitivity diseases - Maladies d’allergie et d’hypersensibilité

الأرجية وفرط التحسس (أمراض ـ)

 

عرّف فون بيركي الأرجية allergie أنها «تفاعل شاذ لجسم فرد باتجاه دخول مستضد».

وتستعمل هذه الكلمة اليوم مرادفة لفرط التحسس. ويراد بفرط التحسس hypersensibilité: حالة العضوية التي تبدو عليها تظاهرات مرضية عنيفة حين التقاء الضد مع المستضد. وقد تم تصنيف حالات فرط التحسس في البدء استناداً إلى الزمن المنقضي بين تماس البدن مع المستضد وظهور تفاعلات العضوية، فقيل بفرط الحساسية المباشر وفرط الحساسية المتأخر.

أما اليوم فتصنف الأعراض التي تظهر إلى أربعة أنماط متميزة هي: النمط الأول ويسمى فرط التحسس العاجل أو التأق، والنمط الثاني ويسمى فرط التحسس السام للخلايا h.cytotoxique، والنمط الثالث أو فرط التحسس نصف المتأخر، والنمط الرابع أو فرط التحسس الآجل.

وستعبر كلمة «الأرجية» في هذا البحث عن حالات الأرجية وحالات فرط التحسس وهناك حالة تتصل بالأرجية وهي الأتوبية atopy، وهو مصطلح يستعمل للدلالة على استعداد المرء لإظهار عدد من الأعراض السريرية، كحمى الكلأ والتهاب الأنف الأرجي والربو والإكزيمة حين تماسه مع مستأرج عادي، كغبار الطلع وغبار المنازل وغيرها. وقد يكون منشأ الاستعداد هذا وراثياً وبنيوياً، فحمى الكلأ والربو والإكزيمة يزداد تردادها في الأقرباء المباشرين للمصاب. كما ترتفع عنده الحمضات eosinophiles في الدم والمفرزات النسيجية، واستعداده لإنشاء الضد IgE عند تعرضه لبعض المواد الموجودة في البيئة. كما أن السبل الهوائية تزداد فعاليتها في الربويين عند تعرضهم لمختلف العوامل الفيزيائية، كالهواء البارد والروائح المخرشة، أو لبعض المواد الكيمياوية الداخلية المنشأ في البدن مثل الأستيل كولين [ر].

ويفترض وجود اضطراب في استقلاب 3، 5 مونوفوسفو أدينوزين الحلقي في الربويين.

وتقسم الأمراض الأرجية إلى أمراض مجموعية مثل التأق ومرض المصل، التي تصيب عدة أعضاء أو أجهزة وإلى أمراض تتظاهر في أجهزة وأعضاء معينة، وهي أمراض الأرجية التنفسية والأرجية الهضمية والأرجية الجلدية والأرجية العينية.

الأمراض المجموعية

ـ التأق: تفاعل أرجي يشكل خطراً على الحياة، ينجم في معظم الأحيان عن تحسس متواسط الـIgE تجاه مادة أجنبية هي من الدواء على الغالب، وأكثره شيوعاً تكوّن أضداد IgE في البدن عند زرق المادة (البنسلين مثلاً) للمرة الأولى، فإذا ما زرق هذا الدواء في وقت لاحق عانى المريض من ارتكاس مجموعي عاجل، تظهر فيه أعراض الشرى المتعمم وانسداد السبيل الهوائي العلوي بسبب وذمة الحنجرة وانسداد السبل الهوائية السفلية ووهط collapsus محيطي دوراني، أو فقد الوعي وقد يحدث الموت. وبمقدور أية مادة أجنبية إجمالاً إحداث التأق في الأفراد المستعدين.

يعزى ظهور أعراض التأق إلى التفاعل الضدي المستضدي العنيف الذي يؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة من مواد تعرف بالمواد الوسيطة الكيمياوية مثل الهيستامين، والمادة بطيئة التفاعل آ «SRA- A» تؤثر في مستقبلات نسيجية مختلفة في جميع أنحاء البدن.

تستلزم خطورة التأق استعداد الطبيب لمعالجته عند حدوثه في أثناء زرق الأدوية - وخاصة البنسلين - وذلك بتهيئة محلول الأدرينالين الألفي ومضادات الهيستامين والقشرانيات، وتهيئته الوسائل الأخرى بحسب مقتضى الحال.

ـ داء المصل أو مرض المصل: هو اضطراب مناعي مجموعي وصفي، يظهر على أثر زرق مادة بروتينية مستضدية غريبة في البدن.

يحدث مرض المصل من ارتكاس ضار لبروتينات المصل الحيوانية أو البشرية عند زرقها، كزرق المصل المضاد للكزاز والمصول المضادة لسموم الأفاعي. يعد مرض المصل النموذج  الوصفي لمرض المعقد المناعي. ففي النموذج الحيواني (الأرنب) تحدث الأعراض في الوقت الذي يظهر فيه الضد المتشكل ضد المستضد المزروق، أي والمستضد لا يزال في الدوران. وتتميز المعقدات المستضدية الضدية التي تتشكل إثر زرق المستضدات بعدد من الصفات تجعلها مؤذية للنسج، فهي تتوضع في الأوعية الصغيرة وترتشح في مختلف أعضاء البدن فتسبب بعض الأذيات كالتهاب الكبد والكلية، وتقوم بتثبيت المتممة، وتجذب الكريات البيض متعددة النوى إلى موضع ترسبها، فتقوم هذه الكريات عندئذ بإفراز مواد سمية تؤذي النسيج. ويتم الشفاء في هذا النموذج بعد التخلص من وجود هذه المعقدات. أما مرض المصل في الإنسان فهو يشبه مرض المصل في الحيوان (الأرنب) فيما عدا ندرة حدوث التهاب الكبد والكلية، وعدم هبوط تركيز المتممة فيه. تظهر الأعراض في مرض المصل عند تشكل أضداد مختلفة الفعالية البيولوجية على الرغم من أن هذه الأضداد تنجم عن المستضد نفسه. فتفاعل المستضد مع IgE يؤدي إلى ظهور الشرى في حين يسبب تفاعل المستضد ذاته مع IgM و IgG إصابة مفصلية.

تظهر أعراض مرض المصل بعد 7 إلى 12 يوماً من زرق المادة البروتينية الغريبة وأبرز الأعراض فيه الشرى المتمم الذي يتصف بحكة مزعجة عادة وقد تحدث الحمى والألم العضلي والاعتلال اللمفي والإصابات المفصلية. يصبح مكان الزرق منتبجاً محمراً قبل ظهور الأعراض بيوم إلى ثلاثة أيام. وقد تأتي الأعراض متسارعة في الذين سبق تعرضهم لارتكاس أرجي للمستضد الغريب نفسه، فتظهر بعد يوم إلى ثلاثة أيام فحسب، أو تأخذ مظهراً تأقياً. أما سير المرض فمحدود عادة، ويشفى المصاب في مدة أسبوع إلى عشرة أيام، ويندر حدوث التهاب القلب والتهاب الكبد والكلية فيه،وأكثر مضاعفاته  خطورة متلازمة غيلان باري. والتهاب الأعصاب المحيطي.

الأمراض التي تصيب أجهزة معينة

1- متلازمات الأرجية التنفسية: وهي مزيج من النمطين الأول والرابع لفرط التحسس.

ـ أرجية الطرق التنفسية العلوية: تختلف استجابة كل من الأنف والأذن والحنجرة للأذيات الأرجية. فمخاطية البلعوم غنية بالنسيج اللمفاوي الذي يشكل مناطق ذات أهمية كبيرة للدفاع المناعي عن العضوية، لذا تكثر الحالات الالتهابية في البلعوم، وتندر فيه الحالات الأرجية الصرفة. وكذلك الحال في الأذن الباطنة، سواء أكانت دهليزية أم حلزونية. أما في الأنف فالأمر مختلف تماماً، فالغشاء المخاطي المبطن للحفرتين الأنفيتين والجيوب هو مكان ملائم لنشوء التظاهرات الأرجية، لاحتوائه على مخاطية مهدبة سطحية، فيها بناء غدي، تسهم بوجه فعّال في التظاهرات المناعية النوعية واللانوعية، كما أن تعصيب الغشاء المخاطي وتوعيته يُسهمان في التفاعلات الإفرازية والتوسعات الوعائية الشديدة والفجائية. ومن الناحية العملية فإن الأرجية في الطرق التنفسية العلوية تُعدّ أرجية أنفية - جيبية.

ـ الأرجية الأنفية الجيبية: وهي أرجية تنفسية أسبابها وسيرها السريري يشبه أسباب وسير التظاهرات القصبية. فمن الناحية التشريحية، يوجد في الحفرتين الأنفيتين القرينات التي يزداد تضخمها، وبذلك تزيد الوذمة في المخاطية وتؤدي لانسداد الأنف. كما يحصل ذلك في الجيوب الوجهية التي لها دور غير محدد من الناحية الصوتية، ولكن دورها المرضي كبير.

ويضاف إلى ذلك الوذمة التي تظهر حول فتحات النزح drainage للجيوب، مما يؤدي إلى احتباس المفرزات وتقيحها، يضاف إلى ذلك أن هذه الوذمات تزداد وتتطور لتكون السليلات polypes ولذلك يلاحظ تفاعل التهابي تحدثه مختلف المواد الوسيطة الكيمياوية وغيرها التي تنطلق بتأثير التفاعلات الأرجية. تكون هذه التأثيرات عابرة حين التعرض لغبار الطلع والتفاعلات الأرجية الخفيفة الحدة وغير المستمرة، وتتجلى بوذمة في المشيماء (الكوريون) وتوسع وعائي ونتح وارتشاح خلوي مهم، فيه كمية كبيرة من الحمضات.

وتتغير هذه الصورة التشريحية المرضية في الحالات الأكثر حدة، كما هي الحال في بعض التهابات الأنف. ويكون ذلك بحسب شدة تأثير المؤرجات والظواهر الالتهابية المرافقة لها ومدة بقائها، وخاصة إذا أضيفت إليها عوامل أخرى ذات تأثير التهابي كالأخماج. حينئذ تتوسع الأوعية وتتنبه النهايات العصبية، وتؤدي إلى تكاثر الأرومات الليفية fibroblasts والركود اللمفاوي. وتتعلق أهمية الآفات المحدثة بشدة الأذية واستمرارها أكثر من تعلقها بطبيعتها، وفي هذه الإصابة تتبدل البشرة ويزول الجهاز الهدبي ولا تترافق هذه الأذية دائماً بفرط الإفراز، بل هو قليل في معظم الحالات كما تتمسك فيها الطبقة القاعدية وتصبح ليفية ومتوذمة وتتضخم الأوعية الدقيقة وتحتقن ويتليف جدارها. أما الخلايا الغالبة في الرشاحة فهي اللمفاويات والمصوريات وقد تشاهد فيها الحمضات.

إن الأعراض الوظيفية الملاحظة هنا ليست نوعية للاعتلالات الأنفية الجيبية الأرجية فهي تشير إلى وجود تفاعلات في الأغشية المخاطية تجاه أذيات لا نوعية، فالأعراض الرئيسة هي: انسداد الأنف وسيلانه ووذمته. وتدل الظروف المحيطة بظهور هذه الآفات ونمط تطورها على منشئها الأرجي، فسيلان الأنف المصلي يكون غزيراً وصافياً في حالة الأرجية لغبار الطلع، ثم يجف فيصبح أقل غزارة، وقد يكون مخاطياً أو مخاطياً قيحياً. أما توذم الأنف فهو متفاوت الشدة ومعاود قد يترافق بحكة وخاصة لأرجية غبار الطلع.ويلاحظ السعال إذا أصيب المريض بتخريش حنجري أو أصيبت جيوبه،وإصابة الجيوب كثيرة الشيوع في الأطفال. وقد تنتشر الأرجية فتصيب الرغامى والقصبات. ويترافق التهاب الأنف الأرجي بغبار الطلع بإصابة عينية تتظاهر بحكة الملتحمة والأجفان وإصابتهما بوذمة، كما تتظاهر برُهاب الضوء والدُّماع.

ويلاحظ حين تنظير الأنف في أثناء النوبات الحادة ضخامة الغشاء المخاطي الأنفي وتوذمه.

ولا بد في هذه الإصابة من التفتيش عن الحمضات في السائل الأنفي، وإن كانت علامة غير ثابتة وغير نوعية لالتهاب الأنف الأرجي إذ تلاحظ في آفات أخرى. لكن التصوير الشعاعي ضروري، كما أن تصوير الجيوب واجب، إذ قد تكون إصابتها بالتهاب مزمن صامتة سريرياً، وهذا الأمر غير نادر في التهاب الأنف الأرجي من منشأ طلعي خاصة.

تشاهد أكثر الإصابات في الجيوب الفكية،تليها الجيوب الوتدية ثم الجيوب الجبهية أو الغربالية، ويمكن إجراء اختبارات التحريض التي تعتمد على دراسة تبدلات المقاومة الأنفية لمرور الهواء قبل ملامسة المؤرج وبعده، وتختلف التفاعلات الملاحظة باختلاف نوع المؤرج المسبب، فهي سريعة وثنائية الجانب تزول بعد 30 دقيقة في الأرجية لغبار الطلع، ولا تظهر إلا بعد 10- 15 دقيقة وتستمر عدة ساعات في المؤرجات الجرثومية. والمؤرجات المسببة عادة هي المؤرجات الرئوية نفسها. وأكثرها شيوعاً هي غبار المنازل ثم الريش والأشعار ووسوف الحيوانات تليها المؤرجات البيئية كالطحين وغبار الحبوب وبذور الخروع، وغيرها. ثم هناك الأرجية لفطر المُبْيَضَّات البيض Candida albicans والتي تشاهد بنسبة 10-15 ٪ من الحالات، وتكثر مشاركتها لأرجيات أخرى تصيب الجلد والأغشية المخاطية.

أما الأرجية الناجمة عن الجراثيم وحدها فتحتل مكانة أقل من السابقة ونسبتها 10٪ من مجموع الحالات وتتصف بأن تطورها قصير الأمد، ولا علاقة لها بالفصل أو البيئة. ولكنها على عكس الأرجية الناجمة عن غبار المنازل لا تتحسن أعراضها حين السكنى في المناطق المرتفعة، بل على نقيض ذلك تزيدها شدة.

وتكون نتائج الاختبارات الجلدية فيها تجاه جميع المؤرجات الشائعة سلبية دائماً.

ويسبب عدد من الأدوية التهاب الأنف الأرجي، ويأتي الأسبرين في طليعتها. وهنالك مواد دوائية أخرى تسبب الآفة نفسها، وهي الرزربين وعدد كبير من المسكنات ومضادات الالتهاب والكودئين وغيرها. تختلف اللوحة السريرية التي يصاب بها المريض باختلاف العمر ونوع المؤرجات المسببة وتطور الداء ووجود المضاعفات المحتملة.

ويلاحظ من الناحية العملية إحدى حالتين:

الأرجية الصرفة والأرجية المشاركة لخَمَج.

تستمر الأرجية الصرفة زمناً طويلاً، ويجب تفريقها عن التهابات الأنف الوعائية اللاأرجية ذات الأعراض السريرية المشابهة (سيلان مصلي وانسداد في الأنف).

أما الأشكال المختلطة (الأرجية مع الخَمَج) فهي وجود عامل خَمَجيّ مزمن إضافة إلى الآفة الأرجية. وتكثر فيها إصابة الجيوب والرغامى والقصبات، كما أن انسداد الأنف دائم في معظم الحالات، ويندر فيها سيلان الأنف باستثناء حالات الهجمات الحادة التي تكون فيها مفرزات الأنف مخاطية قيحية أو قيحية صرفة، كما يصاب المريض بسعال في هذه المرحلة مما يدل على إصابة الرغامى والقصبات.

إن المؤرجات المشاهدة في الأشكال المختلطة هي المؤرجات نفسها التي تسبب الأرجية الصرفة وتستطيع الاختبارات الجلدية كشفها، لكن الحكم على الدور الجرثومي في إحداث الآفة المرضية يبقى صعباً.

ـ أرجية البلعوم والبلعوم الأنفي: وهي فرط تحسس من النمط الأول، تحدث الأعراض السريرية - في الأطفال خاصة - لوجود التشكيلات اللمفاوية الملحقة بالغشاء المخاطي البلعومي. ولهذه التشكيلات شأن مهم في نشوء الدفاع المناعي للجسم، وتعد من المراكز المهمة لتكوين الغلوبلينات المناعية، مما يفسر تواتر حدوث الضخامات فيها عند الأطفال، وسيطرة الظواهر الخمجية والالتهابية في هذا المستوى، وللأسباب الأرجية شأن كبير في نشوء التهاب الأنف والبلعوم الناكس.

ـ الربو القصبي: وهو فرط تحسس من النمط الأول ويتميز بتضيق في القصبات، وتتبدل شدته بسرعة سواء بوجه تلقائي أو عقب المعالجة بموسعات القصبات. وتشترك في أمراض الربو آليات عصبية وخلطية وهرمونية ومناعية مختلفة تؤثر في ظاهرتين، هما الظاهرة الحركية القصبية، والظاهرة الأرجية، وهما وثيقتا الترابط: فاللاودي parasympathique ينظم تقبض القصبات وتوسعها، وينشط تكون حمض الغوانوزين أحادي الفسفات CMP الحلقي في الخلية، مما ينقص الأدينوزين أحادي الفسفات AMP الحلقي في الخلية ويؤدي بذلك إلى إطلاق المواد الوسيطة في الخلية البدينة والأسسات.

أما العوامل الموسعة للقصبات فهي بوجه عام مولدة للأدينوزين أحادي الفسفات AMP الحلقي الموجود داخل الخلايا،ومثبطة لانطلاق المواد الوسيطة. كما يقوم البروستاغلاندين ترومبوكسان Prostaglandine thromboxane بدور أساسي في هذا الأمر. وتعد الرئة المنتج الكبير للبروستاغلاندين ترومبوكسان بدءاً من حمض الأراكيدونيك.

تتلف البروستاغلاندينات بسرعة حين مرورها في النسيج الرئوي فيتلف 90 إلى 95٪ منها حين مرورها في الرئة للمرة الأولى. إن دور هذه البروستاغلاندينات غير معروف تمام المعرفة، ولكن يبدو أنها تقوم بدور في تعديل تقبض العضلات الملس القصبية وانبساطها [ر البروستاغلاندين].

أما المواد الوسيطة التي تنطلق من حبيبات الأسسات الدموية والبدينات القصبية الرئوية فلها دور أساسي في الظاهرة الأرجية السريعة.

ينطلق الهيستامين من الحبيبات مباشرة ويؤثر في المستقبلات القصبية،وفعله مؤكد في الظاهرة الأرجية كما أن تأثيره سريع وكذلك تقوضه بفعل الهيستاميناز النسيجية. وللمادة البطيئة التفاعل آslow reacting substance of (SRS-A) anaphylaxis دور مهم في إطالة مدة التقبض في القصبات المحيطية. كما أن القينين kinine، المتشكلة بدءاً من الكاليكرئين kallicreine تقبض القصبات وتخرشها. يضاف إلى ما سبق تأثير العامل الجاذب الكيمياوي التأقي للحمضات في جذب الحمضات، ويبدو أنه يعدل أثر المواد الوسيطة في نهاية التفاعل، كما ينطلق العامل الجاذب للعدلات والمنشط للصفيحات الذي يسبب تلازن الصفيحات ويحرر محتواها، ولا سيما السيروتونين مع كميات قليلة من البروستاغلاندين والهيستامين.

تنطلق هذه المواد الوسيطة إما بظاهرة أرجية بوساطة IgE أو IgG أو بأذية مناعية بالذيفان المتئق anaphylatoxines C3A, C1A أو عن طريق أذيات غير مناعية. وهناك عوامل تطلق الهيستامين تؤثر بعيداً عن الآليات المناعية.

فبعض الأشخاص يتحسسون بها كما هو الأمر في الحوادث التأقية للكورار curares. ويضاف إلى التضيق القصبي الوذمة وزيادة المفرزات، ودورها كبير في الربو القصبي.

تحدث الأزمة الربوية غالباً في المساء أو في أثناء الليل. وكثرة حدوث النوبات ليلاً يعود إلى انخفاض مستوى 17 أوكسي هيدورستروئيد إذ يبلغ أقصى ارتفاعه في الثامنة صباحاً ثم ينخفض تدريجياً حتى يصل إلى أدنى مستوى له في منتصف الليل، أما عدد الحمضيات في الدم فيتبع منحنى عكسياً.

والأسباب المحدثة لهذه الأزمة والتي يذكرها المريض تشمل التعرض للتبدل الحراري أو استنشاق مؤرج خطير، أو مخرش لا أرجي (دخان، أو غبار، أو SO2...). وقد يسبق الأزمة الربوية بعض الأعراض المخبرة كالصداع، وحس ثقل شُرْسُوفي، وحكة جلدية موضَّعة تحت الذقن أو في منطقة القص، ثم يظهر بعد عدة نوبات من السعال الجاف الأزيز الذي يستطيع أن يسمعه من هم حول المريض. يكون المصاب شاحباً مزرقاً بعض الشيء وكثير التعرق في حالة الأزمات الشديدة، ويتخذ وضعية خاصة في سريره تسمح له باستعمال العضلات التنفسية الإضافية، ليتمكن من التغلب على صعوبة التنفس وخاصة الزفير.

تخف الأزمة تدريجياً في غضون 10 دقائق وسطياً، فيأخذ المريض بالسعال المنتج ليتقشع مفرزات مخاطية كثيفة لزجة. وتظهر، بفحص القشع، بلورات شاركولايدن وارتفاع عدد الحمضات، وبانتهاء الأزمة يشعر المريض بالتعب والإنهاك ويشكو من آلام صدرية.

تبدأ الإصابة بالربو في الطفولة قبل السنة الخامسة من العمر ونادراً بين سن 20إلى 30 وتتجلى البداية بالتهاب قصبي أو التهاب بلعومي أنفي، أو خناق معاود يصيب الطفل، ولا سيما في فصلي الخريف والشتاء، وتحدث النوبة الأولى عقب خَمَجٍ حَادّ،وقد يكون دور المؤرج (غبار، ريش) واضحاً عقب استئصال اللوزتين غير الضروري، ومن المعروف أن الربو الطفلي قد يهدأ في سن البلوغ ولكن ربما عاود المريض في سن اليفع، وفي مثل هذه الحالة، قد يختفي تماماً بعد عدة سنوات من التطور أو يدوم مدى الحياة، ولا سيما إذا ترافق بظواهر خمجية قصبية.

هناك دلائل سريرية ومخبرية تُظهر الأرجية في الربو. فمن السريرية فجائية النوبة وشدتها وترافقها مع ضيق التنفس، ومصاحبتها في أحوال نادرة إصابة الملتحمة، (وإصابة الملتحمة دليل على أن الربو تحسسي) وحدوثها في مكان وزمان معينين وبدؤها في الأعمار الباكرة، إذ نادراً ما يصاب المرء بهذا الداء بعد سن الخمسين.

ومن الدلائل المخبرية: ارتفاع الحمضات في الدم، وشأنها كبير في حال غياب الإصابة بالديدان، ولا سيما إذا بلغت 400 حمضة في الملم3 وأكثر عند الكهل، كما أن ارتفاعها في المفرزات الأنفية أو القصبية له أثَرُه، ومن الدلائل المخبرية أيضاً تثبيت الهيستامين، ويقوم على مبدأ وجود الغاماغلوبلين الذي يثبت الهيستامين إذا كان المرء طبيعياً، وافتقاره لهذا الغلوبلين إذا كان مصاباً بالأرجية. فالإنسان السوي يعدل الهيستامين، والمصاب بالربو لا يعدله. وإن نتائج الاختبارات الجلدية تكون إيجابية فتؤكد وجود الراجنات reagines في الدم، يضاف إلى كل العلامات السابقة أن عيار الIgE العام في الدم يرتفع.

2- متلازمات الأرجية الهضمية

تشمل الأرجية الهضمية مجموعة الأعراض والعلامات الهضمية الحادة والمزمنة التي لها علاقة بحالة فرط تحسس الشخص لمستضد معين. يكون المستضد هذا غذائياً في معظم الأحيان وقد يكون خَمَجياً أو دوائياً،وربما حدثت المتلازمة الأرجية الهضمية بحسب آلية من نمط واحد فقط، أو وفق عدة أنماط تتداخل فيما بينها. وفيما يلي لمحة عن الجهاز المناعي للأنبوب الهضمي واستجاباته المناعية:

للأنبوب الهضمي غشاء مخاطي يبلغ سطحه 200م2 يشكل حاجزاً بين الوسط الداخلي ومحتوى الأمعاء الغني بالمستضدات (جرثومية، أو فيروسية أو طفيلية، أو غذائية).

وتساند الظهارة (الابيتليوم) الهضمية الهشة جملة مناعية داعمة، تتألف من امتداد لمفاوي يملأ المخاطية الهضمية، ومن جزيرات لمفاوية معزولة (الجريبات) تقع في المعدة والعفج والصائم والقولون، أو مجتمعة بشكل تكدسات تقع في اللوزتين، والزائدة الدودية، ولويحات بيير في الدقاق ileon. تتألف المخاطية الهضمية من طبقة ظهارية وطبقة تحت المخاطية تدعى بالصفيحة المخصوصة lamina propria وهي غطاء لمفاوي يحوي نسبة مرتفعة من الخلايا المصورية واللمفاويات والخلايا المُنْسِجة وبعض البدينات والحمضات.

ولقد ثبت أن أغلب المصوريات هي التي تصنع الـIgA عند الإنسان ويحتوي كل مليمتر مكعب واحد من الصائم على 450000 مصورية، وقد تبين أن 80٪ منها تصنع الـIgA و12٪ منها تصنع الـIgM و5٪ تصنع الـIgG، و2٪ تصنع الـIgE و1٪ تصنع الـIgD. كما ظهر أيضاً أن الخلايا المثبتة للأضداد IgE هي بدينات مفعّلة قد تثبت الـIgE عليها بقطعته Fe. وكثافة المصوريات قليلة في المعدة والمستقيم، وهناك بجانب المصوريات واللمفاويات البائية لمفاويات تائية أيضاً.

تُفرز المصوريات الـIgA الإفرازية الثنائية التكوثر الجزئي، بينما تكون القطعة الإفرازية الواصلة بين الجزيئين من صنع الخلايا الظهارية التي لها دور ناقل للغلوبلين من خلال الظهارة ودور مانع لهضمها من قبل العصارات الهاضمة. وللـIgA دور في تعديل الفيروسات ومنع امتصاص الجراثيم من قبل مخاطية الأمعاء، فهي تشكل الطلاء المانع لدخول الجراثيم، كما أنها تمنع الامتصاص الهضمي للمستضدات الغذائية وتنظم الاستجابات المناعية. تنشأ المصوريات التي تفرز الـIgA من الأرومات المناعية البائية، وتشاهد في الصفيحة المخصوصة وهي خلايا ناضجة تفرز الأضداد ولا تظهر بُعيد الولادة بل تتكون تدريجياً بعد التماس مع المستضدات، وتوجد أرومات هذه الخلايا في لويحات بيير والعقد المساريقية.

(الشكل -1) العناصر اللمفاوية للمخاطية المعوية والإفراز الخارجي للـ IgA

تفكك المفرزات الهضمية الأنظيمية قسماً كبيراً من الجزيئات الكبرية macromolecules، لذا تصل إلى الظهارة بتركيز ضعيف وتمنع الخلايا الكأسية التصاق هذه الجزيئات على الخلايا المعوية لأن لها جملة جسيمات حالّة قوية قادرة على هضم هذه الجزيئات. أما وظيفة بلعميات النسيج تحت المخاطي (المشيماء) chorion فهي بلعمة الجزيئات التي قد تعبر الغشاء المخاطي، وأخيراً تتدخل الغلوبلينات المناعية الإفرازية بوجه نوعي لامتصاص الجزيئات الكبرية.

إن قدرة النفوذية الهضمية في المولودين حديثاً تسمح بإعطاء اللقاحات عن هذا الطريق كلقاح شلل الأطفال، فالطفل يكوّن أضداداً لهذا المرض وبالتالي مناعة تجاهه، كما أن النفوذية الهضمية هذه تعد الطريق الملائم للتمنيع المنفعل بين الأم ووليدها عن طريق اللبأ والحليب، لكنها تتناقص تدريجياً بتقدم عمر الطفل.

يمكن لبعض الجزيئات الكبرية أن تفلت من الجسيمات الحالّة والبلعميات، وتدخل المسافة داخل الخلوية،ولا سيما إذا وردت عن الطريق الهضمي كميات كبيرة من المستضدات تفوق قدرة الجسيمات الحالة على هضمها وإتلافها، كما أن وجود آفة في المخاطية الهضمية يساعد على نفوذية المستضدات مثلما هو الحال في المرض الجراحي والآفات المعدية المعوية، كالتهاب المعدة والأمعاء  عند الأطفال، والتهاب القولون والمستقيم النزفي، وكذلك تناول الكحول المعروف بتأثيره السام في الغشاء المخاطي، وتشعيع الأمعاء والأدوية الكيمياوية المضادة للنمو الخلوي، والرحضات المخرشة وغير ذلك.

يرافق عوز الـIgA الإفرازي ازدياد نفوذية الجزيئات الكبرية عن طريق الهضم، والمصابون بهذا العوز يملكون أضداداً للبروتينات الغذائية أكثر من غيرهم من الأشخاص الأسوياء.

تصل الجزيئات الكبرية الممتصة إلى الدوران اللمفاوي أو الدموي أو الوريدي عن طريق وريد الباب،وعندئذٍ إما أن تتعدل نهائياً في خلايا كوبفر بالكبد أو بالأوعية اللمفاوية، أو تؤدي لفرط تحسس (أرجية). الأرجية إما أن تكون عامة أو موضعية. تقوم الكبد بدورٍ مهم في تعديل المؤرجات الواردة إليها عن طريق وريد  الباب، يخفق هذا التعديل حينما تكون الكبد مصابةً بالتشمع. وأعراض الأرجية الموضعية هي زيادة الحركات الحوية المعوية، وتوذم معوي ومعدي، وتشنج البواب، والتهاب القولونات والمستقيم مع ضياع البروتين، وظهور إسهالات دموية. إن المستضدات المسؤولة عن هذه الأرجية غذائية، ويستند التشخيص السريري إلى نفي الأرجية أو إثباتها بحذف الأغذية المشبوهة أو إدخالها بحسب طريقة معينة. وقد تعني نتيجة الاختبار الإيجابي لمادة غذائية عدم تحمل هذه المادة إما بآلية مناعية أرجية أو بسبب قصور خمائري أو بسبب تلوث جرثومي، وتفيد في مثل هذه الحالة معايرة الـ IgE النوعي للمؤرج الغذائي.

تلاحظ الأرجية الهضمية عند الرضيع خاصة، مما يدل على أهمية نفوذية الجدار الهضمي في الرضع، والمستضدات المسببة هي من المواد البروتينية التي يتناولها الإنسان عادة، أي بروتينات حليب البقر، والغلوتين وأحياناً الصويا، وتندر هذه الأرجية الهضمية عند الطفل واليافع، ومن بين البروتينات المسببة أيضاً البيض، وبعض أنواع السمك، واللحم، والبازلاء، وغيرها... وقد يكون هناك بعض مسببات للأرجية الهضمية ذات منشأ لا هضمي كالأخماج والأدوية.

يقوم تشخيص الأرجية الهضمية على نفي الأسباب الأخرى المحدثة للأعراض الهضمية، ولا يمكن التحقق من التشخيص إلا بعد إجراء استقصاء هضمي كامل لنفي وجود آفة عضوية، ويكون هذا الاستقصاء سريرياً أولاً ثم مناعياً بتحري IgE النوعية للمستضد ودراسة خزعات من الصمائم قبل إعطاء المستضد وبعده.

3- متلازمات الأرجية الجلدية: هي التهاب الجلد الأرجي بالتماس، والأرجية الجلدية الدوائية والشرى.

ـ التهاب الجلد الأرجي بالتماس: هو تحسس مفرط من النمط الثالث. يشكل الجلد خط الدفاع الأول في البدن تجاه أذيات البيئة المحيطة به ولقد ارتفعت حالياً نسبة الأذيات الكيمياوية فازداد تواتر التهاب الجلد بالتماس، وتبين أن نسبة الإصابات في النساء تساوي ضعف نسبتها في الرجال.

تنجم الأذيات الكيمياوية الكبرى عن الكاويات والحموض القوية وتؤذي جميع الأشخاص فتسبب التهاب الجلد المتهيج وهو تفاعل لا أرجي. أما الأذيات الصغرى فتنجم عن متأرجات متنوعة، وقد تكون من طبيعة غير بروتينية، كالأصباغ والمواد الكيمياوية المستعملة في الصناعة ومواد التجميل. تسبب هذه المواد تغيرات في الجلد عندما تطبق أول مرة، ثم تحدث تغيرات نوعية عند التعرض لها مرة ثانية. وهذا هو التهاب الجلد الأرجي.

تظهر على منطقة التحسس اندفاعات حمامية  حَطَاطية أو حويصلية، وتتميز نسيجياً بوجود وشاحة بالخلايا اللمفاوية يضاف إليها أحياناً البدينات ويلاحظ في الحالات الحادة وجود العدلات والحمضات.

إن عدد المؤرجات كبير جداً ومتنوع. وأهمها مواد التجميل والمراهم الدوائية والمواد المهنية. ويدرج في عداد المؤرجات عنصر الكروم الموجود في الإسمنت، والفورمول في المواد الراتنجية، وثاني كرومات البوتاسيوم الذي يدخل في المنظفات والمطهرات، والنيكل، الذي يدخل في صناعة الحلي والمداليات والأطواق والعملة المعدنية وأدوات الخياطة، وهو مؤرج مهم لأنه يتحرر بتأثير التعرق ويُحدث إكزيمة التماس، كما تؤلف التهابات الجلد بمواد التجميل جزءاً مهماً من التهابات الجلد الأرجية بالتماس، وسببها صباغات الشعر وأحمر الشفاه والعطور وطلاء الأظافر. تظهر الأرجية بالتماس بعد عدة ساعات إلى 48 ساعة من التماس مع المادة المؤرجة فتحدث في مكان تطبيق المادة المسببة حكة باكرة وقد تكون شديدة تسبق ظهور الحمامى ذات اللون الأحمر الداكن والتي تترافق مع حرارة موضعية ووذمة. ثم تغطي المنطقة حويصلات تنفجر ويخرج منها سائل مصلي، يتخثر ويتحول لقشيرة مميزة لالتهاب الجلد الأرجي بالتماس. فإذا كان التماس مع المؤرج عابراً انتهت الحالة إلى الشفاء من دون عقابيل في مدة أسبوع إلى أسبوعين. أما إذا كان وجود المؤرج مستمراً فإن الآفات الجلدية تصاب بالخمج ويصبح السائل المصلي أصفر ثخيناً كما يصبح الجلد جافاً وسميكاً.

ـ الأرجية الجلدية الدوائية: هذه الأرجية شائعة في الجنسين وفي كل الأعمار، ويمكن أن تتظاهر في أية منطقة من مناطق الجسم على شكل صفيحات موضعة أو إكزيمة محددة في جزء من البدن وأكثر ما تسببها مراهم السلفا والبنسلين، ومن أكثر المراهم إحداثاً للأرجية الجلدية المراهم التي يضاف إليها بلسم بيرو وزيت الغار وقد يكون المؤرج أحياناً السِّواغ excipient وليس الدواء نفسه.

ـ الشرى: مرض جلدي شائع يعاني منه 20٪ من الناس في وقت من أوقات حياتهم، يتصف بظهور آفات جلدية «انتبارات» حاكة مختلفة الحجم تحيط بها هالة حمراء، وقد تكون الحكة فيها خفيفة أو شديدة. قد تزول الآفات بعد 48 ساعة وقد تظهر آفات مفردة أو مجتمعة مرة ثانية، وهناك حالات تستمر فيها مدة 6 أسابيع إلى 18 أسبوعاً.

يعزى الشرى فيزيولوجياً إلى وذمة تصيب الأدمة العلوية سببها توسع الأوعية الشعرية وازدياد قابلية نفوذها. وهناك شكل من الشرى الموضع يعرف بالوذمة العصبية العَرقية تصيب الوذمة فيه النسج الرخوة القابلة للتمدد. مثل الأجفان والشفتين والأذن والأعضاء التناسلية الظاهرة «مثل القلفة» والغشاء المخاطي للفم واللسان والحنجرة.

إن الشرى هو التعبير الجلدي عن تفاعل المستضد مع الضد IgE المتوضع على الخلية البدينة. ويتهم الهيستامين بأنه عامل فعال وعائي أكثر من غيره في إحداث الآفات الشروية، كما أن للقينين خاصة تأثيراً فعالاً على توسيع الأوعية الشعرية وقابلية نفوذها.

4- متلازمات الأرجية العينية: تحدث الارتكاسات الأرجية التي تصيب الجفنين عند الأطفال أكثر من الكهول. وقد تصاب العين في سياق ارتكاس أرجي متعمم مثل الشرى. وتحدث هذه التفاعلات إما متواسطة بالIgE مثلما هو الحال في التهاب الملتحمة الأرجي المشاهد في حمى الكلأ بالراجنات، وإما بفرط التحسس المتأخر (الآجل)، المتواسط بالخلايا مثلما هو الحال في إصابة الجفنين في التهاب الجلد التماسي.

تنتبج الأجفان في التهاب الجلد التماسي الذي ينجم عن مجموعة من المواد الموجودة في البيئة والتي تحملها اليدان إلى الأجفان، وقد ينجم التهاب جلد الأجفان عن التحسس لمادة دوائية تطبق عليها.

أما التهاب الملتحمة الأرجي فيغلب أن يرافق التهاب الأنف الأرجي «حمى الكلأ» حينما يكون سببه غبار الطلع خاصة. ويتظاهر هذا الالتهاب الأرجي بحكة في العينين وتورمهما واحمرارهما، وقد تسيل الدموع منهما بغزارة، وتشتد هذه الأعراض بدلك العينين ويتميز التهاب الملتحمة الأرجي بالمفرزات المائية التي قد تتقيح عند استمرارها ومع ذلك فإن وجود الحمضات في هذه المفرزات، ولو أصبحت قيحية، يفرقها عن التهاب الملتحمة الخمجي الذي تمتلئ مفرزاته بالكريات البيض متعددة النوى والجراثيم. والرمد الربيعي: يصيب الأطفال أكثر من الكهول ويحدث في الربيع نتيجة فرط تنشؤ الملتحمة وتكثفها.

وديعة ريحاوي

الموضوعات ذات الصلة:

الأرجية وفرط التحسس - التنفس عند الإنسان وأمراض جهاز ـ) - الجيوب (التهاب ـ) - الجلد (أعراض وأمراض ـ) - الهضم (أعراض وأمراض جهاز ـ).

مراجع للاستزادة:

JAQUES CHARPIN, Allergologie (Flammarion, Paris 1987).

I. GORDELIER, Immunologie (Crouan et Roques, Lille, France 1986).


التصنيف : طب بشري
النوع : صحة
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 829
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 539
الكل : 29602460
اليوم : 57376

فوولييوكي (هِلاّ ماريا-)

ڤوولييوكي (هِلاّ ماريا -) (1886-1954)   هِلاّ ماريا ڤوولييوكي Hella Maria Wuolijoki أشهر كاتبة مسرحية فنلندية في القرن العشرين، تتحدر من أصول إستونيّة، فوالدها إرنست مورِّيك Ernst Murrik كان معلّم مدرسة وصاحب متجر كتب في مدينة ڤالغا Valga في إستونيا Estonia على بحر البلطيق، ووالدتها كادري كوغامِغي Kadri Kogamägi كانت ابنة صاحب مزرعة. وكانت اللغة السائدة في وطنها آنئذٍ هي الألمانية، إلا أنَّ نمو الوعي القومي الإستوني استعاد اللغة الأم التي تنتمي إلى الأسرة اللغوية الـ «فينو - أُغرية» Finno-Ugric، فهي إذاً قريبة جداً من اللغة الفنلندية Finnish.
المزيد »