logo

logo

logo

logo

logo

غافارني (سولبيس غيوم شوفالييه-)

غافارني (سولبيس غيوم شوفالييه)

Gavarni (Sulpice Guillaume Chevalier-) - Gavarni (Sulpice Guillaume Chevalier-)

غافارني (سولبيس غيوم شوفالييه ـ)

(1804ـ 1866)

 

سولبيس غيّوم شوفالييه غافارني Sulpice Guillaume Chevalier Gavarni رسام ومصور وحفار فرنسي. ولد في باريس وتوفي بها. بدأ حياته العملية مساعداً معمارياً، وموظفاً في السجل العقاري، قبل أن يتجه كلياً إلى مزاولة شتى ضروب الفن التشكيلي، كالرسم والتصوير والحفر المطبوع بوساطة الحجر المعروف بالليتوغرافيا lithographie، أو الطباعة على الحجر، إضافة إلى تصميم الأزياء والرسم الساخر caricature، فتنوعت اهتماماته التشكيليّة، والتقانات والوسائل التعبيريّة التي اشتغل عليها، كذلك موضوعات أعماله التي تناول فيها الطلبة، وبنات الهوى، والممثلات، ورجال الأدب ونساءه، وغيرها من الموضوعات الاجتماعيّة البارزة في عصره.

موسيقي يقف عند الباب مصغياً لجاره يشكو من صوت موسيقاه (منتصف القرن 19)

سيطرت على أعمال غافارني نزعة ساخرة مُرة، وعميقة الدلالة، مما جعله يتقدم معاصريه من الفنانين، وعُدّ من أهم  الفنانين الساخرين الناقدين وأبرزهم في فرنسا، في القرن التاسع عشر، بعد الفنان المعروف دومييه Daumier، إذ اتفق النقاد، على أن أعماله افتقرت إلى قوة أعمال دومييه وعمقها ودقتها، على الرغم من احتضانها الواضح للثقافة والخبرة وبلاغة التعبير والموضوع المؤثّر.

بدأت موهبة غافارني بالظهور عام 1820 من خلال تصاميم الأزياء المميزة التي وضعها، والرسوم التوضيحيّة التي نفذها لكتب عدة. لكن الموهبة الحقيقيّة اللافتة تبدت بشكلها الأمثل، في الرسوم الساخرة والناقدة التي أنتجها ونشرها في عدد من الصحف والمجلات الباريسيّة، وهذه الأعمال تحديداً، صنفته ضمن أكفأ الفنانين الذين اشتغلوا في هذا المجال في فرنسا.

وفي أواخر عام 1840، هاجر غافارني إلى إنكلترا هرباً من المضايقات السياسيّة التي تعرض لها في بلاده، بعد أن تمكنت رسومه الساخرة، من إثارة الناس، والتأثير الشديد فيهم، ولاسيما بعد أن عممتها أبرز وسائل الإعلام المقروءة في زمنه. عمل غافارني في إنكلترا في رسم المخططات المعماريّة والخرائط، وأثبت جدارة لافتة على هذا الصعيد.

ومع تطور الصناعة، وازدهار الحال الاقتصاديّة في فرنسا، عاد غافارني إليها، وانكب مرة أخرى على العمل في مجال الرسم الساخر والناقد. فباشر نحو عام 1831 نشر رسومه المكرسة لانطباعاته وملاحظاته الناقدة لمظاهر الحياة اليوميّة الفرنسيّة بكل أطيافها وتلاوينها، وقد لفتت هذه الرسوم انتباه الناس وانتباه مثقفين وكتّاب عدة، الذين أثنوا عليها وتلقفوها بالإعجاب والتشجيع، وفي طليعة هؤلاء كان الكاتب المعروف أونوري دي بلزاك Honoré de Balzac.

حققت هذه الرسوم لغافارني شعبية كبيرة وشهرة واسعة، أوصلته في عام 1833 إلى صحيفة «المجتمع الراقي» التي نشرت رسومه، غير أنها توقفت عن الصدور بعد ثمانية عشر عدداً. وفي عام 1835، ونتيجةً لتعرضه للموضوعات الدينيّة، أودع غافارني السجن مدة عام.

وفيما بين عامي 1839 و1846، أطلق غافارني السلسلة الأبرز في رسومه الساخرة والناقدة التي تناول فيها شتى شرائح المجتمع، وصُنفت في مجموعات عدة، وفق الموضوعات التي تعرضت لها بالتحليل والنقد والسخرية اللاذعة.

 وبعد وفاة أمه، وإخفاق زواجه في عام 1845، تغير أسلوب غافارني فغدا أكثر رصانة وجديّةً، وأوفر مهارة وحذقاً، كما تعززت نظرته وتعمقت للطبيعة البشريّة، وبدأت تتكامل مقومات فلسفته الخاصة، في ميدان الرسم الساخر الناقد، ومن ثم بصمته الفنيّة التي لا تدل إلا عليه.

"الجنون"

"الأب الممول"

وفي العام 1847 سافر غافارني إلى لندن، وأمضى فيها ردحاً من الزمن، انشغل في أثنائه بمراقبة الحياة العامة فيها ورصدها، ولاسيما حال الفقراء المزرية وبؤسهم الشديد، وقد أخذت انطباعاته هذه طريقها إلى مجموعة من الرسوم حملت عنوان «وجوه وأقنعة» ضمّنها موقفه الساخط والغاضب والساخر بمرارة، مما شاهد ورأى، وفي عام 1850 وقَّع عقداً للعمل مع مجلة «باريس» وراح ينشر رسومه فيها، وضمنها نقده الشديد للحياة الاجتماعيّة اليوميّة السائدة، وقد كونت هذه الرسوم، البداية لأهم رسومه الساخرة وأبرزها وأنضجها، التي نفذها ما بين عامي 1857 و1858.

تلونت تجربة غافارني الفنية فشملت الرسم، والرسم الساخر، والتصوير بالألوان المائية والحفر المطبوع، فمن خلال تقانة الأبيض والأسود وما بينهما من درجات رماديّة، قدم هذا الفنان أفضل نتاجاته الفنيّة الساخرة والناقدة، التي يمكن عدها مثالاً رفيعاً، لهذا النوع من الفن في فرنسا.

محمود شاهين

 الموضوعات ذات الصلة:

فرنسا (الفن في ـ) ـ فن الرسم الساخر (الكاريكاتور).

 مراجع للاستزادة:

- MARILYN STOKSTD, Art History, (The University of Kansas, 2003).

- ROBERT SUCKALE & MANFRED WUNDRAM, Masterpieces of Western Art (1996).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثالث عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 727
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1077
الكل : 40496112
اليوم : 25927

بنى المعطيات

بنى المعطيات   بنية المعطيات Data Structure هي خطة تنظيمية، يمكن تطبيقها على المعطيات ليسهل تفسيرها أو إجراء العمليات عليها. ولتوضيح ذلك يلاحظ أن الحاسوب آلة تتعامل مع المعلومات، بمعنى أنها تطبق عمليات محددة، تسمى بمجموعها «خوارزمية» على المعلومات التي يُزوَّد بها الحاسوب، والتي تسمى «معطيات» للحصول على النتائج المرجوة. ويعتمد نجاح هذا العمل على شقين: أوّلهما صحة الخوارزمية ودقتها وفعّاليتها، والآخر طريقة  تخزين المعطيات، فالحاسوب يمتلك قدرة هائلة على تخزين المعلومات الضخمة، وتؤثر طريقة التخزين في إمكان النفاذ إلى المعطيات والتعامل معها.
المزيد »