logo

logo

logo

logo

logo

غمديات الأجنحة

غمديات اجنحه

Coleoptera - Coléoptère

غمديات الأجنحة

 

غمديات الأجنحة Coleoptera، رتبة من أكبر رتب الحشرات عدداً، إذ تشكل نحو 40% من أعداد صف الحشرات. تم وصف أكثر من 250.000 حشرة منها حتى اليوم. بعضها لا يتجاوز طول جسمها المليمتر الواحد، وبعضها الآخـر من الأنواع الاستوائية من فصيلة الجعل Scarabaeidae، يراوح طـول جسمها بيـن 51 و81سم، وتختلف غمديات الأجنحة فيما بينها في طبيعة الغذاء والبيئات التي تعيش فيها، إذ يمكن أن تكون في كل مكان، ويتمتع أكثرها بأهمية اقتصادية وزراعية.

هي حشرات داخلية الأجنحة endopterigota، من مميزاتها أجنحتها الأمامية الغمدية المتصلبة والمتقرنة والخالية من العروق الظاهرة، التي تتلاقى على طول الخط الوسطي للظهر، وتلتف جانبياً لتغطي الأجنحة الخلفية الغشائية القليلة العروق التي تُستخدم في الطيران، ولكنها تنطوي عند الراحة تحت الأجنحة الغمدية. هذا مع العلم أن القليل من غمديات الأجنحة لا يستطيع الطيران لعدم وجود الأجنحة الخلفية أو اختزالها، كما في بعض أفراد فصيلة السوس. الرأس مميز والعيون المركبة واضحة، أما البسيطة فغائبة. قرون الاستشعار مختلفة الأشكال والأطوال، وغالباً ما تتألف من 11 قطعة، وأجزاء الفم ماضغة (قارضة) ذات فقيمات (فكوك عليا) mandibles مسننة وشفة عليا كاملة، وأما الشفة السفلى فمختزلة، والصدر الأمامي كبير متحرك. أما الأوسط فصغير متداخل مع حلقة الصدر الخلفي من الناحية البطنية، وحلقات البطن تغطيها الأجنحة الغمدية من الناحية العلوية، ونادراً ما تظهر بعض الحلقات في نهاية بطن بعضها، كما في أفراد فصيلة العنقوديات Staphylinidae أو قد تظهر كلياً لعدم وجود الأجنحة كما في فصيلة الدرقيات Silphidae. الأرجل قوية ولها أشكال عدة تتناسب وطبيعة حياة الحشرة، فقد تتحور للحفر كما في الجعل، أو للسباحة أو القنص، كما في فصيلة الخنافس المائية (العَومِيّات) Dytiscidae.

التحول الشكلي تام holometabolic، والجنسان متشابهان تماماً، إلا في بعض الحالات الخاصة، إذ يتميز الذكر عن الأنثى بوجود قرن في مقدمة الرأس كما في الجعل, أو نمو الفقيمات (الفكوك العليا) لتأخذ شكل قرون جميلة تشبه قرون الوعل كما في فصيلة الحُنْظُبيات Lucanidae، أو يكون الذكر مجنحاً، فيما تفقد الأنثى أجنحتها كما في اليراعيات Lamyaridae.

يوضع البيض حيث يتوفر الغذاء، واليرقات مختلفة الأشكال؛ فإما أن تكون منبسطة ذات فكوك أمامية في الأنواع المفترسة كما في خنافس الأرض (الكارابيدات) Carabidae، أو جُعَلِيَّةً مقوسة قوية الأرجل كما في الأنواع الأرضية مثل الجعل، أو تكون ذات أرجل ضعيفة، أو أسطوانية ذات أرجل قصيرة في الأنواع النباتية، أو جعلية متطاولة عديمة الأرجل في الأنواع التي تحفر في جذوع الأشجار وجذورها، كما في الخنافس الحفارة ذات الرؤوس المسطحة أو الناصعات Bupestidae (لأنها، بحسب الشهابي، ناصعة الألوان) وفصيلة طويلات القرون Cerambycidae. غالباً ما تكون العذارى في خلايا تبينها اليرقات، لكن يعثر على عذارى بعضها في شرانق مميزة كما في الشرانق التي تصنعها سوسة النخيل الحمراء من ألياف جذوع النخيل.

تختلف غمديات الأجنحة في عدد الأجيال؛ فإما أن تكون هذه متعددة، كما في الدعسوقيات Coccinellidae، أو قد يستغرق الجيل سنة، أو يمتد من سنتين إلى أربع سنوات كما في الجعل حفارة الأخشاب طويلات القرون. وتبدي يرقات بعضها ظاهرة فرط التحول الشكلي hypermetamorphosis كما هي الحال في يرقات أنواع الخنافس البثرية Blister beetles من فصيلة الورقيات Meloidae.

أنواعها

تقسم غمديات الأجنحة إِلى عدد من الرتيبات suborders، التي تضم عدداً كبيراً من الفصائل family التي يصعب حصرها، ويعتمد هذا التصنيف بصورة رئيسية على عدد من الصفات تتعلق بالرأس وأوضاعه، وأشكال قرون الاستشعار، وتصلبات الصدر والبطن، وطبيعة الأرجل، والمعادلة الرسغية. من أهم رتيباتها:

ـ رتيبة (محدودات الغذاء) Adephaga: وتضم خنافس مصدر غذائها محدود، وهذا النوع غالباً حيواني التغذي. جميع أفراده مفترسة تقريباً والقليل نباتي. تتميز هذه الرتيبة بحلقة الصدر الخلفي المتحركة التي تتداخل وقَصِّيَّة sternite البطن الأولى، وعيونها كبيرة، وقرون استشعارها خيطية أو قلادية، ويتألف البطن من ست قصيات واضحة، والمعادلة الرسغية هي 5، 5، 5 دائماً. اليرقات من النوع المنبسط، ذات أرجل صدرية قوية، تتألف كل منها من خمس عقل تنتهي دائماً بمخلبين.

من أهم فصائلها فصيلتان، فصيلة خنافس الأرض المفترسة (الشكل -1)، ومنها خنفساء الكالوسومـا المشهورة، وفصيلـة الخنافس النمـر Cicidellidae (الشكل -2) المفترسة النشطة البراقة الألوان، والفصيلتان المذكورتان أرضيتان، لكن ثمة فصيلتان مائيتان هما فصيلة الخنافس المائية (العوميات) (الشكل -3) التي تعيش على اقتناص الحيوانات المائية الصغيرة، وفصيلة الزاحفات المائية Haliplidae التي تتغذى بالطحالب والنباتات المائية.

     

 

 

Æ  الشكل (3)

خنفساء الماء مع فقاعة مائية

 الشكل (1)

خنفساء الأرض مع يرقتها

 الشكل (2)

خنفساء النمر مع يرقتها

الشكل (3)

خنفساء الماء مع فقاعة مائية في مؤخرتها

 

ـ رتيبة متعددات الغذاء Polyphaga: وتضم خنافس تتميز بتعدد مصادر غذائها، فهي إما نباتية أو حيوانية، أو رمَّامة تتغذى بمخلفات الحيوانات، أو مفترسة، أو تتغذى بالفطور، والقليل منها متطفل. وبعضها مائي أو شبه مائي، ومنها ما يتعايش في خلايا الحشرات الاجتماعية، لذلك تضم هذه الرتيبة عدداً كبيراً من الفصائل المهمة من الوجهة الاقتصادية والزراعية فكثيرٌ منها ضار وقليلٌ منها مفيد، وتتطلب معرفتها حرصاً كبيراً لوجود كثيرٍ من الأجناس ذات الصفات الاستثنائية.

من أشهر فصائلها وأكبرها فصيلة الجعل (الشكل -4) وخنافس الوعل (الحُنظُبِيات) والباسيليات Passilidae، يتغذى أكثرها بالأخشاب المتحللة وفضلات الثدييات والجيف، ويرقات غالبية هذه الفصيلة أرضية، وتعرف بالديدان البيضاء المقوسة، وتتغذى بجذور النباتات الحية أو بالمحاصيل الدرنية، بينما تتغذى الحشرات الكاملة بالأزهار.

 

 الشكل (4) الجعل المقدس

 

ومنها رمَّامات مائية أو مفترسات مائية مثل خنافس فصيلة محبات الماء Hydrophilidae التي تعد مصدراً غذائياً للطيور المائية. ولخنافس الجثث (الدرقيات) (الشكل -5) والعنقوديات Staphylinidae أثرُ كبيرٌ في تحلل جثث الحيوانات الميتة. وينتمي عديد من الخنافس المفترسة لفصيلة الخنافس الحربية (الذُرّاحيات) Cantharidae التي تفترس يرقاتُها الحشرات الصغيرة، ومنها أيضاً فصيلة الليمباريات، ويفضل استخدام اليراعيات فقط التي تضم الخنافس المضيئة المعروفة، وتتميز إناثها بفقدان الأجنحة وتجذب ذكورَها بأضواءٍ تطلقها، وتشاهَد بكثرة في المناطق الجبلية والزراعية.

 

  الشكل (5)  خنفساء الجثث

 

يتدخل أكثر من عشرين فصيلة منها في متطلبات الإنسان الشخصية، إذ تتغذى بإتلاف الجلود والغذاء والملابس الصوفية والسجاد وغيرها، كما في فصيلة خنافس الجلود أو العُثِّيات Dermestidae (الـشكل -6)، أو بإتلاف أغذيته المخزونة، كما في خنافس الدقيق من فصيلة Tenebrionidae، وتعمل الخنافس المحبة للعصارة Nitidulidae على إتلاف العديد من المواد الغذائية كالفواكه المجففة والمسكرة، وهناك خنافس الأدوية Anobiidae التي تهاجم مواد لا حصر لها من النباتات المجففة والعقاقير والأدوية وأوراق التبغ والسجائر وأفلام التصوير، ومن هذه الحشرات ما يتلف بذور الحبوب النجيلية والبقولية وغيرها من البذور، مثل خنافس البقول (التَسَوُّسِيات) Bruchidae والخنافس الثاقبة Bostrichidae وخنافس الحبوب (السوسيات) Curculionidae. وتعمل يرقات الخنافس الحفارة ذات الرأس المسطح أو الناصعات Buprestidae (الشكل -7) وطويلات القرون Cerambycidae (الشكل -8) على حفر أغصان الأشجار المثمرة وجذوعها وأشجار الغابات فتضعفها وتميتها. وتعمل الخنافس المفلطحة (Cucujidae وSilvanidea) على ثقب الحبوب وإتلاف عديدٍ من المواد المخزونة، أو تعيش تحت قلف الأشجار متغذية بالفطور.

 

   

  

Æالشكل (8) الحفار طويل القرون

الشكل (6) خنفساء الجلود ويرقتها

 الشكل (7) الحفار ذو الرأس المسطح

الشكل (8) الحفار طويل القرون

     

وتفترس خنافس فصيلة الدعسوقيات (الشكل -9) الحشرات ليّنة الجسم، مثل المن والحشرات القشرية والبق الدقيقي والأكاروسات. وقليلٌ منها نباتي مثل خنفساء الكولورادو التي تتغذى على البطاطا، وتقوم خنافس الدقيق من فصيلة Tenebrionidae على إتلاف الدقيق وتلويث منتجاته، وتهاجم أنواع من الخنافس الثاقبة الأشجارَ الضعيفة والأخشاب الجافة فتتلفها بما تحدثه فيها من الأنفاق والثقوب التي تخلفها وراءها. عُرفت أنواع عديدة من فصيلة خنافس الأوراق Chrysomelidae (الشكل -10) بمهاجمة أوراق المحاصيل المختلفة، ويعدّ بعضها من صانعات الأنفاق البقعية على أوراق الأرز والقصب وغيرها. تتمتع أنواع عديدة من خنافس الحبوب (السوسيات) بشهرة عالمية لأضرارها التي يصعب حصرها، ومن أهمها إصابة الحبوب المخزونة من قبل سوسة القمح وسوسة الأرز وسوسة الذرة، وتحفر بعض أنواعها في ثمار عديدٍ من الأشجار المثمرة وأشجار الغابات وجذور بعض المحاصيل وسوق بعض الأشجار، ومن أهمها سوسة النخيل الحمراء التي تجوف جذوع أشجار النخيل.

 

 

الشكل (9) الدعسوق 

الشكل (10) خنفساء الأوراق مع يرقتها 

   
 

 

الشكل (11) خنفساء القلف مع الدهاليز التي تكونها

 

تحفر خنافس فصيلة القَتَعِيات Scolytidae أو ما يسمى خنافس القلف (الشكل -11) أنفاقاً متشعبة مميزة وسطحية في منطقة اللحاء مسببةً ضعف الأشجار المصابة وجفافها، ولا تنجو المحاصيل الدرنية مثل البطاطا والجزر والشوندر وغيرها من جذور النباتات من الإصابة بالديدان السلكية الخاصة بخنافس فصيلة الخنافس النطاطة أو الدافعة أو المفرقعة Elateridae، وتتطفل خنافس الفطور من فصيلة آكلات الفطور Mycetophagidae على المواد المخزونة الرطبة والمتعفنة متغذية بالفطور المرافقة. وهناك يرقات بعض أنواع الخنافس الورقية Meloidae التي تتغذى بالأزهار في خلايا النحل إذ تتغذى ببيوضه، ويهاجم بعض أنواعها بيوض النطاطات من فصيلة الجراديات Acrididae من مستقيمات الأجنحة.

أحمد زياد الأحمدي

الموضوعات ذات صلة:

الحشرات.

مراجع للاستزادة:

ـ أحمد زياد الأحمدي ووجيه قسيس، مقدمة في دراسة الحشرات، مورفولوجيا وتصنيف (مطبوعات جامعة دمشق، 1987).

- HERBERT H.ROSS, A Textbook of Entomology (John Wiley & Sons, New York 1965).


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد الرابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 16
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1079
الكل : 40500557
اليوم : 30372

الإثراء بلا سبب

الإثراء بلا سبب   الإثراء بلا سبب enrichissement sans cause هو حصول أي شخص ولو كان غير مميّز على كسب بلا سبب مشروع على حساب شخص آخر. لذا يلتزم، في حدود ما كسبه تعويض من لحقه ضرر بسبب هذا الكسب، ويبقى هذا الالتزام قائماً ولو زال كسبه فيما بعد. وعلى هذا، فالإثراء بلا سبب يعدُّ واقعة قانونية تشكل مصدراً من مصادر الالتزام، وهو من مصادره الأولى التي ظهرت في فجر التاريخ. في الشريعة الإسلامية، يقول بعض الفقهاء إن الشريعة لم تعتد بهذه القاعدة إلا في حدود ضيقة، ويرى آخرون بأن الكسب بدون سبب تعرفه الشريعة الإسلامية مبدأ عاماً وقاعدة كلية، فهي تقضي بأنه «لا ضرر ولا ضرار» و«الغنم بالغرم».
المزيد »