logo

logo

logo

logo

logo

المغيرة بن حبناء

مغيره حبناء

Al-Mughira ibn Habna - Al-Mughira ibn Habna

المُغِيْرة بن حَبْناء

(… ـ 91هـ/… ـ 710م)

 

أبو عيسى المُغيرة بن حَبْناء بن عمرو ابن ربيعة بن أَسِيد بن عَبْد عوف … من بني حَنْظلة بن مالك بن زيد مَنَاة بن تميم، حَنْظَلي تميمي؛ وهو يفتخر بنسبه هذا؛ فيقول:

إني امرؤٌ حَنْظليٌّ حينَ تَنْسُبُني            لامِ العَتِيك ولا أخوالي العَوَقُ

(لام العتيك: لا من العتيك، والعتيك والعوق: قبيلتان).

اتفق القدماء على كنيته (أبو عيسى) وعلى لقبه (ابن حَبْناء)، واختلفوا في هذا اللقب هل هو لقب أبيه أو اسمه؟ في الوقت الذي اختلف في اسم أبيه هل هو عمرو أو حُبَين، أو جُبَير؟ وقيل: إن عمراً جده. وقد أورد صاحب «الأغاني» هجاء لزياد الأعجم تعرّض فيه للمغيرة وأخويه وأبيهم فقال:

إنَّ حَبْناء كان يُدْعَى جُبَيراً                        فدعَوْهُ مِنْ لُؤمه حَبْناء

وَلَدَ العُوْرَ منه والبُرْصَ والجَذْ                 مى؛ وذو الداءِ يُنْتج الأدواءَ

وتكمن قيمة هذين البيتين بأنهما سجل تاريخي لأوصاف هذه الأسرة، فقد كان المغيرة أبرص، وأخوه صخر (أبو بشر) أعور، وأخوه يزيد أجذم، وكلهم ـ مع أبيهم ـ شعراء... ولم يكن المُغيْرة يرى في برصه بأساً بل كان يفتخر به فيقول يرد على زياد بن الأعجم:

لا تحسبَنَّ بياضاً فيَّ مَنْقَصَةً              إنَّ اللَّهَاميمَ في أَقْرَابِها بَلَقُ

(اللهاميم من الخيل والناس: الأجواد. الأقراب؛ جمع قَرَب: الخاصرة. البلق: البياض).

وُلدَ المُغيرة في العراق، ولا تعرف سنة ولادته، ثم صحب أهله، وهو غُلام،  إلى نَجْران، ثم عاد إلى العراق وفارس، وعُدَّ من رجال بني تميم في الإسلام فارساً وشاعراً؛ إلى أن استُشهد بخُراسان يوم (نَسَفَ) من أرض (الصُّغْد) بين (جَيْحون وسَمَرْقَنْد) على مقربة من (بُخارى) سنة 91هـ/710م.

فالمغُيرة شاعر إسلامي أموي كان في خدمة طَلْحة الطَّلَحات الخُزاعي المُلَيْحي، المتوفى سنة 65هـ/685م ومدحه في قصائد عدّة فأجزل له العطاء، ومما قال فيه:

أرى الناس قد مَلُّوا الفَعال ولا أَرى                بني خَلَفٍ إلا رِوَاءَ الموارد

ثم صار فارساً وشاعراً للمُهَلَّب بن أبي صُفْرة وبنيه، فكان من رجال المهلب المتوفى سنة 82هـ/702م وصحبه في حملاته على الأزارقة من أرض الأهواز وسابور في العراق وفارس، ومدحه بغُرر قصائده التي نال عليها عطاءً عظيماً، ومن مدحه قوله:

إنَّ المُهَلَّب في الأيام فَضَّله                        على منازلِ أَقوام إذا ذُكروا

حَزْمٌ وجُودٌ وأيام لـه سَلَفت                      فيها يُعدُّ جسيم الأمر والخَطر

ثمَّ ظل على ولائه لابنه ولا سيما يزيد المتوفى (102هـ/720م) الذي أشاد به وبحربه على الأزارقة كقوله:

إن المهالبَ قومٌ قد مَدَحْتُهم                        كانوا الأكارم آباءً وأجدادا

وقد التقى في بلاد آل المهلب الشاعر زياد الأعجم، ونشبت بينهما منافسات عديدة أدّت إلى هياج الهجاء اللاذع والمُرّ، هجاءٍ لم ينتصر فيه أحدهما على الآخر، إلى أن تصالحا؛ وكذلك لقي فيه الأقَيْشر التميمي وهجا كل منهما الآخر.

وفي هذا المقام نذكر أن هناك معركة هجائية ومناقضات نشبت بينه وبين أخيه صخر (أبي بِشْر)، ولم نعهد أخوين يتهاجيان ويتناقضان. وكان المُغيرة لا يبدأ صخراً بالهجاء لمروءته وشرفه وعفته؛ وكرمه، وصحة عقيدته كما يدل عليه العديد من أشعاره، ومنها:

لا أَدْخل البيتَ أَحبو من مُؤَخّرهِ            ولا أُكَسِّر في ابنَ العم أَظْفاري

إِنْ يَحْجِب الله أَبصاراً أراقبها              فقد يرى الله حالَ المُدْلجِ الساري

فالمغُيرة شاعر مجيد، واضح المعاني؛ رقيق الأسلوب؛ تصيَّد شوارد من الكلام في الصداقة سبق فيها بشار بن بُرْد، لكن أبيات بشار كانت أكثر شهرة، يقول المُغيرة:

خُذْ من أَخيك العَفْو واغفر ذنوبه               ولا تكُ في كُلّ الأمور تعاتِبُهْ

فإنك لن تلقى أَخَاك مُهَذَّباً                      وأيُّ امرئٍ ينجو من العَيْب صاحبُهْ؟

أخوك الذي لا يُنْقضُ النأْيُ عَهْدَهُ               ولا عند صَرْفِ الدَّهْر يزوَرُّ جانبُهْ

وليس الذي يلقاكَ بالبِشْر والرضى              وإن غِبْتَ عنه لسَّعَتْكَ عقاربُهْ

هكذا طرق المُغيرة أغراض الشعر مدحاً وهجاء وحكمة، وفيما تكمن أهميته، بيد أن ما يزيدها قيمة أنّها سجل تاريخي لبلاط آل المهلّب والأحداث التي جرت إبّان عهدهم، ولاسيما حربهم على الخوارج وحمايتهم للأدب والأدباء. وإذا كان ابن سلام (ت231هـ) لم يجعله في طبقاته، ولم يُعْن العديد من علماء العراق بشعره فإنّ أبا عمرو إسحاق بن مرار الشيباني (ت210هـ) قد لمس قيمته، وروى ما انتهى إلينا من شعره الذي نقلته المصادر المتنوعة؛ وإن لم يصل إلينا ديوانه.

 

حسين جمعة

مراجع للاستزادة:

ـ الأصفهاني، الأغاني ( دار إحياء التراث العربي، بيروت د.ت).

ـ علي بن أبي الفرج البصري، الحماسة البصرية،  شرح مختار الدين أحمد (عالم الكتب، بيروت 1964م).

ـ ابن قتيبة، الشعر والشعراء، تحقيق وشرح أحمد شاكر (دار المعارف بمصر 1966م).

ـ الآمدي، المؤتلف والمختلف، تحقيق كرنكو (دار الكتب العلمية، بيروت 1982م).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 222
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 543
الكل : 31719325
اليوم : 73907

القبطي (الفن-)

القبطي (الفن ـ)   الفن القبطي Coptic art هو الفن المصري في العهد المسيحي، ويشتمل على أعمال متعددة الشخصية لعدم وجود فصل بين «الفن» art، و«الحرفة» craft في الفترة المسيحية الأولى. أما تسمية «القبطي» فهي نسبة إلى كلمة «قبط» المشتقة من التسمية الإغريقية (إيغيبتوس) لأرض الفراعنة.
المزيد »