logo

logo

logo

logo

logo

التزاوج

تزاوج

Copulation - Copulation

التزاوج

 

التزاوج copulation هو تقارب ذكر وأنثى ينتميان في العادة إلى النوع نفسه أو إلى نوعين متقاربين جداً لتمكين الخلايا التناسلية الذكرية، وهي النطاف، من ملاقاة الخلايا التناسلية الأنثوية وهي البيوض، وتحقيق اتحاد هذه الخلايا يسمى الإلقاح.

ولا يحدث التزاوج لدى كل الكائنات الحية، فهو غير موجود في معظم الحيوانات المائية التي يتم الإلقاح عندها، ولاسيما الأنواع البحرية، خارج جسم الحيوان، إذ ترمي الأنثى بيوضها في الماء، ويقوم الذكر بنثر نطافه فوقها، أو يطلقها في الماء الذي يقوم بإيصالها إلى البيوض. وهذا يتم لدى كثير من اللافقاريات البحرية كالرخويات ذوات المصراعين[ر] والحلقيات[ر] ومعائيات الجوف[ر] وكثير من الأسماك[ر] والبرمائيات[ر]. وفي هذه الحالات يكون الجهاز التناسلي بسيطاً للغاية، و يتألف من مناسل وقنوات ناقلة تؤدي إلى الخارج مباشرة. ويتوافق في الغالب إطلاق النطاف لدى هذه الحيوانات مع إطلاق البيوض، ذلك أن نضوج الذكور والإناث جنسياً يكون في الوقت نفسه، على نحو يتحقق معه وجود البيوض والنطاف في آن واحد. ففي الضفادع مثلاً يتثبت الذكر على ظهر الأنثى ضمن الماء، وتساعده في ذلك إبهامه المزودة بثفنة callosity خاصة تسمى ثفنة التزاوج، ويساعده كذلك وضع ساعديه الأماميين تحت إبطي قرينته. ثم تُلْقي الأنثى بيوضها في الماء، فيحرض هذا الأمر الذكر انعكاسياً على قذف نطافه ونثرها فوق البيوض. وأغرب ما يعرف عن هذا التوافق  في نضج العناصر التناسلية ما يحدث لدى بعض حلقيات المحيط الهادئ قرب جزر سامُوا Samoa، المعروفة باسم ديدان البالولو Palolo التي تتكاثر في مدة يمكن التكهن بها، إذ ترمي الذكورُ نطافَها في ماء البحر في ليالي الربع الأخير من قمر تشرين الأول ـ تشرين الثاني فيتحول ماء البحر عندها إلى سائل حليبي، وتتلقف الإناث هذه النطاف لتتم عملية الإلقاح.

وينتج من الإلقاح في الماء عادة ضياع كميات كبيرة من العناصر التناسلية، ويُعَوَّض ذلك بإنتاج كميات كبيرة من هذه العناصر، فأنثى سمك الرَّنكة (الهرنغ) مثلاً تطرح 30.000 -70.000 بيضة، وأنثى الشبوط  تبيض 700.000 بيضة، في حين تطلق أنثى سمك المورة  (غادُس) والحفش [ر.الحفشيات] عدة ملايين من البيوض.

أما حيوانات المياه العذبة والحيوانات البرية فالإلقاح الخارجي عندها مستحيل، فالماء العذب يخرب النطاف إذا بقيت فيه مدة طويلة، لذلك يكون الإلقاح داخلياً لدى الكثير من الأسماك، وفي جميع الرخويات والخيطيات وفقاريات اليابسة، ولابد عندها من حدوث التزاوج بالمعنى الصحيح، مما يمثل تكيفاً يلائم شروط البيئة التي تعيش فيها الحيوانات. وهكذا يضاف إلى الأجهزة التناسلية للحيوانات غددٌ تفرز مواد تحمي العناصر التناسلية، فالبيوض تحاط بمادة هلامية، وأحياناً بقشرة كلسية، كما في بيوض الطيور. أما الذكور فتفرز سائلاً تسبح فيه النطاف ليسهل نقلها إلى جسم الأنثى.

ولما كان الإلقاح يتم داخل جسم الأنثى، لذلك لابد من وجود عضو يضمن وصول النطاف إلى داخل جسم الأنثى. ويتمثل هذا العضو عادة بقضيب يولجه الذكر في عضو التزاوج الأنثوي المتمثل بالمهبل. وليس من الضروري أن يكون العضو الذكري جزءاً من المجاري التناسلية للذكر أو أن يكون له ارتباط بها، فقد يكون العضو الذكري شويكات بسيطة تساعد في حدوث تماس مباشر ومحكم بين الفتحة التناسلية الذكرية والفتحة الأنثوية، كما في دودة الصَفَر Ascaris، وكما في ذكر العنكبوت الذي يقوم باغتراف نطافه بلامسته القدمية المزودة بقليْم stylet  طويل يولجه الذكر في مهبل الأنثى، وبذلك يتم وضع النطاف في مجاريها التناسلية. أما العَنْقَريط Argonauta، وهو من الرخويات رأسيات الأرجل[ر]، فيضع نطافه في جهاز خاص يسمى حامل النطاف، وعند التزاوج يقوم الذكر بإدخال حامل النطاف هذا في جسم الأنثى بمساعدة مِجَسِّهِ الثامن المتخصص الذي يسمى الذراع المنوية والذي يُبْتَر من قاعدته لكي يتمكن الذكر من وضعه داخل جسم الأنثى ثم يبتعد عنها.

وتتزاوج بعض الحيوانات مرة واحدة في حياتها كلها. فذكر النحل مثلاً يلقح الملكة في أثناء طيرانها الزفافي في الجو، وما إن يعود هذا الذكر إلى الخلية حتى تقضي عليه العاملات التي تنتظر ملكتها الملقحة. إلا أن هنالك، من جهة أخرى، كائنات يستمر فيها التزاوج طوال حياتها، فالإنسان مثلاً يستمر في ذلك بغض النظر عن الزمان دونما ارتباط بوقت معين.

وتجدر الإشارة إلى أن التزاوج يرتبط ارتباطاً وثيقاً، عند بعض الحيوانات، بمدة ما يتعرض الحيوان له من ضوء النهار لأن ذلك يؤثر في الغدة النخامية في الدماغ. وهذا يفسر اقتصار تكاثر بعض الحيوانات على فصل معين من السنة. فطيور المناطق المعتدلة مثلاً تتكاثر في الربيع بعد راحة تمتد طيلة الخريف والشتاء. وحقيقة الأمر أن مناسل الطيور تخمل بعد انتهاء فصل التكاثر، فتتوقف لديها سلوكية التزاوج، وتبدأ الطيور بالتجمع أسراباً بدلاً من ظهورها في أزواج. وبنتيجة خمول المناسل يتوقف إفرازها للهرمونات الجنسية التي يُعزى إليها السلوك الجنسي. وما إن يقترب الربيع حتى يطول النهار، فتعود المناسل إلى نشاطها من ناحية تكوين الأعراس وإفراز الهرمونات التي تعيد السلوك الجنسي الى ما كان عليه. وهذه هي حال كثير من الثدييات، فآكلات الحشرات[ر] واللواحم والقواضم والحافريات غير المجترة تتكاثر في نصف الكرة الشمالي في نيسان تقريباً، وفي نصف الكرة الجنوبي في أيلول من كل عام. ويصل الأمر إلى درجة أن هذه الحيوانات تغير فصل تكاثرها إذا ما نقلت من أحد نصفي الكرة الأرضية إلى النصف الآخر، فعندما نُقل الأيل الأحمر red deer إلى نيوزيلندة استمر في تكاثره في أثناء خريف نصف الكرة الشمالية الذي يطابق ربيع نصف الكرة الجنوبي، وكذلك الحال في الأغنام التي نُقِلت من بريطانية إلى جنوبي إفريقية.

أما التزاوج في الحيوانات الخناثى فيتضمن تبادل النطاف بين الفردين المتزاوجين. ويكتفي العَلَق بأن يغرز الفرد حامل فتحة نطافه في أي نقطة من جسم القرين، الذي يقوم بالعمل نفسه، ومن هناك تجد النطاف طريقها إلى البيوض لتلقحها.

 

عيسى العسافين

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الأنثى ـ البرمائيات ـ الحلقيات ـ عديمات الذنب ـ علم الحياة ـ العناكب ـ العنكبوتيات ـ مفصليات الأرجل.

 

مراجع للاستزادة:

 

- P.P.GRASSÉ La Fécondation chez les Métazoaires", Précis de biologie générale (Masson, Paris 1966).

- H. & M. FRINGS, Concepts of Zoology (Mac Millan & Collier 1970).


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 385
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1088
الكل : 40555505
اليوم : 85320

الأمر

الأمـر   الأمر في اللغة دعوة إلى تحقيق طلب إيجابي. ويقابله النهي وهو الدعوة إلى الإعراض عن عمل سلبي. «وللأمر» في اللغة معان أخرى منها الحادثة والوعيد والتشويق والحال والشأن، ثم معاني ما يتفرّع عنه كالإجماع في الرأي والعزم على الشيء أو التآمر والمؤامرة والتشاور والاستبداد بالرأي والتسلط.
المزيد »