logo

logo

logo

logo

logo

مريدن (عزيزة-)

مريدن (عزيزه)

Murayden (Aziza-) - Murayden (Aziza-)

مريدن (عزيزة ـ)

(… ـ 1413هـ/… ـ 1992م)

 

عزيزة مريدن باحثة في الأدب العربي الحديث، وهي من أسرة دمشقية عريقة ومعروفة بحبّها للعلم ومساهمتها في حركته في الطبّ والآداب، درست علومها في دمشق، وتدرّجت في مرابعها، وأتقنت اللغتين العربية والفرنسية، فانتسبت إلى دار المعلمات بدمشق لدراسة التربية وأصول التدريس مدة سنتين بعد حصولها على الشهادة الثانوية، ثم انتسبت إلى قسم اللغة العربية في جامعة دمشق، وحصلت على الإجازة عام 1951، فدّرست عدة سنوات في ثانويات دمشق للبنات، فأوفدتها وزارة التعليم العالي للحصول على درجة الماجستير من معهد الدراسات العربية العالية بالقاهرة، وقدّمت رسالتها الأولى بإشراف سهير قلماوي، وكان موضوعها «القومية والإنسانية في شعر المهجر الجنوبي»، وندبت للتدريس في كلية الآداب  بعد حصولها على درجة الماجستير، ثم أوفدت ثانية إلى القاهرة لنيل درجة الدكتوراه، وقدمت أطروحتها بعنوان «القصة الشعرية في العصر الحديث» بإشراف سهير قلماوي، ثم عُينت في كلية الآداب بجامعة دمشق، فكانت المرأة الأولى التي دخلت هذه الكلية أستاذة، ثم اختيرت للقيام بتعريب التعليم في بلاد المغرب العربي، فعملت في جامعة محمد الخامس بالرباط لتحقيق هذا الهدف ما بين 1973- 1976، وكانت حريصة على رفع شأن لغة القرآن الكريم في تلك البلاد، ثم عادت إلى جامعة دمشق، ثم أعيرت ثانية إلى المملكة العربية السعودية؛ لتعمل في كلية البنات في جدة عام 1980- 1981. ودرّست الأدب العربي الحديث في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق، وأشرفت على عدد كبير من طلاّب الدراسات العليا وطالباتها سوريين وعرباً، كانت مثالاً للنزاهة والموضوعية في عملها، فهي لا تجامل أحداً، ولا يقودها إلاّ ضميرها لما فيه مصلحة الوطن والعلم، وظلَّت على رأس عملها إلى أن وافتها المنية؛  ولذلك كرّمتها جامعة دمشق بأن سمّت إحدى قاعات التدريس في كلية الآداب باسمها.

ألّفت مريدن عدداً من الكتب الجامعية التدريسية فضلاً عن أطروحتيها في الماجستير والدكتوراه، وأهمّ مؤلفاتها: «القومية والإنسانية في شعر المهجر الجنوبي» كتاب ضخم (664 صفحة)، مؤلّف من خمسة فصول تناولت الباحثة فيه البيئتين الجغرافية والأدبية في المهجر الجنوبي والنشاطات الأدبية للعرب المهاجرين إلى تلك البقاع، من صحافة وجمعيات؛ لتقف بعد ذلك عند موضوع من أهم موضوعات الشعر المهجري، وهو الوطنية في شعر المهجر الجنوبي؛ لتتناول: الحنين إلى الأوطان، والشعر الوطني أو شعر المناسبات السياسية. وقد وضعت يديها على كل ما يتصل بهذا الموضوع في شعر المهجر الجنوبي؛ لتتوقف بعد ذلك عند مفهوم الإنسانية في هذا الشعر، وتخلص إلى الخصائص الفنية لشعر القومية والإنسانية، ولكن لابدّ من الاستنارة برأي المشرفة على هذا العمل الكبير وعلى صاحبته؛ لتقول في التصدير:

«ولئن دلّ البحث عن عقل ناضج، وخلق علمي أمين، فإنّه يدل في الوقت نفسه على ما تمتاز به الباحثة «عزيزة مريدن» من خلق ممتاز؛ هو صورة للباحثة من جهة، وهو عون على إظهار مميزات العالمة من جهة أخرى»، و«القصة الشعرية في العصر الحديث» كتاب أكاديمي ضخم (511 صفحة) ومهم في موضوعه الجديد والعلمي، وهو مؤلف من مقدمة وتمهيد وثلاثة أبواب؛ خصصت الباحثة الباب الأول للحديث عن القصة في الشعر العربي القديم، في حين خصصت الباب الثاني للأقصوصة في الشعر العربي المعاصر، فوقفت أولاً عند الأقصوصة التاريخية والأسطورة الرمزية، ثم توقفت عند الأقصوصة الوعظية التعليمية، وعالجت بعد ذلك الأقصوصة العاطفية أو الوجدانية، وتناولت الأقصوصة الاجتماعية، وختمت الباب بالأقصوصة الوطنية والقومية في الفصل الخامس. أما الباب الثالث فتناولت فيه القصص الشعرية المطولة. ويعدّ هذا الكتاب من أهم الكتب التي صدرت بالعربية في هذا الموضوع، ومن كتبها التدريسية «حركات الشعر العربي في العصر الحديث» كتاب جامعي من ثلاثة فصول، تناولت الباحثة فيه حركات الشعر العربي منذ القديم حتى بداية عصر النهضة، وعالجت شعر شعراء جماعة البعث والإحياء، ثم تحدثت عن حركات الشعر التجديدية (الرابطة القلمية - جمعية أبولو- العصبة الأندلسية - الشعر الحرّ - القصة في الشعر الحديث)، وهو كتاب تدريسي نشرته جامعة دمشق غير مرّة، و«القصة الرواية» كتاب تدريسي تناولت فيه جنسي القصة والرواية، وصدر عن دار الفكر بدمشق سنة 1980، و«توفيق الحكيم وآراؤه في النقد والأدب»، و«المسرحية بين القومية والمحلية»، ولها أيضاً «دراسة نصوص في الشعر العربي المعاصر» (نصوص للدراسة).

 ولابدّ من القول أخيراً: إن عزيزة مريدن قد تركت بصمات واضحة في نفوس طلابها الذين انتشروا في مجالات التعليم وسواها في سورية والعالم العربي، وكانت مثالاً للأستاذ المعطاء بكلّ ما تتضمنه هذه الكلمة من معنى. وهذا ما كانت تسعى إليه منذ البداية، فقد عرفت دربها وأخلصت لهدفها، وخدمت وطنها وأمتها من خلال التفرغ التام للتدريس الجامعي والبحوث الأكاديمية، ولم توزع جهودها في مجالات إبداعية أخرى، فظلّت حريصة على مكانة الأستاذ الجامعي وهيبته العلمية بكلّ ما تتضمّنه هذه الكلمة من معنى، وقد شهد لها معاصروها بسعة الحافظة وحدة الذكاء ونشدان الكمال في دراساتها، وقد قال فيها عبد الكريم الأشتر: «كانت تجد سعادتها في تأدية الفروض الدينية والالتزام بالعمل… سيأتي يوم تذكر فيه عزيزة مريدن الأديبة صاحبة الأسلوب الحيّ المشرق، والمرأة التي اخترقت جدار السكون، والأستاذة التي علمت أجيالاً من الناس».

خليل الموسى

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ عزيزة مريدن، حركات الشعر في العصر الحديث (مطبعة جامعة دمشق، 1988- 1989م).

ـ عزيزة مريدن، الشعر القومي في المهجر الجنوبي (دار الفكر، دمشق، 1973م).

ـ عزيزة مريدن، القصة الشعرية في العصر الحديث (دار الفكر، بدمشق، 1984).

ـ مروان المصري ومحمد علي وعلاني، الكاتبات السوريات (دار الأهالي للطباعة والنشر، دمشق، د.ت).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثامن عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 452
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 700
الكل : 32715710
اليوم : 33929

مانسل (هنري لونغفيل-)

  مانسل (هنري لونغفيل ـ) (1820ـ 1871)   هنري لونغفيل مانسل Henry Longueville Mansel فيلسوف إنكليزي تلقى تحصيله العالي في اسكتلندا وفرنسا، نشأ في مرحلة حاسمة من تاريخ الفكر الإنكليزي، حينما كانت التجاذبات الفكرية حول بعض المسائل هي الشغل الشاغل لفلاسفة العصر، وأهم هذه المسائل كانت علاقة الإنسان بالوحي، هذه المسألة التي كانت تُعد العمود الفقري لمعظم الحوارات الفكرية في ذلك العصر، وكان على الفكر أن يحسم نهائياً علاقة الإنسان بالوحي، ومن ثمّ علاقة الإنسان بالمطلق، وفي هذه المرحلة الحاسمة التي ظهر بها مانسل، بدأت الفلسفة تستعيد مكانتها في إنكلترا.
المزيد »