logo

logo

logo

logo

logo

قلعة الشرقاط (آشور)

قلعه شرقاط (اشور)

Qal 'at Sherqat (Ashur) - Qal'at Cherqat (Assur)

قلعة الشرقاط (آشور)

 

تقع قلعة الشرقاط، موقع العاصمة الآشورية القديمة آشور[ر]، على الضفة اليمنى لنهر دجلة، على بعد 110كم تقريباً إلى الجنوب من مدينة الموصل. وقد سميت كذلك نسبة إلى مدينة الشرقاط الحديثة التي تبعد نحو خمسة كيلومترات إلى شمالها. يغطي الموضع مساحة تقدر بنحو ستة هكتارات، ويتميّز القسم الشمالي منه بارتفاعه البارز قياساً ببقية الأقسام.

قام الرحالة والمستكشفون الأوربيون بزيارات استطلاعية عدة لقلعة الشرقاط في القرن التاسع عشر؛ فقد زاره كلوديوس جيمس ريتش Claudius James Rich في عام 1821م، وزاره هنري أوستن ليارد Henry Austen Layard لأول مرة في عام 1840م، ثم كرر زيارته بعد سبع سنوات حين استخرج تمثالاً بالحجم الطبيعي من الحجر الأسود، نقش عليه نص مسماري للملك الآشوري شلمنصر الثالث (858ـ824 ق.م). وعاد ليارد إلى الموقع في عام 1849م، وحينها اكتشف موشوراً من الطين المشوي يحمل نصاً للملك الآشوري تغلات ـ بلاصر الأول (1115ـ1077ق.م). وفي عام 1853م قام هرمز رسام Hermuz Rassam بالتنقيب في قلعة الشرقاط لمصلحة المتحف البريطاني، وتبعه جورج سميث George Smith في عام 1878م. وبدأت البعثة الألمانية تنقيباتها في قلعة الشرقاط برئاسة ڤالتر أندريه Walter Andrae في عام 1902م. وكانت تلك التنقيبات، التي استمرت حتى عام 1914م، بداية مرحلة التنقيب الآثاري العلمي في مواقع المشرق العربي. ومنذ سبعينيات القرن العشرين واصل الآثاريون العراقيون أعمال التنقيب والصيانة الأثرية في قلعة الشرقاط، وعاد الألمان إلى العمل في الموقع ثانية في الأعوام 1988ـ1990م.

الزقورة من الجهة الغربية

يأخذ مخطط المدينة القديمة شكلاً غير منتظم، بسبب طبيعة الأرض التي شيدت عليها. وقد دلّت التنقيبات الأثرية على أن المدينة كانت تتألف من قسمين، الأول شبه دائري وهو الأقدم، والثاني يمثّل توسعاً باتجاه الجنوب بشكل مستطيل غير منتظم على ضفة النهر. وتطلق النصوص الآشورية اسم «لبِّ أَلي» (قلب المدينة) على القسم الأول، و«أَلُ أيشُّ» (المدينة الجديدة) على القسم الثاني.

لقد قام المنقبون الألمان بشق خنادق اختبارية متوازية من الشرق إلى الغرب على عرض الموقع، وعلى الرغم من أن التنقيب لم يشمل مساحة الموقع كلها، فقد نجح المنقبون في استظهار معالم المدينة القديمة، وكشفوا عن أهم المعابد والقصور الرئيسة فيها وهي:

ـ معبد الإله آشور: وهو المعبد الرئيس في المدينة، وكان مخصصاً لعبادة آشور، الإله القومي للآشوريين.

ـ الزقورة[ر]: يعود تأريخ تشييدها إلى العصر الآشوري، القديم حين خصصها الملك الآشوري شمشي ـ أدد الأول (1813ـ1781ق.م) للإله إنليل. وفي الألف الأول قبل الميلاد كانت هذه الزقورة قائمة بشكل منفصل عن معبد آشور. ويبلغ ارتفاع ما تبقى منها حالياً عشرين متراً.

ـ القصر القديم: يعود تأسيسه إلى عهد شمشي ـ أدد الأول. وتحت الجناح الجنوبي ـ الشرقي من هذا القصر يوجد المدفن الملكي الذي عثر فيه على أضرحة خمسة ملوك آشوريين، ولكن توابيتهم الحجرية وجدت فارغة لتعرضها للنهب في العصور القديمة.

ـ معبد آنو وأدد: يعود تأسيس هذا المعبد إلى عهد تغلات ـ بلاصر الأول في العصر الآشوري الوسيط. وتضم بناية هذا المعبد جناحين متناظرين، خصص أحدهما للإله آنو والثاني للإله أدد، وقد شيدت لكل جناح زقورة خاصة به.

ـ القصر الجديد: شيد هذا القصر في العصر الآشوري الوسيط من قبل توكلتي ـ ننورتا الأول (1244ـ1208ق.م).

ـ معبد بيت أكيتِbit-akiti : وهو المعبد الذي كان مخصصاً لإقامة احتفالات رأس السنة في خارج أسوار المدينة القديمة. شُيد هذا المعبد في العصر الآشوري الحديث من قبل الملك سنحاريب (704 ـ 681 ق.م).

ـ معبد الإلهين سين وشمش: يعود تأسيس هذا المعبد إلى العصر الآشوري القديم، وذلك في عهد الملك آشور ـ نيراري الأول.

ـ بوابة تبيرا: البوابة الرئيسة للمدينة.

ـ معابد الإلهة عشتار: شيد في هذا الموضع أكثر من معبد لعبادة الإلهة عشتار، ويعود أقدمها إلى عصر فجر السلالات في الألف الثالث قبل الميلاد، ويعدّ هذا المعبد أقدم بناء يكتشف في قلعة الشرقاط.

ـ البوابة الغربية.

ـ بيت الكاهن: وقد اكتشف فيه أرشيف، يتألف من 800 رقيم طيني تقريباً.

ـ بيت الأمير: شيد في العصر الآشوري الحديث لإقامة أصغر أبناء الملك سنحاريب.

ـ البوابة الجنوبية.

ـ موضع المسلات: نصب فيه صفان من المسلات الحجرية التي تحمل كل منها نقوشاً تتضمن اسماً ولقباً ونسباً لشخص واحد، وقد نصبت هذه المسلات فيما بين القرنين الرابع عشر والسابع قبل الميلاد. يتألف الصف الأول من 27مسلّة تحمل أسماء ملوك من اريبا ـ أدد الأول إلى سنحاريب، والصف الثاني يتألف من 111مسلة تحمل كل منها اسماً لمسؤول في الدولة الآشورية.

ـ يدلّ كل رقيم على أرشيف أو مكتبة من الرقم الطينية المكتشفة في الموقع، ويصل مجموع هذه الرقم إلى 2200رقيم تقريباً.

إن أقدم ذكر لمدينة آشور يرد في نصوص إيبلا[ر]، وقد استمرت هذه المدينة عاصمة للدولة الآشورية حتى عهد آشورـ ناصربال الثاني (883ـ859 ق.م). وبعد أن انتقلت العاصمة إلى كلخو[ر]، استمرت آشور مركزاً إدارياً ودينياً مهماً حتى تخريبها في عام 614ق.م. وعادت السكنى مرة أخرى إلى الموقع في العصر البابلي الحديث. وأصبحت مدينة مهمة في عصر الحكم الفرثي. وقد عثر في الموقع على كتابات آرامية تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد وإلى القرن الثالث الميلادي.

نائل حنون

 مراجع للاستزادة:

 

-WALTER ANDRAE, Das wiederertsandene Assur, 2nd ed. (München, 1977).

- A.K.GRAYSON, Assyrian Royal Inscriptions, (Wiesbden) ,Vol. 1 (1972),Vol. 2 (1976).

- NGER, In Reallexikon der Assyriologie 1 (Berlin, 1932), Assur.


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 524
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1075
الكل : 40503368
اليوم : 33183

العقم النباتي

العقم النباتي   العقم النباتي plant sterility هو عدم قدرة النباتات على تكوين بذور قادرة على الإنبات و النمو والتكاثر. ولاتتكاثر النباتات العقيمة إلا خضرياً بتجذير عُقلها أو فسائلها أو درناتها أو بزراعة نسجها. يكون العقم كاملاً عندما لا تستطيع أزهار نوع نباتي معين الإخصاب وتكوين البذور، وجزئياً إذا أخصبت بعض الأزهار ولم يخصب الباقي، وتنشأ هذه النباتات نتيجة لعمليات التهجين الجنسي البعيد، أو لتضاعف المجموعات الصبغية، وأحياناً تنتج من الطفرات أو الشروط البيئية غير الملائمة.
المزيد »