النابغة الشيباني (عبد الله بن المخارق)
نابغه شيباني (عبد الله مخارق)
l-abigha al-Shibani (Abdullah ibn al-Makhariq) - l-abigha al-Shibani (Abdullah ibn al-Makhariq)
النابغة الشيباني (عبد الله بن المخارق)
(من شعراء العصر الأموي)
عبد الله بن المُخارق بن سُلَيم بن خَضِيرة الشيباني، من بني شيبان بن ثعلبة البكريين، ولذلك ربما قالوا أيضاً (النابغة البكري)، وقد ذكر ذلك في قوله:
قال العدو والصديقُ كلاهما لنابغة البكري شعرٌ مصدَّق
أحد شعراء ثمانية اشتُهروا بلقب (النابغة) في الأدب العربي، ويبدو أنه لُقِّب بهذا اللقب لتأخره في قول الشعر، ولقلة الشعراء المشاهير في قبيلته بني شيبان.
وهو شاعر أموي، «بدوي من شعراء العراق»، وُلد لأب مغمور وأم نصرانية، ولا تعرف سنة ولادته ولا سنة وفاته، ويمكن تقدير ولادته أنها كانت في خلافة عثمان بن عفان، أما وفاته «كانت على وجه التقريب لا التحديد في أواخر أيام الوليد بن يزيد أو بعد ذلك بقليل، أي في سنة 126هـ أو بعد ذلك بعام أو عامين».
اختلف الباحثون في عقيدته، فقيل كان نصرانياً ثم أسلم، وقيل غير ذلك، والظاهر: «أنه كان مسلماً، وأن ما ظهر في شعره من حلف بأيمان النصارى إنما كان بفعل تأثره بأمه النصرانية وبأمثالها من بني قومه من جهة، وبالرهبان الذين مرّ بهم في أديرتهم».
كان النابغة الشيباني «يفد بشعره على خلفاء بني أمية وأمرائهم في دمشق، يمدحهم وينقطع إلى بعضهم، من مثل عبد الملك بن مروان وابنيه الوليد ويزيد. وكان النابغة واحداً من شعراء السياسة الأموية في زمنه، وداعية من دعاة بني أمية في شعره، يدعو إلى مبادئهم، ويناضل عنها، ويدافع عن نظريتهم في الخلافة والملك، ويُعرِّض بخصومهم ومنافسيهم من الأحزاب والفرق الأخرى ويهجوهم».
وقد حظي النابغة بتقدير الخلفاء الأمويين واحترامهم له، فقرّبوه منهم وأجزلوا له العطايا والهبات، وأنزلوه منزلة عظيمة وأشركوه في كثير من قضاياهم.
يُعد النابغة الشيباني من الشعراء طويلي النفس الشعري، إذ غلب على قصائده الطول، فمعظمها يزيد على خمسين بيتاً، وقد تميز شعره بالسهولة على الرغم من بروز الألفاظ الغريبة فيه بوضوح، وتظهر فيه المعاني البدوية تأثراً ببيئته التي نشأ فيها، والمعاني الحضرية تأثراً بما آل إليه فيما بعد. وأغراض شعره «الفخر والمديح، ويكثر في ديوانه الغزل ووصف الخمر والأدب (الحكمة)، وله شيء من الهجاء، وبعض قصائده وجدانية لا تختص بمدح أو هجاء، بل يكثر فيها الوصف والحكمة والزهد، والأثر الديني في شعر نابغة بني شيبان بارز جداً، وله معان دينية واقتباس من القرآن الكريم». من ذلك قوله:
وتعجبنـي اللذات ثم يَعُوجنـي ويسترني عنهـا من الله ساتـر
ويزجرني الإسلام والشيب والتقى وفي الشيب والإسلام للمرء زاجر
وقلت وقد مرت حتوفٌ بأهلها ألا ليس شيءٌ غيرَ ربي غابر
وقال في مدح الوليد بن يزيد:
خليفةَ الله يُستسقى الغمامُ به ما مسّ أثوابَه من غَدرةٍ دنَس
مَلْكاً هماماً يجيل الأمرَ جائلُه إذا تحيرَ عند الخطّةِ الهـوِس
دانت له عَرَبُ الآفاق خَشيتَه والرومُ دانت له جمعاءُ والفرس
وقال في الحكمة:
وللناس أهواءٌ وشتى همومُهـم تَجمَّعُ أحيانـاً وحينـاً تَفَـرّق
فذو الصمت لا يجني عليه لسانُه وذو الحلم مَهديٌّ وذو الجهل أخرق
ولستُ، وإن سُرّ الأعادي بهالك وليس ينجيني من الموت مُشفِـق
طبع ديوانه أكثر من طبعة، آخرها بتحقيق عبد الكريم يعقوب، وله دراسة عنه.
علي أبو زيد
مراجع للاستزادة: |
ـ الأصفهاني، الأغاني (دار الكتب العلمية، بيروت 1992).
ـ عمر فروخ، تاريخ الأدب العربي (دار العلم للملايين، بيروت 1978).
ـ النابغة الشيباني، ديوانه، تحقيق عبد الكريم يعقوب (وزارة الثقافة، دمشق 1987).
التصنيف :
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 324
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- الأستاذ طارق علوش في ذمة الله
- إعلان
- الدكتور فيصل العباس في ذمة الله
- صدر المجلد السابع من موسوعة العلوم التقانات
- صور من الجناح الخاص بالموسوعة العربية في معرض الكتاب
- نشرت صحيفة الثورة بعددها الصادر بتاريخ 2/2/2016 مايلي
- التقت الثورة الدكتور محمود حمود رئيس موسوعة الآثار في سورية ومدير آثار ريف دمشق لتقلب معه صفحات عدة حول موسوعة الآثار السورية. فكان اللقاء التالي:
- دور النشر والمكتبات المعتمدة لتوزيع الموسوعة العربية
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 14427458
اليوم : 4101
بوشنر (غيورغ-)
بوشنر (غيورغ ـ) (1813 ـ 1837) غيورغ بوشنر (أو بوخنر) Georg Büchner مسرحي ألماني، ولد في غودِلْباو Godelbau بالقرب من مدينة دارمشتات، وتوفي في زوريخ بسويسرة. هو ابن طبيب وشقيق الكاتبين ألكسندر ولودفيغ والكاتبة لويزِه. تلقى تعليمه في مدارس دارمشتات ودرس الطب والعلوم الطبيعية في مدينة ستراسبورغ. تعد رسائله إلى خطيبته فيلهلمينِه يغلِهWilhelmine Jegle من أهم الوثائق حول فكره وأدبه. انتقل في نهاية عام 1833 إلى مدينة غيسن Giessen حيث تابع دراسته في الطب إلى جانب حضوره محاضرات التاريخ والفلسفة، وانضم إلى حركة التحرير السياسية الراديكالية. المزيد »المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون