logo

logo

logo

logo

logo

منيف (عبد الرحمن-)

منيف (عبد رحمن)

Munif (Abdul Rahman-) - Munif (Abdul Rahman-)

منيف (عبد الرحمن ـ)

(1933 ـ 2004)

 

عبد الرحمن منيف، أحد أبرز الروائيين العرب وأعماله تكاد أن تكون مشاركة فعالة مباشرة في النضال السياسي العربي.

ولد في عمان بالأردن لأب ينتمي إلى عائلة سعودية تعيش في قصيباء من محافظة عيون الجوى بمنطقة القصيم في المملكة العربية السعودية وأم عراقية، تزوج السيدة سعاد القوادري من سورية، عاش في دول عديدة: الأردن والعراق ومصر ويوغسلافيا وسورية ولبنان وفرنسا، ثم استقر في دمشق إلى أن توفي ودفن فيها.

أكمل دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في عمان - الأردن حيث كان والده يعمل في مجال التجارة بين السعودية وعمان ودمشق وبغداد، ودرس في كلية الحقوق ببغداد ثم في القاهرة وتابع دراسته العليا بيوغسلافيا في مجال اقتصاديات النفط.

عمل في مجال النفط في سورية وصحافة النفط في العراق ولبنان.

شغله العمل السياسي إلى مطلع السبعينات حيث تنقل بين أكثر من حزب، لكنه شعر بخيبة أمل خاصة بعد نكسة حزيران/يونيو لذلك لجأ إلى الرواية ليواصل فكره: «جئت إلى الرواية في وقت متأخر بعد أن سئمت من السياسة التي كانت سائدة آنذاك».

عُرف عنه اهتمامه بالفن التشكيلي فكتب مقالات عديدة تدخل ضمن النقد التطبيقي إضافة إلى أنه نشر عدداً من رسومه في بعض كتبه.

فاز بمجموعة من الجوائز على مستوى الوطن العربي منها:

- جائزة سلطان العويس في الإمارات 1991- جائزة القاهرة للرواية العربية 1998.

ترجمت رواياته إلى عدد من اللغات مثل الإنكليزية والفرنسية والروسية.

حضرت عنه مجموعة كبيرة من رسائل الماجستير والدكتوراه، وصدر عنه ما يزيد على عشرين كتاباً بصفته أحد أبرز الروائيين العرب الذين تناولت رواياتهم الظلم السياسي خاصة

صدر له ثلاث وعشرون رواية عبر ثلاثين عاماً، منها:

«الأشجار واغتيال مرزوق» ( 1973)، «شرق المتوسط» (1975)، «مدن الملح - خماسية روائية»، «التيه» (1984)، «الأخدود» (1985)، «تقاسيم الليل والنهار والمنبت وبادية الظلمات» (1989)، «الآن هنا أو شرق المتوسط مرة أخرى» (1991)، «أرض السواد ثلاثية روائية» (1999).

ومن كتبه الأخرى : «البترول العربي مشاركة أو تأميم»، «الديمقراطية أولاً الديمقراطية دائماً»، «سيرة مدينة»، «الكاتب والمنفى»…

ركز في رواياته على موضوعات محددة من مثل الصحراء وطبيعتها القاسية وأنها هي الفاعلة في الإنسان الذي يعيش في كنفها وليس العكس وارتباطها بالموت… ومن ضمن ذلك اهتم بالمكان في المجمل وكان هو بطله الروائي أحياناً.

شغلته الموضوعات المتعلقة بالسياسة نظراً لما عايشه في مرحلة الشباب مثل الحرية والقمع والتعذيب والسجن، وناقش علاقة العرب بالأمريكيين والغرب عامة متوقفاً عند مشكلات الشرق وفساد أنظمة الحكم، وأعطى المقهى أهمية في أعماله الروائية مركزاً على أنها أصبحت منافسة للاجتماعات السياسية أحياناً، ومزج بين السياسي والاجتماعي محبذاً تناول علاقة الواقع بالفن والفن بالتاريخ، مركزاً على موضوع الأصالة والمعاصرة وضرورة التأريخ للناس المهمشين، وموضوع الهوية ومفهومها، مستعملاً لغة وسطى تعبر عن قدرات شخوصه، وقد تمكن من المواءمة بين التعبير الفني العالي ونقل مقولاته السياسية والفكرية من  دون أن تجور إحداهما على الأخرى، وأولى عنوانات رواياته اهتماماً خاصاً إذ حملت قدراً من الوضوح والبساطة والجاذبية، «فشرق المتوسط» رمز للقهر، و«سباق المسافات الطويلة» للتتابع، و«مدن الملح» للانهيار السريع حين تطلع عليها الشمس.

يعد عبد الرحمن منيف من أبرز كتاب الجيل الذي يلي نجيب محفوظ، إذ استطاع أن يسهم في نقل الرواية العربية نقلة أخرى باتجاه الترسيخ والتطوير معاً، مستفيداً بذلك من الموروث الحكائي العربي والتقنيات الغربية في الرواية المعاصرة، معبراً عن القضايا الساخنة التي تهم المواطن العربي الذي شغلته الأحداث السياسية في القرن العشرين وتوابعها مثل القهر والظلم والحرية، وهذا ليس بمستغرب من كاتب يرى في الرواية «الرئة التي أتنفس بها وسبيلي في مخاطبة الآخرين» وهو لا يرى ذلك الرأي استسهالاً لأن الرواية عنده «عمل يحتاج إلى استعداد ويحتاج إلى مثابرة وصبر وشعور عالٍ بالمسؤولية، إضافة إلى الصدق وشيء من الشجاعة» وهذا يندرج ضمن فهمه لمهمة الأدب التي تكمن في أنها: «تحاول زيادة الوعي وزيادة الحساسية لتخلق حالة نهوض».

وقد أدرك المهتمون خصوصية رواياته ورأوا فيها آراء متعددة، إذ يرى محمود أمين العالم أن «معظم أعمال عبد الرحمن منيف الروائية تكاد في تقديري أن تكون مشاركة فعالة مباشرة في النضال السياسي العربي بما تفجره من إضاءة للوعي بل دعوات تحريضية للفعل دون أن يقلل هذا من قيمتها الفنية الرفيعة»، ويؤكد ما يقارب هذه الرؤية كاتب آخر هو شاكر عبد الحميد «أمام أعمال الروائي عبد الرحمن منيف تشعر أن الكتابة موقف، الكتابة قضية  الكتابة فكر والفكرة الأساسية التي تطالعنا في أعمال منيف هي اغتراب الإنسان العربي».

في روايته الأولى «الأشجار واغتيال مرزوق» يناقش منيف نموذجين هما: المثقف الحالم والكادح المسحوق، الأول يعتقد أنه قادر على تغيير مجتمعه اعتماداً على ثقافته من دون الحاجة إلى الجماهير، والثاني يكابد ويعاني لتحقيق عالم أفضل، لكن الحاجات اليومية لا تساعده؛ لأنه لا يملك الوعي الكافي ولا أداة التعبير، ليكتشف القارئ في النهاية أنه لا غنى للنموذجين عن بعضهما.

وفي رواية «حين تركنا الجسر» يعالج هزيمة حزيران/يونيو ونتائجها ليوحي للقارئ أن الذي هزم في هذه المعركة هم المتربعون على السلطة وليس الشعوب مع أنهم عانوا آثارها، فاختار الحكام أقصر الطرق أي الاستسلام، مؤكداً أن الجسر لايزال ينتظر، والحرب لم تنته.

وفي شرق المتوسط حاول أن يظهر القمع المستشري في هذه البقعة من العالم وما تمارسه الأنظمة من مختلف أنواع العقوبات ضد مواطنيها.

وفي أشهر رواياته خماسيته المعروفة مدن الملح يصور الفترة الموجعة في تاريخ العرب المعاصر وهي فترة الانتقال من مرحلة البداوة إلى مرحلة النفط وما صحب ذلك من كوارث ونكبات وتحولات قيمية وأخلاقية على مستوى الفرد والجماعة، مشيراً إلى أن الشخصية العربية بدأت تفقد ملامحها القديمة من دون أن تعوضها بملامح جديدة، وأن افتقاد التراكمات الحضارية ولد هياكل ظاهرها التطور، وباطنها الخراب، خاصة في دول النفط. وحديث عبد الرحمن منيف عن الصحراء ليس حديث العائد إلى الأصالة ليجترها، بل حديث المفكر الذي يريد أن يكشف دور العامل الجغرافي والإرث التاريخي في التكوين العربي المعاصر ولا سيما أن الصحراء تُعدّ أحد أبرز ملامح الذاكرة العربية، ليصل الروائي إلى التساؤل الإشكالي: ما الذي سيحدث حين ينضب النفط؟

أما في روايته «أرض السواد» فيغوص عميقاً في تاريخ العراق في القرن العشرين محاولاً إثارة أسئلة هذا البلد الوجودية ليكشف عن ثرائه، وغناه الفكري وخصوصيته في الحضارة العربية.

أحمد جاسم الحسين

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ أحمد جاسم الحميدي، البطل الملحمي في روايات عبد الرحمن منيف (دار الأهالي، دمشق 1987).

ـ صبحي الطعان، عالم عبد الرحمن منيف الروائي (دار كنعان، دمشق 1995).

ـ صالح إبراهيم، أزمة الحضارة العربية في أدب عبد الرحمن منيف (المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء وبيروت 2004).

ـ محمد القشعمي، ترحال الطائر النبيل (دار الكنوز، بيروت 2003).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 764
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1083
الكل : 40488278
اليوم : 18093

لوكنت دي ليل (شارل-)

لوكُنت دي ليل (شارل ـ) (1818ـ 1894)   شارل ماري لوكُنت دي ليل Charles-Marie Leconte de Lisle، شاعر فرنسي، ولد في سان بول Saint-Paul في جزيرة ريونيون Réunion في المحيط الهندي (جزيرة بوربون Bourbon سابقاً) التابعة لفرنسا. كان والده طبيباً جراحاً في الجيش الملكي، وصار فيما بعد من زارعي قصب السكر. بقي لوكنت دي ليل في جزيرته حتى بلغ الثامنة عشرة. عاد بعد ذلك إلى  باريس وقدّم الثانوية. أراد والده أن يجعل منه قاضياً، لكنه لم يستجب لدراسة الحقوق، وعمل فترة في الصحافة ثم آثر العودة إلى جزيرته للتفرغ للشعر في أحضان الطبيعة. وكانت والدته تحب الشعر وتربطها قرابة بالشاعر بارني Parny المولود في الجزيرة أيضاً ومن ثم كانت ملهمته. عندما بلغ السابعة والعشرين استقر في باريس وشارك في حلقات كان يديرها أنصار مذهب فورييه Fourier الاجتماعي، الفيلسوف الذي ينادي بتجمع الأفراد والعيش المشترك.
المزيد »