logo

logo

logo

logo

logo

هيكل (محمد حسين-)

هيكل (محمد حسين)

Haikal (Mohammad Hussein-) - Haikal (Mohammad Hussein-)

هيكل (محمد حسين ـ)

(1305 ـ 1371هـ/1888 ـ 1956م)

 

صاحب رواية «زينب» أول رواية عربية باتفاق نقاد الأدب العربي الحديث، وإن كان ثَمَّةَ من يذهب غير هذا المذهب. ولكِنَّهُ ليس روائيًّا وحسب فهو صحافيٌّ قدير وسياسي كبير ومؤرخ متمكِّن، وله في كل من ذلك سبق وأوليَّة.

وُلِدَ محمد حسين هيكل في قرية كفر غنام بمحافظة الدقهلية لأسرة لا ينقصها الجاه ولا الثراء، وفي قريته بدأ تعلمه بكُتَّابها فتعلم مبادئ القراءة والكتابة وبدأ بحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بمدرسة الجمالية الابتدائية بالقاهرة وبقي فيها حَتَّى أتَّم الدراسة الابتدائيَّة وأتم دراسته الثانوية في المدرسة الخديوية وبعدها التحق بمدرسة الحقوق المصرية ليتخرج في عام 1909م، فسافر إلى باريس ليتابع دراسته ويحصل على الدكتوراه. وهناك التحق أيضاً بمدرسة العلوم الاجتماعية العالية وحصل فيها على شهادات مختلفة، ولم ينس الاهتمام بالأدب الفرنسي، وعاد إلى مصر عام 1912م. وبعد عودته اشتغل في الصحافة ليترك هذا العمل في عام 1917م ويشتغل في التدريس الجامعي، ولكن هذا العمل لم يعقه أَو يمنعه من الكتابة، ومع ذلك شعر بأنَّ العمل قيد عليه فتخلص منه بالاستقالة في عام 1922م وتفرَّغ للعمل السياسي.

في عام 1926م تأسس حزب الأحرار الدستوريين وأنشأ جريدة السياسة فترأس هيكل تحريرها، وكان هو أحد أعضاء مجلس إدارة الحزب، وفي عام 1943م تولى رئاسة الحزب وظل رئيساً له حتى ألغيت الأحزاب بعد قيام ثورة 23 تموز/يوليو 1952م.

وتولى وزارة المعارف ثلاث مرات كان آخرها سنة 1944 وفي سنة 1945 أضيفت إليه وزارة الشؤون الاجتماعية، وفي العام نفسه تولى تمثيل مصر في التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية، ورئاسة مجلس الشيوخ، وظل رئيساً له أكثر من خمس سنوات أرسى فيها بالتعاون مع الآخرين تقاليد دستورية أصيلة، وكان رئيساً لوفد مصر في الأمم المتحدة أكثر من مرة ابتداءً من سنة 1946 وما بعدها.

شهدت الحياة الفكرية لهيكل العديد من التغيرات، ولكن الانقلاب الكبير من العقلية التغريبية إلى معاداة الغرب هو أكبر معالم التغيرات في حياة محمد حسين هيكل الفكرية.

ففي القسم الأول من حياته كان مؤمناً بالقيم الغربية والنزعة الفرعونية/المصرية التي كانت تنميها الثقافة الفرنسية والإنكليزية في حياة المصريين. ولذلك وقف كل المواقف المؤدية إلى تعزيز الهوية المصرية وقطع صلتها مع العروبة والإسلام، فآزر في هذا الاتجاه علي عبد الرازق وطه حسين وأحمد لطفي السيد في دعوتهم إلى النزعة المصرية وتمثل قيم الحضارة الغربية بعُجَرِها وبُجَرِها من دون أن يرى فيها أي خلل أَو نقص أَو خطأ.

ولكن هذه القناعة سرعان ما تزلزلت عندما نظر محمد حسين هيكل إلى الغرب بعين فاحصة لسلوكه وقيمه وأخلاقه؛ لقد كانت الحرب العالمية الأولى هي التي أثارت هيكل فرأى الوحشية الغربية، ورأى ازدواجيتها في قيمها وأخلاقها وعاداتها، ورأى أن الحرية التي تدعو إليها باطلة لا أساس لها من الصحة لأن الغرب لا يرعى حرمة أحد ولا قيمه، يطالب الجميع باحترام قيمه…

كتابه «ثورة الأدب» كان أكثر كتبه تعبيراً عن هذه المرحلة وطبيعتها، ففيه يبدو واضحاً التأصيل للهوية المصرية المستقلة عن العرب، ولم ينقصه في هذا المجال التركيز على الحرية والإيمان بها والدعوة إليها بمختلف صورها وأشكالها وخاصة منها حرية العقل والتفكر والبحث العلمي ولكنه سرعان ما استنكر النزعة الفرعونية عندما أدرك أن أصحابها ينفخون في هذه النزعة التعظيمية للفرعونية ليس لما للفراعنة من قيمة وإنَّمَا لقطع الصلة مع العرب والإسلام فقط فانقلب على هذه النزعة أيضاً.

في عام 1933م اجتاحت مصر حملة التنصير المسيحي، واستقبلتها أقلام كثيرٍ من المثقفين إما بالترحيب المضمر وإما بالتقليل من شأنها بدعوى الحرية والعصرية، فأحس هيكل بالغبن ولم يجد بدًّا من الانخراط في معركة كشف الحقائق وتوضيحها وتوجيه النقد للحكومة على صمتها وتقصيرها. ولكن استجابة الحكومة كانت عكسية، وبدل أن تنهض للتعامل مع هذه الحملة نهضت للتحقيق مع محمد حسين هيكل ومحاكمته بتهمة إثارة الفتنة والوقيعة بَيْنَ الأديان، خاصَّة أَنَّهُ اتَّهم إدارة الأمن الإنكليزي في وزارة الداخلية المصرية بالضلوع بهذه الحملات وتيسير الطَّريق أمامها.

هذا الرد من الحكومة دعا هيكل إلى التفكير بطريقة أخرى فرأى في العودة إلى التراث العربي والإسلامي وتقديمه الدفاع المناسب عن الهوية والتراث، فكانت كتبه الكثيرة التي مثلت المرحلة الثالثة من مراحل فكره، وفي هذا يقول: «وكان من أثر هذه الحركة التنصيرية وموقفي منها أن دفعني للتفكير في مقاومتها بالطريقة المثلى التي يجب أن تقاوم بها، ورأيت أن هذه الطريقة المثلى توجب عليَّ أن أبحث حياة صاحب الرسالة الإسلامية ومبادئه بحثاً علميًّا، وأن أعرضه على الناس عرضاً يشترك في تقديره المسلم وغير المسلم».

توفي محمد حسين هيكل بعد حياة مملوءة بالإنجازات على كثير من الأصعدة والمستويات. تاركاً نحو عشرين كتاباً منها «الامبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة» و«جان جاك روسو» و«حياة محمد صلى الله عليه وسلم» و«شخصيات مصرية وغربية» و«الشرق الجديد» و«الصديق أبو بكر» و«عثمان بن عفان» و«عشرة أيام في السودان» و«الفاروق عمر» ورواية «زينب».

عزت السيد أحمد

مراجع للاستزادة:

 

ـ أحمد زلط، محمد حسين هيكل بَيْنَ الحضارتين الإسلامية والغربية (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1988م).

ـ محمد سيد محمد، هيكل والسياسة الأسبوعية (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1966م).

ـ محمد لطفي السيد ومحمد لبيب شقير، الدكتور محمد حسين هيكل ( مطبعة مصر، القاهرة 1958م).

ـ عزت السيد أحمد، المدخل إلى عصر النهضة العربي (جامعة تشرين، اللاذقية 2006م).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 61
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1081
الكل : 40509487
اليوم : 39302

الألم (ف)

الألم   الألم douleur شعور شخصي بعدم الارتياح أو بوجود أذى من شدة ما، لا يعرفه إلا من يجربه ولا يحسن وصفه إلا من يعانيه. والألم أول دلائل المرض، وهو شعور واقٍ ومحذر غايته حفظ الذات، إذ من دونه يمكن أن يطعن الإنسان أو يصاب بحرق أو بمرض خطير أو جهد قاتل من غير أن ينتبه للخطر الذي يهدده. وقد يكون الألم تعبيراً عن أذية نفسية سببها عمل لا يرضى عنه صاحبه، أو أوضاع عائلية أو اجتماعية صعبة، أو قلق أو خوف من مرض خطير، أو تهديد لتقدير الذات، كما قد يكون العرض الأول لكآبة خفيفة أو عصاب مستتر.
المزيد »