logo

logo

logo

logo

logo

بطنيات الأرجل

بطنيات ارجل

Gastropoda - Gastropodes

بطنيات الأرجل

 

بطنيات الأرجل Gastropoda حيوانات لافقارية، ذات أجسام رخوة غير متقطعة. وهي أكبر الصفوف الستة التي تؤلف شعبة الرخويات [ر]، إذ تضم ما يقارب 35 ألف نوع، و15 ألف نوع منقرض. وتتمتع بكفاية بيئية عالية، لأنها تستوطن أوساطاً بيئية متنوعة، مائية أو ترابية. وتعد بطنيات الأرجل في ذروة تطورها، فقد وجدت منذ بداية العصر الجوراسي (منذ 550 مليون سنة تقريباً) وتركت سجلاً مستحاثياً مهماً. وتعيش أصلاً في المحيطات، كما يدل سجلها المستحاثي. وتُعَدُّ في الحيوانات التي تقيم في أماكنها لاتغادرها إلا قليلاً. وهي بطيئة الحركة على العموم، نتيجة ضعف أعضاء الحركة ووجود قوقعة ثقيلة لدى أغلبها.

صفاتها العامة

تراوح أبعاد معظم أفراد بطنيات الأرجل بين 1 و8 سم، ويصل بعضها إلى 60 سم. وقد بلغت أطوال بعض الأفراد المنقرضة نحو مترين. وهي تبدي صفاتٍ خارجية متشابهة تقريباً، لكنها يتميز بعضها من بعض بتعضّيها الداخلي الذي يبدي عدم تناظر واضحاً جداً، نتيجة الالتفاف الحلزوني للقوقعة ودوران أحشاء الجسم 180ْ، مما أدى إلى انحناء الجزء الخلفي من جهاز الهضم إلى الأسفل والأمام وصار الشرج قرب الفم، ثم دارت الأحشاء وتوضّع جزؤها البطني ظهرياً.

لبطنيات الأرجل صفاتٍ تميزها من غيرها من اللافقاريات، أهمها الرداء Mantle، وهو طَيَّة من اللحافات الظهرية تغطي كتلة الأحشاء، وتحدد جوفاً يدعى الجوف الردائي الذي يفتح للخارج بفتحة واسعة أو ضيقة.

وتتصف هذه الرخويات أيضاً بوجود عضو خاص في الجوف الفموي يشبه اللسان، ترصع سطحه أسنان متعددة، يدعى المِبْشَر radula، يستخدم في أخذ الغذاء.

وتمتاز بطنيات الأرجل بقدمها العضلية التي تستخدم عادة للانتقال. ولها قواقع خارجية أو داخلية، قد تغيب أحياناً.

شكلها الخارجي

تنطبق الصفات الشكلية لحلزون الحدائق Helixsp. على معظم أفراد بطنيات الأرجل، إذ يتألف الجسم من رأس وقدم وكتلة حشوية تنحشر في قوقعة (الشكلان 1و2).

الرأس: يحمل شفعين من المجسّات الظهرية القابلة للانكماش والمنتفخة في نهاياتها. وللشفع الأمامي وظيفة لمسية، ويحمل الشفع الخلفي الطويل شفعاً من الأعين في نهايته.

القدم: تؤلف الجزء الأكبر من الكتلة اللحمية التي تُرى خارج القوقعة. تحتوي غدداً مخاطية تسهل انزلاق الحيوان على الأرض.

الكتلة الحشوية: تضم أجهزة الهضم والدوران والإطراح والتنفس والتناسل، وتؤلف كيساً ظهرياً لايرى من الخارج لأنه يشغل جوف القوقعة. ويتصل بالخارج بفتحة رئوية في حافة القوقعة تسمح بدخول الهواء إلى الجوف الردائي وخروجه منه. وتنفتح إلى يمين الفتحة الرئوية الفتحتان الشرجية والبولية.

القوقعة: تأخذ شكل مخروط كلسي فارغ متطاول. تلتف حلزونياً حول محور يدعى العمود Columella الذي يكون مصمتاً أو مجوفاً مفتوحاً إلى الخارج بفتحة تدعى السِّرّة Ombilicus. وتتألف القوقعة، التي يفرزها الرداء، من عدة لفَّات تكبر بدءاً من قمة القوقعة باتجاه قاعدتها، وتلتف باتجاه حركة عقارب الساعة، وتدعى القوقعة في هذه الحالة باليمينية Dextral، إذ تقع فوهتها إلى يمين المُشاهد. والتفاف القوقعة لدى حيوانات أخرى يكون بعكس اتجاه عقارب الساعة، لذا تدعى القوقعة في هذه الحالة القوقعة اليسارية Sinistral.

ويمكن أن تأخذ قوقعة بطنيات الأرجل أشكالاً مختلفة. فقد تكون متطاولة أو بيضوية أو قرصية. ويمكن أن تحيد القوقعة عن الشكل الحلزوني أحياناً لتصبح كالقبعة لدى الصَّحْني (البطلينوس) Patella الذي يلتصق بشدة على صخور الشواطئ.

توزعها وحياتها

تعيش بطنيات الأرجل أساساً في البحار، وتتنفس بالغلاصم (الخياشيم) المتوضعة داخل الجوف الردائي، زاحفة على القاع أو منطمرة في الرمل، متغذية بالنباتات والمواد العضوية، وتعيش حياة حرة. إلا أن بعض بطنيات الأرجل تفترس رخويات أخرى وبعض شوكيات الجلد. ويمكن أن تسبب لدغةُ بعض أنواع هذا الجنس قتل الإنسان فهي ذات ألوان تغري بالاقتراب منها في بعض مناطق المحيط الهادئ. كما تثقب بعض أفراد المُرّيق (موركس) Murex قواقع رخويات ذوات مصراعين بوساطة الغدد القدمية التي تزيل مفرزاتها المواد المعدنية في القوقعة، ويستغرق ذلك عدة ساعات. وتكيفت بعض بطنيات الأرجل البحرية للسباحة، فتغير شكلها باختفاء القوقعة أو ضمورها وتسطح جسمها وضمرت كتلتها الحشوية. وتكيف بعضها الآخر للحياة على اليابسة، فاختفت غلاصمها وصار التنفس منوطاً بالجوف الردائي. وتنتقل هذه المتعضيات زاحفة على التربة وتنشط في الأوقات الرطبة وتتغذى بالنباتات.

وقد انتقلت بعض بطنيات الأرجل الأخيرة، فسكنت الأفراد المياه العذبة الجارية والراكدة والموقتة، واحتفظت بطريقة التنفس الهوائي، لذلك فإنها تطفو بين الفينة والأخرى على السطح، لتملأ جوفها الردائي بالهواء الجوي، ثم تعود لتغطس من جديد. ويقاوم بعض هذه المتعضيات جفاف الوسط مدداً طويلة، وكذلك التلوث العضوي لهذه الأوساط، مثل الإبْلِقَسة الناعمة Aplexa hypnarum وغيرها.

تكاثرها

بطنيات الأرجل حيوانات خنثوية أو وحيدة الجنس، ونادراً ما تكون بكرية التكاثر parthenogenic. وتحتوي الأشكالُ الخناثى على الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية معاً. وتقترن غالباً بين فردين مختلفين، على الرغم من حالة الخنث، ويكون الإلقاح داخلياً.

أهميتها للإنسان

لبطنيات الأرجل أهمية اقتصادية، إذ يعد بعض أنواعها مصدراً غذائياً جيداً في أنحاء مختلفة من العالم، كحلزون الحدائق المرغوب فيه في جنوبي أوربة، والبطلينوس الذي يتناوله سكان السواحل مشوياً.

وتستخدم قواقع بعضها، وخاصة البحرية، للزينة لأشكالها الجميلة وألوانها الزاهية (الدُّلاع أو المتثنية strompus والطُنَّة Tonna). ويستفاد من قواقع بعضها، بعد طحنها وإضافتها إلى علف المواشي لتزويد هذه الأخيرة بعنصر الكلسيوم، ويسبب بعض بطنيات الأرجل الأرضية خسائر كبيرة في المشاتل والحقول، إذ تلتهم النباتات الغضة؛ كما تُحْدِثُ بعض الأشكال البحرية كالمريق أضراراً نتيجة افتراسها لبعض ذوات المصراعين التي يتغذى بها الإنسان، أو التي يستخدمها لاستخراج اللؤلؤ الطبيعي.

ولبطنيات الأرجل أضرارصحية كبيرة، إذ يعد بعضها مضيفات وسيطة لبعض الطفيليات التي تسبب أمراضاً للإنسان والحيوان على حد سواء. فبعض أنواع البُولينوس Bulinus تعد مضيفة وسيطة لدودة بلهارسية المثانة، وبعض أنواع المنقعية Planorbis مضيفة وسيطة لدودة بلهارسية المستقيم. ويعد الحلزون المبتور (المستنقعية المبتورة)Lymnaea truncatula مضيفاً وسيطاً للوريقة الكبدية Fasciola hepatica التي تعيش في الحالة البالغة في القنوات الصفراوية للأغنام وتسبب لها هزالآً وتليفاً في قنواتها الصفراوية. ويؤلف بعض بطنيات الأرجل مضيفات وسيطة لبعض الديدان التي تصيب الأسماك والطيور البحرية.

وقد اقتُرح استخدام بعض بطنيات الأرجل في المكافحة الحيوية، كاستخدام النهرية الجِنْكِيَّة P.enkinsi في إبعاد الحلزون المبتور من الأوساط التي تجمعهما معاً للتكاثر السريع للأول ودخوله في تنافس غذائي شديد مع الثاني.

وتؤلف بطنيات الأرجل جزءاً كبيراً من الكتلة الحيوية biomass في البحار وفي المياه العذبة. وتسهم يرقات كثير منها في تكوين العوالق الحيوانية التي تؤلف جزءاً من السلسلة الغذائية. لذا فإن لدراسة هذه الرخويات أهمية علمية فائقة في موضوعات انتقال المادة والطاقة ضمن الأنظمة البيئية، وخاصة البحرية منها. 

 

محمد ياسين قصاب

 

مراجع للاستزادة:

 

- Beaumont, A. et P. cassier. Biologie Animale, T. I. Dunod Universite (1978).

- Beaumont , A. et P.cassier. travaux pratiques de Bioloqie animale (1970).

- Fisher , E. , A. Fsanc et coll. mollusques , gasters podes et scaphopodes. Dans “Traite de zoologie, sons la dir. de P. P. G rassee. T V. fas.3. masson (1968).


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 176
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1106
الكل : 40558272
اليوم : 88087

الأمواج المستقرة

الأمواج المستقرة   تحدث الموجات المستقرة stationary waves كلما التقت موجتان متقدمتان progressive مغذاتان ومتماثلتان تردداً، وتنتشر إحداهما في اتجاه يعاكس انتشار الأخرى، وينتج من تراكبهما أو تداخلهما تكوّن أجزاء تهتز بسعة عظمى تسمى بطون الاهتزاز antinodes ويرمز لها بالحرفA، يفصل ما بينها بالتناوب أجزاء تنعدم أو تكاد تنعدم فيها سعة الاهتزاز، وتسمى العقد nodes ويرمز لها بالحرف N. وتظهر الموجة المستقرة وكأنها تهتز مراوحة في مكانها، لذلك وُصفت بالمستقرة، وهي تختلف بذلك عن الموجة المتقدمة التي تبدو كأن سعة الاهتزاز فيها هي التي تنتشر وتتقدم. وتكون المسافات بين العقد متساوية كما هو مبين في الشكل 1، ويؤلف الاهتزاز ما بين عقدتين متجاورتين ما يشبه المغزل.
المزيد »