logo

logo

logo

logo

logo

هنانو (إبراهيم-)

هنانو (ابراهيم)

Hananu (Ibrahim-) - Hananu (Ibrahim-)

هنانو (إبراهيم ـ)

(1286 ـ 1354هـ/1869 ـ 1935م)

 

إبراهيم بن سليمان بن محمد هنانو، أبو طارق، حقوقي ورجل إدارة وسياسي من الطراز الأول وثائر مجاهد صلب، نقيّ الضمير وعف اليد.

ولد في بلدة كفر تخاريم من أعمال قضاء حارم في محافظة حلب، وهي معقل من معاقل الوطنية والعروبة. وأتم دراسته الابتدائية فيها ثم تابع دراسته الرُّشْدِيّة والسلطانية في حلب، ثم سافر إلى عاصمة السلطنة العثمانية والتحق فيها بالمدرسة الملكية (معهد الحقوق)، وعرف في أثناء وجوده في العاصمة بحبه للحرية وتأثره بأفكار العثمانيين الأحرار ونقمته على الظلم والاستبداد، وانتسب إلى حزب الاتحاد والترقي في فترة نضاله السري، وسجن مرتين.

شغل بعد تخرجه في الجامعة مناصب إدارية في مختلف أرجاء السلطنة: مديراًً لإحدى نواحي ولاية بورصة، وقائداًً في ولاية أرضروم، وتزوج امرأة غير عربية من إحدى نواحي الرومللي أنجبت له ولدين هما طارق و نباهت.

برز اسمه في نهاية الحرب العالمية الأولى حين كلفه الشريف ناصر القائد الميداني للجيش العربي الزاحف في طليعة القوات الإنكليزية، بعد تحرير حلب في 30/10/1918 احتلال أنطاكية ورفع العلم العربي عليها وطرد بقايا الجيش العثماني منها، فدخل إليها مع 150 مقاتلاً من رجاله وشكل فيها مجلس إدارة مؤقتاً جعل على رأسه صبحي بركات الخالدي، وقد منع بحسه السياسي السليم ونظرته الاستراتيجية تمزيق العلم العثماني قائلاً: «لا تنسوا أن هذا العلم قد أظل العروبة والإسلام لستة قرون…».

وحاول لدى نزول الفرنسيين على سواحل لواء إسكندرونة (14/11/ 1918) وتقدمهم باتجاه انطاكية مقاومتهم وردهم عنها، ولكنه أصيب بخيبة أمل حين وصله أمر الحكومة العربية الحازم بدمشق بإنزال العلم العربي والانسحاب من أنطاكية، ففعل ذلك مكرها وغادرها حزيناً ثم شارك في توطيد أركان الحكومة العربية في حلب مع الوطني الغيور رشيد بك طليع ونبيه العظمة وتم تكليفه رئاسة ديوان ولاية حلب، حيث أسس الجناح الوطني فيها ما عرف باسم جمعية الدفاع الوطني التي أخذت بتشجيع من الوطنيين في دمشق بدعم الحركات الثورية المعادية للفرنسيين التي بدأت في 12/10/ 1919 ثم انتخب مندوباً عن قضاء حارم للمشاركة في المؤتمر القومي العربي السوري الأول في دمشق 1/12/1919، وشارك في النشاطات السياسية الرافضة لمشروعات الاستسلام التي وقعها الأمير فيصل في أوربا وحاول فرضها على الوطنيين…

قام بعد احتلال الفرنسيين حلب ودمشق في تموز/يوليو من عام 1920 بالانسحاب إلى المنطقة الجبلية  جنوب وشرقي أنطاكية، وإشعال نار ثورة لاهبة منظمة تنظيماًً دقيقاً وقيادة ديموقراطية حقه قائمة على الشورى، وأنشأ مع رفاقه مجلساً ثورياً لقيادتها ومحكمة عسكرية ونظاماً عادلاً لجمع الضرائب تشرف عليه إدارة وطنية مقرها بلدة أرمناز، وضرب على أيدي المتعاونين مع المحتل الذين حاولوا الإساءة إلى الثورة وخاض سبعاً وعشرين معركة لم يُهْزَم في أيّ منها، كما عقد اتفاقاً مع الكماليين رافضاًً أي تبعية لهم (6 أيلول/سبتمبر 1920)، وعقد أيضاً مؤتمرات وطنية لدعم الثورة، ورفض إغراءات الفرنسيين بتعيينه على رأس حكومة في المنطقة وكان رده إنه يريد وحدة الوطن لا إقامة دويلة هزيلة سادسة تضاف إلى الدويلات الخمس التي أقامها الفرنسيون.

كما قام بوضع استراتيجية عربية موحدة تقضي بتوحيد جهوده مع ثورتي الشيخ صالح العلي وثورة آل البيطار وعز الدين القسام.

وجهت المفاوضات السياسية التي تمت بين الكماليين و الفرنسيين منذ أواخر عام 1920- التي أسفرت لاحقاً عن توقيع معاهدة أنقرة (20/10/1921) - ضربة قوية لثورة هنانو العربية، فانسحب بقواته إلى جبل الزاوية التي تم فيها خوض أخر معارك ثورة الشمال، وقررت القيادة بعدها إيقاف العمليات العسكرية رحمة بالسكان ورفض هنانو الانسحاب إلى الأراضي التركية القريبة لكي لا يضع الثورة تحت نفوذ الأتراك وخدمة مصالحهم، وقرر الانسحاب إلى جنوبي سورية حيث استقدم الإنكليز الأمير عبد الله وولوه على جزء من المنطقة (ب) الخاضعة لانتدابهم حسب اتفاقيات سايكس - بيكو… وقصة انسحابه وصحبه مشهورة ومحزنة تركت في نفسه أثراً لا يمحى إذ ألب عليه الفرنسيون شيوخ بعض القبائل البدوية وبعض المرتزقة بعد أن أطمعوهم بالمكآفات الضخمة… وخاب أمله بالأمير عبد الله، ولا يعلم كثير عن سر تسليمه للإنكليز وقيام هؤلاء بتسليمه للفرنسيين، فوصل إلى حلب مخفوراً في منتصف أب/أغسطس 1921 وبدأت محاكمته المشهورة فيها (15 أيار/مايو 1922) وانتهت بتبرئته والاعتراف بأن ثورته كانت ثورة وطنية مشروعة…

أصبح هنانو زعيم النضال الوطني السياسي في شمالي سورية وأطلق عليه الناس بصورة عفوية اسم الزعيم، واختفى في أثناء الثورة السورية الكبرى (1925-1927)، ويعتقد أنه كان يقود الكفاح المسلح في الشمال في هذه الفترة سراًً. ومنذ عام 1927 أسهم في تأسيس الكتلة الوطنية التي قادت النضال الوطني، وأصبح أبرز أعضائها وأكثرهم تشدداً في رفض الانتداب ورفض المعاهدات الجائرة التي كان الفرنسيون ينوون عقدها مع من يسمونهم بالمعتدلين، وانتخب نائباًً في الجمعية التأسيسية التي انعقدت بعد انتخابات 24 نيسان/أبريل 1928، ورشحه الوطنيون لانتخابات رئاسة الجمهورية في عام 1928، كما انتخب نائباًً في البرلمان وعضواً قيادياً في الكتلة الوطنية (4 تشرين الثاني/نوفمبر 1932) وقاد مع صحبه النضال السياسي في الشمال السوري حتى وفاته. وقد حاول المتعاونون مع الفرنسيين اغتياله (1932) وضربوا ابنه طارقاً في مظاهرات 1933 ضرباً أدى به إلى الجنون ومع ذلك لم تلن قناته ورد على من أخبروه بإيقاف الجناة «وهل أوقفتم الذين ضربوا أبناء الأمة برصاصهم، اذهبوا ما طارق إلا واحد من أبناء هذا الشعب»، وظل حتى وفاته أحد الأعمدة الأساسية للكفاح الوطني بصلابته ونظافة يده ورفضه المساومة على الوطن واستقلاله ووحدته.

ظهرت عليه أعراض مرض السل منذ عام 1925 نتيجة معاناته، وحزت في نفسه كثيراً دعوى أقامها عليه أحد زملائه مطالباًً بسداد دين في وقتٍ لم يكن يملك فيه ما يسد رمقه، فمات مقهوراً في 21 تشرين الثاني 1935.

وهزّ موت الزعيم الوطن كله، ولما عزم الوطنيون على إقامة مأتم حاشد لتأبينه في 10 كانون الثاني/يناير 1936 أمر الفرنسيون بإغلاق مكاتب الكتلة الوطنية (18/1/1936)، واندلعت الاضرابات والصدامات مع الفرنسيين وأعوانهم والتي عرفت باضرابات الستين يوماًً، وأدت إلى اعتراف الفرنسيين بحق السوريين في الاستقلال وتوقيع المعاهدة السورية الفرنسية عام 1936 التي أدت إلى إقامة الحكم الاستقلالي الثاني… وهكذا خدم بلاده حياً وميتاً.

زهير محمد ناجي

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ محمد علي حلوم، المجاهد الكبير إبراهيم هنانو (دمشق 1995).

ـ علي رضا، قصة الكفاح الوطني في سورية «1918-1946» (حلب 1979).

ـ منير الريس، الكتاب الذهبي للثورات السورية «مذكرات منير الريس» (بيروت 1976).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 526
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 579
الكل : 31695677
اليوم : 50259

الحلقة

الحلقة   الحلقة ring (س ، +، ×) هي مجموعة غير خالية س، مزودة بقانوني تشكيل داخليين، يسمى أحدهما جمعاً ويرمز له بـ +، والآخر ضرباً ويرمز له بـ ×، بحيث يتحقق ما يلي: 1- المجموعة  س  تكون زمرة تبديلية بالنسبة للجمع[ر]. 2- الضرب تجميعي؛ أي: (س × ع) × ص = س × (ع × ص) لكل ثلاثة عناصر س، ع، ص من س. 3- الضرب توزيعي على الجمع، أي: س × (ع + ص) = س × ع + س × ص، (ع + ص) × س= ع × س + ص × س لكل ثلاثة عناصر س، ع، ص من س. وفيما يلي يستخدم الرمز س، بغية الاختصار للدلالة على الحلقة.
المزيد »