logo

logo

logo

logo

logo

قلعة حارم

قلعه حارم

Harim citadel - Citadelle de Harem

قلعة حارم

 

تقع قلعة حارم Harim في جبل باريشا إلى الغرب مباشرة من بلدة حارم، وتبعد عن حلب نحو 70كم غرباً. وهي تشرف على سهل العمق وتسيطر على الطريق بين أنطاكية وحلب.

ينسب البناء الأول للقلعة إلى البيزنطيين الذين احتلوا أنطاكية عام 348هـ/959م في عهد نيقفور الثاني فوكاس Nicephorus II Phocas، ثم استرد المسلمون القلعة عام 479هـ/1086م في عهد السلجوقي سليمان بن قطلميش. وفي عام 491هـ/1097م سيطر عليها الصليبيون، لتوفير حماية أنطاكية، وأطلقوا عليها اسم «كاستروم هارِنْك» Castrum Harenc. وما لبث المسلمون أن استرجعوها عام 513هـ/1119م بعد أن ألحقوا بروجيه Roger أمير أنطاكية هزيمة شديدة. وخضعت القلعة عام 553هـ/1158م لنور الدين سلطان حلب، لكن الصليبيين عادوا واحتلوها في آخر هجوم لهم على المنطقة وأقواه، في عهد بلدوين الثالث III Baldwin ملك القدس، إلا أن نور الدين استعاد القلعة في عام 560هـ/1164م بعد أن حقق نصراً حاسماً على تحالف الإمارات الصليبية وأخذ قادتها، بمن فيهم بوهِموند الثالث Bohémond أمير أنطاكية وريمون الثالث Raymond III أمير طرابلس، أسرى إلى حلب، وبقيت القلعة في يد المسلمين إلى أن خرج الصليبيون من المنطقة.

تعرضت القلعة لهزة أرضية عنيفة عام 566هـ/1170م، كما خربها المغول في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي، فتراجع دورها وتلاشت أهميتها السابقة.

بنيت القلعة فوق كتلة صخرية مرتفعة، وجُعلت تحصيناتها من طبيعة الأرض المجاورة، فأحاط بها من جهتها الشمالية الشرقية خندق ماء حفر في الصخر، بينما حماها من الجهة الشمالية منحدر صخري طبيعي.

تعود الأبنية الرئيسية للقلعة إلى العهد الأيوبي، وخاصة إلى زمن الملك الظاهر غازي حاكم حلب الذي أحاط القلعة- ذات الشكل البيضوي- بسور دفاعي تحميه الأبراج القوية، وخاصة من الجهة الشرقية الضعيفة، وكسا قاعدة القلعة بالأحجار المنحوتة الناعمة الصعبة التسلق والتي لازال بعضها ماثلاً حتى اليوم، كما تدل على ذلك كتابة على باب القلعة من عام 596هـ/1199م، ويقع مدخل القلعة الرئيسي في جهتها الجنوبية الغربية، ويحميه بروزان محفوظان جزئياً حتى اليوم.

تقوم في الجهة الشرقية من القلعة قليعة صغيرة donjon مستطيلة الشكل، يرجح أن الظاهر غازي قد بناها أيضاً. وفي القلعة منشآت متنوعة، مخازن ومهاجع وإصطبلات، وهناك منشآت من العصر المملوكي وبعض الأبنية العثمانية. تعد قلعة حارم مثالاً جيداً للعمارة العسكرية العربية الإسلامية مثل قلعة حلب، وتجري فيها اليوم أعمال صيانة وترميم متنوعة.

سلطان محيسن

 مراجع للاستزادة:

 

ـ فولفغانغ مولر- فينر، القلاع أيام الحروب الصليبية، ترجمة محمد وليد الجلاد، مراجعة سعيد طيان (دار الفكر، دمشق 1984).

- R.BURNS, Monuments of Syria (Dummar Publisher, Damascus 1999).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 518
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1102
الكل : 40520150
اليوم : 49965

العمارة العضوية

العمارة العضوية   العمارة العضوية organic architecture هي تحقيق التناسب عن طريق ترتيب علاقات هندسية تؤدي إلى نظام عضوي متناسق لتبدلات لا تنتهي. ونادراً ما كانت العمارة تغفل عن تطبيق المقياس العضوي module الذي يقوم على ربط قياسات أبعاد العمارة بمقياس وحدة من أجزاء هذه العمارة. لاشك في أن تطور الأدوات المستعملة في العمارة ساعد على تطوير العمارة العضوية، إذ لم يكن باستطاعة الإنسان في العصر الحجري إنجاز عمارة سويّة عن طريق أحجار السيلكس التي كانت أداته الوحيدة لتشذيب المغاور التي سكنها، أو تشذيب الأحجار الضخمة التي صنع منها العمارة الحجرية الضخمة megalithes، أو إعداد الأغصان لاستعمالها في إنشاء الأكواخ المائية palafittes، إلا بعد استعماله للأدوات المعدنية في بداية التاريخ، فاستطاع أن يقطع الصخر ويشذبه لبناء القبور المقببة tmulus المؤلفة من مداميك مدعومة بالطين، ثم بدأت صناعة العمارة الهندسية بالتطور. في الحديث عن هندسة العمارة لا بد من القول إن مصر كانت السبّاقة في تحقيق التناسب والانسجام الهندسي العضوي، المتمثل في إعداد الصخور بمقاسات محددة لإقامة الأهرامات والمعابد الصامدة والقوية والمنسجمة مع مفهوم الأبدية عقيدة المصريين.
المزيد »