logo

logo

logo

logo

logo

قلعة الكرك

قلعه كرك

Karak Citadel - Citadelle de Karak

قلعة الكرك

 

الكرك Al-Kerak أو Karak مدينة وقلعة في جنوبي الأردن،على بعد 16كم إلى الشرق من الطرف الجنوبي للبحر الميت، وعلى مسافة 124 كم إلى الجنوب من عمان، ويسمونها باليونانية كراكموبا Charachmoba أو Charax (الحصن المسور)، وعرفها الرومان باسم بيترا ديزرتي (أي حصن الصحراء) Petra deserti.

يرجع موقع الكرك إلى عصر الحديد، وقد ورد ذكرها في العهد القديم باسم قير حارسة مقرونة باسم مؤاب (أشعيا 16/7). ويعتقد أن من بناها ميشع ملك مؤاب بين عامي 860ـ850ق.م، غير أن ما يرى من القلعة اليوم يعود إلى زمن الحروب الصليبية وإمارة الكرك الأيوبية. وهي تنتصب فوق رعن صخري (قمة مرتفع صخري) على ارتفاع 950متراً عن سطح البحر، وتنحدر سفوح الجبل بشدة حتى وادي الكرك الذي ينشعب فرعين أسفل المدينة. وتقوم مباني القلعة فوق مصطبتين متفاوتتي الارتفاع، إلى الجنوب من مدينة الكرك مباشرة، ويفصلها عنها خندق عميق قُدَّ في الصخر، وكان يعلوه جسر متحرك إلى بوابة الحصن،كما كانت المدينة نفسها محاطة بسور يتماشى مع النتوءات الصخرية، تهدم معظمه في الأزمنة المتأخرة.

ظلت الكرك تحتل مكانة مهمة على مدى قرون، لموقعها الاستراتيجي على طرق القوافل، استولى عليها الصليبيون بعد استيلائهم على بيت المقدس (شعبان 492هـ/ تموز/يوليو1099م)، وحصَّنها بلدوين الأول Baldwin I (بغدوين في المصادر العربية 1100ـ 1118م) وعلى الأرجح نحو عام 1115م. وفي عام 1142م أدخل حاكمها الكونت بايان الساقي Payen le Bouteiller تحسينات كبيرة على منشآت المدينة والقلعة ودفاعاتها وفق مخطط شامل مع القلاع المجاورة للسيطرة على طرق القوافل والاتصال بالإشارات مع القدس. فكانت قوافل المسلمين المتوجهة نحو مصر ومكة والمدينة تتحرك في المنطقة تحت حراسة مشددة، حتى إن الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي حاصرها مرتين عامي 566 و569هـ/1170 و1173م) لحماية قوافل كانت في طريقها إلى مصر، كما حاصرها صلاح الدين عام 579و580هـ/1183و1184م، إلى أن سقطت أخيراً في يده عام 584هـ/1188م بعد معركة حطين[ر] وإعدام صاحبها أرناط Renoud de Chatillon. ومنحها صلاح الدين إقطاعاً لأخيه الملك العادل الذي رممها وزاد في دفاعاتها، واستخدمها مقراً لخزائن أمواله وورثها ابنه الملك المعظم عيسى، وتحولت منذ ذلك الحين إلى إمارة أيوبية ثم مملوكية، بعد أن استولى عليها الملك الظاهر بيبرس عام 662هـ/1263م، وتسبب زلزال شديد عام 693هـ/1293م في تهدم أجزاء منها.

قلعة الكرك

استخدمت القلعة في العهد المملوكي منفى للأمراء وكبار المماليك، وقاعدة ينسحب إليها الخارجون عن الطاعة منهم. وقد نفي إليها الملك الناصر محمد بن قلاوون[ر] بعد سلطنته للمرة الأولى وعاد منها إلى عرش السلطنة عام 698هـ/1298م. ومر بها ابن بطوطة عام 1355م ووصف قوتها ومناعتها. وقد فقدت القلعة أهميتها بعد الفتح العثماني لبلاد الشام، وتسودت عليها أسر محلية متنافسة و ظلت دفاعاتها سليمة إلى عام 1840م، حين استولى عليها إبراهيم باشا وهدم قسماً كبيراً منها.

تنسب منشآت القلعة إلى العهدين الفرنجي والعربي بنسبة تكاد تكون متساوية، ويتميز كل منهما من الآخر بنوعية الحجارة المستخدمة المجلوبة من مقالع مختلفة. وقد تهدمت معظم المنشآت العليا منها،وما تزال منشآتها الأرضية وتحت الأرضية أقرب إلى السلامة. ويبين مخططها الشكل العام للقلعة التي تمتد طولياً من الشمال إلى الجنوب، وتتألف عملياً من قلعتين عليا وسفلى، ولكل منهما سور يحميها وفناء فسيح، والحرز الرئيسي فيها يضم غرفاً معقودة من الحجر قليلة الإضاءة، وممرات مظلمة تربط بينها عبر بوابات محمية، وأفضل ما حفظ منها المنشآت تحت الأرض.

للقلعة بوابة حديثة يليها ممر منحدر يوصل إلى درج في الفناء السفلي، وممر آخر يوصله إلى السوية العلوية. ويؤدي درج آخر إلى المستوى السفلي تحت الأرض والفناء العلوي،حيث تقوم المنشآت المنسوبة إلى العصر الأيوبي ـ المملوكي التي ما تزال في حالة جيدة، وخاصة القصر والمدرسة والمسجد.

محمد وليد الجلاد

 الموضوعات ذات الصلة:

 

التحصين ـ القلاع والحصون ـ قلعة الحصن.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ فولفغانغ مولر ـ فينر، القلاع أيام الحروب الصليبية، ترجمة محمد وليد الجلاد (دار الفكر، دمشق 1984).

ـ يوسف حسن درويش غوانمة، إمارة الكرك الأيوبية (دار الفكر، عمان 1982).

 -T.E.LAWRENCE,Crusader Castles,Immel Publishing (London 1992).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 533
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1085
الكل : 40490651
اليوم : 20466

لين _ يوتانغ

لين (يوتانغ ـ) (1895ـ 1976)   لين يوتانغ Lin Yü-t’ang (Yutang) كاتب ولغوي صيني، ولد في لُن- تشي Lun-chi  في مقاطعة فو كيان Fu-kien، وتلقى تعليمه ليمشي على خطى والده الكاهن في الطائفة المسيحية المشيخية Presbyterian، إلا أنه تخلى عن الديانة المسيحية وهو في أوائل العشرينيات من عمره. درس في جامعات شانغهاي وهارفرد ولايبزيغ، وصار أستاذاً في فقه اللغة الإنكليزية في جامعة بكين، إلا أنه اضطر إلى ترك هذا المنصب بسبب الاضطرابات التي سادت هناك في الثلاثينيات من القرن العشرين. عاش بدءاً من عام 1936 في الولايات المتحدة، ولم يعد إلى الصين سوى في زيارات لم تدم طويلاً بسبب خلافه مع أقرانه حول مهمة الأدب، التي رأى أنها لا تنسجم وأهداف الحزب الشيوعي الصيني وتعليماته. سمي في عام 1954 رئيساً لجامعة سنغافوره، وتوفي في هونغ كونغ.
المزيد »