logo

logo

logo

logo

logo

الكستناء

كستناء

Chestnut - Châtaigne

الكستناء

 

الكستناء chestnut tree شجرة متساقطة الأوراق كبيرة الحجم، تنتمي إلى الفصيلة الزانيّة Fagaceae والجنس Castanea الذي يضمّ 10 ـ 12 نوعاً، منها الكستناء C.sativa Mill. موطنها الأصلي على الأرجح الصين شرقاً، ومن ثم امتد جنسها Castanea نحو الغرب في أوربا، إلاّ أن ڤاڤيلوڤ N.Vavilov يؤكّد أن المركز الأصلي الذي انتشر منه جنسها يضم آسيا الصغرى وإيران وتركمانستان وما بين القوقاز، وتنتشر اليوم بالحالة البرية أو المستزرعة في سائر الأقطار الأوربية الشرقية والغربية وفي شمالي أفريقيا (الجزائر وتونس والمغرب) وفي قبرص والولايات المتحدة الأمريكية. وفي سورية توجد بقعة ضيقة لها في منطقة بتيسه في وادي النضارة (وادي النصارى) على ارتفاع 800 م عن سطح البحر، تمثل منطقة حراجية طبيعية، وهي الوحيدة في المشرق العربي، على ترب ناشئة من صخرة أمّ بازلتية وفي طابق بيومناخي رطب وعذب، هطله المطري نحو 1500 مم في السنة. تزرع الكستناء للحصول على ثمارها وخشبها وللزينة. وتعد الصين وكوريا وتركيا أكثر الدول المنتجة والمصدرة لها.

الشكل (1)

الوصف النباتي والخصائص الحيوية

الكستناء شجرة معمرة ضخمة، مجموعتها الجذرية وتدية متعمقة جداً وكثيرة التشعب. مجموعتها الخضرية قوية يمكن أن تصل إلى ارتفاع 30 ـ 35م وبمحيط جذع 6 ـ 8م. جذعها منتصب، فروعها الهيكلية متعرجة ثخينة وأفقية تقريباً، طرودها الحديثة وفروعها محمرة أو بنية أو زيتونية اللون مضلعة بحسب عمرها، فروعها المسنّة متشققة طولياً ذات لون بني فاتح، البراعم بيضوية أو مستديرة ملساء مخضرة مائلة إلى الاحمرار، أوراقها إهليلجية رمحية إلى رمحية متطاولة أو بيضوية رمحية، مسننة ومتبادلة، طولها نحو 8 ـ 12سم، وعرضها 5 ـ 8سم ذات لون أخضر فاتح على  وجهها العلوي وأخضر مزرق  لماع على وجهها  السفلي (الشكل1).

 

أزهار الكستناء وحيدة المسكن، تزهر على الشجرة نفسها؛ ولكنها منفصلة، تنشأ الأزهار المذكرة في آباط الأوراق على شكل هريرات متدلية على الطرود الثمرية، أما الأزهار المؤنثة فتتفتح بوقت متأخر في شهر تموز/يوليو على قمم الطرود نفسها، أو على قواعد النورات المذكرة العقيمة المتساقطة، التلقيح حشري ريحي، ولابد من زراعة أصناف ملقحة مع الأصناف المنتجة. تتجمع الثمار (كلّ 2 ـ 3 ثمار) في قنابة كأسية مغلفة بالأشواك تسمى القنفذة، قطرها عند النضج 5 ـ 6سم، وقد تصل إلى 10سم في الأصناف المزروعة. تتفتح القنافذ بأربعة مصاريع؛ لتبدو منها غالباً ثلاث ثمار. الثمرة خضراء ثم بنية اللون مدببة طولها 2.5 ـ 4سم، قشرتها جلدية جرداء، وقد تحوي بذرة واحدة ذات فلقتين أو أكثر، غير متساويتين، بيضاء اللون ومجعدة ذات تعرجات عدة (الشكل 2).

 

الشكل (2)

1- البوش الأحمر 2- ليون الذهيب 3- غورلو (الأسود المتأخر) 4- كرمبال 5- نوزيللار 6- أمبريال الأسود (الأسود المتأخر)

تتفاوت سرعة نمو الأشجار حسب عمرها، فيكون سريعاً في السنوات الأولى بعد الزراعة، ثم يتباطأ مع تقدم الأشجار بالعمر؛ ليصير بطيئاً جداً عندما يصير عمرها نحو 80 سنة. ويمكن أن تعمّر الكستناء مئات السنين، وأن تعطي خلائف وفسائل على أرومة الجذع بعد قطع الشجرة الأم يمكنها النمو والتحول إلى أشجار قوية وجيدة.

تبدأ الكستناء المطعمة بالإثمار في عمر 5 ـ 8 سنوات، وتثمر على الطرود الثمرية، وتراوح المدة بين ظهور الأوراق في بداية الربيع ونضج الثمار بين 150 و170 يوماً، تبلغ إنتاجها الأعظمي في عمر 40 ـ 60 سنة، وتنضج الثمار بين شهري أيلول/سبتمبر وتشرين ثاني/نوفمبر حسب الشروط المناخية والتغذية.

المتطلبات البيئية

تنمو الكستناء في البلدان المعتدلة، ولكنها تخشى الحرارة المرتفعة والجفاف المتواصل. تقاوم برد الشتاء الشديد، وتعاني التجمد في بداية سريان العصارة عند وقوع الصقيع الربيعي، تزهر في درجة حرارة 15 ـ 18 ْم. تنتشر على ارتفاعات تراوح بين 0 و2000م، ولكن أساساً بين 700 و1200م فوق سطح البحر. ولكي تتشكل الثمار، وتنضج طبيعياً؛ لابدّ من ثبات درجة الحرارة وانتظامها. تفضّل الكستناء المنحدرات المشمسة في المناطق الجبلية، ويسبب التعرض المباشر للأشعة الشمسية مدة طويلة حروقاً على الأوراق وتساقطها، كما أنها تخشى الرياح القوية والجافة وارتفاع الرطوبة الجوية جداً، إذ إن استمرار الضباب والندى يسبّب اصفرار الأوراق وتساقطها مبكراً، وتؤدي غزارة الأمطار في شهري تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر إلى إنتاج ثمار غير صالحة للخزن. تفضل الترب الخفيفة الرملية البركانية الأصل، الغنية بالبوتاس والمغنزيوم والدبال، العميقة النفوذة الجيدة الصرف المائي، وهي حساسة جداً للكلس والترب الغدقة؛ لأنها تسبب تعفن جذورها، والترب التي تتجاوز فيها نسبة الكلس الفعّال 4٪.

القيمة الاقتصادية والغذائية والصحية

الثمار الكبيرة من الكستناء غنية بالكاربوهيدرات ومصدر أساسي لتغذية سكّان الجبال المجاورين لتجمعات أشجارها الحراجية خاصة في أثناء الأزمات. يمكن تناولها نيئة أو مشوية أو مطبوخة، أو بعد إدخالها في صناعة المعجّنات والحلويات، أما الثمار الصغيرة والرديئة فلها قيمة غذائية عالية للحيوانات بعد خلطها مع الفصة، وخاصة للدجاج البيّاض. تتكون الثمار الطازجة من: الماء 2.9٪، والسللوز 2.9٪، والمواد المعدنية 1.4٪، والمواد الدسمة 1٪، والكربوهيدرات 34.8٪، والمادة الجافة 45.7 ـ 51٪، وتتكون  المادة  الجافة  من: المواد الكاربوهيدراتية: 57.8٪ والمواد  الدسمة 5٪  والمواد  البروتينية 6 ـ 7٪.

الثمار غنية بالغلوبولين والمثيونين والرماد والألياف والحديد والمغنزيوم والنحاس والتوتياء والصوديوم والبوتاسيوم والفسفور والكالسيوم وغيرها، وبالفيتامينات C¨B2¨B1 وPP، وحمض البانوتيك وحمض الفيتيك وغيرها، ويمكن استعمال أوراقها وفروعها الغضة الناتجة من التقليم وقبل وصول الأشجار إلى سنّ الاستثمار الخشبي الحراجي والإنتاج الثمري في تغذية حيوانات المزرعة بعد تخليصها من التانينات وترطيبها بماء مالح بإضافتها إلى خلطات علفية. كما يمكن استعمالها كفرشة للحيوانات وفي صناعة الكومبوست. واستعمال أوراقها لتغذية نوع خاص من دودة القزّ ينتج نوعاً مميّزاً من الحرير، كما يعتمد على أزهارها لتغذية نحل العسل. الكستناء أيضاً شجرة خشبية من الطراز الأول وتعدّ حراجياً ثالث شجرة خشبية عريضة الأوراق بعد السنديان والزان، يصلح خشبها في الصناعات الريفية (الحصر والسلال وأيدي الأدوات الريفية) وفي صناعة الأسيجة والعرائش والأوتاد والبراميل والصناديق وأعمدة الهاتف، وفي بناء المنازل وصناعة القشرة وألواح اللواصق الجبسية، وفي صناعة الأثاث الفاخر، وعجينة الورق. كما تستعمل نشارة الخشب، ومخلفات التصنيع في صناعة الأدبغة والأصبغة وإنتاج الكحول المثيلي وصناعة الطلاء، وفي استخراج التانينات والعديد من أجزاء الشجرة في المجالين الصيدلاني والبيطري وصناعة مواد التجميل. تستعمل الثمار مضاداً للإسهال ولمعالجة الوهن والضعف العام، ويستعمل منقوع أوراقها للقضاء على القشرة ولمعالجة السعال التشنجي والتهابات البلعوم. وقد أشارت المراجع المختلفة إلى نجاح تلقيح جذور الكستناء بأنواع عدة من الفطريات بما فيها الميكريزا ذات القيمة الغذائية والاقتصادية العالية، كما تساعد الشجرة على تحمل الشروط البيئية القاسية وعلى زيادة النمو والإنتاج الثمري؛ وذلك بزيادة كفاءة الامتصاص الجذري.

الشكل (3)

شجرة الكستناء

التكاثر وطرائق الزراعة وخدماتها

التكاثر البذري هو الأكثر شيوعاً في المشاتل بسبب صعوبة تجذير العقل وضعف النسبة المئوية لنجاحه. ويتم التغلب على عدم التماثل الوراثي بين الغراس المكاثرة بذرياً بإكثارها خضرياً؛ وذلك بتطعيم الأصل بالصنف المرغوب في التشجير البستاني، ولا يهتم بذلك عند زراعتها حراجياً. تفضل زراعة البذور في المشتل أو في الأرض الدائمة في فصل الخريف بُعيد جمعها في شهر تشرين الثاني/نوفمبر أو في نهاية شهر آذار/مارس وبداية شهر نيسان/أبريل لتجنب الصقيعين الشتوي والربيعي، وذلك بعد حفظ الثمار جيداً ضمن طبقات رملية في الأقبية، أو في الحقل ضمن أوراق الشجر أو التورب وبُعيد تعقيمها كيمياوياً، أو في البرّادات في درجة حرارة الصفر ضمن التورب. تزرع 3 ـ 4 ثمار في كل حفرة (على عمق 6 ـ 8سم) وبمسافات تختلف حسب التربة والمكان والمناخ والصنف. تطعّم الغراس في عمر سنتين بالصنف المرغوب. تطعّم الغراس ذات المنشأ البذري أو الزراعي النسيجي في المخبر الزجاجي بطريقة البرعمة الرقعية بالعين اليقظة في شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو أو بالبرعمة الحلقية. وتستخدم أصول بذرية مقاومة لمرض الفيتوفترا الخطير، مثل: C.dentata C.mollisima (يتحمّل الكلس أكثر) أو C.crenata وغيرها، كما يمكن نجاح التطعيم على بعض أنواع السنديانيات في الغابات، بهدف تحسين إنتاجها واستبدال أنواعها الرديئة المتدهورة.

تزرع الغراس المطعمة في الأرض الدائمة على مسافات مختلفة (10×12م) في الزراعة الكثيفة وعلى مدى (10) سنوات مع زراعات بينية (بطاطا، شيلم، قمح، شوندر، بقوليات، وغيرها). وفي سورية تزرع غراس الكستناء المطعمة بصلاياها (ترابها) في عمر سنتين في مواقع التشجير. ولابدّ من متابعة عمليات التسميد والتعشيب والعزيق والري وفق المطلوب وحسب عمر الأشجار. تربّى الأشجار على جذع واحد يحمل فروعاً هيكلية عدة ومتوازنة، ويجب فتح مركز الشجرة والتخلص من الفروع الزائدة والمريضة والجافة والمتشابكة، إذ إن هذه الشجرة تستمر بنموها طرفياً من الفروع المتكونة عليها؛ لتصل إلى حجمها الضخم الطبيعي.

تخضع أشجار الكستناء حالما تتناقص إنتاجيتها الثمرية، ويكون جذعها سليماً إلى عملية قطع تجديدي يسمح بتكوين خلائف جديدة حول أروماتها المتبقية، ثم يختار 3 ـ 5 خلائف جديدة قريبة من الأرض؛ لتُطعَّم بالصنف المرغوب، وبعد مضي 2 ـ 3 سنوات على التطعيم يحافظ على الأقوى نموّاً منها لتشكيل الشجرة الجديدة وتربيتها.

تنضج الثمار في نهاية شهر آب/أغسطس حتى بداية تشرين الثاني/نوفمبر؛ إذ يتفتّح الغلاف الشوكي، فتسقط الثمار على الأرض. ويمكن مساعدة سقوطها بضربات خفيفة بالعصا من دون ترك أي تأثير على الطرود السنوية الحديثة. تخزن الثمار الأكولة والمفرزة للتسويق حسب حجمها وحالتها الصحية، وبعد استبعاد المريض والتالف منها؛ في أماكن التخزين المبرّدة في درجة حرارة 20 ْم، أو أيضاً بعد نقعها في الماء النقي مدة 8 أيام، ثم تجفيفها بمجففات خاصة لخفض محتواها المائي من 65٪ إلى نحو 12٪ وخزنها في البرادات مدة طويلة.

ومن أهمّ أصنافها الوحيدة الفلقة الحديثة: ليون الذهبي وديلوت وبوش الأحمر وساردون وأمبريال الأسود ومازاميت. ومن أصناف الكستناء المتعددة الفلقات: الحمراوية الكبيرة وغورلو وبورّو وغيرها (الشكل 2).

ويختار عموماً الصنف المتميز بالإنتاجية العالية والنوعية الجيدة والإثمار المبكر والوحيد الفلقة، وبسهولة القطاف الآلي. وتسهم المؤتمرات الدولية في دعم التنسيق فيما بين الدول وتعزيزه للتوسع بالزراعة الكثيفة والحديثة لأصناف الكستناء الهجينة المثمرة والمصطفاة اعتماداً على التكاثر الخضري وزراعة النسج.

أهمّ الآفات: من الحشرات: كاربوكابس  وسيرامبيكس  وبالانين  ويرقاتها، ومن  الأمراض  الفطرية الخطرة: الفيتوفترا (INK) وتشقّق القشرة وقرحات الشجر، وغيرها.

هشام قطنا

الموضوعات ذات الصلة:

أمراض النباتات ـ التطعيم ـ التسميد ـ تقليم الأشجار ـ الحشرات ـ الري في الزراعة، الزراعات (آفات ـ) ـ الزبل (السماد البلدي).

مراجع للاستزادة:

ـ سليمان كرزون، الكستناء في سورية (أطروحة ماجستير، جامعة حلب، 1996).

ـ إبراهيم نحال وآخرون، الحراج والمشاتل الحراجية (جامعة حلب، 1989).

- MEAM  BRETAUDEAU, Atlas d’arboriculture fruitière (Ed. J.B. Baillière, V.IV 1979).

- FAO-CIHEAM- Nucis Newsletter (8):1999, (9): 2000, (10): 2001, (11): 2002.


التصنيف : الزراعة و البيطرة
النوع : صحة
المجلد: المجلد السادس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 266
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1079
الكل : 40499780
اليوم : 29595

ايكيلوند (فلهلم-)

إيكيلوند (فلهلم ـ) (1880ـ 1949)   فلهلم إيكيلوند Vilhelm Ekelund كاتب وشاعر سويدي، ولد في ستينهاغ Stenhag في جنوبي السويد وتوفي في ستوكهولم، وهو أحد رواد الشعر السويدي الحديث. كان إيكيلوند ذا أصول اجتماعية متواضعة وثقافة ضئيلة، إلا أن ترحاله الواسع في أوربة وإقامته في ألمانية حتى نشوب الحرب العالمية الأولى، وبعد ذلك في الدنمارك ما بين عامي 1914-1921 أدى إلى توسيع آفاقه. قلد إيكيلوند في بداية إنتاجه الأدبي شعراء بلده، فقد كان تلميذاً للكاتب والشاعر السويدي أولا هانسون Ola Hansson الذي تأثر بالرمزية الفرنسية والإبداعية الألمانية ونيتشه[ر] وهولدرلين[ر] وستيفان غيورغ[ر].
المزيد »